الأربعاء، 14 سبتمبر 2016

د. عبد الرحمن حمود السميط: اعمل خيراً تجد خيراً >> تجربتي الشخصية

كثير من الناس يكثر التفكير في تربية الأولاد في هذا المجتمع المليء بالمشاكل والمغريات لأبنائنا ولهم الحق في ذلك

وأود هنا أن أذكر تجربتي الشخصية في هذا الموضوع

فقد تزوجت من ٣١ سنة رزقني الله بنتي الأولى أسماء بعد ذلك بسنة رزقني الله بأربعة من الأبناء بعدها.

بدأت عملي الخيري في إفريقيا منذ ٢٦ سنة تقريباً وأعترف بأنني مع الأسف انشغلت عن زوجتي وأولادي معظم هذه الفترة..

كنت لا أراهم فترة طويلة إلا في إجازة الصيف

حيث تشاركني زوجتي أم صهيب والأولاد في رحلاتي إلى إفريقيا حيث يشاركوني الجوع والنوم في المساجد والمعيشة في الغابات والمرور بظروف معيشية صعبة

في بعض الأحيان كانت أهم أمنية لهم أن يأكلوا أي شيء ساخن مثل بيضة أو بطاطس بدلاً من أكل الموز ٣ مرات يومياً لعدة أيام

كان أولادي الصغار ينشأون بعيداً عني
فأنا أقضي خارج بلدي حوالي عشر أشهر في السنة
وكان الصغار لا يعرفونني ويعتبرونني غريباً، لذا فهم يهربون مني، وما إن يتعرفوا علي أبيهم حتى أسافر من جديد وأغيب عنهم وتتكرر القصة مرة ثانية.

من الواضح أن الله سبحانه كأنه قد قال إنك تعتني بأيتامي من إفريقيا لذا سأعتني بأولادك بطريق بعض المسلمين.

كان العديد من الأخوة والأخوات وبعضهم لا نعرفهم يطرقون بابنا ليقولوا إنهم سيأخذون أولادهم إلى هذا المكان الترفيهي أو ذاك، ويودون أخذ أولادنا مع أولادهم.

تخرج أربعة من أولادي
والخامس على وشك التخرج
وأسماء أستاذة هندسة الكمبيوتر في الجامعة
وأنتي أعرف مكاناً ترفيهياً واحد في الكويت بل حتى في إفريقيا ولكن الله كان أكثر من كريم معي ومع عائلتي وأطفالي.

يفترض في زوجتي التي ذاقت المر في حياتها معي ومرت بامتحانات كثيرة نتيجة عملي وذاقت الجوع والمرض وصعوبة وشظف الحياة أن تكون غاضبة، زعلانة من حياتها
ولكنها على العكس، حولت كل هذه التي يسميها الناس مشاكل وصعوبات إلى إيجابيات
وهي تشجعني على المضي بل وتشجع أولادها كذلك،
وبدأت تنظر إلى حياتنا نظرة إيجابية كلها مدعاة للفخر والاعتزاز.

◽️◽️

د. عبد الرحمن حمود السميط
رئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر

📚 مجلة حياة العدد (٧٢) ربيع ثاني ١٤٢٧ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق