إن الإنسان على هذه الأرض له رسالـة عظيمة ، لا بد له أن يحملها بإخلاص ، ويؤديها بأمانة ويبلغها على الوجه المطلوب
إن رسالتك أيها الشـاب هي عبادة الله أولاً ، والمحافظة على أوامره واجتناب نواهيه .
ثم تبليغ هذا الدين
ثانياً . بحيث تسخر نفسك داعية لله عز وجل . تعلم الناس كتاب الله . وتبلغهم سنة رسول الله صلى الله
عليه وسلم
اسمع ماذا يقول سبحانه وتعالى " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن
المنكر "
ويقول سبحانه " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون
بالله "
انظر يا أخي كيف سبق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الإيمان بالله ، مع أن الإنسـان لا يأمر ولا ينهى
إلا إذا كان متبعاً للشريعة ، ولكن لأهمية الدعوة إلى الله ، قُـدم الأمـر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
ويقول عليه الصلاة والسلام " بلغوا عني ولو آية "
إن رسالتك أخي الشاب هي حث الناس على اتباع هذا الدين العظيم الذي جعله الله من أفضل الديانات ، بل
جعله الدين الوحيد عنده " إن الدين عند الله الإسلام "
فيـا أخي الشـاب : أنت على ثغر من ثغور الإسلام ، فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبلك . وعليك بالدعوة
الحسنة " فلئن يهدي بك الله رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم "
فيـا أخي الشاب : بلغ ما آتاك الله من علم للناس ولا تكتمه ، فإن الله سوف يسألك أيها الشاب عن هذا العلم ماذا عملت به فقد كـان من دعـائه صلى الله عليه وسلم " اللهـم إني أعـوذ بك من علـم لا ينفـع " محمد الأسمري .
===========
من أقوال المستشرقين في الإسلام
يقول الفيلسوف " برنادشو " :
إني أُكِنُّ كل تقدير لدين محمد صلى الله عليه وسلم لحيويته ، فهو الدين الوحيد الذي يبدو لي أن له طاقة هائلة لملاءمته أوجه الحياة المتغيرة ، وصالحاً لكل العصور ، لقد درست حياة هذا الرجل العجيب ، وفي رأيي أنه يجب أن يُسمى " منقذ البشرية " دون أن يكون في ذلك عداء للمسيح .
وإني لأعتقد أنه لو أُتيحَ لرجل مثله أن يتولى حكم هذا العالم الحديث منفرداً لحالفه التوفيق في حل جميع مشاكله بأسلوب يؤدي إلى السعادة ، والسلام اللذين يفتقر العالم إليهما كثيرا .
إني أتنبأ بأن الناس سيُقبلون على دين محمد في أوربا في المستقبل ، وقد بدأ يَلقى القبول في أوربا اليوم .
===========
همُّ الدعوة وهمُّ النفس
الهم أمر عظيم يعتري النفس في كثير من الأحيان نظراً لكثرة تكاليف العيش ، وتعدد مواقف الحياة المليئة بالمتاعب .
يقول الشيخ علي الطنطاوي – طيب الله ثراه – " لولا النسيان كانت الحياة لا تطاق " أي أننا مطالبون بنسيان هموم العيش ، والنفوس التي لا علاقة لها بشواهد ديننا الحنيف .
إن همَّ الدعوة إلى الله تعالى هو الهم المتجدد في النفوس الذي يجب أن نحمله في شغاف قلوبنا من أجل بث الخير في المجتمع ، ووصول كلمة الحق إلى كل بيت ، همّ دعوة الناس إلى ولوج سبل الخيرات ، والقيم ، والعادات الإسلامية ، والبعد عن تفاهات العيش ، وتجرع ذكريات الهموم النفسية الصادرة من العلاقات بالناس .
والذي يحمل هم دعوة الناس ، ويحمل تكاليف الدين على عاتقه سيحظى – بلا شك – بتوفيق رباني فريد ، وسيكون في حراك مستمر يهمه إصلاح الأحوال ، وسيسير في قافلة الخير يقرع الأبواب بأنامله الرقيقة طمعاً في هداية الضالين ، وهو لعمري المبتغى النبيل الذي يجب أن نسعى إليه جميعاً أملاً في صلاح النفوس ، وصلاح المجتمعات بأسرها .
فما الفائدة من أن نوجع قلوبنا بما يقع في حياة الناس ، ونتناسى واجبنا الأهم في توصيل مفاهيم الحياة السامية ، وثوابتها لجميع النفوس الظامئة المتعطشة لخير الإسلام العظيم ؟
فليكن – أخي – همُّ الدعوة هو الهمُّ المتجدد في قلبك ليتجدد نشاطك ، وتتوثب حماساً لإثبات ذاتك في الدعوة ، والإصلاح ، والهداية ، أما ما سوى ذلك من الهموم فلا مناص من إزالتها بالرجوع إلى حوزة الإسلام الفاضلة ، والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات ، والقربات الصالحة ، والتبتل إليه بأن يكشف هذه الهموم التي تعتري الناس ، وتشغلهم بأنفسهم عن معالي الأمور .
===========
..... إنه سؤال مهم جداً ويطرحه عدد من الأخوة من الشباب الملتزم ويتردد على ألسنتهم
دائماً وينطبق على كثير من شباب هذا الزمان ولذلك أحببت بالتنبيه إليه وهي عبارة عن فتوى
أجابها فضيلة الشيخ عادل بن محمد آل عبد العالي
📚 في كتابه المعروف " الأجوبة التربوية للشباب الملتزم "
وإليكم هذا السؤال …
- نرى بعض الأخوة يقف موقفاً سلبياً من واجب الدعوة إلى الله وعندما يُسئل أحدهم عن ذلك يقول : لا أستطيع أو لست مؤهلاً للدعوة ونحو ذلك من الإجابات فما نصيحتكم لهؤلاء ؟
الجواب … ينبغي أن يعلم هؤلاء الأخوة أن السلبية عن المشاركة في الميدان الدعوي تعطي
انطباعاً عنهم أنهم قد أُ بتلوا بأمور عديدة منها :
١ ) أن الدين في قلوبهم قضية هامشية ، ولذا ظهر أثر ذلك في حياتهم فهم لا يهتمون بضعف
الأمة وتدهور وضعها ، ولا ينشطون للبذل والعطاء للدين بينما هم يهتمون وينشطون في أمور
دنيوية أُخرى لا تغني عنهم من الله شيئاً .
٢ ) أن هذا الصنف من الناس مُبتلى بخصلة " الأنانية وحب الذات " فترى أحدهم لا يفكر إلا في همومه الشخصية ولا يحب إلا نفسه ، ولا يهمه من ضل كيف ضل ؟ ولا من هلك كيف هلك ؟ ولقد عدّ رسول الله ذلك من علامات نقصان الإيمان فقال " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " .
٣ ) أن هؤلاء الأخوة ممن بزهد بالأجر الجزيل على الكلمة الطيبة ، وإلا كيف يقفون موقف المتفرج من الدعوة وهم يستمعون قول الرسول عليه الصلاة والسلام " لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم " وقوله " من دل على خير فله مثل أجر فاعله " .
٤ ) أن هذا الصنف قد لبس عليه الشيطان فأصبح من المتخاذلين لا يبذل وقتاً من وقته ، ولا ينفق مالاً من ماله ، وقعد مع القاعدين ففاته أجر البذل والدعوة ، والله تعالى أخبر في محكم كتابه عن أجر المجاهدين فقال ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غيرُ أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ، فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ، وكُلاً وعد الله الحسنى ، وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيما ، درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفوراً رحيما ) سورة النساء .
٥ ) ترك التحرك الدعوي بحجة أنهم غير مؤهلين للدعوة حُجة باردة وورع مزيف ، وهم لا يُكلفون إلا ما يطيقون في مجالات الدعوة فمن كان منهم متكلماً فليتكلم .. ألا يطيقون مثل ذلك ؟
بلى وربي ، ومن صدق مع نفسه وفتش في جوانبها أدرك أنه يستطيع أن يدعو إلى الله ولو بالقليل ، والقليل اللهُ يباركه أما من اتبع هواه وتثاقل إلى الأرض فإنه سيستفيد من الدعوة ولا يفيدها !! فهل يرضى أن ينحط إلى هذا المستوى وفي الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال " .
وقد يقول قائلهم " أنا لست بقدوة ، وعندي تقصير ، وذنوب لا يعلمها إلا الله " ،
ونُجيب على هذه الأقوال ونحوها بروايتين :
الرواية الأولى : ما رواه مالك عن ربيعة بن عبد الرحمن أنه سمع سعيد بن جبير رحمه الله تعالى يقول " لو كان المرء لا يأمر بمعروف ، ولا ينهى عن منكر حتى لا يكون فيه شيء ،
ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر " .
قال مالك : صدق ومن هذا الذي ليس فيه شيء .
الرواية الثانية : روي أن الحسن البصري قال لمطرف بن عبد الله بن الشخير - عندما اعتزل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - : يا مطرف عظ أصحابك ،
فقال مطرف إني أخاف أن أقول مالا أفعل ،
فقال الحسن : رحمك الله ، وأينا يفعل ما يقول ؟ لود الشيطان ، أنه ظفر بهذا منكم ، فلم يأمر أحد بمعروف ولم ينه عن منكر ".
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق