الأربعاء، 14 سبتمبر 2016

مواقف مؤثرة من حياة الصالحات




أشرقي يا معدن الطهر الثمين = درّة بالحق غراء الجبين



الصالحات ..

فهنَّ شموخ في زمن الانكسار




الصالحات ..

وشموع في وقت الظلام




الصالحات ..

منهن من تُبتلى بمرض شديد وتصبر وتحتسب ولا تنقطع عن الدعوة




الصالحات ..

ومنهنَّ من تُخرج من الجامعة لأجل الاختلاط 
ومنهن الأم الصابرة على فراق زوجها فهي تقوم برعاية الأولاد وتربيتهم على الخير والفضيلة




الصالحات ..


أشرقي يا معدن الطهر الثمين = درّة بالحق غراء الجبين



منهن أن تسلم وتؤذى لأجل دينها وتُطرد أو يضيق عليها وهي شامخة بإيمانها لا تنثني


ومنهن من لا ترضى إلا بالفردوس الأعلى



فهؤلاء هن القدوات .. الصالحات .. القانتات .. الحافظات للغيب بما حفظ الله ..
المطيعات لله ..المرضيات لأزواجهن ..


محصنات في خدورٍ زوّدت = بالتقى والخلق البذل الأمين



يا بنات الإسلام يا نسل الأولى = سطّروا الأمجاد بالفتح المبين
فتحّوا الأقفال في وجه الضحى = أسعدوا في دنيا ودين



فضيلة الشيخ عبد السلام العييري يروي لنا
مواقفا مؤثرة من حياة الصالحات فيقول :


أحمد الله تعالى أن وفقني لجمع سير الصالحات

فلقد ظننت أن الصالحات في زماننا أقل من الأزمان الغابرة السابقة

لكن لما رأيت وبحثت وجمعت بعض الأخبار وجدت العجب

ومما أفرحني ولله الحمد أن توجد بمثل هذه النماذج في زمن الفتن
فهن شموخ في زمن الانكسار وشموع في وقت الظلام ..

لما بدأت أقلب الأخبار وأجمع المواقف وقفت أمام نساء يتابعن أمهات المؤمنين ويردن الله والدار والآخرة ..

منهن من تُبتلى بمرض شديد وتصبر وتحتسب ولا تنقطع عن الدعوة ..

ومنهن من تُخرج من الجامعة لأجل الاختلاط ويصعب عليها البقاء كاشفة وجهها للرجال ..

ومنهن الأم الصابرة على فراق زوجها فهي تقوم برعاية الأولاد وتربيتهم على الخير والفضيلة ..

ومنهن من لا تتخلى عن الحجاب وإن أغراها المفسدون .. ولا أنسى نساء فلسطين والشيشان والعراق وأفغانستان اللائي صبرن وجاهدن واحتسبن ودفعن أولادهن لطلب الشهادة ونصر المسلمين ..

ومنهن من تسلم وتؤذى لأجل دينها وتطرد أو يضيق عليها وهي شامخة بإيمانها لا تنثني ..

ومنهن العابدة في مصلاها المعرضة عن زخرف الدنيا ..

ومنهن من لا ترضى إلا بالفردوس الأعلى .. فيهن الداعية الحكيمة المتلطفة بزوجها التي تدعوه إلى الله عز وجل .. فيهن المحسنات المتصدقة على الأرامل والأيتام ..

ومنهن المتسابقات بدور تحفيظ القرآن والمسابقات العلمية ..


وسأختم ببعض النماذج من الفنانات التائبات الصابرات على الأذى ..


أما لماذا هذه المواقف للصالحات ؟ ..

فلأننا في زمن كثرت فيه الفتن ولمّع الفساد وضخمت أدوار المفسدات

وتهجم المفسدون على المرأة المسلمة وحجابها وحياءها بشتى الوسائل

ففي ذكر هذه النماذج دفعة قوية للمؤمنين أن يطمئنوا
ويتفاعلوا بقوة الحق وصبر المسلمات في زمن الإغراء


وأردت أحبابي الكرام بهذه المواقف أن أوجه خطاباً غير مباشر للرجال ليعملوا كبعض الداعيات

وأن تتحرك الهمم من الرجال والنساء للدعوة إلى الله عز وجل

ولا نقتصر على جانب معين بل ذكرت مواقفا متفرقة في العلم والعبادة والصدقات وحفظ القرآن

فهؤلاء هن القدوات الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله المطيعات لله المرضيات لأزواجهن 

حور حرائر ما هممن بريبة = كضباء مكة صيدهن حرام 
متحجبات في الخدور أوانسٌ = ويصدهن عن الخنا الإسلام 

إن التاريخ عباد الله ملئ بالمواقف والقصص

لكن حرصت أن تكون هذه النماذج من زماننا هذا

من نساء عشن في عصرنا

ليكون الخبر أكثر أثراً

وإني عازم بإذن الله عز وجل على مواصلة المواقف للصالحات لأن الوقت لا يكفي لطرح ما جمعت

وأين مَنْ كانت الزهراء أسوتها = ممن تقفَّت خطى حمالةِ الحطبِ

هذه المحاضرة لم أوجهها للمستقيمات أو الداعيات فحسب
بل لكل النساء فإن كانت مسرفة على نفسها أو غافلة فلتقتدي بهؤلاء القدوات 

والله أستعين في كل عمل إليه قصدي وعليه المتكل ثم إلى الشروع في المقصود :



النقطة الأولى : متفرقات في همم عجيبة


- عمة أحد طلاب العلم دائماً تصلي ولا تُرى إلا على مصلاها
ولما ماتت رأتها قريبة لها على صورة حسنة فسألتها عن حالها
فقالت : أنا في الفردوس الأعلى .. قالت : بماذا؟!! .. قالت : عليكِ بكثرة السجود ..


- أخبرني أحد طلاب العلم أنه اتصلت به امرأة وهي تبكي
وظن أنها قد أذنبت 
بل قالت له يا شيخ إني قد عصيت الله عز وجل معصية عظيمة.
فلما استفسر منها وسألها فإذا هي قد تركت صلاة الوتر البارحة فقالت : هل من كفارة أكفر بها عن ذنوبي؟


- امرأة أخرى تتمنى أنها إذا دخلت الجنة أن تجلس تحت شجرة وتصلي وتعبد الله عز وجل
لحبها للصلاة وتعلقها بها 
في السنة الماضية سافرت معنا هذه المرأة وهي من قريباتي سافرت معنا إلى المدينة وقد شق عليها وقت النهي فكانت تبحث عن فتوى أو دليل أو قول لأحد أهل العلم تريد أن تصلي في وقت النهي حتى تستغل بقاءها ووقتها في الحرم .. 


- تقول احدى مديرات دور تحفيظ القرآن لما افتتحنا الدار كان عندنا درج في الشارع ولم نجعل ممراً للعربات لا لكبيرات السن ولا للمعوقات.
قالت وفي اليوم الأول للتسجيل فوجئنا بامرأة تجاوزت الستين من عمرها وهي تحبو على الدرج تريد الدخول للدار فالتحقت بهم لكن صعب عليها الاستمرار بعد مدة ولم تستطع أن تواصل الحفظ لكبر سنها وقعدت في بيتها ..


- أم العلامة محمد ابن إبراهيم رحمه الله لما ولدته كانت صائمة يوم عاشوراء ..


- امرأة أخرى عُقد لها سحر
وعرضت عليها الرقية الشرعية
فامتنعت ولا تريد أن ترى الرجال ولا يراها الرجال
فبدأت تعالج نفسها بالقرآن أشهراً تقرأ على نفسها سورة البقرة كل ليلة حتى فك الله عز وجل ما بها من السحر 
إن مسنا الضر أو ضاقت بنا الحيل = فلن يخيب لنا في ربنا أملٌ


- أخرى من الصالحات حفظت القرآن وهي فوق الستين
وأخبارها عجيبة لكن ملخص الخبر وملخص هذا الموقف أو المواقف لها
أنها تجاوزت الستين ولما ختمت القرآن في رمضان الماضي استأجرت امرأة لا تعرفها ولا تعرفها النساء اللاتي حولها حتى تُسمّع لها القرآن كاملاً
ولا يعلم بخبرها إلا قلة من النساء
وأخذت العهد على بعض النساء ألا يخبرن أحداً ..


- فتاة بكر كانت حاملاً فصعدت الطائرة في أول حمل لها ولم يُعلم بحملها
لما أرادت أن تصعد وكانت مع زوجها في الطائرة فبدأ بها المخاض للولادة فتحملت وتصبرت ولم تخرج صوتاً ولا تألماً وتخشى أن يظهر صوتها للرجال
وإذا سأل أحد المضيفين زوجها ما بها؟ قال تشكو من بعض الآلام
فكانت صابرة لا تريد أن تلد بين الرجال بل ولا حتى بين النساء أو يسمع صوتها الرجال أو يراها أحد
واشتد بها المخاض وخرج منها الماء قبل الولادة ثم خرج منها الدم وهي صابرة محتسبة
ولما نزلوا للمطار وهبطت الطائرة دعا قائد الطائرة بالإسعاف وحضر رجلان من رجال الإسعاف
ولم ترضى أن تلد في الطائرة حتى بعد الهبوط
فلما ذهبوا بها إلى غرفة الإسعاف ولدت عند الممرضات وصبرت وتحملت ولم ترضى أن تلد بين الرجال ..


- فتاة أخرى لها همة عظيمة
شابة معاقة أصيبت في حادث بشلل رباعي جعلها طريحة الفراش أكثر من خمسة عشرة سنة
امتلأ جسمها قروحاً وتآكل اللحم بسبب ملازمتها للفراش
ولا تخرج الأذى من جسدها إلا بمعاونة أمها لكن عقلها متدفق وقلبها حي مؤمن 
ففكرت أن تخدم الإسلام ببعض الأمور فوجدت بعض الأساليب والطرق التي تنفع بها دين الله عز وجل أو تنفع بها نفسها وتنشر دين الله عز وجل فجعلت ما يلي :
أولاً : فتحت بيتها لمن يشاء من النساء أن يزورها أو حتى من الناس من أقاربها ومحارمها أن يزورها ليعتبر بحالها فتأتيها النساء ودارسات التحفيظ ثم تلقي عليهن محاضرة بصوتها المؤثر ..
ثانياً : جعلت بيتها مستودعاً للمعونات العينية والمادية للأسر المحتاجة وتقول زوجة أخيها إن ساحة البيت الكبيرة لا أستطيع أن أسير فيها من كثرة المعونات للأسر الضعيفة ..
ثالثاً : تجهز المسابقات على الكتب والأشرطة وتوزعها على الأسر المحتاجة مع المواد الغذائية .. ويقول أحد محارمها إني لا أستطيع أن أحضر المسابقات إلا من طريق فلانة ..
رابعاً : لا تدع منكراً من المنكرات من منكرات النساء إلا وتتصل على صاحبة المنكر وتنكر عليها ..
أيضاً : تزوج الشباب والشابات عن طريق الهاتف ..
سادساً : تساهم في إصلاح ذات البين وفي حلول المشاكل الزوجية ..
إنها امرأة عجيبة والله ..


- امرأة أخرى تطلب من النساء دائماً الفائض من الكتب والأشرطة والمجلات
فتعطيها زوجها ليوزعها على محلات الحلاقة وأماكن الانتظار في المستشفيات ..


- من الهمم العالية فكرة عائلية ..
فكرت احدى الداعيات فوضعت جدولاً فيه تقييم لسلوك الطفل وحرصه على الصلاة وأخلاقه مع والديه ومع إخوانه وحرصه على النظافة وحرصه على حفظ لقرآن وطاعة الوالدين
وقامت بتوزيعه على أفراد عائلتها في الاجتماع الأسري الأسبوعي
فأعطت كل أم جدولاً تقيّم ابنها خلال الأسبوع
وفي الاجتماع الأسبوعي توزع بعض الجوائز للمتفوقين ..
تقول احدى الأمهات رأيت تحسناً عظيماً كبيراً في سلوك أطفالي انتظاراً لجائزة الأسبوع ..


- أخرى لا يطيعها زوجها أن تذهب للمحاضرات
فبدأت تتصل على النساء اللاتي تعرفهن من الجيران ومن الأقارب ومن الزميلات 
فتحثهن على حضور المحاضرات وهي قليلة الحضور للمحاضرات ..


- امرأة أخرى في مدينة الرياض لها في كل باب من أبواب الخير سهم
فهي تساعد الراغب للزواج وتعطي أسرة السجين وتقوم على الأرامل والمساكين
ومن أعمالها أنها تسببت في بناء ٧ مساجد في المملكة وكفلت ٥٠٠ أسرة من الأسر المحتاجة وقد كفلت ٣٠ يتيما أيضاً
وأسلم بسببها في دولة تشاد في أفريقيا قريباً من ٢٠٠ ألف رجل وامرأة ..


- امرأة أخرى فتحت دارها للعلم والدعوة والتحفيظ
فلما كثرت النساء والأطفال عندها فتحت داراً على حسابها
وعلى حسب جمعها مما تجمع من النساء فتحت داراً في مكان آخر ..


- امرأة أخرى أحبها ابن الجيران واتفقا على الزواج فتزوجها من غير رضاء أهلها وانتقل إلى قرية أخرى
ثم رزقها الله عز وجل ببنت وبعد شهور من زواجها وحصول الولد لها تصالحت المرأة مع أهلها فعادت إليهم وتابت إلى الله عز وجل واعتذرت من والديها والتزمت بالحجاب
وتبين لها بعد مدة أن زوجها وهو ابن الجيران الذي أخذها من غير رضا أبيها تبين لها أنه مشعوذ ويقع في السحر ليتكسب من طرق الشعوذة
فحاولت بشتى الطرق أن تدع هذا الرجل وهربت عند والديها وبقيت عندهم مدة طويلة فانفصلت عنه وطلقها هذا المشعوذ
فعوضها الله عز وجل برجل صالح وعاشت معه عيشة سعيدة وبدأت تحفظ القرآن وتتعلم الأحكام
وقد ضحت هذه الفتاة بزوجها مع أنها لم تصل إلى العشرين ..


- أما إقبال الناس على العلم فقد بلغ ببعض النساء أنهن يستمعن للكتاب الواحد أكثر من شرح من أشرطة العلماء
وإحداهن قرأت فتح البارئ ثلاث مرات بل لها تلخيص على فتح البارئ ..
وفي الرياض أكثر من ١٩٠ داراً نسائياً لتحفيظ القرآن فيها ٤٠ ألف امرأة أو يزدن ..
وأقيم في احدى المرات محاضرة في مدينة الرياض ووصل حضور النساء إلى ١٠ آلاف امرأة
وقبل المغرب بساعة وصل العدد كما يقول أحد أهل العلم عن احدى قريباته وصل العدد إلى قبل المغرب بساعة 7 آلاف امرأة ..


- ومن الأخبار أيضاً مرض الأولاد قد يكون سبب الهداية :
تقول أم ولد أصيب بشلل وفقد وعيه مدة عامين في المستشفى ثم خرج إلى البيت بعد تحسن شي من حاله
قالت هذه المرأة بعدما رابطت كثيراً مع ابنها في المستشفى : زهدت بالدنيا فلم أهتم بمنافسات النساء على الجواهر وعلى الأزياء وعلى الملابس وعلى المطاعم فازددت قرباً من الله عز وجل بالطاعات والنوافل وصارت ملازمتي لابني سبباً في زيادة الطاعة وكثرة القراءة عليه والرقية ..


- وتقول امرأة أخرى إن مرض ابنتها كان سبباً في قوة إيمانها بالله عز وجل وصبرها وقوة تحملها
وازداد عندها التوكل على الله عز وجل واحتساب الأجر ..


- أما بعض المريضات فيقلن من أحسن الهدايا لنا أثناء الزيارة وأيام العيدين أن يأتي أحد الزوار بمصحف أو بشريط قرآن أو بمحاضرة أو يأتي بكتب نافعة ..


- وهذه أم عبد الرحمن تأتي مع زوجها من أقصى جنوب الرياض إلى أقصى شرقه يتركها زوجها في المستشفى للعلاج ويذهب هو لدوامه
وتمر عليها فترات تحتاج إلى المستشفى كل يوم تقريباً
فاستغلت هذه المرأة الداعية المريضة جلوسها الطويل في المستشفى وانتظارها لدورها في العلاج استغلت الوقت بالدعوة إلى الله عز وجل والتذكير به سبحانه وزيارة المريضات وتقوم بتعليمهن الصفة الصحيحة للطهارة والصلاة وأحكام طهارة المريض ولا تترك فرصة لدعوة ممرضة أو طبيبة إلا وتقوم بالدعوة
وهكذا تتنقل بين الأقسام وقد نفع الله عز وجل بها نفعا عظيماً
فاللهم أشفها وعافها فما أعظم الأجر تحمل في جسمها المرض وفي قلبها النور والإيمان والدعوة إلى الله عز وجل وتقوم بتنفيس الكربات عن المحزونين والمرضى والله عز وجل الموعد ..


- وهذه امرأة أخرى لازمت رعاية زوجها المريض أكثر من ١٠ سنوات
لم تغادر البيت من أجله
فتغلق المكيف وتصبر على الحر والأذى لأجله
وكانت لا تترك صيام الاثنين والخميس مع ما يعتريها من التعب الشديد ..


- امرأة أخرى مات زوجها وهي في الثلاثين من عمرها وعندها خمسة من الأبناء والبنات
أظلمت الدنيا في عينها وبكت حتى خافت على بصرها
وطوقها الهم وعلاها الغم فأبناؤها صغار وليس عندها أحد يقوم بها ولم يلتفت أحد لشأنها ولم يصرف عليها أحدكانت لا تصرف مما ورثته من زوجها إلا القليل حتى لا تحتاج إلى أحد ..
وذات مرة كانت في غرفتها في شدة يأس وانتظار لفرج الله عز وجل ففتحت إذاعة القرآن وسمعت شيخاً يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ) 
تقول هذه المرأة فبدأت أُكثر من الاستغفار وآمر أبنائي به
وما مر بهم ستة أشهر حتى جاء تخطيط مشروع على أملاك لهم قديمة
فعُوّضت هذه المرأة عن أملاكهم بملايين
ووفق الله عز وجل أحد أبنائها فصار الأول على أبناء منطقته وحفظ القرآن كاملاً
وصار الولد محل عناية الناس واهتمامهم ورعايتهم لأنه حفظ القرآن ..
تقول : وملأ الله عز وجل بيتنا خيراً وصرنا في عيشة هنية وأصلح الله كل ذريتها وأذهب الله عنها الهم والغم فصدق الله عز وجل ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا )


- رجل صالح عابد أصيبت زوجته بمرض السرطان ولها منه ثلاثة أبناء
فضاقت عليهما الدنيا بما رحبت وأظلمت عليهما الأرض
فأرشدهما أحد العلماء إلى قيام الليل والدعاء في الأسحار مع كثرة الاستغفار والقراءة في ماء زمزم واستخدام العسل
فاستمرا على هذه الحالة وقتاً طويلاً
وفتح الله عز وجل على هذا الرجل وعلى زوجته بالدعاء والابتهال والتضرع وكان يجلسان بعد الفجر إلى طلوع الشمس ومن صلاة المغرب إلى صلاة العشاء على الذكر والدعاء والاستغفار
فكشف الله عز وجل ما بها وعافاها وأبدلها جلداً حسناً وشعراً جميلاً قال الله عز وجل ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون ) ..


- أما زوجة المجاهد الصادق الصابر القدوة " أحمد ياسين " جعله الله في عليين
زوجته مضرب المثل في هذا الزمان فقد رضيت به رغم إعاقته تقول : عشت معه في حله وترحاله أُعتقل مدة تقرب من تسع سنين وقمت برعايته وأسرته وحفظت ماله وعياله وبعد أن أُخرج من المعتقل كنت مطلوبة معه كما هو مطلوب وكنا ننتقل من بيت إلى بيت نخشى عليه أكثر من خشيتنا على أنفسنا واستمرت معه صابرة محتسبة نسأل الله عز وجل أن يعوضها خيراً 
وقد مات معه في القصف زوج ابنته التي ليس عندها إلا بنت منه لها ٧ أشهر وهي صابرة محتسبة
كما أن إحدى بناتها وبنات الشيخ أحمد فقدت العام الماضي زوجها الذي لم يبقى معها بعد الزواج إلا سنة وقتل وعمره ٢٤ سنة
وهكذا فبيتها آل ياسين مات عنهم الشيخ واثنان من أزواج بناته
فصبراً آل ياسين فصبراً آل ياسين
فإن اللقاء بكم بإذن الله عز وجل في الجنة ولسان حالهم يقول :
إذا رضي الحبيب فلا أبالي = أقام الناس أم جدّ الرحيل


- نماذج عجيبة .. نساء الفلوجة ..
إن مدينة الفلوجة المسماة " مدينة المساجد "
وهي مفخرة في هذه الزمان .. إنها إحدى المفاخر في هذا العصر زمن الركوع والذلة من غير قلة .. والخنوع بلا رجوع ..
لما أعلن القائد الأمريكي عليه لعنة الله عن نية الانتقام من أهالي الفلوجة وتأديبهم تأديبا جماعياً استعد المجاهدون للسفر إلى الجنان لله عز وجل ولِما يرضي الرحمن ولطلب الشهادة
وكان منهم من أقنع زوجته وأهله بالخروج من البلدة لئلا يموتوا فأصرت النساء على أن يمتن مع أزواجهن وآبائهن وأولادهن ..
فنساء الفلوجة لم يكن أقل من رجالها في المقاومة كما قال الشيخ حارث الضاري وفقه الله .. إن نساء العراق قاومن العدو الغادر لما لم يدافع عنهن الرجال
فصدق من قال : وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ..
إنهن يردن ما عند الله عز وجل كما الرجال ..
ولسان الواحدة منهن وهي تدافع عن بلدها : وجدنا الصالحين لهم جزاءً = وجنات وعين وسلسبيلا ..


- امرأة صالحة ومتصدقة كريمة شهد لها في هذا الأمر المقربون ..
خمسون عاماً مرت عليها وهي بكماء لا تتكلم
اعتاد زوجها هذا الوضع مؤمناً بقضاء الله عز وجل
وفي ليلة من الليالي استيقظت المرأة وبدأت تصلي بصوت مسموع
فقام زوجها مستغرباً فرحاً
ثم سمعها تنطق بالشهادتين نطقاً واضحاً صحيحاً ثم تضرعت إلى الله عز وجل بالدعاء
وكان زوجها ينتظرها تنتهي من صلاتها فرحاً بها
لكنها توفيت بعد قيامها في الليل
هنيئاً لها فمن مات على شيء بُعث عليه ..



************



ثم وقفة بين هذه الأخبار .. فخرٌ النساء : 

ألف الإمام الذهبي ميزان الاعتدال ذكر فيه مئات من الرجال المتهمين في رواية الحديث ثم قال رحمه الله تعالى : وما علمت من النساء من أُتهمت ولا من تركوها .
وكان للحافظ ابن عساكر أكثر من ٨٠ شيخة وحافظة وراوية روى عنهن الحديث .. 
وكان للسيوطي من الراويات اللائي روى عنهن قرابة العشر .. 


ثم وقفة أخرى بعنوان : نداء للنساء : 

يا نساء العلماء والدعاة : الإمام أحمد رحمه الله تعالى ذكر زوجته بعدما ماتت
فقال رحمها الله مكثنا عشرين سنة ما اختلفنا في كلمة

يا زوجة العالم ويا زوجة طالب العلم ويا زوجة الداعية

إن العالم ليس لكِ
وإن طالب العلم للناس

وإن الداعية لبذل الخير للغير

فاحتسبي الأجر إذا انشغل أو سافر أو سهر في طلب العلم
واحمدي الله عز وجل أنه يقوم ويرفع عن هذه الأمة فرض الكفاية

وربما لا يقوم بأعمال إلا وأنتِ معه في الأجر تبذلين الراحة له ولا تشغلينه بالطلبات وتحفظين عليه وقته وأولاده والعوض من الله عز وجل ..

إننا نعجبُ كثيراً من بذل العلماء ومواقف العظماء لكننا ننسى أن معهم في بيوتهم نساء ماجدات خالدات يدفعنهم للخير وللعلم
فلا تظنن أن العظيم من الرجال قام لوحده بل وراء كل عظيم امرأة عظيمة امرأة داعية ..

ذكر أحد الدعاة عن امرأة في روسيا امرأة غريبة في الدعوة إلى الله عز وجل والصبر على التعليم
قد صنعت هذه المرأة ما لا يصنعه الرجال
ظلت هذه المرأة ١٥ سنة تدعو إلى الله عز وجل سراً أيام الحكم الشيوعي وتنتقل من بيت إلى بيت وتعلم النساء القرآن وتخرج الداعيات ولم تغفل أيضاً عن أسرتها ولا عن أولادها
فأولادها من كبار الدعاة في روسيا وأزواج بناتها الأربع كلهم من الدعاة أيضاً
وأحد أزواج بناتها هو مفتي البلدة التي تقيم فيها هذه المرأة ..


- امرأة لتمسكها بحجابها أسلم على يدها ٧ أشخاص
هي طالبة أمريكية متمسكة بحجابها معتزة بدينها أسلم بسببها ٣ من الدكاترة في الجامعة وأربعة من الطلبة .. 

لما أسلم أحد الدكاترة بدأ يذكر قصته ويقول :

قبل أربع سنوات ثارت عندنا زوبعة كبيرة في الجامعة حيث التحقت في الجامعة طالبة مسلمة أمريكية وكانت متحجبة
وكان أحد الأساتذة من معلميها متعصباً لدينه يبغض الإسلام كان يكره كل من لا يهاجم الإسلام فكيف بمن يعتنق الإسلام؟!!
وكان يبحث عن أي فرصة لاستثارة هذه الطالبة الضعيفة لكنها قوية بإيمانها
فكان ينال من الإسلام أمام الطلاب والطالبات وكانت تقابل شدته بالهدوء والصبر والاحتساب
فازداد غيضه وحنقه فبحث عن طريقة أخرى ماكرة فبدأ يترصد لها بالدرجات في مادته ويلقي المهام الصعبة عليها في البحوث ويشدد عليها بالنتائج
ولما تستطع التحمل وانتظرت كثيراً وتحملت تحملاً عظيماً
قدمت شكوى لمدير الجامعة للنظر في وضعها ..
فأجابت الجامعة طلبها وقررت أن يُعقد لقاء بين الطرفين مع جمع من الأساتذة لسماع وجهة نظر البنت مع المعلم لحضور بعض الدكاترة والأساتذة والطلاب ..

يقول هذا الكاتب الذي أسلم وهو أحد الدكاترة : حضر أكثر أعضاء هيئة التدريس وكنا متحمسين لحضور هذه الجولة والمناظرة والحوار التي تعتبر الأولى من نوعها في الجامعة ..
فبدأت الطالبة تذكر أن الأستاذ يبغض الإسلام ولأجل هذا فهو يظلمها ولا يعطيها حقوقها ثم ذكرت بعض الأمثلة فكان بعض الطلبة قد حضروا وشهدوا لها بالصدق ولمعلمها بالكذب وهم غير مسلمين! ..
فلم يجد الأستاذ الحاقد على الإسلام جواباً فبدأ يسب الإسلام ويتهجم عليه
فقامت هذه المرأة تدافع عن دينها وتظهر محاسن الإسلام وكان لها أسلوب عجيب لجذبنا حتى أننا كنا نقاطعها ونسألها عن أمور تفصيلية في الإسلام فتجيب بسرعة بلا تردد! ..
فلما رأى الأستاذ الحاقد ذلك منهم خرج من القاعة واستمرت هذه المرأة مع بعض الأساتذة والطلاب وأعطتهم ورقتين كتبت عليهما عنواناً : ( ماذا يعني لي الإسلام؟ ) .. فذكرت هذه المرأة الدوافع التي دعتها للإسلام ثم بينت أهمية الحجاب وعظمة الحياء والحشمة للمرأة وأنه سبب الزوبعة من هذا الأستاذ
ولم تكتفي بهذا بل قالت : أنا مستعدة أن أُطالب بحقي كله حتى ولو تأخرت عن الدراسة ..

يقول هذا الكاتب : لقد أُعجبنا بموقفها وثباتها ولم نتوقع أن الطالبة بهذا الثبات والتحمل ، وتأثرنا بصمودها أمام الطلاب والمعلمين 
فصارت المحجبة هي قضية الجامعة أياما.. 

يقول : فبدأ الحوار يدور في عقلي وفي قلبي حتى دخلت إلى الإسلام بعد عدة أشهر
ثم تبعني دكتور ثان وثالث في نفس العام
ثم أصبحنا جميعاً دعاة إلى الإسلام ..
إنها امرأة قليلة المثيل في هذا الزمان! ..



- حدثني أحد إخوانها في خبرها لقد ماتت رحمة الله عليها قبل مدة ليست بالطويلة
هي مدرسة في الأخلاق العالية يحبها الصغير والكبير كما قال عنها أهلها وزوجها ..
في المناسبات يجتمع عليها الصغار والكبار .. تتصل على القريب والبعيد وتسأل عن الأحوال ولا تترك الهدايا للأقارب .. هي امرأة زاهدة ثيابها قليلة وثيابها رثة ..

أصيبت هذه المرأة بمرض السرطان ومن صبرها نسأل الله عز وجل أن يجعلها في الفردوس الأعلى

من صبرها وثباتها بقيت سنة ونصف لم تُخبر أحداً إلا زوجها وأخذت عليه العهد والميثاق والأيمان المغلظة ألا يخبر أحدا .. 

ومن صبرها وثباتها رحمة الله عليها أنها لا تظهر لأحد شيئاً من التعب والمرض فلم يعلم بها حتى أولادها وابنتها الكبيرة التي تخرج معها إذا خرجت لم تعلم بمرض أمها ..
إذا جاءها أحد محارمها أو أحد إخوانها أو ضيوفها من النساء فإنها تستعد وتلبس الملابس وتظهر أنها طبيعية ..

وكان أحد إخوانها أحس بأنها مريضة وفيها شي فقد انتفخ بطنها وظهر عليها علامات المرض
ولما ألحوا عليها إلحاحاً عظيماً أخبرتهم بشرط ألا تذهب إلى المستشفى تريد الاكتفاء بالقرآن والعسل وماء زمزم
ولما ألحوا عليها وأخبروها بأن هذا الأمر والعلاج والدواء لا ينافي التوكل

وافقت وشرطت أن تذهب إلى مكة قبل أن تذهب إلى المستشفى تذهب إلى مكة
ثم ذهبت في الصيف الماضي مع أهلها وبقيت قرابة الأسبوعين.

لما رجعت من العمرة وذهبت إلى الدكتور شرطت ألا يدخل عليها أحد غير الدكتور غير رجل واحد مع وجود زوجها وكانت متحجبة ومغطية وجهها ولابسة القفازين ولم تكشف إلا موضع الألم المحدد في جزء من البطن حتى لا يرى شيئاً آخر منها
فرأى هذا الطبيب وتعجب واستغرب من وضعها ومن صبرها فرأى أن الماء السام بسبب الورم في بطنها وصل إلى ١٣ لتراً

وكان من بغضها للمستشفى تقول لأحد إخوانها وفقه الله وهو الذي اهتم بها ويراعيها في آخر وقتها تقول له : إني أبغض الشارع الذي فيه المستشفى لأنها لا تريد الذهاب إلى الرجال ولا الخروج من البيت ..

تحسنت أحوالها في رمضان الماضي ثم عرض عليها أخوها الحج فلم توافق وحصل لها شي من التردد لأنها إذا قامت يحصل لها دوار أو تعب أو إعياء ولا تستطيع أن تنهض واقفة

واستبعدت الحج لكن لما أصر عليها حج بها أخوها يقول : قد حججت كثيراً مع الشباب وجربت عدة رحلات وسفرات مع الشباب لكن يقول والله ما رأيت أسهل من هذه السنة مع هذه المرأة المريضة والنبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم )
يقول : والله ما رأيت أسهل من هذه السنة ولقد يسر الله عز وجل لنا أشخاصاً لخدمتنا بدون أي سبب سواء في الرمي أو في الممرات أو في النزول من درج الجمرات! ..

يقول أخوها : كان بعض عمال النظافة حول الجمرات قد وضعوا حبالاً لتنظيف ما حول الجمرات.. لما قدمنا لرمي الجمرة هو وأخته لم نستطع أن نقرب فنادانا أحد العساكر فقال ادخلوا من تحت الحبل بدون أي سبب! .. وحصل لهم هذا الأمر في الدور الثاني في اليوم الثاني! ..
ولما أرادوا النزول ناداهم أحد العساكر بدون أي سبب!
ولا يظهر على المرأة أي علامات من علامات التعب أو المرض لكن ناداه أحد العساكر وقال أنزل من هذا الدرج ..

يقول أخوها وكل المناسك قد يسرت لنا

كانت هذه المرأة تهتم بالدعوة فقلما تذهب لمجلس إلا وتذكّر بالله عز وجل أو تدعو إلى الله تعالى أو تعلم أو تخرج كتاباً من حقيبتها وتقرأ أو تأمر أحد النساء بالقراءة وهي التي تشرح ..

قد كفلت يتيماً على حسابها .. لا تذهب لقصور الأفراح
وهي قليلة الاختلاط بالنساء
إن اجتمعت مع النساء لا تحضر إلا للعلم أو للدعوة إلى الله عز وجل ..

وليس عندها إلا جزمة واحدة طوال حياتها
وليس عندها ذهب أبداً فقد باعته كله حتى قبل مرضها ..
كانت تركز على البرامج الدعوية ..

وما زال الكلام لأخيها : كانت تركز على البرامج الدعوية لأفراد العائلة .. وفي كل سنة تؤكد على إخوانها ترتيب البرامج في مكة إذا ذهبوا في الصيف جميعاً وتركز بالأخص على الخادمات وتعلمهن وتعطيهن بعض السور للحفظ .. 

كانت منذ فترة تتواصى مع أخيها على قيام الليل الذي يقوم الأول هو الذي يتصل بالآخر قبل الفجر بنصف ساعة .. ثم بدأت أمهم حفظها الله وصبّرها وثبتها بدأت أمهم معهم مع هذه المرأة المريضة ومع هذا الأخ البار ثم بدأت هذه المرأة تتواصى مع نساء الجيران .. 

وفي شدة مرضها في سكرات الموت لما كانت في المستشفى قبل وفاتها وفي أثناء المرض ما تذمرت ولا تأففت ولا جزعت بل كانت صابرة محتسبة ..
يقول أخوها : أشد ما سمعت منها من الكلمات قالت : يا رب فرج عني وكانت في أثناء السكرات يقرأ عليها أحد الرقاة فماتت وهو يقرأ عليها رحمها الله .. 

أما بالنسبة للتغسيل لما أُحضرت لمغسلة الأموات يقول أخوها لقد أصر الصغار والكبار حتى الأطفال من العائلة على حضور التغسيل فحضروا جميعا في مغسلة الأموات وصلوا عليها

أما أخوها الذي كان يلازمها فقال : لقد رأيتها لما أُخرجت من الثلاجة قد تغير الشحوب الذي كان فيها والتعب وانقلب إلى نور وبياض

وكانت هذه المرأة الصابرة المحتسبة رحمها الله رأيت رؤيا قبل موتها بشهر ونصف كأنها جاءت لدار تريد أن تدخلها فسمعت رجالاً يقولون عند الدار ليس هذا بيتكِ اذهبي لبيت آخر ثم رأت قصراً أعلى منه وله درج رفيع أو سلالم رفيعة فلما أرادت أن تصعد ناداها رجلان من أعلى القصر
وهذا كله في الرؤيا وهي التي قصت هذه الرؤيا على من حولها وكان في أعلى القصر رجلان عرضا عليها المساعدة لتصعد الدرج فتحملت وتصبرت ثم صعدت بنفسها بعد تعب
تقول لما صعدت إلى القصر أحسست براحة وسعادة وسرور حتى وهي في المنام .
ثم قالت لمن حولها لا تفسروا هذه الرؤيا فأنا إن شاء الله عز وجل أستبشر بخير ..
فرحمة الله عليها وجمعها وأهلها في الفردوس الأعلى ..



- كتبت احدى مديرات مدارس التحفيظ تقول : تقدمت امرأة للتسجيل في مدرسة من مدارس التحفيظ فلم تُقبل هذه المرأة لاكتفاء المدرسة ولأنها تقدمت هذه المرأة متأخرة إلى مكتب المديرة ..
تقدمت هذه المرأة وهي تبكي بحرقة وتقول أرجوكم لا تردوني فإني والله مسرفة على نفسي بالمعاصي وكلما عزمت على التوبة والرجوع إلى الله عز وجل أضعف وأعود إلى ما كنت عليه .. 
تقول هذه المديرة : فلما سمعت ما قالت ولمست صدق حديثها ورأيت بكاءها قبلتها ودخلت في ذلك العام بدورة الحفظ والتجويد أو في دورة الحفظ في سنة والتجويد في السنة التي بعدها ..
وبفضل الله عز وجل قد ختمت كتاب الله تعالى وهي من المعلمات القديرات الداعيات إلى الله عز وجل بل من خيرة الأخوات الصالحات ولا أزكيها على الله عز وجل ..



- امرأة أخرى قاربت السبعين من عمرها تحفظ القرآن في نفس هذه المدرسة .. تحضر لحفظ القرآن في الصباح وفي المساء .. 
تقول هذه الكاتبة : هذه امرأة عجيبة امرأة نذرت نفسها لله عز وجل وللأعمال الخيرية التي تقربها إلى الله عز وجل فهي لا تفتر ولا تكسل ولا تستكين طوال العام ، تعمل في الصيف وفي الشتاء ولا تُرى إلا في طاعة .. تعيش هذه المرأة في منزل كبير لوحدها مع عاملة لها دربتها على العمل الخيري والاحتساب ولها عدة أعمال منها أنها تشارك في كثير من البرامج . 
بل تقول هذه الكاتبة : في كل برنامج أو مشروع أو جمع تبرعات ما يقام شيء إلا ويكون لها سهم كبير وقد رزقها الله عز وجل بأبناء بارين بها ويعينونها بالمال وبما تستطيع فوالله إن هذه المرأة مصدر مهم بعد الله عز وجل لإمدادنا في الهمة العالية والعزيمة الصادقة وهي نموذج حي يندر وجوده في هذا الزمان! ..



- جاء رجل كان مسرف على نفسه بالمعاصي وكان يشرب الخمر .. يسهر مع رفقاء السوء على الخمر والغناء .. وكان يترك الصلاة أو يصلي أحياناً حياءً أو خجلاً أو مجاملة ..
وذات مرة زار احدى قريباته فحمل طفلاً من أولادها فبال هذا الطفل على هذا الرجل العاصي المسرف على نفسه .. يقول هذا الرجل بعدما تاب : فقلت لأمه خذي هذا الطفل فقد بال على ملابسي
قالت : الحمد الله أنه لم يبل على ملابس فلان وكان قد حضر معه أحد أقاربها من محارمها
فاستغرب هذا الرجل العاصي وقال ما السبب؟!!
قالت : أنت لا تصلي مثل هذا الرجل والبول على الثياب لا يضرك ..
في هذه الكلمات القليلة ( أنت لا تصلي ، لست مثل هذا الرجل ، البول على الثياب لا يضرك ) يقول فرجعت إلى المنزل وتبت إلى الله عز وجل واغتسلت وتركت الخمر وهجرت رفقاء السوء ولزمت الصلاة
وفرحت بي زوجتي المتدينة التي تحثني دائماً على ترك الخمر .. 
يقول الكاتب لما أخذ منه بعض هذه القصة : لقد رأيت الرجل قبل موته يترك أي عمل إذا سمع المؤذن وإذا كان في السيارة يقف عند أقرب مسجد إذا سمع الأذان ورحمة الله عليه وعفا عنا وعنه ..



- امرأة أخرى متحجبة بعد الخمسين لقد تقدمت بها السن وهي لا تهتم باللباس الشرعي
وليس عندها من ينصحها 
يقول أحد أقاربها : أنشأت جماعة أنصار السنة المحمدية في قريتنا مكانا لتحفيظ القرآن وخصصوا مكانا للنساء فبدأت هذه المرأة تحضر وتأثرت بالدروس والحجاب والصلاة وتركت مصاحفة الرجال وحفظت بعض قصار السور وتحجبت حجابا كاملا وغطت وجهها
ولما زاد عمرها فتقدمت بها السن قيل لها أن وضع الحجاب في حقكِ جائز لا بأس به ثم يذكرون لها قول الله عز وجل ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة )
ويصمتون
فتقول : أكملوا هذه الآية ( وأن يستعففن خيرا لهن والله سميع عليم ) .. كانت تقول أريد العفاف ولطالما كشفت وجهي وأنا صغيرة وأنا جاهلة فكيف أكشفه وأنا كبيرة متعلمة حافظة ..
وبالتزامها بالحجاب تأثرت بها أصغر بناتها في البيت فتحجبت كأمها ..



- امرأة أخرى أمريكية يضربها زوجها .. أمريكية نصرانية تزوجها رجل سيء الخلق يدعي أنه مسلم
وطوال 8 سنوات كما تقول لم يحدثها عن دينها

وبعد مدة تقول : رأيت رؤيا في المنام سمعت فيها الآذان
وبعد مدة وهي تشاهد التلفاز رأت المسلمين في شهر رمضان في احدى الدول وسمعت الأذان مرة أخرى فرأت فقط المسلمين في شهر رمضان قد يكونون ذاهبين إلى المسجد أو يفطرون في الحرم
وسمعت الأذان مرة أخرى فارتاحت كثيراً وبدأت تقرأ وتبحث عن الإسلام فأسلمت .. 

ومن أسباب إسلامها سألت عن أمر زوجها فقيل إنه مسلم كمثل هؤلاء الذين يصومون رمضان وكان عندها اضطراب بين زوجها وبين المسلمين في عقلها
لكن تقول : بدأت أقرأ وأبحث عن الإسلام فأسلمت وعندما أسلمت تحجبت فتلاقها زوجها سيء الخلق بالضرب والسب ومزق حجابها لأنه رجل دبلوماسي كما يقول وهي تحرجه كثيراً بين بعض المسؤولين في هذا الحجاب وازداد معاملته سوءاً يوما بعد يوم وكان يضربها هذا الرجل بشراسة وحقد حتى بقيت عدة أشهر تتعالج في المستشفى بسبب ضربه وعملت 3 عمليات في العمود الفقري واستعملت كرسي العجلات سنة ونصف وصل بهم الأمر إلى الطلاق

وقد رفعت هذه المرأة عليه دعوى عند القاضي لكن كانت تقول : هل أسقط الدعوى عن هذا الرجل وأفوض أمري إلى الله عز وجل أو أطالبه به مع أني سأضطر وأقف أمام القاضي وهي لا تريد ذلك لأنها احتمال أن تخضع لفحص طبي لأجل تكميل الدعوى القضائية فتضطر معها إلى عرض جسدها على الأطباء فهذا الذي دعاها إلى إسقاط الدعوى

واستمرت هذه المرأة على دينها متمسكة بحجابها لم يغيّر دينها هذا الرجل سيء الخلق ..



- امرأة أخرى ما زالت تنصح زوجها من أول الزواج أن يترك التدخين
واستمرت معه في النصح حتى رزقهما الله عز وجل الطفل الأول ..

وأخرى كانت تنصح زوجها في ترك هذه العادة السيئة ولا يقبل ولا يهتم ولا كأنها تكلمه
ففي ذات مرة تقول دخل علينا ابننا البالغ ثلاث سنوات وفي فمه سيجارة وبدون شعور منه صفع ابنه وهي أول مرة يضرب زوجي أحد أبنائه لأنه رحيم بهم يحبهم ويعطف عليهم
فقالت الزوجة بهذه الكلمات القليلة اليسيرة استغلت هذا الموقف ودعت زوجها إلى الله عز وجل وقالت إنه يعتبرك القدوة لذلك يعمل مثل هذا العمل.
فخرجت هذه الكلمات من قلب صادق ناصح فوقعت في قلبه فأقلع من ذلك اليوم عن التدخين ..



- كلمة مؤثرة كانت متهاونة في الصلاة
زوجها كثير الأسفار
ولذا فإنها اعتادت على الخروج دائماً من المنزل بلا استئذان
حتى مع وجود زوجها تخرج بدون استئذان
وكان إذا قدم من السفر يغضب إذا رأى خروجها وينصحها بعدم الخروج ويحثها كثيراً على تربية الأولاد
تقول هذه المرأة لم أهتم كثيراًَ بما كان يقول وكنت أخرج بدون استئذان وكنت ألبس الملابس الفاخرة وأتعطر بأحسن العطر
وسمعت ذات مرة أنه سيقام في منزل أحد الأقارب محاضرة لإحدى الداعيات فذهبت إلى حضورها حباً للاستطلاع فتحدثت هذه المرأة الداعية الحكيمة عن بعض مخالفات النساء حتى أبكت الحاضرات
قالت فتأثرت بها وسألتها عن حكم خروجي من البيت من غير إذن الزوج؟
فبينت لي أن هذا حرام إلا بإذن الزوج وأرشدتها ألا تتبرج وأن تحافظ على نفسها ..
قالت لما قدم زوجي من السفر اعتذرت منه وطلبت منه السماح والعفو واستأذنته للخروج مرة من المرات فقال منذ متى وأنتِ تستأذنين مني؟!
فقالت له هذا الخبر وهذه القصة فحمد الله عز وجل على نعمة الهداية . 
لا تنكروا أثر الكلام فإنه أثر عجيبٌ في النفوس مجربُ ..



- امرأة حفظها حجابها سافر زوجها وتركها مع أولادها
وأوصى أخاه الكبير بأن يأتي لزوجته وأن يقوم بأعمال البيت ويتابع الأولاد 
تقول هذه المرأة كان يأتي هذا الأخ الكبير كل يوم تقريباً وكان لطيفا في أول أيامه
لكن لما أكثر التردد علينا وليس عندي محرم ولم أتحجب بدأ تظهر منه تصرفات غريبة
حتى قدم زوجي وكنت أريد أن أفاتح زوجي بالموضوع لكن خفت من المشاكل
ثم سافر زوجي مرة أخرى ورجع أخوه إلى حالته الأولى من الحركات الغريبة والكلام العاطفي وبدأ يعاكس زوجة أخيه وبدأ يحضر كل وقت بسبب ولغير سبب ..
تقول هذه المرأة لقد تعبت من تصرفاته فكرت في الكتابة لزوجي لكن تراجعت حتى لا أضايقه لأنه في بلد آخر يبحث عن المعيشة وحتى لا تحصل مشاكل وقلت لا بد من نصيحة هذا الخائن الغادر ونصحت هذا الرجل الذي ليس برجل لكن لم ينفع فيه النصح
وتقول وكنت أدعو الله عز وجل كثيراً أن يحفظني منه فطرأت علي فكرة ففكرت في لبس الحجاب وتغطية وجهي وكتبت لزوجي بأني سأترك مصافحة الرجال الأجانب
فشجعني زوجي وأرسل لي كتباً وأشرطة وعندما جاء شقيق زوجي كعادته ذلك الخائن ورآني ملتزمة بالحجاب وقف بعيداً وقال ماذا حصل؟!!
قلت لم أصافح الرجال ولا يراني إلا محارمي
فوقف قليلاً ثم نكس رأسه فقلت له إذا أردت شيئاً فكلمني من وراء حجاب
فانصرف فكف الله عز وجل شره عنها ..



- امرأة أخرى متمسكة بصلاتها
إلا أن زوجها يحبها كثيراً ويغار عليها وهو كثير الشكوك في زوجته
ورزقهما الله عز وجل بولدين
تقول لكن ما زال شكاكاً في أمري ففكرت في طلب الطلاق أكثر من مرة
وهي كما تقول متمسكة بصلاتها وليس عندها ملاحظات أو ذنوب أو معاصي
كان إذا سافر ارتاح وإذا حضر فنحن في مشاكل
فتعبت كثيراً من كثرة التفكير وما هو الحل
فلم نجد حلاً إلا ترك مصافحة الرجال ثم التزمت بالحجاب الشرعي وغطيت وجهي فلا يراها أحد
فبعد أن تحجبّت تحسن حال زوجها ولم يعد شكاكاً في زوجته..



- فتاة تأثرت بمحجبة من زميلاتها
تقول هذه البنت تجولت مع أسرتي في أكثر من دولة عربية لاحظت أن بعض نساء الريف يلبسن ملابس طويلة ساترة ولا يظهرن أمام الرجال الأجانب
اعتقدت أن هذا الأمر من عادات البلاد ولم أعرف أن هذا من تعاليم الإسلام
تقول لما عشنا في مصر بدأت بالدراسة في المرحلة الثانوية وجلست بجانبي طالبة محجبة وسألتني أول ما جلست قالت لماذا أنتِ يا فلانة لم تتحجبي؟
تقول لم أرد عليها ونظرت إليها باستغراب ثم انصرفت عنها لكنها لم تتركني فأخذت تنصحني وتعلمني طوال العام تعاليم الدين وأشياء لم أتصور في يوم من الأيام أنها محرمة
ومما ساعدني على تقبل نصحها أني كنت أحبها كثيراً لأدبها وأخلاقها وحياءها وتفوقها في الدراسة ..
انتهى العام وانقطعنا فأحسست بالوحشة لأني فقدت تلك الداعية الصالحة وابتعدت عن الحجاب وعن الخير
وكنت إذا نظرت إلى المحجبات أتمنى أن أتحجب وإذا نظرت إلى السافرات أطمح أن أكون مثلهن في العناية بالمظهر وجذب الشباب ..
فانتقلنا أخيراً إلى المملكة .. وكانت تلك البنت المترددة بين الصالحات وغيرهن كانت في الصف الثالث الثانوي
تقول فلم أرى الاختلاط في مدارس المملكة ورأيت الفتاة وجمالهن وأدبهن وهن في مدى الحرية بين الطالبات .. المرأة لا ينظر إليها إلا النساء تقول مع غاية التدين والحجاب أمام الرجال ورأيت أنهن لا ينقصهن عن غيرهن شيء
فتأثرت بهذا المنظر الرائع : حجاب أمام الرجال وراحة ومتعة بين النساء بمعنى أنهن لا يعصين الله عز وجل بين النساء ..
ولما كنت أخرج من المدرسة أخرج مغطية وجهي وكنت أشعر أنني ملكة وأنني في غاية السعادة
وكنت أجلس أثناء الفسحة في مصلى المدرسة أستمع للذكر والعلم فأخرج في كثير من الأحيان وأنا باكية متأثرة وأحب من ينصحني وتبقى النصيحة عالقة في ذهني لا تغيب
ما أحلى الأيام مع الله عز وجل وقد تخلصت من كل ما يغضب الله تعالى
ثم كتبت هذه البنت بعدم التزمت بالحجاب نصيحة للمرأة أن تحافظ على حجابها وشرفها وعفتها وحذرت النساء من السفور وتصديق أدعياء الحرية ..



- أم صالح امرأة في قصتها شي من العجب والطول فتحملوا قليلاً ..

أم صالح امرأة بلغت الثمانين من عمرها تتفرغ لحفظ الأحاديث إنها نموذج فريد من أعاجيب النساء

أجرت مجلة الدعوة حواراً معها فقالت هذه المرأة : إنها بدأت في حفظ القرآن في السبعين من عمرها .. امرأة صابرة عالية الهمة قالت هذه الحافظة الصابرة كانت أمنيتي أن أحفظ القرآن الكريم من صغري
وكان أبي يدعو لي دائماً بأن أحفظ القرآن كما إخواني الكبار
فحفظت ثلاثة أجزاء
ثم تزوجت وأنا في الثالثة عشرة من عمري
وانشغلت بالزوج وبالأولاد ثم توفي زوجها ولها سبعة أولاد كانوا صغاراً 

تقول فانشغلت بهم بتربيتهم بتعليمهم بالقيام على شؤونهم
وحين ربتهم وتقدمت بهم الأعمار وتزوج أكثرهم تفرغت هذه المرأة لنفسها وأول ما سعت إليه أنها بدأت بحفظ القرآن .. كانت تعينها ابنتها في الثانوية وكانت المعلمات يشجعن البنت على حفظ القرآن فبدأت مع أمها كل يوم تحفظ عشر آيات ..

أما طريقة الحفظ كانت ابنتها تقرأ لها كل يوم بعد العصر عشر آيات ثم ترددها الأم ثلاث مرات
ثم تشرح لها البنت بعض المعاني
ثم تردد هذه الأم الآيات العشر ثلاث مرات أخرى ثلاث ثم شرح ثم ثلاث
وفي صباح اليوم الثاني تعيدها البنت لأمها قبل أن تذهب إلى المدرسة ..

وكانت هذه المرأة الكبيرة في السن تستمع إلى قراءة الحصري كثيراً وتكرر الآيات أغلب الوقت حتى تحفظ فإن حفظت أكملت ، إن لم تحفظ فإنها تعاقب نفسها وتعيد حفظ الأمس تعيده في اليوم مع بنتها .. 

وبعد أربع سنوات ونصف حفظت هذه الأم اثنا عشر جزءاً

ثم تزوجت البنت ولما علم الزوج بشأنها بشأن زوجته مع أمها وطريقة الحفظ استأجر بيتاً قريباً من منزل الأم وكان يشجع البنت وأمها ويحضر معهن أحياناً ويفسر لهن الآيات ويستمع لحفظهن

واستمرت هذه البنت بعد زواجها مع أمها ثلاثة أعوام أيضاً ثم انشغلت بأولادها هذه البنت

ثم بحثت البنت عن مدرسة تكمل المشوار مع الأم
فأتت لها بمدرسة فأتمت حفظ القرآن هذه المرأة الكبيرة ..

وما زالت ابنتها إلى إجراء الحوار مع أمها والبنت تواصل الحفظ حتى تلحق بالأم الكبيرة في السن وقد حفظت القرآن بعد أكثر من عشر سنوات ..

أما النساء حولها فتأثرن بها فبناتها وزوجات أبنائها تحمسن كثيراً وكن دائماً يضربن المثل بهذه الأم العجيبة
وبدأنا بحلقة أسبوعية في منزل الأم للحفظ وصارت هي العالمة بينهن أو الحافظة بينهن ..

وقد أثرت هذه المرأة بحفيداتها فكانت تشجعهن على الالتحاق بدور التحفيظ وتقدم لهن الهدايا المتنوعة ..

أما جارات بيتها جيران منزلها في أول الأمر كنا يحبطن عزيمتها ويرددن إصرارها على الحفظ لضعف حفظها 
ولما رأينا استمرارها وصبرها بدأن يشجعنها

تقول هذه الأم المربية العجيبة التي حفظت القرآن بعد الثمانين تقول : حينما علمت هؤلاء النسوة أني حفظت القرآن رأيت دموع الفرح منهن .. وهذه المرأة كثيراً تستمع لإذاعة القرآن وتقرأ في صلاتها السور الطويلة بدأت بالحفظ وعمرها تجاوز السبعين

ثم لم تكتفي هذه المرأة بحفظ القرآن فانتقلت إلى حفظ الأحاديث النبوية
فهي تحفظ إلى إجراء الحوار تسعين حديثاً
وتحفظ معها إحدى بناتها
وتعتمد على الأشرطة وتسمّع لها ابنتها كل أسبوع ثلاثة أحاديث ..

استمرت هذه المرأة أكثر من عشر سنوات في الحفظ تقول أحسست بارتياح عجيب بعد حفظ القرآن وغابت عني الهموم والأفكار وملأت وقت فراغي بطاعة ربي ..

اقترحت عليها بعض النسوة أن تدخل في بدور تحفيظ دور القرآن
فأجابت هذه المرأة وردت : إني امرأة تعودت على الجلوس في البيت ولا أتحمل الخروج ..

وتدعو كثيراً لابنتها وتشكرها أنها بذلت معها الكثير الكثير . تقول وهذا من أعظم البر والإحسان خاصة أن البنت كانت في مرحلة المراهقة " وما زال الكلام للأم " وخاصة أن البنت في مرحلة المراهقة التي يشكو منها الكثير
فكانت البنت تضغط على نفسها وعلى دراستها فتفرغ نفسها لتعليم أمها بصبر وحكمة

ثم ختمت هذه المرأة الصالحة وقالت : لا يأس مع العزيمة الصادقة ولا يأس مع قوة الإرادة والعزم والدعاء ثم البداية في حفظ القرآن ..

ثم قالت : والله ما رزقت الأم بنعمة أحب إليها من ولد صالح يعينها على التقرب من الله عز وجل 

صدق الشاعر حيث قال :
بصرت بالراحة الكبرى فلم أُرُها = تُنال إلا على جسرٍ من التعبِ



- توفيت إحدى المعلمات الداعيات مع زوجها في حادث
فكتبت عنها بعض الطالبات بعض المقالات في إحدى المجلات فمن ذلك قالت إحداهن : ( رحمكِ الله أستاذتي جعلتِ جل اهتمامك الدعوة وجعلت نصب عينيكِ إيقاظ القلوب الغافلة فأنتِ المنار الذي أضاء لنا الطريق لن ينساك مصلى المدرسة لكن سيفقد صوتكِ العذب وكلامك الرصين والقصص الهادفة التي تأتين بها والمواعظ الحسنة ولن أنسى جموع الكلمات التي تصدر منها ولن أنسى المعلمات ولا الطالبات اللائي يسرعن لحضور درسكِ في وقت الاستراحة ستبقى كلماتكِ ونصائحكِ محفوظة في جعبتي لن ننساها ما حييت .. " لا تنكروا أثر الكلام فإنه أثر عجيب في النفوس مجربُ ".. ومهما كتبت أو دونت لن أصل إلى نصف ما بذلتيه لنا .. )

وقالت بنت أخرى عن هذه المعلمة : ( ما زالت كلماتها في قلبي إلى الآن لما قالت لي ناصحة لي إن للإيمان طعماً حلواً لم يتذوقه إلا من أطاع الله عز وجل .. ما زالت القصص التي قلتيها في قلبي ووجداني .. لقد رأيتها في المنام قبل وفاتها سمعت صوتاً حول هذه المعلمة يقول هذه المرأة على طريق العلماء تقول فلما أخبرتها تبسمت رحمها الله .. )



أما مع الفنانات التائبات وأختم بهن هذه المحاضرة :


الفنانات كان لهن دور في نشر الرذيلة والأفكار الهدامة

ففي رجوعهن إلى الله تعالى دعوة واضحة لمن يتابعهن أن أحسن طريق في الحياة طريق الهداية والطاعة والقرآن ..

تقول الفنانة سُهير رمزي بعد أن تابت :
لأول مرة أذوق طعم النوم قريرة العين مطمئنة البال مرتاحة الضمير
وأما سبب هدايتها فعجيب : كانت سُهير رمزي قبل أن تتحجب ولما كانت تزاول الفن حضرت في مركز لتعليم القرآن ولاجتماع الدعاة والداعيات في مصر وكان هذا المركز بمال إحدى التائبات من الفنانات وهي ابنة الشيخ الحصري رحمه الله
تقول إن هذه الفنانة التائبة أو الممثلة التائبة لما تابت أقامت هذا المركز وجعلت شيئاً من الريع والوقف لأبيها المتوفى وهو القارئ الحصري رحمه الله وثبت ابنته على الحق والخير..
تقول كانت هذه الشابة البارة بأبيها رحمها الله تُحضِر بعض الدعاة
فحضر أحد الدعاة لبعض النسوة وكانت هذه سُهير رمزي حاضرة بين النساء وهي غير متحجبة
تقول أول ما بدأ الملقي يتكلم تكلم وقال إن تسعة وتسعين من أشراط الساعة الصغرى قد ظهرت وإن هذه الزلازل التي نراها في العالم الزلازل الكثيرة في العالم إنها تؤذن بقرب القيامة الكبرى ثم تلا قول الله عز وجل ( إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها ) إلى آخر السورة
تقول فلم أتمالك نفسي وبكيت كثيراً كثيراً وعرفت أني ضائعة وأني تائهة ثم أسندت رأسي على كتف أمي وقلت إني أعلن الرجوع إلى الله عز وجل
ثم لما تابت تقول لأول مرة أذوق طعم النوم قريرة العين مطمئنة البال مرتاحة الضمير ..


- فنانة تائبة أخرى هاله الصافي فتقول بعد أن تابت : لقد شعرت بالحياة الحقيقية بعد الهداية ..


- فنانة أخرى اسمها نسرين قبل التوبة تقول لزوجها في بعض المرات إذا رجعوا من بعض السهرات المريبة لا البريئة
تقول لزوجها أحس أننا موتى .
ولما تابت قالت إننا ولله الحمد لا نشعر باكتئاب ونستمتع بطمأنينة لا حدود لها ..


- وتقول شادية أيضاً لما تابت : ما أحلى الإيمان وعلى من تذوقه أن يدل الناس على سبيله وأشعر بالأمان الحقيقي في ظل الإيمان .


وقد لاحظت أنا " الكلام للشيخ حفظه الله " أن من أسباب رجوعهن هو سبب عجيب جداً
بعض الناس يذهب إلى الحج أو إلى العمرة وإذا رأى من يرمي الجمرات لا يتأثر قلبه ولا يبكي والنبي عليه الصلاة والسلام يقول ( إنما جعل الطواف في البيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمرات لإقامة ذكر الله عز وجل ) 
وقد علمت عن بعض الصالحين أنه لا يتمالك نفسه أبداً إذا رمى الجمرات وإذا وقف للدعاء إقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام .. 
فمن أسباب رجوع كثير منهن " رؤية الطائفين " وإذا ذهب بعضهن وهي على حالتها السيئة في الفن تذهب إلى العمرة أو للحج وبعضهن تنهار في الطواف من شدة البكاء وتعاهد الله عز وجل أثناء الطواف أن تتوب إلى الله تعالى

ومن أسباب رجوعهن كثرة الدعاء .. تقول هالة فؤاد وقد توفيت رحمها الله توفيت بسبب مرض خطير لكنها لم تتنازل عن إيمانها وعن دينها وماتت صابرة محتسبة تقول : كنت دائماً أدعو الله عز وجل أن يهديني ويريني الصواب وأن يبعدني من الخطأ طيلة السنوات ..


وتقول سُهير رمزي : كنت أخلو بنفسي في بعض الأوقات أدعو الله عز وجل أن يهديني .


وتقول هالة الصافي : توسلت إلى الله عز وجل وصليت الاستخارة كثيراً أن يلهمني الصواب إن كان طريق الفن هو الصواب أن أستمر فيه وإن كان طريق الحق هو الصواب أن أرجع إليه . 


ظهرت من عشرات السنين وما زال يتردد ويزداد رجوع الفنانات والمذيعات والممثلات عن الفن
ويظهر منهن الإقبال على الله عز وجل
وأنهن بأعداد غير قليلة إلا أن الإعلام يتكتم عليهن ولا يُظهر شيئاً من أمرهن إلا النادر..

ومن المعلوم عباد الله أن الفتاة الممثلة أو الراقصة الشهيرة التي تُبذل لها الأموال وتُؤخذ بالأحضان وتُشجع ويلقى عليها على رأسها الأموال الكبيرة جداً والكثيرة
لا تضحي هذه الفتاة التي عاشت على المعصية في هذه المغريات الكثيرة إلا إذا كان في قلبها إيمان قوي تحركه الفطرة السليمة ..

ومع رجوعهن إلى الله عز وجل إلا أنهن لا يسلمن من شياطين الإنس والجن

من شياطين الإنس الذين يأتون لهن تارة بالترغيب والملايين وتارة بالترهيب والتهديد وإخراج الفضائح والصور القديمة ومع ذلك يصبرن ويتحملن وقد يُتهمن بالوسواس أو قلة العقل أو ذبول الجمال أو عدم اهتمام الجماهير لكن هذا لم يغير عدد منهن من اللائي رجعن إلى الله عز وجل
وأسأل الله عز وجل أن يثبتنا جميعاً على الحق والصلاح .. 


- منهن أيضاً منى عبد الغني فنانة سابقة أعلنت توبتها إلى الله عز وجل توبتها لله تعالى لبست الحجاب وطالبت وسائل الإعلام ألا تخرج شيئاً من أغانيها ولا صورها ..
تقول أما بداية هدايتي فقالت كنت أفكر دائماً لو جاء الموت إلي وأنا على هذه الحالة وأنا غير مستعدة للقاء ربي فماذا أفعل؟
وكنت أصحو فزعة من النوم أحياناً لأحاسب نفسي بشدة أريد جواباً لهذا السؤال! أريد تطبيقاً لهذا السؤال! 
قالت كانت أخواتي يرتدين الحجاب وعائلتي متدينة وأخي ممدوح رحمه الله يلح علي دائماً بأن ألبس الحجاب .. لا تنكروا أثر الكلام .. 
تقول قبل وفاته بأربعين يوماً كان يُحضِر لها الأشرطة الدينية والمواعظ عن الموت وعن الآخرة
تقول فتشرب قلبي هذه المواعظ
ثم توجه أخي ممدوح رحمه الله إلى الحج وبعد الحج رجع إلى مقر عمله في باريس ومات وهو ساجد نسأل الله من فضله ..
فلما مات أفقت من هذا السبات العظيم وأفقت على هذا النور الذي بزغ لي وسط الظلام
وقبل أن يوارى جثمان أخي قررت ارتداء الحجاب واعتزال الفن ..
بعد ذلك تحسنت أحوالها مع الله عز وجل وأقبلت عليه بالعبادات وتركت العمل في معهد الموسيقى وتفرغت لابنتها لتربيتها تربية صالحة
وتقول لن أعود للفن مهما كانت المغريات
وأقول أخيراً " والكلام لها " وأقول أخيراً " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا " ..
وأما أخوها ممدوح رحمه الله فيحسن أن يقال عنه ما قال الشاعر : 
يا رُبَّ حي رخام القبر مسكنه = وربَّ ميت على أقدامه انتصبا


أما في نهاية هذه المحاضرة فأحمد الله عز وجل وأثني عليه وأشكره وأسأل الله تعالى أن يجمعني وإياكم في الفردوس الأعلى 
اللهم كما يسرت لي جمع هذه المادة فيسر حسابنا وآتي نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها وصل إله العالمين مسلما على الرسل والصحاب الكرام الأطايب.
سبحانك ربي رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ...

◽️◽️

📼 حرر بتصرف من شريط ( مواقف مؤثرة من حياة الصالحات ) للشيخ عبد السلام العييري

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق