الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

استشارة : شاب ملتزم ومستقيم ويطلب العلم الشرعي إلا أنه يشاهد المحرمات


خطط لحياتك

احمد الله أخي على أن جعل في قلبك يقظة تفطن إلى الذنب وتستاء منه ، فإن من البشر من ينتهك حرمات الله وما في قلبه مثقال حبة من رادع أو ندم ، وأبشر فإن الله تعالى يقول : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) .

وهذه جملة من الإرشادات أرجو أن تأنس بها وتستفيد منها بإذن الله :

١ ـ تمسك بأعظم قوة : أعظم قوة لحل أي مشكلة هي الدعاء ، فاحرص عليه يومياً وألح فيه فإن الله يحب الملحين بالدعاء ! 
وقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الدعاء أسمع ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " جوف الليل الآخر ، ودبر الصلوات " .

٢ ـ المشاعر الحسية : اقرأ كثيراً في أضرار وعواقب العادة السرية ، فإن ذلك من شأنه أن ينفرك عنها ، سواءً كانت عواقب روحية أو نفسية أو جسدية ، إن وعيك بأضرارها سينشئ لديك شعوراً مكثفاً بكراهتها يطغى على مشاعر اللذة التي تشعر بها عند ممارستها .

٣ ـ زد من حماسك : وذلك بالقراءة في سير الصحابة والتابعين ، وكيف كان جهادهم لأنفسهم ، ومنها قصة ذلك الصحابي الجليل الذي وقع بصره من شق باب على امرأة وهي تغتسل ، فعظم هذا الأمر في نفسه حتى انعزل عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخلاء يبكي أياماً عديدة ، فافتقده الرسول صلى الله عليه وسلم حتى جيء به إليه ، فذكّره برحمة الله ومغفرته ، فانظر أخي كيف كان حرصهم على حفظ أبصارهم عن المحرم ، فكيف بفروجهم ؟

٤ ـ اجعل لحياتك أهدافاً : أذكر هنا مقولة لبول فاليري تقول : يرتعد الضمير من الفراغ ! ،
ومن هنا تأتي أهمية أن تخطط لحياتك وتكتشف مواهبك ، ضع خطة لمستقبل حياتك تضمّنها ما تريد إنجازه في جميع مجالات حياتك الروحانية والنفسية والاجتماعية والجسدية والعلمية وغيرها ، اكتشف مواهبك : هل تحب أن تقرأ ؟ أن تسبح ؟ أن تكتب ؟ ثم ضع خطة بملء وقت فراغك بها .

٥ ـ البس درعك : حاول قدر المستطاع الابتعاد عن المثيرات كالصور ونحوها ، والتزم بغض البصر فإنه يورث حلاوة الإيمان ، وحافظ على صلاة الفجر في جماعة ، وأذكار الصباح والمساء والنوم ، وأقطع حبل أفكارك مباشرة عن التفكير فيما يثيرك .

٦ ـ حين تهاجمك خلسة .. ماذا تفعل ؟ : إذا أتتك الرغبة العارمة في المعصية :
أ ) أمهل نفسك ثوان معدودة وردد فيها بصدق : اللهم اكفني بحلالك عن حرام ، وأغنني بفضلك عمن سواك .
ب ) غَيّر في مؤثرات البيئة التي أثارتك كالإضاءة ، درجة الحرارة ، المناظر والصور ، الروائح ...... ، فمثلاً : إذا كان دفء الفراش يثيرك فاكشف عن نفسك الغطاء وعرض نفسك للبرودة .

٧ ـ صاحب الأخيار : عليك بالصحبة الطيبة الصالحة ، فإنهم يعينون على الخير ويذكرونك به ، ويملأون وقتاً من فراغك بما ينفع بإذن الله تعالى .

٨ ـ الحركة ثم الحركة : مارس الرياضة فإنها تصرف الطاقات المكبوتة ، وبخاصة المشي السريع والسباحة .

٩ ـ سارع بالزواج : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإن له وجاء " .

١٠ ـ شجع نفسك : كافئ نفسك على كل انتصار تحققه ، وشجعها ، وأثن عليها ، فإن ذلك يرسخ في ذهنك صورة طيبة عن ذاتك القوية الشجاعة تعوضك عن صورة الذات الضعيفة .

وختاماً .. أسأل الله العظيم ، رب العرش الكريم ، أن يقذف في قلبك النور والهدى والتقوى ، وأن يجعلك من أهل البر والإحسان .

بدار – الكويت


**

الوسائل الثلاث عشر

سأضع بين يديك أخي الكريم ثلاث عشرة وسيلة للتخلص من هذه الآفة ، ولكن أنصحك أن تكون لديك عزيمة وهمة عالية :

١ ـ استشعر رقابة الله عليك ، فهو يراك ويعلم سرك ونجواك.

٢ ـ تذكر أنك بقيامك بهذا المنكر تعصي ربك الذي خلقك.

٣ ـ تذكر عظمة الله وقوته وقدرته فلو شاء لفضحك أمام الناس.

٤ ـ اعلم أن هذا العمل محبط للأعمال ، فيكفي أن الوقت الذي تقضيه في ممارسة هذه العادة لو تم استغلاله في عمل الخير من قراءة القرآن أو تسبيح لوجدت في ذلك الوقت أجراً كبيراً.

٥ ـ تذكر أن الموت يأتي بغتة ، فكيف بك إذا جاءك وأنت تمارس هذه العادة.

٦ ـ تفكر في عذاب القبر وفي الفضيحة يوم القيامة على رؤوس الخلائق.

٧ ـ استحضر الآثار السلبية عليك جراء هذا المنكر العظيم بما يترتب عليك من ممارسة هذه العادة من الناحية الجسدية والفكرية.

٨ ـ لا تستسلم للوساوس والأفكار الشيطانية ، بل اصرفها واستعذ بالله من الشيطان الرجيم.

٩ ـ إذا خلوت بنفسك فاشغل نفسك بالخير ، كسماع القرآن و قراءة الكتب المفيدة.

١٠ ـ حاول ممارسة الرياضة أو الاشتغال بعمل مهني لتهذيب ثوران الشهوة.

١١ ـ اجعل لنفسك عقوبة إذا وقعت في هذا المنكر كأن تصوم يوماً أو تتصدق بمبلغ من المال.

١٢ ـ سارع إلى الزواج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج.

١٣ ـ أكثر من الدعاء والالتجاء إلى الله بأن يعافيك من هذا المنكر.

أسأل الله بمنه وكرمه أن يرزقك فعل الخيرات وترك المنكرات ، وأن يغنيك بحلاله عن حرامه ، وبفضله عمن سواه .

أبو الزبير – قطر


**

إني أخاف الله 

أخي الحبيب : عندما قرأت مشكلتك أحسست بنوع من التواصل الداخلي ، ربما لأننا في مرحلة مشتركة هي مرحلة الشباب ، وسأبين لك أخي عدداً من الوسائل في كيفية التعامل مع المشكلة حتى تتمكن بتوفيق من الله تعالى اجتناب شرها :

١ ـ الخوف من الله ومراقبته في السر والعلن ، وهو صمام الأمان والعاصم للعبد من الوقوع في الحرام والانسياق وراء الشهوة.

٢ ـ احذر خائنة الأعين ، فالنظرة سهم من سهام إبليس المسمومة وهي رائد الشهوة ، وهي تثمر في القلب خواطر سيئة رديئة.

٣ ـ دفع الخاطرة ، فالخواطر السيئة خطر على القلب ، ومتى انساق الشاب معها تطورت هذه الخواطر إلى فكرة فإرادة فعزيمة فإقدام على الفاحشة ووقوع في الحرام ، فالحذر من الاسترسال مع الخاطرة.

٤ ـ السعي للزواج ، فعلى الإنسان إذا لم يصبر في هذا الزمان أن يبحث عن ذات الدين ليسلم.

٥ ـ الاستعفاف ، فإذا لم يتيسر للشاب الزواج فهو مأمور بالاستعفاف ، قال تعالى : " وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله ".

٦ ـ احذر أهل الفحش والتفحش.

٧ ـ عليك بالفرار من أماكن الفتن ، فلا يخفى أننا نعيش في مجتمع مُلئ بالفتن : إعلانات ، مجلات هابطة ، معاكسات ، قنوات فضائية ....... الخ.

٨ ـ لا تجعل بيتك قبراً ، فمن جعل بيته مذكراً له بالطاعة جَرّه ذلك إلى طاعات أخرى ، ومن جعل من بيته مكاناً للمعاصي فإن ذلك يجعل البيت مرتبطاً بالمعصية ويجعل الإنسان يقع في المعصية مرة ومرات عديدة.

٩ ـ أشغل نفسك بالطاعات.

١٠ ـ عليك بسلاح الدعاء.

١١ ـ لا تيأس ، فلا ينبغي أن يصيبك اليأس والإحباط ، لأن المرء مهما فعل ثم تاب إلى الله فإن الله يقبل توبته .

أحمد با حمادي – حضرموت


**

تذكر وقوفك

بادئ ذي بدء أسأل الله جل في علاه أن يثبتك على طريق الحق والهداية ففيك الخير الكثير إن شاء الله ، ثم أتمنى أن تضع في حساباتك ما يلي :

١ ـ العين تزني وزناها النظر ، استثمر ذلك حينما تشاهد الصور المحرمة أو كل ما من شأنه إغضاب الله وإثارة الغرائز ، مما يجرك لفعل المحرمات.

٢ ـ تذكر أنك أنت من يودي بنفسه إلى هذا الطريق ، وأنت من سينقذها إذا ما امتلكت إرادة قوية وهمة عالية للتخلص مما أنت فيه ، فجاهد نفسك ولا تتبعها هواها.

٣ ـ تجنب الخلوة بنفسك قدر الإمكان ، وحينما تشعر بالرغبة في ممارسة وفعل المحرمات فلا تبق لوحك في الغرفة ، بل جالس الأهل والأصدقاء.

٤ ـ تحرَّ مجالسة الصحبة الخيّرة التي ترشدك إلى الخير وتدلك عليه ، فإن لهم أبلغ الأثر في الأخذ بيدك وإنقاذك مما أنت فيه ، فالصحاب ساحب.

٥ ـ في حوار هادئ مع نفسك فكّر : هل تستطيع ممارسة هذه المحرمات بمرأى من الناس ؟ بالتأكيد ستكون الإجابة بالنفي ! إذاً هذا هو الإثم بعينه ، قال صلى الله عليه وسلم : " البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس " رواه مسلم ، استفت قلبك البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك .

٦ ـ وأخيراً لا تنس ذلك السلاح الذي لا يقهر : سلاح كل مؤمن ، وعلاج كل مبتلى ( الدعاء ) ، فهو عظيم النفع ، بليغ الأثر ، تحَرَّ أوقات الإجابة وألح في الدعاء وأسأل القريب المجيب : اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبّت قلبي على دينك ، اللهم اشرح صدري للإسلام ، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء .

عبد الرحمن العواد - الزلفي

◽️◽️

📚 تم تحريره من مجلة مساء العدد ٢٨

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق