الاثنين، 5 سبتمبر 2016

هل يعتذر الأب من ابنه ؟! •• قصص عجيبة يرويها الشيخ جاسم محمد المطوع





الأولاد أمانة في أعناق الوالدين .. والوالدان مسؤولان عن تلك الأمانة .. 

قال ابن القيم رحمه الله تعالى " وكم ممن أشقى ولده .. وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله .. وترك تأديبه .. وإعانته على شهواته .. ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه .. وأنه يرحمه وقد ظلمه .. ففاته انتفاعه بولده .. وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة ..
وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد ـ رأيت عامته من قبل الآباء " 

والتربية في سن المراهقة يجب أن تكون وفق شروط وتوجيهات معينة تختلف عن سن الطفولة أو ما بعد المراهقة حتى لا يكون هناك نفور من قبل المراهق ..


وهذه قصة عجيبة .. حدثت للشيخ جاسم محمد المطوع .. 
يعطي نموذجا رائـــعــا .. كيف يكون الوالد مع ولده .. وكذلك الأم مع بناتها أو أولادها !! .. 


هل يعتذر الأب من ابنـــه ؟! ..


ــ أثناء تقديمي لإحدى الدورات الخاصة بالرجال .. لاحظت رجلاً قد تغير وجهه .. ونزلت دمعة من عينه على خده !! ..

وكنت وقتها أتحدث عن إحدى مهارات التعامل مع الأبناء .. وكيفية استيعابهم ..

وخلال فترة الراحة .. جاءني هذا الرجل .. وحدثني على انفراد قائلاً :
هل تعلم لماذا تأثرت بموضوع الدورة ودمعت عيناي ؟!

قلت له .. لا والله !! ..

فقال .. إن لي ابناً عمره ١٧ سنة .. وقد هجرته منذ ٥ سنوات .. لأنه لا يسمع كلامي .. ويخرج مع صحبة سيئة .. ويدخن السجائر .. وأخلاقه فاسدة .. كما أنه لا يصلي ولا يحترم أمه ..
فقاطعته ومنعت عنه المصروف .. وبنيت له غرفة خاصة في السطح .. ولكنه لم يرتدع .. ولا أعرف ماذا أعمل !! 
ولكن كلامك عن الحوار .. وأنه حل سحري لعلاج المشاكل أثّر بي .. فماذا تنصحني ؟

هل أستمر المقاطعة .. أم أعيد العلاقة ؟! .. وإذا قلت لي ارجع فكيف السبيل ؟!

قلت له .. عليك أن تعيد العلاقة اليوم قبل الغد !! .. وإن ما عمله ابنك خطأ .. ولكن مقاطعتك له ٥ سنوات خطأ أيضاً !! ..
أخبره بأن مقاطعتك له .. كانت خطأ وعليه أن يكون ابنا باراً بوالديه .. ومستقيما في سلوكه .. 

فرد عليَّ الرجل قائلا .. أنا أبوه أعتذر منه !! .. نحن لم نتربى على أن يعتذر الأب من ابنه !!! ..

قلت .. يا أخي .. الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً .. وإنما على المخطئ أن يعتذر ..


يقول الشيخ .. فلم يعجب الرجل كلامي .. وتابعنا الدورة .. وانتهى اليوم الأول ..


وفي اليوم الثاني للدورة .. جاءني الرجل مبتسماً .. فرحاً ..

ففرحت لفرحه وقلت له : ما الخبر ؟

قال .. لقد فكّرت كثيرا بكلامك .. وطبقته البارحة .. وهل تعرف ما هي النتيجة ؟!!

قلت .. أخبرني 

قال .. طرقت على ابني الباب في العاشرة ليلاً .. وعندما فتح الباب .. قلت له :
يا ابني إني أعتذر من مقاطعتك لمدة ٥ سنوات ..

فلم يصدق ابني ما قلت .. ورمى رأسه على صدري وظل يبكي .. فبكيت معه !! 
ثم قال .. يا أبي أخبرني ماذا تريدني أن أفعل .. فإني لن أعصيك أبداً ..

وكان خبراً مفرحاً .. لكل من حضر الدورة ..


نعم .. إن الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً .. بل إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في إحدى الغزوات .. كان يساوي بين الصفوف .. فوضع عصاه في بطن أحد الصحابة ليساوي وقوفه مع بقية الصف 

فطلب هذا الصحابي أن يقتص من النبي على فعلته .. فكشف النبي عن بطنه وأعطاه العصا ليقتص منه ..
ولكن الصحابي انكب على بطنه يقبله .. فقال له النبي " لم فعلت ذلك " .. فقال : أردت أن يكون آخر عهدي بالدنيا أن يمس جلدي جلدك " .. واستشهد الصحابي في تلك المعركة ..

إن الأب إذا أخطأ في حق أبنائه .. ثم اعتذر منهم فإنه بذلك يعلمهم الاعتذار عند الخطأ .. وإذا لم يعتذر فإنه يربي فيهم التكبر والتعالي من حيث لا يشعر ..


هذا ما كنت أقوله في أحد المجالس .. في مدينة ( بوسطن ) بأمريكا .. 
وكان بالمجلس أحد الأصدقاء الأحباء .. وهو ( د. وليد فتيحي ) .. 
فحكى لي تعليقاً على ما ذكرت .. قصة حصلت بينه وبين أحد أبنائه .. عندما كان يلعب معه بكتاب من بلاستيك .. فوقع الكتاب خطأ على وجه الطفل وجرحه جرحا بسيطا ..
فقام الرجل واحتضن ابنه .. واعتذر منه أكثر من مرة .. حتى شعر أن ابنه سعد باعتذاره هذا .. فلما ذهب به إلى غرفة الطوارئ في المستشفى لعلاجه ..
وكان كل من يقوم بعلاجه يسأله .. كيف حصل لك هذا الجرح ؟
يقول .. كنت ألعب مع شخص بالكتاب فجرحني .. ولم يذكر أن أباه هو الذي سبب له الجرح !! .. 

ثم قال د. وليد معلقاً .. أعتقد أن سبب عدم ذكري لأنني اعتذرت منه ..


وحدثني صديق آخر .. عزيز علي .. وهو دكتور بالتربية .. بأنه فقد أعصابه مرة مع أحد أبنائه .. وشتمه واستهزأ به .. ثم اعتذر منه ..
فعادت العلاقة أحسن مما كانت عليه في أقل من ساعة !! ..

فالاعتراف لا يعرف صغيرا ولا كبيرا .. أو يفرق بين أب وابن ..


📚 تم تحريره من مجلة " ولدي "

◽️◽️

هذا نموذج كيف يكون وكيف يتصرف الوالدان مع أبنائهما .

وهذه نقاط مهمة جدا .. معينة على التربية بطريقة صحيحة .. وينبغي لنا سلوكها مع فلذات الأكباد ومنها ..

١ ـ العناية باختيار الزوجة الصالحة 

٢ ـ سؤال الله الذرية الصالحة

٣ ـ الدعاء للأولاد وتجنب الدعاء عليهم

٤ ـ تجنيبهم الأخلاق الرذيلة ، وتقبيحها في نفوسهم

٥ ـ عدم استعجال النتائج

٦ ـ حفظ الجميل للأبناء

٧ ـ تكوين مكتبة منزلية ميسرة

٨ ـ إعطاؤهم " للأولاد " فرصة للتصحيح

٩ ـ مراعاة الحكمة في إنقاذ الولد من رفقة السؤ " الحكمة .. الحكمة "

١٠ ـ البعد عن تضخيم الأخطاء

١١ ـ الإصغاء إليهم إذا تحدثوا ، وإشعارهم بأهمية كلامهم

١٢ ـ إشباع عواطفهم

١٣ ـ فهم طبائع الأولاد ونفسياتهم

١٤ ـ تلافي مواجهتهم مباشرة ( في مرحلة المراهقة )

١٥ ـ الجلوس مع الأولاد

١٦ ـ استشارة الأولاد لزرع الثقة في نفوسهم وإشعار لهم بقيمتهم ..

١٧ ـ مراقبة ميول الولد وتنمية مواهبه وتوجيهه لما يناسبه

١٨ ـ إيجاد البدائل المناسبة للأولاد

◽️◽️

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق