الجمعة، 23 نوفمبر 2018

سببٌ ونتيجة !!

تكثر الشكوى من لدن النساء، والفتيات بوجه خاص من المعاكسات أثناء التسوق أو عند الخروج من المدارس أو الجامعات والمعاهد.

وإذا أمعنا النظر في من تتعرض من الفتيات للمضايقة من قبل الشباب نجد أن أغلبهن – إن لم يكن جُلّهن – ممن يظهر عليهن التبرج إما باستخدام العطور والروائح النفاذة أو بلبس العباءة المزخرفة بشتى الألوان التي هي أقرب للزينة من الستر، فضلاً عن كونها شفافة أو لا تغطي كامل الجسد أو ضيقة تحدد شكله وتفاصيله!!
فإذا رأى الشاب المرأة متبرجة كان ذلك دافعاً له لمعاكستها ويجزم بأنها لا تمانع من تبادل الحديث معه، لأنه يتوقع أن منظرها الخارجي يعطي دلالة على سلوكها الداخلي ولذا تصبح الفتاة هي الدافع والسبب وراء معاكستها من قبل الشباب، وهكذا من تتخلى عن سترها وحيائها فإنهم يتجرؤون عليها وتكون مطمعاً لهم! وبالمقابل يشعرون بالهيبة والاحترام بل والتقدير للفتاة التي تحافظ على حجابها وعباءتها، ومنذ القدم ارتبط العفاف بالحياء والطهارة والمحافظة على لباس الحشمة.
من منا لا تريد أن تكون عفيفة ينظر لها باحترام وإكبار؟!
لتعلم الفتاة المسلمة أن التبرج ليس طريقها فهو يخالف ما أمرها به دينها، وعليها أن تفتخر بحجابها، فهو الدليل على عفافها، وقد أمر الله عز وجل النساء بعدم إبداء الزينة، فقال: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ، والأديب الرافعي يقول : (لو كنتُ قاضياً ورفع إليَّ أن شاباً تجرأ على امرأة فمسها أو احتك بها أو طاردها أو أسمعها كلاماً غير لائق، وتحقق عندي أن المرأة كانت سافرة مدهونة مصقولة متعطرة متبرجة لعاقبتُ هذه المرأة عقوبتين؛ إحداهما بأنها اعتدت على عفة الشاب، والأخرى بأنها خرقاء كشفت اللحم للهّر ..) !

والحقيقة أن المسؤولية الرئيسية تقع على الوالدين لجهلهم بأساليب التربية الصالحة في البيت، وضعف الإرشاد والتوجيه التساهل في تنشئة الفتاة على اللباس الساتر حتى داخل المنزل وأمام والدها وإخوانها.
ينبغي عليهم زرع بذور الحياء لديها منذ الطفولة، والحزم وعدم التهاون في ذلك بحجة صغر السن ومتابعتها وتحذيرها من السفور وإدراك خطورته ونتائجه، كما لا بد من امتثال القدوة من والدتها وقريباتها وتشجيعها على التستر والثناء عليها، سيما وأن الفتيات – حالياً – يواجهن بغزو فكري تجاه الحشمة، كما يحسن بالأسرة التقليل – إن لم يكن الامتناع – عن ارتياد الفتاة الأسواق والاعتماد على الوالدين في قضاء المستلزمات، وعدم الخروج مطلقاً إلا برفقتهما، لإمكانية تعرضها للمضايقة، حيث أمست الأسواق مرتعاً للمعاكسات!! هذا وقد دلت بعض الدراسات أن لجوء الشاب للمعاكسة ووقوعه بغيرها من أنواع الانحرافات يكون نتيجة لقسوة الوالدين أو أحدهما، مما يجعل الابن أحياناً يهرب من واقعه الذي يعيشه إلى واقع آخر قد يجد فيه ما لا يجده في بيته!! ولعل من المناسب أن نذكّر الوالدين بضرورة ملء الفراغ الذي يعيشه الأبناء – من الجنسين – بما يعود عليهم بالفائدة، فالانشغال بالأمور الدينية والدنيوية المباحة يكبح الشاب والفتاة عن الخروج للأسواق وإلحاق الأذى بالناس!!
علمنا السبب والنتيجة .. فهل نبادر بالعلاج ؟!!

◽️◽️

رقية الهويريني
📚 انتقاء من احدى المجلات النسائية

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق