أمسكت القلم بأصابع مرتجفة . .
نظرت إليه كما تنظر لشخص عزيز وقريب إليها . .
ثم طبعت على الورقة البيضاء قُبلة ساخنة من حبرها الأسود
وأخذت تغرس حروفها الحزينة على الورق . .
نثرت استفهاماتها العديدة هنا وهناك . .
إلى من أشتكي ؟ . . .
من سيستمع إلــــيَّ ؟ . .
هل من مرشد لــــي ؟ . .
من يساعدني على إيجاد المخرج من هذه الأزمة ؟
أمي ؟ أو أختي ؟ . .
صديقتي ؟ أم مرشدتي ؟ . . .
أو كالعادة ورقي وقلمي ؟! . . .
التوقيع . . فتاة غارقة في دوامة المشاكل ، ،
أجرت حياة لقاءات مع الفتيات طالبة منهن الإفصاح ولو قليلاً عن همومهن ومشاكلهن، ومدى الأثر الذي تطبعه في نفوسهن . . وكان المحور الأساسي إلى من يفضلن اللجوء في مواجهة تلك العقبات . .
في دوامة المشكلات هناك فتيات غارقات في دموعهن وآهاتهن، تواجههن مشكلة فيتقوقعن على أنفسهن ولا يجدن سوى صدى نداءاتهن الحزينة بين الأضلاع . . يبحثن عمن يساعدهن وينتشلهن من مشكلة فلا يجدنه فيؤثرن الصمت وابتلاع الدموع :
ــــــــــــــــــــــ
تهديد الهاتف
تحدثنا في البداية موضي (٢٣) سنة عن إحدى تجاربها السابقة، قائلة:
بعد أن خرج الجميع من المنزل حيث فضلت البقاء لاستذكار امتحان الغد رن الهاتف وكان المتصل شاب أخذ يؤكد لي أنه يعرف الكثير من المعلومات عني ويهددني بفضحي أمام أهلي ما لم أستجب له، ثم أكملت حديثها بكل ثقة حيث قالت، ولكني لم أهتم بما ذكره أظهرت له مدى ثقتي بنفسي، ثم أخبرت أمي بما حدث لكي تمهد الموضوع لعائلتي..
ماذا لو كنت مكان موضي.. ماذا ستفعلين؟
توجهنا بهذا السؤال لعدد من الفتيات فكانت الإجابات كالتالي :
قالت ن . ن (١٦ سنة) سأغلق الهاتف ولن أهتم بما قاله، لذلك فلن أخبر أحداً بما حدث..
أتحقق من نفسي:
أما روان (١٧) سنة فكانت إجابتها مغايرة تماماً للجميع حيث قالت: سأحاول التأكد من صحة ما يدعي بنفسي من خلال سؤاله عن اسمي! ثم سأهدده، وإذا لزم الأمر أخبر صديقتي...
وردت الزهراء (١٧) سنة بهدوء تام قائلة: لأني أعلم بمدى ثقة أهلي بي فلن ألقي له بالاً، ثم لا أنسى أن أخبر أمي إذا كان الوقت مناسباً لطرح المشكلة..
والحقيقة أن عين الصواب هو أن لا تكترثي أبدأ بما يقول، وأن لا تسترسلي معه بأي حديث بل تغلقي الخط مباشرة. وتسارعي بإبلاغ والدتك وببساطة بكل ما حدث دون تهويل ولا مبالغة، ودون أن يساورك أي فزع من ذلك، فكل ما في الأمر أن بعض الشباب المستهتر يحاول قذف شباكه لعله يصطاد مغفلة هنا أو هناك تصدقه وتخاف منه فتنصاع لأوامره.
ــــــــــــــــــــــ
أخي أبو المشاكل !
وللبنى (١٥) سنة قصة مع المشاكل تقول عنها :
لدي أخ أكبر مني بحوالي سبع سنوات، أعاني منه الأمرين أنا وأختي فعندما يثور لأي سبب كان يفرغ ما به من غضب على جسدي ضرباً مبرحاً. بالإضافة إلى تدخله الدائم في أدق خصوصياتي أنا وأختي، فلا مكالمات للصديقات ولا خروج من المنزل وذات يوم طلب مني طلباً لم أنفذه له ففوجئت به وقد أغلق باب غرفتي عليه ومزق جميع كتبي ودفاتري المدرسية!!
أمي تعلم بما يحدث ولكن هي الأخرى تعاني من سوء أخلاقه ومعاملته القاسية، وحين أطلعت أبي على الأمر ازدادت المشكلة تعقيداً فأبي سامحه كالعادة، لكنه لم يغفر لي إخباري لأبي، وإلى الآن آكل وجبات الضرب والإهانة منه بانتظام! ...
وهنا توجهنا إلى د. عبد الله الفوزان أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود، لأخذ رأيه في هذه المشكلة حيث قال:
تنطوي ثقافتنا المحلية على بعض التمييز بين الذكر والأنثى في عملية التنشئة الاجتماعية، فبعض الأسر وخاصة الوالدين يمنحان المولود الذكر فرصة أكبر للاستحواذ والتسلط باعتبار ذلك من مقتضيات الرجولة في حين يربيان الفتاة على الخضوع والاستسلام، وهذا ينعكس بالضرورة على موقف الابن من المرأة حيث يمارس التحكم والسيطرة، بل العنف أحياناً بحقها..
وموقف الأب السلبي من تصرفات هذا الأخ مع أخته يعكس بعض طرقنا في التنشئة الاجتماعية التي تعلي من شأن الذكر وتنقص حق الأنثى.. وجميع ما يقوم به هذا الأخ من الضرب المبرح والتدخل الدائم في خصوصيات أخته هي ممارسات يقوم بها للتعبير عن رجولته..
وأقول لهذه الفتاة قابلي إساءته لك بالإحسان وحاولي تخفيف مشاعره العدائية تجاهك بالكلمة الطيبة وعدم الرد عليه، وتقربي منه بالمودة والإحسان والتعبير عن همومك الشخصية له وقدمي له الهدية .. فهو أولاً وأخيراً أخوك ولا زال في سن المراهقة بعد، وربما أحتاج إلى الاحتواء من طرفك أكثر من المجابهه والوقوف نداً له .. فلعل قلبه يلين ويبدأ في اتخاذ مواقف إيجابية نحوك، وابتعدي عن التصرفات التي تكون سبباً في استفزاز مشاعره العدائية، واطلبي مشورته في بعض أمورك .. وأنا متأكد أن عداوته ستنقلب إلى حنان وعطف تجاهك بإذن الله.
بين أمي وأبي وجدتي
لن تنسى تغريد ص. (١٩ سنة) هذه المشكلة التي عصفت بحياتها إذ تقول:
حين كنت في المرحلة المتوسطة حدثت مشاكل كبيرة بين أمي وجدتي، كادت تنتهي بطلاق أمي، وكنا نعيش الأمرين بسبب ذلك،
وكان أبي يأخذنا إجبارياً لمنزل جدي وهناك ما أن ننطق بعبارة واحدة حتى تحاول جدتي عكسها وقلبها بأي طريقة لتفهم منها أن أمي تؤلبنا عليها رغم أننا كنا نعاملها بمنتهى اللطافة والاحترام، وبالطبع كان هذا يؤثر على أبي الذي كان يطيع جدتي ويتهم أمي بما تقوله هي
حتى أن جدتي هداها الله كانت تسألنا عما تقوله أمي عليها وما تفعله وعن كل شيء، وكنا نحاول أن نهدئ الأمور دون جدوى، وذات مرة قالت أختي الصغرى (عمرها ٣ سنوات) لجدتي: (أنا لا أحبك) وهذا طبيعي من طفلة في عمرها، فأقامت جدتي الدنيا ولم تقعدها واتهمت أمي بأنها هي من علم أختي هذا الكلام.
واستمرينا على هذا الحال عدة سنوات، كانت أمي تترك المنزل عدة أشهر ذاهبة لبيت أهلها، ونبقى لوحدنا في المنزل، فكانت تلك السنوات من أتعس سنوات حياتي، كلها مشاكل وبكاء وصراخ، وأنا ليس لي من أشكو له وأتحدث معه عن الحزن الذي يعيش في حياتي.
وعندما مرضت جدتي أتت لدينا وصارت أمي هي التي تقوم بالعناية بها فعرفت طيبة أمي وحنانها وصارت تدعو لها طول الوقت وتسألها أن تصفح عنها إلى أن توفيت رحمها الله العام الماضي.
عندما اتهمتني الخادمة !
أما لمياء (٢٣ سنة) فكانت لها مشكلة أخرى مع خادمتهم تقول عنها: كان لدينا في المنزل خادمة مسلمة وكنت دائماً أرتاب من تصرفاتها وارتباكها الدائم وبحكم وجودي في المنزل صباحاً استيقظت ذات يوم باكراً وبحثت عنها في أرجاء المنزل فوجدتها تتحدث في الهاتف مع شاب يتكلم بلهجتنا، ثم أخذت تبكي وتتوسل إليَّ لكي لا أخبر أحداً بالموضوع وأنها لن تعود إلى ذلك مرة أخرى وبحسن نية مني صدقتها ولم أخبر أحداً – وليتني لم أفعل.
وذات يوم أتى ذلك الشاب عندها في غرفتها خارج المنزل (الملحق) فلمحه أخي وواجهها بذلك، وليتها أنكرت ذلك ولكنها رمتني بدائها وأنسلت!! إذ جعلتني طرفاً في الموضوع واتهمتني أنني أنا التي على علاقة بذلك الشاب تسهلها هي لي!!
صعقت .. وصارحت أبي وأهلي بالحقيقة وأنني وجدتها تكلمه ذات يوم، لكني شعرت بنظرات عدم التصديق في عيونهم، ورغم انتهاء الموضوع .. إلا أنني لازلت إلى الآن أجلد بسياط الشك والمعاملة القاسية كل يوم!!
وهنا علق د. الفوزان :
هذه واحدة من مشاكل الخادمات التي تشكو منها الكثير من الأسر في مجتمعنا، وعندما لا تجد الخادمة الرقابة المطلوبة من قبل الأسرة، فإنها قد تلجأ إلى مثل هذه الممارسات التي تخدش الحياء، من مكالمات هاتفية أو مقابلات مع أشخاص غرباء في منزل الأسرة.
وأنت قد أخطأت في البداية حين تسترت عليها، رغم أن الخطأ الذي قامت به ليس هيناً، وكان الواجب أن تخبري أهلك في وقتها عمَّا رأيته، وما قامت به الخادمة نحوك من اتهامات إنما هو من باب الدفاع المستميت عن الذات ولو بتخوين الآخرين الذين كشفوا أمرها.
وبأي حق يصدق أهلك – هداهم الله – ما ذكرته هذه الخادمة وبأي حق يشكون فيك ويسيئون معاملتك! كوني على قرب من والدتك وأبلغيها بحقيقة الأمر وبمشاعرك حتى تقف إلى جانبك وتكون سنداً منيعاً ضد من يحاول الإساءة إليك من أسرتك، وأيضاً اشرحي هذه الحقيقة لوالدك وإخوانك لعلهم يقدرون الموقف وعموماً أنت قمت بالدور المطلوب منك من الناحية الشرعية والأخلاقية وابتعدي عن أية تصرفات قد تثير شكوكهم حولك، وأتمنى لك التوفيق والسداد..
حين تأخرت دورتي !!
وتتذكر فاتن (٢٢ سنة) مشكلة مرت بها عندما كانت في الثالثة عشرة إذ تقول :
في إحدى المرات تأخرت دورتي الشهرية كثيراً، بل أنها تقريباً انقطعت ولمدة ثلاثة أشهر .. وهنا كدت أموت من شدة الخوف والوساوس .. ولم أعرف ما أفعل .. خاصة وأني كنت صغيرة، ولم أكن على معرفة بهذه الأمور.. وكنت أخجل إن تحدثت مع إحدى صديقاتي حول هذا الموضوع فقلت لها أن (ابنة خالتي) انقطعت دورتها منذ ثلاثة شهور .. فشهقت صديقتي وحملقت عيناها بفزع وهمست لي قائلة يا الله!! مسكييــيييييينة! لا بد أنها حامل!!!
وهنا تجمد الدم في عروقي، وبقيت واجمة لدقائق ولم أعرف ماذا أقول .. وصرت أبكي كل ليلة وأنا أتحسس بطني هل يكبر أم لا .. حتى منّ الله علي ورحم حالي وعادت الدورة إلى ما كانت عليه! لقد كان حقاً أفزع كابوس مرَّ عليَّ في حياتي .. لكني أضحك كثيراً كلما تذكرته ..
وعلى الجانب الآخر هناك فتيات قررن اللجوء إلى أقرب الناس إليهن ومددن الأيادي إليهم، فلم يندمن على ذلك..
الوسواس القهري
عانت حصة (١٧ سنة) من الوسواس القهري لفترة ليست بالقصيرة، تقول: كنت أشك في صحة طهارتي باستمرار، وأكرر وضوئي عدة مرات وكذلك صلاتي وحتى نظافتي فأعيد غسل يدي حتى تكاد تتشقق من كثرة الصابون والماء! فقررت حينها اللجوء إلى إحدى معلمات المصلى والحمد لله انتشلتني من هذا الوسواس القاتل.
أخبرن شاباً عني !!
وتتحدث ي .ب (٢٣ سنة) قائلة:
كان لدي مجموعة من الصديقات وبطبيعة الحال كان لديهن رقم هاتفي، وذات يوم أرادت احداهن الاتصال بي ولكنها أخطأت في أحد الأرقام ليتحدث إليها شاب ادعى أني غير موجودة، واستمرت في الاتصال إلى أن اتضح لها الأمر ورغم ذلك تمادت في الموضوع وبمشاركة عدة زميلات أخريات، وطبعاً أخبرته عني وزودته بعدة معلومات وبرقم هاتفي !!
وذات يوم اتصل هذا الشاب عليَّ، وبدأ بسرد هذه المعلومات على مسمعي، صدمت من شدة الذعر ولم أعرف كيف أتصرف، لكن عندما تكرر عدة مرات اضطررت لإبلاغ أخي بما يحدث، خاصة بعدما اعترفت لي إحداهن بما فعلته، والحمد لله أن أخي أنهى الموضوع بطريقته.
ولكن ما حدث آلمني كثيراً ولم أستطيع نسيانه،فقد كنت أسمع الهمس من هنا وهناك في المدرسة بأني أنا المذنبة وأنني أنا التي وقعت في الخطأ وأوقعتهن معي! لذلك فإن جراح هذه الصداقة لا تزال تنزف في داخلي ولم تندمل..
التعليق : بالطبع فإن ما فعلته ي. ما كان صحيحاً حين أبلغت أخاها بذلك، لكن كان عليها أن تفعل ذلك من البداية كما أنه كان من الواجب عليها أن تختار صديقاتها بعناية ممن يتمتعن بالأخلاق والسمعة الطيبة وحبذا لو أخبرت الأخصائية الاجتماعية في المدرسة بما حصل لتتدبر الأمر معهن.
علاقة بالــ chatting
أنا من المولعين بــ net وخاصة الــchat (المحادثة) وكنت من الذين لهم صدى فيه، هكذا قالت روان (١٧) وتضيف:
في أحد الأيام تعرفت على شاب أعجبني كلامه ورقة أسلوبه في الكتابة فانجذبت إليه وبدأت الرسائل تتوالى بيننا والتي تحتوي على كلام الغزل!
وطول هذه الفترة كان والدي مسافراً وقد خزنت الرسائل في المحفوظات ولم أعرف كيفية مسحها قبل أن يراها أبي، وحين اقترب موعد وصوله شعرت بخوف شديد وتأنيب ضمير، وكنت أتخيل ما سيحدث لي لو علم أبي بالأمر وقرأها، حتى عاهدت نفسي وربي على التوبة الصادقة، والحمد لله أني لجأت إلى صديقاتي وأخبرنني بطريقة للتخلص منها، والحمد لله أني تبت من ذلك نهائياً، بل قررت أن لا أعود أبداً إلى الــ chat مرة أخرى بإذن الله.
مصابة بالجرب !!
تقول ابتهال الدخيل (١٦ سنة) عندما كنت في المرحلة الابتدائية ظهرت أعراض الجرب على طالبتين من المدرسة فحضرت الطبيبة إلى المدرسة، وقد ظهرت حبة (بثرة) في جلدي تلك الفترة ولم أعرف نوعها فطلبت مني إحدى المعلمات استغلال الفرصة للكشف عن تلك الحبة وبسبب ذلك أشيع بين الطالبات أني مصابة بالجرب! وكم كانت عملية اقناعهن بعدم صحة الخبر صعبة للغاية!!
قطع أرزاق !!
أشاعوا عني في الجامعة أني متزوجة وأنا عزباء وقد اغتظت كثيراً فلا أعلم ما السبب الذي دعاهم لهذه الإشاعة مع ما فيها من قطع للأرزاق ( فاطمة ٢٢ سنة ) .
أنا وابن عمي
تقول س.ع (٢١ سنة) :
قبل فترة أخبرني أخي أن أحد أبناء عمي يريدني للزواج لكنه ينتظر تخرجه من الجامعة، فسعدت جداً وتعلقت به، وأصبحت أفكر به طوال الوقت وأحلم بيوم زواجي منه، ولكن بعد سنة تقريباً فوجئت بأن من تقدم لخطبتي هو أخوه الأكبر! فصدمت لذلك، وحين سألت أخي قال بأنه تفاجأ أيضاً وعندما سأل ابن عمي عن كلامه السابق قال بأنه نسي الموضوع!! لأنه سمع أهله يخططون لخطبتي لأخيه الأكبر! وهنا صدمت تماماً وأخذت أبكي لعدة أيام لأني تعلقت بوهم ولأنه تخلى عني بكل سهولة، وأصبحت حائرة لا أعرف ما أفعل .. هل أوافق أم لا؟ ولم أعرف لمن أشكو صدمتي وتحطم قلبي، فقمت بعرض مشكلتي في أحد المنتديات ذات الطابع الاجتماعي والديني والحمد لله حصلت على نصائح كثيرة وجميلة. لقد انتهى موضوع خطبتي الآن لأسباب أخرى وأحمد الله على ذلك، لكني حصلت على دعم رائع وجميل من أخواتي في المنتدى جعلني أقف على قدمي من جديد.
علاقة مع شباب . .
أشاعت بعض الطالبات بأنني أتحدث مع شباب، فلم أستسلم لهذه الإشاعة بل أخذت أبحث عن مصدرها حتى اكتشفتها ثم شكوتها للأخصائية لتتصرف معها ( س.م ١٦ سنة ) .
ما السر في رفض الزواج !
رفضت لأسباب متعددة عدة أشخاص تقدموا لخطبتي فسمعت من إحدى قريباتي أن هناك كلاماً يدور في المجالس مفاده أني أرفض الزواج لعلة ما فيّ وأني على علاقة!!
ساءني جداً هذا الكلام وأثر كثيراً على نفسيتي. ( د.ع ٢٤ سنة ) .
تحرش السائق
وتروي أ.ع (١٦ سنة) مشكلة أرقتها إلى أن نجحت عمتها في حلها قبل استفحال الأمر:
عندما كنت في العاشرة من عمري تعرضت لتحرش من سائقنا، فخفت وارتبكت ولم أعرف لمن أشتكي لأني كنت أخجل كثيراً من التكلم في هذا الموضوع حتى مع أمي، وقد أصبحت أكرهه جداً وأرفض الذهاب معه لأي مكان بل وأخاف حتى على أختي التي تصغرني منه، كل هذا دون أن يعرف أهلي شيئاً عن الموضوع، وذات مرة كنت أتحدث مع عمتي وهي إنسانة طيبة جداً وحنونة وملتزمة، ووجدت نفسي أتحدث معها عما حصل تعاملت عمتي مع الموضوع بهدوء، ولم تثر في نفسي الذعر، بل سألتني إن كان ذلك قد تكرر فأجبتها بالرفض وأني صرت أتحاشاه، فنبهتني لضرورة عدم التحدث معه ولا الجلوس مع أي رجل غير محرم وأن ألتزم بالساتر من الثياب.
ثم قامت بمحادثة والدي بالموضوع فقام بطرده مباشرة وأصبح يقوم بنقلنا بنفسه لأي مكان نريده. والآن حين أتذكر ذلك أحمد الله أني أخبرت عمتي قبل أن يستفحل الموضوع ويحدث ما لا تحمد عاقبته.
التعليق :
كان من الواجب على الأهل أن يتنبهوا لذاك وأن لا يتركوا بناتهم الصغيرات في عهدة رجل أجنبي لا يردعه دين ولا أخلاق، والواجب على أي فتاة تتعرض لما تعرضت له أ. أن تسارع بإخبار والدتها ولو بشكل لا يخدش حياءها كأن تقول أن نظراته وطريقة حديثه معها لا تعجبها، لأن بقاء مثل هذا الذئب في المنزل خطر كبير، كما أن صمتها قد يعرضها لمشاكل نفسية فيما بعد.
حين تحرش بي أحدهم !
أما صباح ز. (٢٥ سنة) فقد مرت بمشكلة مشابهة تقول عنها:
حين كنت في الرابعة عشرة كنت في زيارة مع عائلتي لمنزل أحد أقاربنا، وحين ذهبت للمطبخ تعرضت لتحرش من صاحب المنزل وهو رجل كبير ومتزوج، والحمد لله أن مرور أحد الأطفال أنقذني، فعدت مسرعة وأنا في قمة الذعر للمجلس وأنا أرتجف خوفاً دون أن أتكلم لأحد. وحين رجعت للمنزل أخذت أبكي وأبكي على سريري وحين سألتني أختي الكبرى قلت لها أن بطني يؤلمني، ولماذا؟ ويبدو أنها خافت عليَّ جداً واعتقدت أن أمر أشد قد حصل، فأخبرتها بما حصل بعد أن جعلتها تقسم لي الأيمان المغلظة أن لا تخبر أحداً والحمد لله أن أختي كانت واعية وهادئة استطاعت احتوائي وطمأنتني وهدأت من روعي، وأخبرتني ألا أدع هذا الأمر يؤثر عليَّ، وأن أحمد الله أنه لم يحصل شيء آخر، وحتى الآن أحمد الله أن نجاني من ذلك، كما أنني لن أنسى موقف أختي معي والذي ساهم في نسياني للموضوع وعدم تأثري به بعد ذلك.
الغش
تتحدث م.ع (١٨ سنة) عن تجربتها مع الغش قائلة: كانت أستاذة المادة طيبة لأبعد درجة وفي إحدى الامتحانات الشهرية اتفقت مع صديقاتي بأن نجلس بجوار بعضنا البعض وتناقلنا الإجابات بيننا واكتشفتنا الأستاذة، وبعد الامتحان أخذتنا جانباً ووبختنا وألغت امتحاننا وخسرنا بعد ذلك احترامها لنا للأبد
أما منيرة (١٩ سنة) فتقول: لم تذاكر جيداً إحدى زميلاتي فطلبت مني أن ألقنها الإجابات وبالفعل لقنتها بهدوء إلى أن لاحظت المراقبة ارتباكي وهمسي لصديقتي، طبعاً واجهتنا بالأمر أنكرنا الموضوع بشدة، ففلتنا ولكني أشعر حتى الآن بتأنيب الضمير ..
وأما بدرية (١٧) نعم حدث لي أن قمت بالغش في إحدى الامتحانات وعندما لم يكشفني أحد ذهبت وأخبرت المعلمة عن فعلتي بنفسي !! ..
ورطة
قد يحدث لك هذا الموقف يوماً : أن تستعيري من أختك أو قريبتك لباساً عزيزاً عليها ويتعرض لتلف رغماً عنك !! ..
اشترت أختي بلوزة جديدة وعرضت علي ارتداءها، وقمت بكويها وأحرقتها! وبالطبع عوضتها ولكن بالكلام الجميل!! (ندى)
أحاول إصلاح التلف إن استطعت وإن لم أستطع كالعادة أظهر لهم بأني مسكينة حتى يرحموني وأفلت من العقاب (نهى) .
أقول لها أني أعدتها إليك فابحثي عنها هنا وهناك وهكذا!! إلى أن تهدأ ثم أعترف لها بالحقيقة بعد أن أشتري لها غرضاً مشابهاً وبنفس القيمة. ( س.ف.س )
أعتذر لها وأحاول أن أدخر مالاً حتى أشتري لها مثله. (حنان العايد) .
إلى من ألجأ في مشاكلي ؟
هل يختلف الأشخاص الذين نلجأ إليهم باختلاف المشاكل ! ..
نعم بالتأكيد تقول آمال (١٧ سنة)
وتضيف: ألجأ إلى الله سبحانه قبل كل شيء وفي معظم المشاكل التي تواجهني أفضل اللجوء إلى والدتي وأختي، أما مشاكلي الخاصة فلا أخبر أحداً بها ..
وتقول روان : بالنسبة للمشاكل الدراسية والخاصة ألجأ إلى صديقاتي وإذا استفحل الأمر وأدركت أنه لا سبيل إلى النجاة لجأت إلى أمي!!
أما إ.ع (١٦ سنة) فقد صنفت الأشخاص باختلاف مشاكلها حيث قالت: عندما تواجهني مشاكل دراسية ألجأ إلى والدتي، أما المشاكل النفسية فألجأ إلى صديقتي، والمشاكل الاجتماعية أفضل اللجوء فيها إلى خالتي.
ولوعد (١٦ سنة) رأي آخر حيث تقول:
لا يختلف الأشخاص الذين ألجأ إليهم باختلاف المشاكل بل إنني في جميع المشاكل التي تواجهني ألجأ إلى والدتي.
هل أخبر أحداً ؟ ؟
وأخيراً هل تفضل الفتاة الإفصاح عن مشاكلها أم لا ؟؟!!
كانت معظم الإجابات تميل إلى عدم الإفصاح للآخرين وذكروا أسباب عديدة لذلك ..
مستحيل لأني لا أستطيع الكتمان وعندما أمر بمشكلة قد لا أكون في حالة تفكير جيدة!! (سمر عبد الرؤوف)
أفضل الإفصاح عن مشاكلي لعدة أسباب، أولها أني أستفيد من الحلول والآراء من الجميع ثم الراحة وحتى لو لم أستفد من حلولهم تكفيني مجرد مشاركتهم في المشكلة (ابتسام) .
كثيراً ما أفضل عدم الإفصاح ربما لأن هذه طبيعة شخصيتي كتومة وأحياناً أشعر بأن المشاكل التي أواجهها لا يوجد شخص قادر على حلها فلماذا أفصح (خ . ع) .
وتسرد لنا ( س.ف ) عدة أسباب لعدم رغبتها في الإفصاح عن مشاكلها للآخرين فتقول: لا أريد أن أكون خفيفة اللسان كما يقال أو جبانة لعدم قدرتي على تخطي هذه المشاكل بنفسي! كما أنني لا أريد أن أثقل كاهل غيري بمشاكلي، والشخص الذي يفصح دائماً عن مشاكله فإنه معروف بعدم ثقته بنفسه وأنه ضعيف وغير صبور، ثم إن الإنسان الذي يكتم مشاكله له شخصية فريدة!
أكره نظرات الشفقة والرحمة وكلام النصائح من قبل الآخرين وأظهر دائماً أني سعيدة ولا أعاني من أية مشاكل (نجود)
وتضيف (ثمراء) وتتفق (عائشة وندى) في القول بأن الشكوى لغير الله مذلة وضعف.
وما رأي أهل الاجتماع ؟
بعد ذلك قمنا بسؤال الأخصائيات الاجتماعيات حول رأيهن في الموضوع فكانت إجابتهن كالتالي :
في البداية سألنا المشرفة ف. العبد الله في المرحلة المتوسطة عن أسباب المشاكل التي تواجه الفتيات في هذه المرحلة، وكيفية علاجها. فذكرت لنا عدة أسباب لهذه المشكلة قائلة :
أولاً : غياب مراقبة الأم لابنتها، وتأثير صديقات السوء قد يؤدي إلى الانحراف لا سمح الله وغياب الأب عن المنزل يشعر الفتاة بأنه لا يوجد أحد يمكن أن تخشاه فتعمل ما تشاء.
ثانياً : مشكلة الضعف الدراسي وهذا يرجع للإهمال من قبل الأسرة وعدم الحرص على حثها للعلم مما يفقدها الجدية تجاه مستقبلها.
ثالثاً : مشكلة سوء الأدب، وهذا يرجع إلى بعد الأسرة عن أسس التربية الصحيحة المستمدة من تعاليم الدين.
رابعاً : عدم الثقة في النفس وقد يكون نتيجة القسوة من قبل الوالدين أو أحدهما.
وترجع الأخصائية نوال عبد العزيز من الثانوية ٤٤ الأسباب إلى:
الفراغ وضعف الوازع الديني، وعدم استغلال أوقات الفراغ بما هو مفيد بالإضافة إلى الخلافات والمشاكل الأسرية.
أما الأخصائية وفاء فتقول:
معظم المشاكل تكون نفسية نظراً للمرحلة العمرية التي تمر بها الفتاة في سن المراهقة،
ــــــــــــــــــــــ
مفتاح مشاكلي
هل تمتلك الأم مفتاح مشاكل الفتاة؟ أم أنها لا تمتلك حتى نسخة منه!
تتحدث أم هدى عن معاناتها مع ابنتها قائلة:
تتجنبني ابنتي كثيراً فلا تتبادل معي أي حديث، ولم أذكر قط يوماً حدثتني فيه عن مشاكلها لدرجة أنني لم أعلم ببلوغها إلا بعد ثلاث سنوات!! فقد كانت تخفي عني ذلك طوال هذه الفترة.
وعلى النقيض من ذلك تحدثنا والدة مرام حيث قالت:
لو حدث شرخ بسيط في الجدار لحضرت ابنتي مسرعة تخبرني عنه، فهي لا تخفي عني أي صغيرة أو كبيرة تحدث لها، فأنا دائماً المفتاح الأساسي لجميع مشاكل ابنتي ولذلك فإن علاقتي بابنتي ولله الحمد متينة جداً..
وأخيراً طلبنا من د. عبد الله الفوزان إبداء رأيه حول الاستبانة ونتائجها حيث أجاب قائلاً:
من الطبيعي أن الإنسان يحتاج إلى شخص يأمنه لعرض مشكلته من باب البحث عن حلول ومن باب التنفيس عما بداخله، لذلك ليس من المستغرب أن تجيب الغالبية العظمى من العينة بنعم عن السؤال وبنسبة ٨٥% والأجمل من ذلك أن تكون الأم في المرتبة الأولى بالنسبة للفتاة كي تبث همومها وشكواها مما يدل على تقارب الأمهات والفتيات وثقة هؤلاء الفتيات بالأم. ولكن كان من المفروض معرفة القضايا والمشكلات التي تلجأ فيها الفتاة إلى الأم لاستشارتها، ومع ذلك تبين أن الأخت والصديقة تلعبان دوراً مهماً في حياة الفتاة في مجتمعنا.
ويبدو أن طبيعة المشكلة التي تتعرض لها الفتاة تلعب دوراً مهماً في اختيار الفتاة لمن تشكو إليه وتعرض مشكلتها عليه، فعندما يتعلق الأمر بأمور تمس الفتاة مباشرة مثل التعرض للمعاكسات وتأخر الدورة الشهرية نجد أن الأم أقرب إلى قلب الفتاة لبث الشكوى وأخذ المشورة.
أما حين تعلق الأمر بالقصور في الدرجات فإن الأمر وإن استدعى مشاورة الأم والأب فإن المعلمة باعتبارها المسؤولة عن رصد الدرجات أخذت نصيباً وافراً من استجابات العينة.
وهذا في نظري يشكل غاية العقلانية في التصرف لدى الفتاة السعودية عند التعرض لمشكلات معينة.
ــــــــــــــــــــــ
- -
نتائج الاستبانة النهائية
وزعت على ١٠٠ فتاة من شرائح مختلفة من سن ١٣-٢٢ سنة، وكانت الاستبانة ونتائجها بالنسب المئوية كالتالي :
١ ـ غالباً عندما تواجهين مشكلة ما هل تلجئين إلى شخص معين لمساعدتك؟
أجاب بنعم ٨٥%
أما لا ١٥%
٢ ـ أيهم تفضلين لطلب المساعدة أو الاستشارة في حل مشاكلك؟
٣٩% اختاروا الأم
٣١% الأخت
٢٩% الصديقة
٤% المعلمة
٤% الأخصائية الاجتماعية
٣ ـ طرحنا ثلاث مشاكل ( افتراضية ) وطلبنا من الفتيات أن تحدد في كل مشكلة من تفضل اللجوء إليه
المشكلة الأولى :
عندما أجبت على الهاتف تحدث إليك شاب وأدعى أنه يعرف الكثير عنك ..
٥٠% فضلوا اللجوء إلى الأم أو الأب
٢٥% الأخت أو الأخ
٧% الصديقة
١% الأخصائية
١٧% فضلوا اعدم اللجوء إلى أحد
المشكلة الثانية :
استلمت تقريرك الشهري وقد نقصت درجة إحدى المواد عن الدرجة المستحقة كثيراً ..
٢٩% اختاروا ما بين الأم والأب
٢٧% معلمة المادة
٥% الصديقة
٤% الأخصائية
١٨% لا أحد
المشكلة الثالثة :
تأخرت عليك الدورة الشهرية مدة شهرين ..
٦٦% اختاروا الأم
١٢% الطبيبة
٨% الأخت
٣% الصديقة
١% الأخصائية
و١٠% فضلت عدم اللجوء إلى أحد.
٤ ـ هل تخطئين عادة في اختيار الشخص المناسب لبثه مشاكلك ومساعدتك في حلها ..
٣٩% أحياناً
٣٨% نادراً
١٨% أبداً
٤% غالباً
١% نعم ، كثيراً
◽️◽️
تحقيق: رنا الفاخري / الرياض
📚 مجلة حياة العدد (٢٨) شعبان ١٤٢٣ هـ
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق