ضم أمه إليه ، بعدما توفي والده
وكان من الأثرياء ، فكان ينفق على والدته ويرعاها ..
تزوج هذا الابن بزوجة لا تحب إلا نفسها ، ولا تبغي إلا مصلحتها ، فكانت تضيق ذرعاً بأم زوجها ، تسيء عشرتها وتؤذيها بلسانها وأفعالها
وشاءت إرادة الله تعالى أن تصاب الأم بحالة " جنون "
فضاقت الأرض على الزوجة ولم تطق صبراً على وجودها
فقالت لزوجها : أنت مخيّرٌ بين أمرين : إما أن تختار أمك ، وإما أن تختارني ؟
حاول الزوج إقناع الزوجة بالصبر والرضا ولكن دون جدوى
فكر الزوج وقدّر .. الزوجة أم الأم ؟
وأخيراً هوى بعد أن اتبع الهوى
سولت له نفسه الخبيثة وهداه شيطانه
وفكّر في التخلص من أمه !!
**
وفي ليلة مظلمة شاتية ، أخذ والدته إلى سطح البيت ، ومن على سطح البيت ألقى بها
ألقى بأمه .. ألقى بأمه .. ألقى بأمه
فالأم على الأرض تلفظ أنفاسها الأخيرة
لتلحق بربها تشكو إليه ظلم ابنها !!
وكالعادة ، أقام الابن لها سرادقاً كبيراً لتلقي العزاء ، ولم يعلم أن عدالة الله له بالمرصاد
***
ومرت الأيام
وظن أنه في مأمن من الله ، وبأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين
وأصيب الابن العاق " بالجنون " بالمرض نفسه الذي أصيبت به أمه
وضاقت زوجته به كما ضاقت بأمّه من قبل
وفي ليلة شاتية مظلمة
صعد الابن على سطح البيت ، ولكن هذه المرة لم يقوده أحد ، لقد صعد بنفسه ومن المكان نفسه
يهوي على الأرض يلفظ أنفاسه الأخيرة
ليلقى ربه بما كسبت يداه
والجزاء من جنس العمل
( وقد خاب من افترى )
وتطوى صفحة سوداء من حياة بيت أقيم على الظلم والعقوق
لتبقى عظته يرن صداها في وجدان كل من ( كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) .
◽️◽️
📚 مجلة القمة العدد الخامس
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق