الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

من أروقة المستشفيات

حدثني أستاذي عميد كلية الطب في يوم من الأيام .. فقال :

جاءني مريض من بيشه في الستين من العمر ولديه ورم سرطاني في المريء تسبب في انغلاق كامل بحيث أصبح لا يستطيع الأكل ولا ابتلاع الطعام سوى شرب السوائل وكان يتقيأ كل ما يأكل ..

وكان رأي أطباء القسم أن يعمل له أنبوب من البطن إلى المعدة ويغذى عن طريق الأنبوب حتى توفاه الله لأن الورم قد انتشر من مكانه 

لكني رفضت هذا الحل وقلت لهم إني أعرف نفسيات مرضانا فهم لا يقبلون أن تكون هذه حالتهم وسيموتون أسفاً وحسرة على أنفسهم قبل أن يقتلهم المرض ،
وقررت أن أعمل له عملية جراحية لأوسع فتحة المريء كي يستطيع أن يأكل ويشرب في آخر حياته

فأعترض الأطباء الآخرين لأن المريض من الممكن أن يفقد حياته على طاولة العمليات بسبب كبر سنه ووضعه الصحي المتردي

لكني أصررت على عمل العملية ...

وبحمد الله نجحت العملية وعاد المريض إلى أهله وهو يأكل بسهولة

وافتقدته فترة ولم أره 

حتى جاءتني الممرضة يوماً في عيادتي وقالت : يوجد شابين بالخارج ليس لديهم موعد ويرغبون في مقابلتك

فسمحت لهم بالدخول فإذا بهم ابنا ذلك الرجل المسن وقالا :
إن والدهما لديه مزرعة نخيل وفيها نخلتين لا يعطي أحداً من ثمارها شيئاً بل يجعله له ولضيوفه
وقال : إذا أنا مت قبل جني التمر فخذا صفحتين من تمر هاتان النخلتان وأعطوه لـ ... " اسم الجراح " وقولوا له الله يجزيك الجنة .. 

حدثني أستاذي بها وعينه تدمع .. فقلت الحمد الله الذي وفقك لفعل الخير ...

د. عصام الحارثي

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق