غالباً ما تتباين وجهات النظر حول موضوع أو فكرة ما، بل تتعدد الأطروحات في مسائل عديدة، يفوز فيها من يفوز ويخسر فيها من يخسر، وكل هذا الخلاف والتباين يحسمه ويتصدى له شخص واحدٌ لا غير، واحدٌ حديثه منطقي وعباراته تحكي لك الواقعية.
إنه ذاك الشخص الذي خاض غمار التجربة وعايش الحقيقة، هنا يكون كلامه الأوثق وحديثه الصائب فقد قيل قديما: "اسأل مجرب ولا تسأل طبيب".
وهنا ومن خلال هذه الأسطر تحاول مجلتكم – مجلة شباب – أن تكشف النقاب عن شخص عاش تجربة مريرة، عايش معها الآلام والأحزان في آن، وعاش الثبات على المبدأ والدعوة إلى الله في آن آخر، إنه الأخ الفاضل/ عبد الله با نعمة، الذي كان لنا معه هذا اللقاء المميز والأول من نوعه مع الصحافة المقروءة.
كاشفه: فهد بن صالح الغضيه
* با نعمة شخصية أحدثت ضجة إعلامية كبيرة، أحبه الناس، وتناقل الجميع أخباره، بماذا تفسر ذلك؟
- بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد.. في البداية يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا، هل أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم).
فالسلام عليكم ورحمة الله، أخواني وأحبائي. السؤال الذي طرحتموه علي عجيب جداً، ولكن ما حصل في قناة المجد والذي أحدث ضجة إعلامية كبيرة، هذا بفضل الله ومنته وكرمه علي، بأنه اختارني لهذه المهمة لأوصل رسالة لقلوب البشر ولعقولهم لأن كل الناس خاصة في وقتنا الحالي في غيبوبة دنيوية والإنسان من طبيعته النسيان لذلك شرع الله لنا الذكرى فسبحانه يقول: (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) والذكرى هي تكرار الشيء، والدين هو الدين لم ولن يتغير من أول ما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو نفس القرآن ونفس الأحاديث ولكن تكرر في كل الأزمان، نعم.. هذا من الذكرى التي شرعها الله سبحانه وتعالى. ولسنا أفضل من أبينا آدم الذي أخذ الله منه العهود. وبين له أن الشيطان عدوه.. يقول الله تعالى (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما).. نعم لقد نسي أبونا آدم العهود التي بينه وبين الله فكان العقاب أنه أُخرج من الجنة.
وفي الأمم السابقة كان إذا عصى أحد من بني إسرائيل يكتب على وجهه أو على باب بيته أنه عصى، ولكن من فضل الله علينا أن سترنا وشرع لنا الذكرى.
وإني أرى أن الله عز وجل اختارني واستخدمني في برنامج "الجانب المظلم" بقناة المجد كي أكون ذكرى وعبرة للناس، والله عز وجل يقول: (واعتبروا يا أولي الألباب) فقصتي تصلح أن تكون قصة كثير من عائلات مجتمعنا، وهذا هو سبب قبولها لدى الناس، فهي تدور ما بين آباء وأمهات مقصرين في تربية أبنائهم إلا من رحم الله، وبين أبناء عاقين لوالديهم في أحوالهم الدنيوية وعلاقتهم مع الله، فهذا هو سبب الضجة حول قضيتي؛ لأنها تخاطب المجتمع.
* من خلال تجربتك كيف يستطيع الإنسان أن يجمع بين الإعاقة (أيا كانت) وبين التمسك بالمبادئ والدعوة إلى الله؟
- أولاً: أخي فهد السؤال هذا جدا جميل. ودعني أقول لك شيئا، تصحيحا لكلمة إعاقة، المعاق من حرم من طاعة الله عز وجل، المعاق ليس معاق الجسد.
ثانياً: عندما تسألني كيف جمعت بين الدعوة إلى الله وبين الإعاقة أو الإصابة التي أنا فيها، أقول لك يا أخي: ومن ذا الذي ليس مسؤولاً عن الدين؟!.. أذكر لك قصة قصيرة فتحت علي آفاقا عظيمة: أتى إلي شاب من الشباب مستقيم ولا نزكيه على الله نحسبه والله حسيبه، فقال لي: أنا معجزة، قلت له: كيف تكون معجزة قال لي: أنا مولود في أمريكا في يوم ولد معي في نفس المستشفى ثلاثمئة طفل، قلت له: أين المعجزة في هذا؟ قال: أنا الوحيد الذي اختارني الله مسلماً بين هؤلاء الأطفال قلت له: "والله فكرة" لأنه لم يكن بين أمه وبين الله واسطة قبل أن يرى النور، كل مولود يولد على الفطرة وهذا الشاب اختاره الله ليكون أمه وأبوه مسلمين، وهذه القصة فتحت علي آقاقا عظيمة وعرفت بها نعما كثيرة لم نشكره عليها سبحانه، كما تيقنت بأني معجزة وكل إنسان مسلم في هذا الكون معجزة، لأن اليوم الذي ولدنا فيه كم مولود ولد معنا من غير المسلمين.. ألا يوجد أناس بأعمارنا يعبدون البقر وغيرهم يعبدون الأصنام ويهود ونصارى؟! ولكن الله اختارنا مسلمين، وعلى قدر النعمة التي يمنحها لك الله، على قدرها يختبرك سبحانه أتشكر أم تكفر، فهذه أول نعمة يمنحها الله لنا بأن يجعلنا مسلمين من غير حول منا ولا قوة.
لقد منّ الله علينا أنا وأنتم بأن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولنعرف مقدار هذه النعمة فإن لنا أن نتخيل لحظة أننا كنا في أمة سابقة مثل أمة نوح عليه السلام.. أمة نوح التي يقول عنها ربنا تبارك وتعالى: (وما آمن معه إلا قليل) يُذكر أنه آمن معه ثمانون رجلا وامرأتان وفي رواية أثنا عشر رجل وامرأتان، تخيلوا لو كنا من أمة نوح عليه السلام، فهل كنا سنكون مع الثمانين أم مع الباقين الذين أغرقهم الله، هذه نعمة لم نشكر الله عليها.
إخواني ما دمت أني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فلست معذورا أبداً؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (بلغوا عني ولو آية) وكلامي هذا أوجهه لجميع القراء ولكل إنسان يشهد بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، يقول الله عز من قائل: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) فلو أن أهل الأرض جميعهم كانوا مسلمين إلا رجلا واحدا كان على ملة الكفر لسئل أهل الأرض عن هذا الرجل الكافر لماذا لم تبلغوه دين الله.. فالله الله بالدعوة.
* لقد سلكت منهج الدعوة إلى الله، فما هي أنسب الطرق لكسب قلوب المدعوين؟
- من فضل الله وكرمه أن قلوب أمة محمد ما زالت بخير، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الخير في وفي أمتي إلى قيام الساعة) ففي هذا الحديث ذكر الرسول الكريم نفسه أولاً والخير لا ينقطع عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الخير في أمته بفضل الله لم ولن ينقطع، قلوب العباد فقط محتاجة إلى تذكير كما أسلفت، والذي استفدته من مشايخنا جزاهم الله خيرا وعلى رأسهم الشيخ علي باقيس، وكذلك من الأخوة الزوار الذين توافدوا لزيارتي أنهم علموني كيف أدعو إلى الله.. تعلمت منهم قبل أن أتكلم مع أي شخص أن أرحمه وأحبه لكي يقبل مني الدعوة؛ لأنك لا تستطيع أن تستحوذ على الإنسان وأنت تكلمه بعنف.. فالمحبة واللين والتواضع أولا، أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص.
والأمة فيها خير والقلوب فيها إيمان، والإيمان في القلب أشبهه بكأس الشاي الذي في أسفله سكر، فلو شربت الشاي من دون تحريك السكر فسوف تجد أن طعمه غير مستساغ، ولكن عندما تحرك السكر قليلاً سوف يصبح حلو المذاق، هكذا حال قلب المؤمن يحتاج إلى تحريك وتذكير كي يصحو من غفلة ما. وبالحب والرحمة نكسب قلوب الناس.
* حدث لك ما حدث من بلاء ومحنة وضربت أروع المثل بالصبر والاحتساب، فما هي نصيحتك لمن داهمته محنة بفقد حبيب، أو بمرض عضال، أو غير ذلك؟
- القضية يا أخي .. رسالة أبلغها لأخواني ممن أصيب بحزن أو هم أو فقد نعمة من نعم الله عليه، منبها إياهم إلى شيء مهم، ألا وهو أن عدم شكر النعم يزيل النعم.
أنا إنسان نموذج بين يديكم، فاقد لنعمة من نعم الله وهي نعمة الحركة، وقد كنت يوما من الأيام بنعمة لا يعلم بها إلا الله ولكن للأسف لم أشكر الله على هذه النعمة؛ ولذلك سلبها الله مني وهو يريد بي وبأهلي وبمن حولي خيرا؛ لأن الله لم يخلقنا ليعذبنا، فالله خلقنا وعندما خلق كل إنسان وضع له مقعده في الجنة، وقبل هذا كنا في الجنة والله يريد لنا أن نعود إليها، وقد يكون الإنسان جبارا عاصيا لله، لكن الله يحفظه ويصيبه بشيء يرجعه إليه، مثل ما أصابني الله بشلل رباعي كامل.
إن الله عز وجل يقول: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) في حديث للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وليس ذلك إلا للمؤمن) لقد ابتلانا الله ليرحمنا، وكل واحد منا أدرى بنفسه وكل واحد أدرى ماذا كانت ردة فعله على هذا البلاء.. فاصبروا واحتسبوا، وتذكروا هذه الفوائد الثلاث العظيمة التي ذكرها لي أحد المشايخ في الصبر على البلاء،
الفائدة الأولى: هي تكفير الذنوب بدون أدنى شك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما أصاب المسلم من هم ولا وصب ولا نصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله خطاياه).
الفائدة الثانية: رفع الدرجات، فهناك منازل لا يبلغها الإنسان بعمله فيبتليه بالبلاء لحبه هذا العبد ليرفعه إلى تلك الدرجات، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا أحب الله عبداً ابتلاه) لكن البلاء يحتاج صبراً، والصبر على البلاء هو احتسابٌ لله بكل شيء والرضا بقضائه وقدره.
الفائدة الثالثة: هي قضاء ديون، يقول الشيخ: كل إنسان قد يكون ظلم ناسا آخرين من كلام عنهم أو أخذ أموالهم، وهؤلاء لا يكفيهم يوم القيامة إلا أن يأخذوا من حسناتك، ولكن الصابر على البلاء في الدنيا يوم القيامة يصب عليه الأجر صبا، يقول الله تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
أذكر أنه عندما كنت في المستشفى مر علي الكثير بمثل حالتي كانوا جازعين، ومنهم من أصيب باليأس وآخر يريد أن ينتحر، فهذا الأمر خطير، والشيطان حريص على إغوائنا.. فالله الله في الصبر والاحتساب.
* هل واجهتك عقبات بالاستمرار في طريق الاستقامة، وما مدى سعادتك بالسير في هذا الطريق؟
- العقبات التي واجهتني هي فتن دنيوية تمر على أي إنسان وينبغي أن لا يلقي لها بالا، فعدو الإنسان هو الشيطان الذي يريد أن يبعدك عن الطاعة بأي شكل كان ويريدك أن تعصي الله بأي طريقة، وكل هذه الأشياء غالباً ما تأتي من جليس السوء، ففي فترة من الفترات بدأت اذهب إلى الملاعب (أنا رياضي من البداية، وكنت أشجع فريقا معين بدون ذكر اسم الفريق) وكنت أتردد إلى الملاعب لمتابعة هذا الفريق، وواظبت فترة من الزمن على هذا المنوال، وفي أثناء مشاهدتي لإحدى المباريات حصل موقف عجيب فقد كنت من المعجبين بأحد اللاعبين في المباراة لأخلاقه الطيبة، ولدى متابعتي له سقط هذا اللاعب فجأة على الأرض وبلع لسانه، وبدأ يرتعش كامل جسمه، فقلت في نفسي إنه مات، فهذا السبب كان سبب رجوعي إلى الله، ومن تلك اللحظة جلست مع نفسي وبدأت أحاسبها.
وإن سألتني كيف أشعر بحياتي الآن؟ لقلت إني إنسان سعيد سعادة لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى، علماً بأني لا أستطيع حتى أن أحك وجهي، وأكلي لا أستطيع أكله، وشرابي لا أستطيع شربه، عورتي لا أستطيع أن أغسلها بنفسي، وأنتم تستطيعون أن تتحكموا بأنفسكم بفضل الله، فاشكروا الله على هذه النعم.
* سبق وأن تمنيت ثلاث أمنيات، ما هي هذه الأمنيات، ولمن الفضل في تحقيقها؟
- لقد ذكرت ثلاث أمنيات في قناة المجد وكان لها أثر عظيم في قلوب المشاهدين، الأمنية الأولى: أن أسجد لله سجدة، الأمنية الثانية: تقليب ورق المصحف، الأمنية الثالثة: هي أن أدخل في يوم عيد أو في مناسبة عائلية وأضم والدتي.
لقد ذكرت بأني أتمنى تقليب ورق المصحف، وكم مرت علي من الأيام عندما كنت متعافياً ضيعت فيها هذه النعمة، وهنا أود أن أوجه لك ولجميع القراء سؤالا أطلب أن تنشره لأهميته، وهو: كم مرة ختمت المصحف؟ وهذا السؤال ذكرته في ثلاث مدارس في أحد المدن، أمام أكثر من ثلاثة آلاف طالب، فكم تتوقع من الذين رفعوا أيديهم؟ لم يرفع أحد يده!
وأنت أيها القارئ كم مرة ختمت القرآن الكريم، وفي المقابل كم مرة أمسكت جهاز الجوال بيدك؟ وكم مرة أمسكت جهاز الريموت كنترول بيدك وبدأت تتنقل بين القنوات.. نعم الله كم مرة عصيت الله فيها وكم مرة أطعت الله فيها، فمن لا يشكر نعم الله يمهله الله إلى يوم القيامة أو يسلبها منه في دنياه.
لقد أكرمني بالظهور في برنامج (الجانب المظلم) لأذكر أمنياتي، وكان هناك مجموعة من التجار يتابعون البرنامج، وهم يملكون شركة تهتم ببرامج الحاسوب فقرروا مشكورين أن يعملوا لي برنامجاً خاصاً بالقرآن الكريم وذلك عن طريق جهاز الحاسب الآلي وسموا هذا البرنامج (أمنية با نعمة) لذوي الاحتياجات الخاصة فجزاهم الله خيراً، وأسأل الله أن يجعلهم في الفردوس الأعلى ومن يقرأ هذا الكلام.
* لو كنت مسؤولاً عن ذوي الاحتياجات الخاصة، فما الذي سوف تفعله؟
- يا أخي ذوي الاحتياجات الخاصة هؤلاء أناس أكرمهم الله، وأي شيء ينسب الله عز وجل يرفعه، إخواني أصحاب الاحتياجات الخاصة الله أكرمهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا أحب الله عبداً ابتلاه) وهؤلاء الناس محتاجون أولا إلى رحمة أرحم الراحمين، ولكن لهم احتياجات خاصة، ولو وكلت عنهم لقلت ماذا يريدون لأني واحد منهم، وأعرف بماذا يفكرون، وما هي المصاعب التي يمرون بها، فأكثرهم لا يستطيع العمل، وقد يكون منهم من لا يستطيع أن يوفر لنفسه أدوية وما شابه، هؤلاء الناس يحتاجون إلى مساعدة، هل تعلمون ما معنى مساعدة؟.. شيء دائم لهم خصوصاً أصحاب الشلل وأصحاب الغيبوبات.. هناك أناس أعرفهم بمثل حالتي إذا أكل وجبة الغداء لم يجد وجبة العشاء، وأناس ليس لديهم أحد يدفع لهم إيجار مسكنهم، كيف لهم أن يتعاملوا مع الحياة وهم بهذه الحالة، فمن هذا المنطلق ومن خلال مجلة شباب أناشد الخيرين في هذا البلد المعطاء بلد الخير أن يهتموا بهذه الفئة قليلاً.
* أخ عبد الله في نهاية هذا الحوار، باقة ورد لمن تهديها؟
- باقة وردة أهديها لشخصين عزيزين على قلبي الأولى: لأم عبد الله (أمي)، والثانية: أهديها لأبي عبد الله (أبي)، هذان الشخصان لا أستطيع أن أقول عنهما إلا أنهما بابان من أبواب الجنة، الله أكرمني بهما، ولم أشكر الله عليهما كما ينبغي.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رغم أنف من أدرك أبويه أحدهما أو كلاهما ولم يدخلاه الجنة).. فأمي إنسانة عظيمة ضحت بالدنيا كلها من أجلي، تخيل أماً تحرم نفسها من اللقمة التي تشتهي وتطعمني إياها، أمي هي كل شيء بحياتي بعد الله عز وجل ورسوله الكريم، تخيلوا يا إخواني أني طيلة ١٤ سنة و٩ شهور طريح الفراش وأمي بخدمتي كل هذه السنين، ومهما بلغت لا أستطيع أن أوفيها ولو زفرة من زفراتها، أسأل الله يجعلها من أهل الفردوس الأعلى.
أما عن والدي فهو إنسان عظيم بكل ما تحمله هذه الكلمة، وقد ذكرت في قناة المجد ما أصابني من بلاء بعد دعوة والدي، لكن الأصل أن هذا قضاء الله وقدره وهو خير لي ولأبي، وقد لطف الله بي فقد كان من الممكن أن تهلكني دعوة أبي لكن المولى حفظني، كما كان من الممكن أن يجعلني الله بكامل قواي الصحية وأتمادى (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون).. فالذي حز في نفسي وأتعبني نفسياً أنه بعد برنامج (الجانب المظلم) وردني كلام من الناس الذين تعاطفوا معي ومع قضيتي بأنهم باتوا يلومون أبي ويدعون عليه، يا أخواني أبي ليس إنسان فاجراً، بل إنسان مصل قوام صوام، يلهج دائماً بذكر الله، ورسالتي لمن أحب عبد الله نعمة: (لا أسمح لأي إنسان أن يمس أبي ولو بكلمة واحدة) فأنا لن أسامح أي إنسان يمس أبي ولو بكلمة حتى ولو كان متعاطفا معي، لأن الوالدين باب من أبواب الجنة، وقد قال لي: الشيخ محمد الشنقيطي ما أصابك خير لك ولوالدك.. هذا ما أحببت أن أوصله لوالدي وللمتعاطفين معي، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
◽️◽️
📚 مجلة شباب العدد ٩٢ رجب ١٤٢٧ هـ
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
📑 مواضيع ذا صلة :
🔗 كن متميزاً مع الله
أكثر من أربعين فتاة عرضن عليّ الزواج ( لقاء مع الشاب المعاق عبد الله بانعمة )
http://huria-alddaewa.blogspot.com/2016/09/blog-post_86.html
http://huria-alddaewa.blogspot.com/2016/09/blog-post_86.html
🔗 صور مؤثرة للداعية عبدالله بانعمة - برنامج الجانب المظلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق