أيها الأخوة / الأخوات الكرام..
📼 أكتب لكم هذه القصة الواقعية - بتصرف -
ذكرها فضيلة الشيخ عائض القرني في شريطه ( المؤمن المسلم.. أول ليلة في القبر) :
ولدتك أمك باكياً مستصرخاً ** والناس حولك يضحكون سروراً
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا ** في يوم موتك ضاحكاً مسروراً
كثير من الناس علموا بالقبر وأول ليلة في القبر فأحسنوا العمل.. ولذلك متهيئون دائماً يريدون الله والدار الآخرة، ثبتهم الله في الليل والنهار يترقبون الموت كل طرفة عين..
خرج رجل من الصالحين وشيخ من المشائخ أعرفه من مدينة الرياض..
خرج بزوجته وأطفاله..
وزوجته كانت صائمة، قائمة، وليّة من أولياء الله..
خرج يريد العمرة..
وفي تلك السفرة الشيء الغريب أنها ودعت أطفالها.. وكتبت وصيتها.. وقبلت أطفالها وهي تبكي كأنه ألقي في خلدها أنها سوف تموت!..
(ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ)
ذهب واعتمر بزوجته وهو وإياها في بيت أسس على التقوى.. إيمانٌ وقرآنٌ وذكرٌ وصيامٌ وقيامٌ وعبادة.. لا يعرفون الغيبة ولا الفاحشة ولا المعاصي..
رجع ولما قطع طريق الطائف إلى الرياض أتى الأجل المحتوم إلى زوجته..
(وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)
ذهب إطار السيارة فانقلبت ووقعت المرأة على رأسها لكنها إن شاء الله شهيدة..
(أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ)
خرج زوجها من الباب الآخر ووقف عليها وهي في سكرات الموت تقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، الله ، الله، الله
وتقول لزوجها: عفى الله عنك، اللقاء في الجنة بلّغ أهلي السلام..
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)
أسأل الله أن يجمع تلك الأسرة في الجنة وأن يجمعنا وأحبابنا وأقاربنا في الجنة
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ** شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا
تكادُ حين تناجيكم ضمائرنا ** يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
إن كان عز في الدنيا اللقاء ففي ** مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا
عاد الرجل وحده إلى الرياض..
دخل بيته واستقبله الأطفال..
دفنها هو وأتى بلا زوجة
لكن حياة سهلة وبسيطة
ولكن الموقف المرعب أن واحدة من الأطفال قامت تقول: أين أمي؟!..
قال سوف تأتي..
قالت لا والله لابد أن أرى أمي..
وانهار الرجل..
ونقول لتلك الطفلة سوف ترينها بإذن الله في جنة عرضها السموات والأرض..
في جنة عرضها السموات والأرض يعمل لها العاملون
ليست كدنيانا الحقيرة السخيفة الذي يعمل لها الذين لا يريدون الله والدار والآخرة..
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السموات وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)
فاعمل لدارٍ غدا رضوان خازنها ** الجار أحمد والرحمن بانيها
قصورها ذهب والمسك طينتها ** والزعفران حشيش نابت فيها
* *
يا إخوتي في الله..
يا شيخا كبيرا .. هل أعددت لأول ليلة..
يا شاباً صحيحاً متنعماً غرّه الشباب والمال والفراغ.. هل أعددت لأول ليلة..
إنها أول الليالي.. وإنها إما أول ليلة من ليالي الجنة أو أول ليلة من ليالي النار..
أتى أبو العتاهية يقول لسلطان من السلاطين غرّته قصوره وما تذكر أول ليلة ينزل فيها القبر..
ونحن نقول لكل عظيم ولكل متكبر ومتجبر أما تذكرت أول ليلة..
هذا السلطان بنى قصوراً في بغداد فدخل عليه الشاعر يهنئه بالقصور.. يقول له:
عش ما بدا لك سالماً ** في ظل شاهقة القصور
عش ما بدا لك سالما.. عش ألف سنة.. عش مليون سنة.. سالماً معافاً مشافى
يجري عليك بما أردت ** مع الغدوّ مع البكور..
ما تريد من طعام.. ما تريد من شراب.. هو عندك.. لكن اسمع ماذا يقول:
فإذا النفوس تغرغرت ** بزفير حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقناً ** ما كنت إلا في غرور
فبكى السلطان حتى أغمي عليه..
فهناك تعلم موقناً ** ما كنت إلا في غرور
أول ليلة في القبر..
وأنا أطالب نفسي وإياكم يا معاشر المسلمين أن نهيئ لنا نوراً في القبر أول ليلة
فو الله لا ينور لنا القبر إلا العمل الصالح بعد الإيمان..
لنقدم لنا ما يؤنسنا في القبر يوم ننقطع عن الأهل والمال والولد والأصحاب
أسأل الله لي ولكم الرضوان والسعادة في الدنيا والآخرة ، وأسأل الله أن يصلح شباب الإسلام وأن يخرجهم من الظلمات إلى النور وأن يكفر عنهم سيئاتهم وأن يهيئهم بعمل صالح لأول ليلة من ليالي القبر
أسأل الله أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت ولا يظلم أبصارنا وبصائرنا ولا يجعلنا قوما انحرفوا عن منهج الله واشتروا معاصي الله وغفلوا عن آيات الله فعموا وصموا وضلوا وابتعدوا،
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق