لطالما كان في قلبها امتلاء كأنه البحر بما يسمى ( الحب ) ... ولطالما كان في روحها إشراق لشمس تسمى ( الود ) ... ولطالما كانت تحلم بأن تشرق شمس العشق تلك على بحر الحب هذا ليعيش به رجل يسمى ( زوجها ) .
تعددت لها تجاربها مع الزواج .. ولكن طريقتها واحدة .. وهي أنها تحب .. وتحب فقط .. لديها قناعة بأن الحب هو إكسير الحياة .. جرحت عاطفتها الجياشة كثيراً فأصبحت حائرة بين زواج يقوده العقل والمجتمع .. وبين قلب يبحث عن السكن والألفة في كنف الزوج .
أخذت حيرتها تأكلها شيئاً فشيئاً حتى بدأت تضعف أمام قلبها المجروح ..
كسرت كل قيود المجتمع في الطلاق وعاشت أحلامها فودعت تجربة واستقبلت أخرى .. ولا تزال ( شمس الود في أفق بحر الحب ) أمام عينيها . ولكن .. أيعقل أن تتكرر المواقف وإن اختلف الأشخاص ؟
أيعقل ألا يكفي الحب للعيش .. ألا تصلح الوردة لتكون هدية .. ويُنسى القمر لأنه فوق السقف .. ولا يتلون الصباح بألوان الورد ؟!
ولم يكن أمامها إلا أن تبحث عن جواب السؤال :
لماذا يكون الزوج في أول زواجه ودوداً ثم يصبح بعد قليل هامداً ؟
بقي هذا السؤال يراودها كثيراً ولكنها لم تجد جواباً حتى تعبت ، وبدأ قلبها ينتحب .. وهي لا تقاوم نحيب قلبها أبدا ..
كسرت القيود مرة أخرى ولكنها لم تكرر التجربة .. وبقيت تعيش بقلب ينشد الحب بدون حبيب .. كلما ارتفعت أناته تبكي ثم تبحث في " بوصلة " الكون عن مكان قبلتها لتدعو وتدعو ، وعنقها لا يقنأ يبتل من دموعها ثم تنام .
وهكذا حتى مضى الشباب وهي تسعى للجنة وتقول : سأجد عوضاً عن ذلك في الجنة .
والآن وهي تتعدى الخمسين ببضع سنوات .. لم تنطفئ من جذورها مشاعرها قيد شعرة .. أبداً لم يتغير حتى وهي ترى ابنها رجلاً قد حان موعد زفافه على عروسه غداً .. غداً سيكون أول مساء له في بيته .. وآخر مساء لهما معاً في بيتها .. احتضنته طويلاً وقبلته .. ثم قالت له : كن محباً كما أنت الآن .. لا تكن هامداً أبداً ..
وهكذا توجت ما زرعت في ابنها من عاطفة ومشاعر حب لزوجته بهذه الوصية .. علها لا تحرم كما حرمت هي.
بقلم : نوف الغشيان
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق