وضع الإسلام خطوطاً حمراء في " تعامل الرجل مع المرأة الأجنبية " لأنها أشبه ما تكون بحقل ألغام ، واجب المرأة والرجل التزام تلك الخطوط وعدم تجاوزها ، ففي تجاوزها مفسدة عظيمة وشر وبيل ..
ما أريد التحدث عنه هو : " مسالك الناس حيال هذه المسألة "
فهم إحدى شعب ثلاث ..
ما أريد التحدث عنه هو : " مسالك الناس حيال هذه المسألة "
فهم إحدى شعب ثلاث ..
أولهم : الملتزمون بتطبيق كل ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فيما يخص هذه المسألة تطبيقاً صحيحاً ، سلكوا في ذلك منهجاً وسطياً ، واقتفوا به خطا المنتهج الأول محمد صلى الله عليه وسلم ، فردوا للمرأة اعتبارها ، واعتبروا بكيانها ودورها في المجتمع ، وفق سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول : " النساء شقائق الرجال " ، وفعّلوا هذه الدور من خلال تعاملهم معها المؤطر بضوابط الشرع وحددوه ، فارتقوا بفكرها وثقافتها ، وحلوا مسائلها الشائكة ، وتعاونوا معها في دعم الأمة الإسلامية من جميع النواحي ، وبفضل الله عز وجل ثم بفضل جهودهم وتعاونهم تمكنت المرأة من الرباط على معظم الثغور المفتوحة حولها وإغلاقها وإبطال الهجمات العدائية الموجهة نحوها .
أما ثانيهم : فهم المفرطون في الالتزام بتلك الخطوط الحمراء ، إذ تجاوزوها ضاربين بنصوص الكتاب والسنة عرض الحائط ، وأقبلوا على المرأة يحثون خطاهم الوحشية بعين جاحظة تمتلئ غدراً وخبثاً ومكراً ولؤماً ، ما فتئوا يطاردونها في الشوارع والأسواق والسيارة والهاتف وعلى الشاشة بل وحتى في الكتب والصحف والمجلات .. ليس لهم هيئة معينة أو شكل معروف ، ولكن لهم سلوك مشين لم يحرك الخوف من الله في أجسادهم شعرة واحدة ، لكأنما مسخوا وحوشاً متجردة عن كل معاني الإنسانية فضلاً عن الإيمان .
أما ثانيهم : فهم المفرطون في الالتزام بتلك الخطوط الحمراء ، إذ تجاوزوها ضاربين بنصوص الكتاب والسنة عرض الحائط ، وأقبلوا على المرأة يحثون خطاهم الوحشية بعين جاحظة تمتلئ غدراً وخبثاً ومكراً ولؤماً ، ما فتئوا يطاردونها في الشوارع والأسواق والسيارة والهاتف وعلى الشاشة بل وحتى في الكتب والصحف والمجلات .. ليس لهم هيئة معينة أو شكل معروف ، ولكن لهم سلوك مشين لم يحرك الخوف من الله في أجسادهم شعرة واحدة ، لكأنما مسخوا وحوشاً متجردة عن كل معاني الإنسانية فضلاً عن الإيمان .
أهانوا المرأة وانتزعوا منها عضويتها في المجتمع قهراً بأن جعلوها فريسة لنزواتهم .. ينظرون إليها وكأنها ليست ببشر ، إنما كومة لحم لقضاء الوطر !! وما كان يسرهم يوماً أن تقول لهم : لا .. إنما الذي يسرهم أن تقول : هلم .. وهيت لك .
وسالكوا هذه الشعب نسأل الله تعالى أن يهديهم إلى سواء السبيل .
وثالثهم : من أفرط في التعامل مع الخطوط الحمراء حتى غالى في التحرز عند التعامل مع المرأة ، وهؤلا ولله الحمد قلة ،
وثالثهم : من أفرط في التعامل مع الخطوط الحمراء حتى غالى في التحرز عند التعامل مع المرأة ، وهؤلا ولله الحمد قلة ،
لكننا نأسف أن من بين هؤلاء دعاة وطلبة علم ، لقد انتهجوا لأنفسهم منهجاً حادوا به عن منهج المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم
فإن حادثتهم المرأة في الهاتف مستفتية أغلقوا الخط في وجهها ، وإن راسلتهم مستنصحة تجاهلوا الرد على رسالتها ، وإن حادثوها فبغلظة ، وجفاء وفظاظة .
قولوا لي بربكم : أليس هذا احتقاراً للمرأة وحطاً من قدرها الذي قدّره لها الإسلام ؟!
هذه المرأة التي تتحرزون منها كما تتحرزون من الهوام .. هي من جنس أمكم حواء ، من جنس أمهاتكم خديجة وعائشة وحفصة .. من جنس مريم العذراء التي سميت سورة كاملة باسمها في القرآن .
هذه المرأة التي تغالون في التحرز منها ، تعامل معها الرسول صلى الله عليه وسلم حتى مازحها ..
فقد حدث الحسن البصري رحمه الله تعالى فقال : أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ادع الله لي أن يدخلني الجنة
قال : " يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز "
فقد حدث الحسن البصري رحمه الله تعالى فقال : أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ادع الله لي أن يدخلني الجنة
قال : " يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز "
فولت العجوز تبكي ، فقال : " أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز فإن الله تعالى يقول " إنا أنشأناهن إنشاء* فجعلناهن أبكارا *عربا أترابا "
ومازحها من بعد خليفة رسول الله صلى الله وسلم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان يسير في طريق فيفر الشيطان إلى طريق آخر ، مازحها حينما مرت به أم كلثوم وهي جارية صغيرة – آنذاك – ترتدي ثياباً طويلة ساترة ، فرفع ثيابها حتى بدت قدماها – يريد بذلك ممازحتها – فقالت له : لو لم تكن أمير المؤمنين لصفعتك .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم تستوقفه المرأة فيقف لها ، ويسمع مقالتها ولا ينصرف حتى يقضي حاجتها .. بأبي هو وأمي ..
إذن بماذا تنزهون أنفسكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن خليفته عمر رضي الله عنه ؟
هل حط تعاملهما مع النساء من قدرهما ؟
والله ما زادهما إلا علواً ورفعة وهيبة ووقاراً ..
المرأة لديها عقل وفكر وهمة وعزم وحكمة ، كلفها الله بمث ما كلف الرجل " صلاة ، زكاة ، صيام ، حج .. "
وما فضل الرجل عليها إلا بحق القوامة فقط " وللرجال عليهن درجة " .
وقال تعالى " الرجال قوامون على النساء " .
وما ذكر الرجال والنساء في موضع تفضيل في القرآن الكريم إلا في هذين الموضعين ، أما ماسوى ذلك من تكاليف الإسلام ، فالرجل والمرأة فيهما سواء مع الاختلاف في طبيعة التكليف بما يناسب خلقة كل منهما ..
كذلك في الدار الآخرة : قبرها لا يختلف عن قبر الرجل ، تحشر في الأرض نفسها ، وتجوز الصراط نفسه ، وتوزن أعمالها بالميزان نفسه ، وتدخل الجنة نفسها ، أو تعذيب بالنار نفسها .. فعلام تحتقرونها ؟!
أنا لا أدعو إلى ممازحة المرأة ، إنما أقول : امنحوها الحد الأدنى عند التعامل معها على الأقل .. فقط اقضوا حاجتها ، واحترموا كيانها ، وأحسنوا إليها ، وشدوا من أزرها وهي ترابط على ثغورها .
◽️◽️
حنان الرثيع
📚 مجلة الأسرة العدد (١٣١)
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق