الجمعة، 16 سبتمبر 2016

المسلمة الجديدة

تتعدد القضايا الشائكة التي تعترض الدعوة والدعاة مع من يسلم

ولاسيما المسلمات الجديدات في بلدان غير المسلمين

فللمرأة من الخصائص والسمات ما ينبغي للدعاة أن يراعوها في دعوتها عموماً وفي دعوة المسلمة الجديدة على وجه الخصوص.

والقضايا التي تعترض المسلمة الجديدة كثيرة، ومنها قضية الزواج واللباس والسفر والزينة والخلوة وغيرها مما هو من خصائص المرأة
وفي الشريعة ما يضبطه
فيظن بعض الدعاة أن إلزام المسلمة الجديدة بذلك من شروط الإسلام وربما بدأها به من غير أن يتدرج في دعوتها وإقناعها بحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وهذا قد يترتب عليه نفورها من الإسلام أو تركه إلى غير رجعة
وقد جعل الله عز وجل هذا الدين يسراً؛ وإنما يأتي الحرج من الداعية عندما لا يحسن فقه الدعوة.

ولقد كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما
(( يسّرا ولا تعسّرا وبشّرا ولا تنفّرا وتطاوعا ولا تختلفا ))

فما أعظم هذه الوصية

وما أحوج الدعاة إليها

فبعض الدعاة مثلا قد يبدأ مع المسلمة الجديدة بغطاء الوجه أو يلزمها بالنقاب في مجتمع معظم النساء يحسرن عن رؤوسهن، ويضخم ذلك حتى يجعله من لوازم إسلامها،
ولا يعني اعتراضي هذا القول بجواز كشف وجهها، ولكن هل يبدأ به الداعية دعوته؟

يروي أحدهم عن مسلمة جديدة في إنجلترا طلب منها النقاب، وخشية من أن توصم بوصمة غير مناسبة كانت تضطر أحياناً إلى البقاء في منزلها حياء من نقابها فلا تخرج من البيت ثم تحس بأن الإسلام كلفها وأعنتها.

ولذلك فإن اجتهاد بعض الدعاة بإصدار الأحكام من دون الرجوع في ذلك إلى العلماء قد يفضي إلى خسارة تلك القلوب التي ترغب في الإسلام،
ولكنها أيضاً تتحرج في بداية الأمر من بعض تطبيقات الشريعة.
ولابد في ذلك من التفريق بين ما أجمع العلماء على تحريمه وبين ما يسوغ فيه الخلاف، وكذلك مراعاة الأحوال والأزمنة والأمكنة التي يسوغ معها تغير الفتوى.

إن التدرج في دعوة المسلمة الجديدة من المسائل الرئيسة
وإذا كان التدرج من سمات الدعوة مع المدعوين فإنه مع المرأة يتأكد في مواطن كثيرة لضعف المرأة وحاجتها إلى مزيد من الصبر على ما يثبتها على الإسلام.

ومن الإشكالات في حياة المسلمة الجديدة: مسألة الولي في الزواج، وغالب من يدخل الإسلام في بلاد الغرب من النساء عندما تسلم تجد أن أهلها تبرؤوا منها ولا يوافقون على زواجها من مسلم فتقع في حيرة وتحتاج من الدعاة إلى وقفة صادقة تسهم في تثبيتها.

ومن الإشكالات أن تتزوج المسلمة الجديدة من داعية جاء من بلاد بعيدة لنشر دين الله ويتعلق فلبها به وتكبر آمالها في بناء بيت مسلم تظلله المحبة وتحفه الرحمة، ولا تدري أن هذا الداعية إنما يريد الاستمتاع بها فإذا قضى حاجته منها انصرف عنها وكان ذلك آخر العهد به، وقد يشتبه عليها الأمر في شرعية هذا النكاح ويكون سبباً في نفورها من الدين، ثم هي في ذلك لم ترتكب ذنباً ولم تقصر في شيء مع هذا الزوج الذي رأى إقبالها على الإسلام وبحثها عن الطريق الحلال، وما أعنفها من صدمة تتعرض لها مثل هذه المرأة وكم يصدها هذا الأمر عن دين الله ويصد غيرها.

وأخيراً فإن المسلمة الجديدة ينبغي أن تأخذ حظها من إزالة الشبه المتعلقة بالمرأة كالطلاق والتعدد وغير ذلك خاصة أنها بعد إسلامها تحتفظ بعلاقاتها مع غير المسلمات اللاتي قد يوردن عليها من الشبه التي قد تؤثر عليها.

◽️◽️

د. عبد الله بن إبراهيم اللحيدان - قسم الدعوة بجامعة الإمام
📚 مجلة المستقبل العدد ١٧٤ شوال ١٤٢٦هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق