الأربعاء، 21 سبتمبر 2016

مشرف الإذاعة الخارجية بإذاعة المملكة القرآن الكريم [ فهد العثمان.. بعيون أصدقائه ]

بعد وفاته إثر عارض صحي..


مشرف الإذاعة الخارجية بإذاعة المملكة 
فهد العثمان.. بعيون أصدقائه!!


فهد بن محمد العثمان – رحمه الله – مشرف الإذاعة الخارجية بإذاعة المملكة العربية السعودية
رجلٌ لم أره في حياتي .. ولكن خبر وفاته وقع علي مؤثراً إثر عارض صحي !!
فدار في خلدي أن أبحث عمن عاصر هذا الراحل المحبوب الذي أثرت وفاته في قلوب كثير من الناس وهم لم يعرفوه – فكتب إلي عدد من محبيه ومن عمل معه في الإذاعة لسنوات بمشاعر فياضة وقلوب مكلومة يتقدمهم مدير إذاعة القرآن الكريم .. ومن ثم صديقه الوفي الذي عاش معه سنوات طويلة حتى دفنه بيديه في قبره وهو الشيخ عثمان الجويبر.


-----------------
متابعة/ يزيد الهريش
-----------------


إلى جنة الخلد برحمة الله يا أخي الحبيب فهد

قبل أيام قلائل ودعنا أخاً عزيزاً وصديقاً وفياً، رجلاً عرفنا فيه خصال الخير وبذل المعروف التقي الحبيب، طائعاً أمر ربه في دينه وسلوكه

رحمك الله يا أبا سطام فلقد حزن أصدقاؤك، وأحبَّتك وأقرباؤك وزملاؤك وإخوانك لفراقك

لقد عرفوا فيك قمة الوفاء وصدق الأخوة وصفاء النية

أخي أبا سطام إن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا

أخي الحبيب فهد العثمان رحلت إلى الدار الآخرة ورحلت قلوبنا معك حزناً ولوعة على فراقك

نشكو بثنا وحزننا إلى الله على فراقك يا أبا سطام

أيها الأحبة إن من أشد الألم والحزن أنك ترى عزيزاً لديك وقد ودَع هذه الفانية مرتحلاً للباقية
تتألم أنت لفراقه وتشارك أهله أحزانه

ولكن مما يهون المصيبة خصال الخير التي كان يتصف بها وبذل المعروف الملازم له

فقد حرص على نشر الخير بين الناس وأكرمه ربه بقلب نزيه وخلق جم وابتسامة لا تفارقه؛
إضافة إلى ثناء الناس عليه خيراً نحسبه والله حسيبه؛

وما الجموع الغفيرة من العلماء والمشائخ وطلبة العلم والعامة من الناس الذين صلوا عليه وضاق بهم جامع الأمير عبد الله بن محمد رحمه الله بعتيقة على سعته بمدينة الرياض إلا شاهداً على سيرته العطرة بين الناس
ومكمن هذا الحب والتقدير له بما حاز من سماحة خلق ولين جانب وتعامل طيب مع الناس.

ولقد بدأت أزمة مرضه يرحمه الله أثناء رجوعه من صلاة يوم الجمعة الموافق ١٢ / ٤ / ١٤٢٩ هـ
فلقد انتابته غيبوبة في السيارة التي كانت تقله بصحبة أحد زملائه قادماً من مسجد الراجحي
والتي أدخل على أثرها المستشفى؛ وأجريت له عملية جراحية في رأسه في مقدمة المخ صابراً محتسباً
إن أفاق من غيبوبته رطب لسانه بذكر ربه وشكره والثناء عليه وسأل عن أعمال خيرية قد بدأها قبل دخوله المستشفى بقوله:

تكفون أكملوا العمل الفلاني الخيري لا تخلونه! ..

سبحان الله ما أحرص أخي فهد على عمل الخير لم ينسه ما يعانيه من شدة المرض
يتلمس حاجات الأرامل والمحتاجين

وهو على هذه الحال، مكث أسبوعاً بعد العملية الجراحية وهو يتماثل للشفاء بفضل الله، ويستقبل زائريه من المشائخ والعلماء وطلاب العلم وعامة الناس

وما أن مضى على هذه العملية أسبوعاً واحداً حتى عاوده المرض فغاب ذلك الجسد الصابر المحتسب في غيبوبة مرة أخرى بأشد من ذي قبل أدخل على أثرها العناية الفائقة

وما هي إلا أيام قلائل وإذا بالأخ العزيز الشهم الكريم فهد قد أسلم روحه إلى بارئها

فدارت بي الدنيا واسودت في ناظري، فما عدت أرى شيئاً ولا أشعر بشيء
أما الناس فما أراهم إلا ظلاً قاتماً ...
جف ريقي وانعقد لساني ويبست أطرافي واعتلاني الذهول والوجل؛ كأنه حلم

غير أني أرى أخي الكريم وصديقي الحميم فهد لا يتكلم ولا تتحرك شفتاه ولا يستجيب لشيء

وضعت يدي على رأسه أتحسسه فإذا هو كالثلج البارد
هويت عليه تسابقني دموعي أقبله .. قبلت أخي الحبيب بين عينيه التي طالما بكتا على الأطفال اليتم والأرامل

وخرجت من غرفة العناية الفائقة وقد فاضت عيناي بالدمع حزناً على فراقه وضاقت بي السبل وكأن الأرض أمامي تبدلت... نعم ... أهو حلم أم حقيقة ... مضى فهد ....؟ ... هذه سنة الله ...
نعم لقد مضى أخي فهد الشهم الكريم

بحق وصدق كان رجلاً صائماً قائماً يخاف الله ويتقه ويرجو رحمته؛ محبوباً من الجميع رجالاً ونساءً كبيراً وصغيراً، رحيماً عطوفاً على الفقراء يسعى مع صاحب الحاجة حتى يقضى له حاجته؛ حريصاً على صلة الأرحام والصلح بين الناس، كثير الزيارة للمرضى، يحسن الظن بالناس، ويشجع على الخير ويحض عليه، لا يحسد أحداً على نعمة ساقها الله إليه لا يحقد على أحد، كان لسانه دائماً رطباً بذكر الله وشكره والثناء عليه والدعاء لإخوانه المسلمين.

ولمن لا يعرف الأخ العزيز فهد بن محمد العثمان فهو من بني حنيفة ولد بمدينة الرياض عام ١٣٧٩هـ
وقد درس على يد الإمام الشيخ الورع الزاهد عبد الله الفنتوخ مدير الدعوة في الداخل والجزيرة العربية سابقاً، ولازم دروسه قرابة الخمسة عشر عاماً
وقد التقيت الشيخ عبد الله، ويثني كثيراً على الأخ فهد في خلقه والتزامه بالدروس وحرصه على العلم الشرعي ومبادرته للأعمال الخيرية
وقد تزوج أخي فهد في بواكير حياته من زوجته الأولى امرأة من الصالحات كانت مثالاً في الصبر والخير؛ وهي هياء بنت عبد الله بن عبد العزيز الشويعر؛ أنجبت منه سطام ومحمد وسهام وسارة
وفي عام ١٤٢٠ هـ تزوج بامرأة صالحة أخرى كانت على المصائب صابرة محتسبة، وهي زبيدة بنت محمد بن عبد الرحمن المرشد؛ وأنجبت منه عبد العزيز وديمه وهياء. 

وقد عمل في وزارة الثقافة والإعلام منذ عام ١٤٠٠هـ إلى أن توفاه الله صباح يوم الخميس العاشر من جمادى الأولى من عام ١٤٢٩هـ الموافق ١٥ / ٥ / ٢٠٠٨ بعد فترة قصيرة من المرض؛ وقد صلى على جثمانه بعد صلاة العصر في جامع الأمير عبد الله بن محمد رحمه الله بعتيقة جنوب مدينة الرياض وأم المصلين سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رعاه الله،

عثمان بن عبد الكريم الجويبر
أبو عبد الكريم
يوم الخميس العاشر من شهر جمادى الأولى من عام ١٤٢٩ هـ



فهد العثمان... المخلص!!

ودعت إذاعة القرآن الكريم واحداً من رجالها المخلصين

ففي يوم الخميس الموافق للعاشر من جمادى الأولى لعام ١٤٢٩ هـ بكت الجموع الغفيرة فهد بن محمد العثمان، أبو سطام يرحمه الله رحمة واسعة

كيف لا ولكل واحد منهم محبة خاصة ومودة ممتدة على مدى سنوات العمل الإعلامي؛ والتي تزيد سنينها على ٢٥ عاماً تقريباً؛ كان خلالها أخاً للجميع وصديقاً لكل واحد منهم في عمل لا ينقطع، وجد واجتهاد ومثابرة وإخلاص عرفه بها جميع من رافقوه في رحلته العملية، أو في مهماتهم الخارجية والداخلية؛

كان حريصاً على عمله محباً له، يتابعه بنفسه ويأتي لإنجازه في أوقات مختلفة من الليل والنهار وحتى وقت الإجازات.

ومما يذكر له متابعته وحرصه شخصياً على تسجيل مصحف كامل من جامع الأمير عبد الله بن محمد بسوق الخضار بالرياض للشيخ يوسف الشويعي من صلاة التراويح، وهو الذي يبث الآن من إذاعة القرآن الكريم

بالإضافة إلى حرصه على نقل فعاليات مسابقات حفظ القرآن الكريم وإذاعتها في إذاعة القرآن الكريم

وكذلك جلبه للتلاوات ومتابعة بثها من خلال البرنامج الموسمي في شهر رمضان المبارك في كل عام؛ وهو برنامج (من تلاوات المساجد)؛ والذي كان يتابعه ويحرص على سماعه الكثير من محبي إذاعة القرآن الكريم.

لقد كان حلقة وصل بين الإذاعة والكثير من أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وطلبة العلم، وتسجيل البرامج لهم والأحاديث المختلفة؛ فقد سجل وأخرج العديد من حلقات البرنامج اليومي (نور على الدرب) مع الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين يرحمهم الله؛ ومع فضيلة الشيخ العدناني واللحيدان والشيخ الفوزان؛ والكثير من البرامج والأحاديث والمناسبات المختلفة.

له مشاركات متعددة ومساهمات في نقل فعاليات المسابقات المحلية والدولية للقرآن الكريم على موجات إذاعة القرآن الكريم

كان باراً بوالدته مرافقاً لها خادماً لها حتى وفاتها –يرحمهم الله-

كان ساعياً مع الضعفاء والمساكين لقضاء حوائجهم والشفاعة لهم مع من عرفه من المسؤولين والمشايخ وأهل الإحسان

كان يتابع صلاة الجنائز في الجوامع والمساجد، ويزور المرضى ويحث الآخرين على زيارتهم، ويصل الزملاء والأصدقاء.

رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

عبد الله محمد الدوسري
مدير إذاعة القرآن الكريم



ما جفت الدمعة.. والقلب مكلوم

بعد أن كتبت مقالة عزيت فيها نفسي وكل مستمع للإذاعة عن فقيدها الغالي فهد بن محمد العثمان رحمه الله، 

انهالت علي الاتصالات والرسائل التي تتحدث عنه وعن سجاياه

فهذا شخص قابله في الحرم المكي وعرف عنه الكثير
وذاك صحبه في رحلة عمل أو مؤتمر فخبر أخلاقه عن قرب
وثالث كان دائم اللقاء به في جامع عتيقة الذي أحبه وتردد عليه، فصلى عليه فيه..
كلهم أجمعوا أن فهداً اسم متميز وشخصية فذة قلما يجود اللقاء بمثلها ولا نزكي على الله أحداً.

أما أنا فكنت مع كل اتصال أو رسالة أضيف إلى رصيد معرفتي بهذا الرجل عاماً أو أعواماً؛ حتى أيقنت أن الصحبة امتدت طول عمره، فرحمه الله رحمة واسعة.

نعود لأحبابنا في مجلة (نون) الذين خصصوا هذه الصفحات للفقيد، وهو وفاء منهم لشخص خدم الساحة الإعلامية أكثر من خمسة وعشرين عاماً... هذا العمر المديد قضاه فهد في خدمة العمل الإعلامي بكل جد واجتهاد

كان رحمه الله كما يحدثنا من سبقنا في هذا العمل وزامله أعواماً، كان يذهب إلى إذاعة القرآن الكريم بعد الفجر ليقوم (بمونتاج) حلقاته التي يتولاها؛ لأنه يحب الإتقان في عمله.. كان يتولى تسجيل بعض المصاحف المرتلة؛ لأنه يطلب الأجر الدائم المستمر لها..
كان يذهب إلى العلماء والدعاة قبيل رمضان المبارك ليسجل معهم كلمة خاصة باستقبال الشهر مع أنها ليست ضمن التكليف الرسمي بعمله؛ لكنه أراد أن يوجه لكل مسلم كلمة ينتفع بها قبل دخول موسم الخيرات.

أذكر مرة أنه اتصل بأحد العلماء الكبار لتسجيل كلمة استقبال الشهر؛ لكن الشيخ منشغل بأمر عظيم، فأعطاه موعداً في المنزل، فحضر إلى المنزل فلم يجد الشيخ بسبب ذات الأمر، فسأل أبناءه فأخبروه أنه في المكتب فتوجه إلى المكتب، واضطر للانتظار أكثر من ساعتين من أجل الحصول على كلمة لا تتجاوز عشر دقائق.

سافرت مع فهد أكثر من سفرة، فكان نعم الصديق والرفيق، سمح المعشر بسيط اللقاء بشوش البسمة، لا يستأثر بالخير دون رفاقه، كثير الطاعات، صوام قوام
همه مع المؤذن أعظم من أن يذكر... كنا إذا اجتمعنا في مجلس ثم أذن المؤذن فزع كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه... يترك مكتبه في الإذاعة متوجهاً إلى المسجد ومعه بسمته لكل من قابله... يسلم على هذا ويحي ذاك ويطمئن على الآخر..

أما بره بأمه فهو ضرب من ضروب البر العظيم والإحسان الكبير.. كان يحرص حال صومه يوم الإثنين والخميس أن يفطر معها... ربما استأذن ونحن في التسجيل وطلب مني أن أكمل المادة نيابة عنه، وأعلم أن الدافع له هو أن يدرك الإفطار مع والدته ويحظى بدعواتها. 

وللفقراء في حياة فهد مساحة كبيرة وصفحات مضيئة لا يمكن أن نمر عليها في عجالة فهو محب لهم، يسعى في قضاء حوائجهم والسؤال عن أحوالهم، ولا أدل على ذلك من حرصه الدائم أن يزور بعضهم في منازلهم أو أن يكون له نصيب مع أهل الخير في دعمهم... واسألوا القائمين على جامع عتيقة فعندهم الخبر اليقين.

الإتقان في العمل مطلب يسعى له كل الناس؛ لكن التسديد له أمر صعب، وقد وجدت عند فهد درجات الإتقان العالية، فملفه الأخضر في درجة الخاص بالإذاعة أكبر دليل على ذلك... إذا استلم مني الشريط قام بتسجيل رقمه، واليوم المتوقع لبثه وهل المادة تصلح للإعادة أم لا مع إدراج الملحوظات التي يراها المذيع للحلقة حال إعادة المونتاج.

كان يطلب مني ومن زملائي في برنامج (نور على الدرب) أن نحرص على تخصيص الأسئلة والمواضيع للمناسبات
فمثلاً قبل بدء الإجازة الصيفية يعطينا الأسئلة المتعلقة بأوقات الفراغ والزواجات والسفر للسياحة والسهر ونحو ذلك من أجل أن تكون متناسبة مع الموسم
وفي رمضان يقسم الأسئلة على الأسابيع الأربعة.. فيقول اجعلوا الحلقة الأولى حول استغلال رمضان وحكمة الصيام والطاعات و...... أما الأسبوع الثاني خصصوه عن المرأة وأحكام الفطر والسحور و...... وفي الأسبوع الثالث تحدثوا عن العشر الأواخر والاعتكاف والعمرة...... إلى غير ذلك من الأمثلة التي تدل على حرص وإتقان في العمل.

فرحم الله فهد العثمان رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان.
والحمد لله رب العالمين

فهد بن عبد العزيز السنيدي



فهد العثمان الأثر الواضح

فهد بن محمد العثمان رحمه الله .. وما أدراك ما فهد بن محمد العثمان .. اسم جسد شخصية في مجال الإعلام الإسلامي، وبالتحديد في إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية.

أثناء عمله لم ير المتلقي صورته ولم يسمع صوته؛ ولكن أثر عمله واضح.

برز في العمل الإذاعي والخيري داخل الإذاعة وخارجها، رجل فرض حبه واحترامه على من عرفه أو تعامل معه؛ وذلك بحسن تعامله ودماثة خلقه وحبه للخير.

قبل أكثر من عقدين من الزمان في الإذاعة ربطتني به أخوة في الله وزمالة عمل، لم أره يوماً رافعاً صوته أو مغتاباً أو مسيئاً لأحد
وفي مجال العمل إذا كان الأمر يسوغ فيه الخلاف يعرض رأيه دون مجاملة لفرضه؛ وهو دائماً جزء من الحل وليس جزءاً من المشكلة
وكان مثالاً للتفاني والإخلاص يشتري من ماله الخاص ما يساعد على إتقان العمل.

فهد بن محمد العثمان رأس قسم الإذاعة الخارجية؛ حيث كان مسؤلاً عن كل ما يسجل أو يبث من خارج مبنى الإذاعة؛ بالإضافة إلى إخراجه للعديد من التلاوات والمصاحف الصوتية والعشرات من البرامج الإذاعية على سبيل المثال لا الحصر: أخرج أقدم برنامج لا زال مستمراً حتى الآن (نور على الدرب) مع أصحاب المعالي الشيخ صالح اللحيدان والشيخ عبد الله بن غديان
أيضاً برنامج (الفتوى قواعد وأحكام) مع معالي الشيخ عبد الله بن خنين
كما أعد وأخرج البرنامج الرمضاني (من تلاوات المساجد)
إلى غير ذلك من البرامج التي يصعب علي تعدادها ولا يتسع المقام لذكرها
وكان في هذه البرامج يأتي أحياناً في غير أوقات الدوام لينجز ما لم يتسع له وقت الدوام
أما في البرامج الرمضانية اليومية المسجلة إذا ضاق عليه الوقت أحياناً يفطر على الماء فقط لكي ينجز ما سيشغل فكره أثناء تأدية صلاة التراويح.

فهد بن محمد العثمان.. كيف حاز هذه المكانة في القلوب؟ هل حازها بالكسل والخمول والبخل وسوء الخلق؟ 

.. لا والله بل بالجد والاجتهاد وحسن الخلق والطوية. 

ولا أجد ما أختم به قولي في حق أخي وزميلي فهد العثمان رحمه الله بعدما سقت بعض ما أعرفه عنه وشهادة الكثيرين له بالخير إلا قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (أنتم شهداء الله في أرضه) بعد ما أثنى الصحابة على رجل مرت جنازته.

أسأل الله الكريم أن يرحم فهد العثمان؛ وأن يعلي منزلته في الآخرة كما أعلاها في الدنيا، وأن يلهم أهله الصبر والاحتساب؛ وأن يعوضنا وإياهم فيه خيراً إنه مجيب الدعاء.

عبد الله بن شويش الشويش
رئيس قسم الإخراج بإذاعة القرآن الكريم



فهد العثمان

اسمه.. فهد العثمان
كنيته.. أبو سطام
سِمَتُه.. الصدق
نصيبه.. حب الآخرين له
قرينه.. العمل الصالح والأخلاق السامية
قدره.. الموت بعد حياة زاخرة بالخير

**

هاتفته قبل قرابة خمس سنوات.. مهاتفةً أولى
أحسست أنني أعرفه منذ زمن.. وأشعرني أنني صديق قديم
طلبت منه المساعدة في إنتاج برنامج إذاعي بحكم موقعه
جيّش لي الفريق .. واستعد بالمزيد .. ودعا لي بالتوفيق
استمرت المعرفة .. وتوطدت العلاقة .. وأصبح أكثر قرباً إلى قلبي
أراه فأبتهج .. وألمح ابتسامته فتقوى عزيمتي
ولا يكاد منظره الجميل يفارقني

**

ولكنه فارقني .. نعم .. وفارق أحبابه والدنيا
وأبقى في ذاكرة هاتفي الجوال
أبو سطام فهد العثمان (تم حذفه)
أراها فأذكره.. وأطالعها فأدعو له ..
بكته معي عيون.. واعتصرت عليه قلوب
حملته الأكتاف إلى مثواه قبل الأخير
ووسدته الثرى.. وأهالت عليه تراب الحفرة
عادوا منه بدمعة.. ودعوة.. وذكرى علم
علم في الدعوة.. ومشعل في الخير

**

نور على الدرب.. يعرفه حق المعرفة
المفتون.. يتقاسمون محبته حتى يوم موته
زملاؤه ومحبوه.. يعودون بعده أكثر إيماناً بالرسالة
وأكثر إيماناً بأن الموعد (يوم الجنائز)
وأكثر يقيناً بأن خيرات سني عمره العاطرة تسبقه
وعمله الصالح ينام معه في حفرته
وذكره الطيب لا ينقطع بإذن الله
وصدقته على المسلمين ما تزال على آذانهم جارية
رحمه الله رحمة تورثه الفردوس

عبد الرحمن بن ظافر العمري

◽️◽️

📚 مجلة نون العدد (٢٥) رجب ١٤٢٩ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق