الوجوه الثلاثة لهرم السعادة :
إذا تخيلنا أن السعادة تتربع على قمة هرم فإن لهذا الهرم ثلاث وجوه، ولابد لنا من أن نعتليها جميعاً لكي نستطيع التربع على القمة، فتعالوا نتعرف عليها :
- الوجه الأول : هو جانب عقلي فكري، ويتمثل بالرضا الشامل عن النفس، واقتناع بما قسمه الله له من العيش، وهي نتاج التربية والإيمان بمبادئ ومثل معينة.
- الوجه الثاني : هو جانب انفعالي، وهي عبارة عن مشاعر البهجة والتفاؤل والانبساط التي تنتاب الإنسان، وهي متغيرة بين آن وآخر.
- الوجه الثالث : الارتياح النفسي، فالإنسان الذي يعاني هو بشكل عام إنسان غير سعيد ويأتي الاكتئاب على قمة ما يسببه للإنسان من تعاسة.
ولابد أن تتحقق العوامل الثلاثة السابقة حتى نستطيع أن نطلق على الإنسان صفة السعادة.
ما هي العوامل التي تؤثر في السعادة؟
ما هي العوامل التي تؤثر في السعادة؟
ليست السعادة لغزاً محيراً ولا أمراً مبهما كما يحلو للبعض أن يصفها، فهناك عوامل محددة تساهم في حدوث هذه السعادة وزيادتها أو نقصانها، والتعرف على هذه يساعدنا على البحث عن السعادة في اتجاهها الصحيح، وسأذكر هذه العوامل مرتبة حسب أهميتها :
١ > العلاقات الاجتماعية :
تعتبر العلاقات الاجتماعية من أهم العوامل التي تؤثر في السعادة، ويأتي ضمنها العلاقات الأسرية مع الزوج، والأولاد، والإخوة، والأخوات، وغيرها.
وتكتسب العلاقات الاجتماعية هذه الأهمية المتميزة في شعورنا بالسعادة، بسبب بما تقدمه لنا من الدعم النفسي فترتفع معنوياتنا، كما أن مشاعر السرور بالمشاركة الاجتماعية التي تشيع البهجة والفرح وتحيي السعادة.
٢ > العمل :
يعتبر التعطل عن العمل من أكبر المعوقات في طريق الوصول إلى السعادة لأن العاطل عن العمل إنسان محبط ، والعمل هو أي عطاء إنساني يشعر فيه الإنسان بأهميته في المجتمع فلا تنحصر أهميته بكونه وسيلة للحصول على المال.
٣ > وقت الفراغ :
يعتقد الكثير من الباحثين الاجتماعيين أن وقت الفراغ من أهم الأوقات في حياة الفرد لأنه هو الذي يحدد هويته الفرد، فالأنشطة التي يمارسها الإنسان في وقت الفراغ هي التي تحقق الإشباع النفسي والاجتماعي، وتزيد معدل الرضا عن النفس، وبالتالي تساهم في صنع السعادة.
٤ > المال :
لا شك أن المال له دور في الإحساس بالسعادة، لكن دوره ينحصر في تأمين أساسيات الحياة وليس لتحقيق الرفاهية، والنظرية التي تقول أن المال هو أساس السعادة خاطئة فكل الدراسات الاجتماعية بينت أن مستوى السعادة متقارب بين الفقراء والأغنياء.
لا شك أن المال له دور في الإحساس بالسعادة، لكن دوره ينحصر في تأمين أساسيات الحياة وليس لتحقيق الرفاهية، والنظرية التي تقول أن المال هو أساس السعادة خاطئة فكل الدراسات الاجتماعية بينت أن مستوى السعادة متقارب بين الفقراء والأغنياء.
٥ > الشخصية :
هناك أسلوب في التعامل مع الحياة ومجريات الأمور تجعل الإنسان أقرب للسعادة كأن يكون الإنسان أكثر ايجابية في تعليله للأحداث التي تحدث في حياته، ورسول الله قد أرشدنا لذلك عندما وصف لنا خلق المسلم بأنه إذا أصابته نعماء شكر وإن أصابته ضراء صبر، هذا التسليم بقضاء الله، والإدراك بأنه سيؤجر وستكون له العاقبة الحسنة في كل الأحوال، هو من أهم مصادر السعادة.
كما أن الشخصيات التي لها هدف في الحياة تسعى إليه، وتتمتع بانسجام ذاتي داخلي هي شخصيات مرشحة لأن تكون حياتها أكثر سعادة من غيرها.
هل يمكننا أن نجعل حياتنا أكثر سعادة ؟
سؤال هام لابد أن كل واحدة منكن تطرحها على نفسها، والجواب نعم، يمكننا رفع معدل السعادة في حياتنا، بإتباع العوامل السابقة، وإلى جانب ذلك هناك وصفات لخلق مشاعر سعادة آنية، قد تكون مفيدة أحياناً ولكن تأثيرها قصير الأمد :
- التفكير بالأحداث السارة التي حصلت في الماضي، واستحضارها في أذهاننا.
- جمع الطرف والنكت، وروايتها ، وكتابتها ...
- التعرف على الأنشطة التي تجلب أكثر قدر من السرور لأنفسنا.
- استشعار أن الله معنا ولن يتخلى عنا.
- التواجد مع ناس سعداء.
- ارتداء ملابس أنيقة.
- لقاء أصدقاء نرتاح لهم.
- تناول وجبة من الطعام المفضل لنا.
- تخيل حدوث أحداث مستقبلية سعيدة.
ولكل فرد أشياء خاصة تسعده، وما عليه إلا أن يتعرف عليها ليزيد معدل حدوثها في حياتها.
وخطوة خطوة نتقدم لنرتقي هرم السعادة حتى نتربع على قمته.
◽️◽️
📚 مجلة حياة العدد (٧٩) ذو القعدة ١٤٢٧ هـ
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق