الخميس، 29 سبتمبر 2016

[ بداية الرحلة ] قصة مؤثرة

كانت ضحكاتها تغمر البيت بالسرور والبهجة

وكان نشاطها الدائم والمستمر يدهشنا وكأنها ما زالت طفلة صغيرة

كان في عينيها نبض الحياة، وفي وجهها نور الصلاح

أحبت غيرها قبل أن تحب نفسها، سعت وراء مصلحة غيرها قبل مصلحتها الشخصية

دافعت عن المظلوم، ونصرت الضعيف

أحبتني كثيراً، وحاولت أكثر من مرة أن ترشدني لطريق الصلاح

ولكني كنت أعرض عنها دائماً، كنت أغار منها لأن أمي تفضلها علي وعلى باقي إخوتي

لم تتأخر يوماً عن عملها، كنا نلقبها بالساعة، كانت دائماً أول من يستيقظ ثم توقظ باقي أسرتي بعد ذلك، ويذهب كل منا إلى عمله أو مدرسته.

وفي مرة، استيقظت أنا قبلها وكان الوقت متأخراً، ( ما هذا؟ لماذا لم توقظنا مريم كما تفعل كل صباح؟
هذه ليست عادتها، هل حدث لها مكروه؟
لا، لابد أنها أحست بالتعب من عادة إيقاظنا كل صباح، فأرادت أن تأخذ اليوم راحة، الآن أمي لن تفضلها علينا وتعلم أنها مثلنا تماماً، ما هذا الذي أقوله؟
علي أن أذهب لأطمئن عليها فإنها أختي أيضاً )

وعندما فتحت باب غرفتها كان حالها كالصاعقة بالنسبة إلي، من هذه؟

هذه ليست أختي التي أعرفها بنشاطها

لقد كانت ممددة على الأرض، وعلى وجهها معالم المرض وتخرج من صميم قلبها الآهات والزفرات

صرخت بأعلى صوتي: (أمي، أبي)

وكررت ندائي أكثر من مرة وأنا أبكي

فأسرعا إلي خائفين، فأشرت لهما على مريم

أمي لم تحتمل المنظر وفقدت وعيها

أما أبي فحمل أختي ووضعها على السرير وأخرجني من الغرفة

أحضر لها أبي أكفأ الأطباء وأعلم العلماء ولكنه لم يكن يعلم أنها بدأت رحلتها إلى الدار الآخرة..


إنها بداية عظيمة..

إذا ضعف جنانك وكثرت خطوبك إذا عرضت عند كشف الغطاء ذنوبك، فتخيل نفسك طريحاً بين أهلك وقد وقعت في الحسرة، وجفتك العبرة، وثقل منك اللسان، واشتدت بك الأحزان، وعلا صراخ الأهل والإخوان، ويدعى لك الأطباء، ويجمع لك الدواء فلا يزيدك ذلك إلا هماً وبلاء.

آه.. إنها رحلة صعبة تطوى خلالها صحيفتك إما على الحسنات أو على السيئات..

تتمنى حسنة تزاد في الأقوال..

تتمنى حسنة أن تزاد في الأعمال..

تتمنى صلاح الأقوال والأفعال..

تحس بقلب متقطع من الألم.. تحس بالشعور والندم أن الأيام انتهت وأن الدنيا قد انقضت.


كنت جالسة بجوارها أحاول أن أحدثها

وتحاول هي أن تحرك يدها لتمسك بيدي

وفي لحظة.. سكنت الحركات، وخمدت النبضات، وغدت جثة هامدة لا روح فيها

إنها لحظة رهيبة.. يا ترى كيف حالها.. إلى أين مآلها.. ما هي أمنياتها..

آه.. لا أستطيع أن أتصور المسلمون وهم يصلون عليها


اتصل بي أخي وأخبرني أنهم سوف يحملوها الآن على الأعناق..

سقطت سماعة الهاتف من يدي وبدأت أفكر .. ماذا يا ترى سوف يحدث لها الآن..

إن كانت صالحة ستقول: قدموني.. قدموني

وإن كانت غير ذلك.. يا ويلها أين تذهبون بها..

إلى المقبرة هناك حيث التربة.. حيث الغربة.. حيث الجماجم حيث الدود.. حيث القبور.. أول منازل الآخرة، حيث يلبسونها الكفن ويخرجونها من بين الأحباب وتصير رهينة للتراب وتسلم نفسها للدود وتصير رهينة بين اللحود ويصير قبرها مأواها إلى يوم القيامة ومثواها..

لا إله إلا الله.. إنها الآن تستقبل الحياة الجديدة فإما عيشة سعيدة أو عيشة نكيدة، إنها اللحظة التي يحس الإنسان فيها بالحسرة والألم على كل لحظة فرط فيها في جنب الله.

فلا إله إلا الله من دار تقارب سكانها وتفاوت عمارها، فقبر يتقلب في النعيم والرضوان العظيم، وقبر في دركات الجحيم والعذاب المقيم ينادي ولا مجيب ويستعتب ولا مستجيب انقطعت الأيام بما فيها، وعاين الإنسان ما كان يقترفه فيها.

آه.. لقد كانت أختي – رحمها الله- على حق، إن الموت مصير كل حي سوى الله وكل منا سيصل يوماً ما إلى اليوم الأخير من حياته.. صبح ليس بعده مساء.. ومساء ليس يليه صبح!
وتبدأ تلك السلسلة من الأحداث العظام عبر الموت بوابة الدار الآخرة ولا ينتظر المرء بعد موته إلا جنة نعيمها مقيم أو نار عذابها أليم.

صدقت يا مريم – رحمك الله- كنت دائماً تقولين (رب ضارة نافعة) وكان موتك ضرراً لنا كلنا، ولكنه نفعني أن أوضح لي طريق الحق من الباطل، سأدعو لكِ أختي دائماً عسى أن ينفعك دعائي في قبرك.

◽️◽️

هاجر كامل
📚 مجلة حياة العدد (٧٩) ذو القعدة ١٤٢٧هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

التلفزيون التايلاندي وموت الفيلة جوم (وفاء الإخوة)

أثار الموت المفاجئ لإحدى إناث الأفيال في حديقة حيوان بالقرب من العاصمة التايلاندية بانكوك حيرة الأطباء البيطرين، وللفيلة التي ماتت، والتي كانت تدعى ( جوم ) أخت توأمة، وهي ظاهرة نادرة الحدوث بين الأفيال.

فقبل موت ( جوم ) ظهرت عليها أعراض شبيهة بالتسمم الغذائي، ثم ثارت على حارسها الذي كان يحاول إسعافها وهاجمته، وماتت بعد ساعات قليلة.

وأذاع التلفزيون التايلاندي صوراً التقطت قبل دقائق من موت الفيلة ( جوم ) وظهرت فيها توأمتها جيم وهي تحاول مساعدتها بخرطومها للنهوض والوقوف على أقدامها.

وقد راقب حراس الحديقة هذا المشهد الحزين في تأثر وذرف بعضهم الدموع،

 وأعرب مدير حديقة الحيوان عن قلقه إزاء صحة الفيلة ( جيم ) بعد موت توأمتها، إذ يبدو عليها الاكتئاب، وهي ترفض تناول كل ما يقدم لها من طعام.
وصرح بأنه قرر عزلها عن الزوار وإبقاءها تحت المراقبة الطبية خشية أن تموت هي الأخرى تأثراً بموت توأمتها التي لم تفترق عنها منذ مولدهما.

يذكر أن التوأمين ( جو ) و ( جيم ) البالغتين من العمر تسعة أعوام كانتا أهم مقتنيات حديقة حيوان ( كاو كيو ) الواقعة في إقليم " تشون بوري " .

◽️◽️

📚 مجلة ولدي العدد (٣١)

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

الإنهزامية تفشل حياتك .. والثقة تدفعك للأمام



شخص يشعر باليأس والانهزامية في الحياة؟

لماذا ترضى لنفسك الانهزامية وأن تكون عرضة للسقوط نتيجة للأمواج المتلاطمة من مشاكل وصعوبات؟ 

ولماذا ترضى أن تكون أسير الأحزان والإحباط؟

أنت إنسان أعطاك الله القوة والإمكانيات والقدرات المختلفة فلا تجرفك الشلالات والمواقف الاجتماعية المتساقطة وتأخذك إلى حياة المجهول من مرض وانحرافات وفشل.

الإنسان لابد أن يكون لديه ثقة بنفسه وقدراته وإمكانياته معتمداً على ثقته بالله سبحانه وتعالى فلا يدخل في قلبه الخوف والضعف ويتأثر نتيجة لمشكلة أو موقف أو فشل في موضوع معين، إن الأيام الجميلة الأفضل السعيدة والنجاح قد تكون أقرب مما تتصور بإذن الله، فقط أستفد من الفرص واعمل على تنمية مهاراتك وإمكانياتك والعمل المستمر في إنجاز المهام وإثبات تفوقك وقدراتك على أصعب المواقف والمشاكل المختلفة والإلمام بأسباب الفشل وتجنبها وتحمل المسؤولية وتخطي جميع الضغوط الاجتماعية والنفسية التي تؤثر على الإنسان في حياته.

فالحياة ليست سهلة؛ ولكن إذا أخذت على عاتقك بالعمل والمثابرة في السير بخطوات واثقة نحو النجاح والتفوق والعيش في الحياة بحلوها ومرها فإنك بإذن الله سوف تستطيع مواجهة أصعب التحديات والمشكلات المختلفة، وعندما تؤمن بأن هناك أيام مشرقة وجميلة أمامك ولا تلتفت للوراء ولا تستسلم للأحزان واليأس، وأن الروح المرتفعة والنظرة الإيجابية للحياة هي التي تعطينا الأمل وتدفعنا للأمام بإذن الله.

فإنك سوف تحقق كل ما تتمناه في هذه الدنيا، قد يطول الوقت وتزداد العوائق والصعوبات وتكثر المشاكل التي تواجهك؛ لكن إذا كان الإنسان لديه الأمل والطموح والصبر والقوة والروح المفعمة بالتفاؤل والعطاء فإنك سوف تصل إلى ما تصبو إليه من نجاح وتقدُّم في كل ما تُقْدم إليه في جميع أمور الحياة ومن ثم تخرج من حالة اليأس والانهزامية..

فهذه هي سيكولوجية ونمط شخصية الإنسان المثالي المسلم المؤمن بقضاء الله وقدره..

والله الموفق،،،

◽️◽️

خالد الدايل- دراسات اجتماعية
📚 مجلة روائع العدد السابع – محرم ١٤٢٧ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

رسالة إلى كل زوج..


في بعض اللحظات تشتاق النفس لأن تبوح بمشاعرها ..
تبحث عن أغلى من تحب.. لكي تبثه همومها...

فالنفس كالبحر... مرة تصفو ...
ومرة تتكدر ... كالمد والجزر...

عزيزي...

أعلم أني في بعض اللحظات قد أتفوه ببعض الكلمات القاسية ..
إما بعد نقاش أو مشكلة ما.
لكن ما باليد حيلة .. وأنت يا زوجي أعلم بذلك مني .. فأنت تعلم أنني أنثى... ضغوط الحياة... تجعل من مشاعرها في بعض الأحيان بركاناً ثائراً وسرعان ما يخمد ويندم..

أيها الغالي...

أنت كالينبوع الذي يفيض بالحب والحنان..
أنت الدنيا كلها في عيني..

زوجي العزيز...

ما أجمل أن نتعاهد على الصفح والتسامح... وما أروع كلمات الاعتذار... التي تحيي الفؤاد وتجدد المحبة..
ما أعظم التضحية والعطاء.. ليكن شعارنا أنا وأنت "لكي تأخذ يجب أن تعطي"

حفظك الله لنا.. وجعلك خير قدوة لي ولأبنائي بالأعمال الصالحة..

ودمت بخير.

زوجتك ... باغية الجنة


📚 انتقاء من مجلة حياة

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

عائض القرني: هذه قصة رجل من الصالحين وشيخ من المشائخ أعرفه من مدينة الرياض




أيها الأخوة / الأخوات الكرام..


📼 أكتب لكم هذه القصة الواقعية - بتصرف -
ذكرها فضيلة الشيخ عائض القرني في شريطه ( المؤمن المسلم.. أول ليلة في القبر) :


ولدتك أمك باكياً مستصرخاً ** والناس حولك يضحكون سروراً
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا ** في يوم موتك ضاحكاً مسروراً


كثير من الناس علموا بالقبر وأول ليلة في القبر فأحسنوا العمل.. ولذلك متهيئون دائماً يريدون الله والدار الآخرة، ثبتهم الله في الليل والنهار يترقبون الموت كل طرفة عين..


خرج رجل من الصالحين وشيخ من المشائخ أعرفه من مدينة الرياض..

خرج بزوجته وأطفاله..

وزوجته كانت صائمة، قائمة، وليّة من أولياء الله..

خرج يريد العمرة..

وفي تلك السفرة الشيء الغريب أنها ودعت أطفالها.. وكتبت وصيتها.. وقبلت أطفالها وهي تبكي كأنه ألقي في خلدها أنها سوف تموت!..

(ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ‏)

ذهب واعتمر بزوجته وهو وإياها في بيت أسس على التقوى.. إيمانٌ وقرآنٌ وذكرٌ وصيامٌ وقيامٌ وعبادة.. لا يعرفون الغيبة ولا الفاحشة ولا المعاصي..

رجع ولما قطع طريق الطائف إلى الرياض أتى الأجل المحتوم إلى زوجته.. 

(وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ‏)

ذهب إطار السيارة فانقلبت ووقعت المرأة على رأسها لكنها إن شاء الله شهيدة..

(أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ‏)

خرج زوجها من الباب الآخر ووقف عليها وهي في سكرات الموت تقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، الله ، الله، الله
وتقول لزوجها: عفى الله عنك، اللقاء في الجنة بلّغ أهلي السلام..

(‏وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)


أسأل الله أن يجمع تلك الأسرة في الجنة وأن يجمعنا وأحبابنا وأقاربنا في الجنة


بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ** شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا
تكادُ حين تناجيكم ضمائرنا ** يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
إن كان عز في الدنيا اللقاء ففي ** مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا


عاد الرجل وحده إلى الرياض..

دخل بيته واستقبله الأطفال..

دفنها هو وأتى بلا زوجة

لكن حياة سهلة وبسيطة

ولكن الموقف المرعب أن واحدة من الأطفال قامت تقول: أين أمي؟!..
قال سوف تأتي..
قالت لا والله لابد أن أرى أمي..

وانهار الرجل..


ونقول لتلك الطفلة سوف ترينها بإذن الله في جنة عرضها السموات والأرض..
في جنة عرضها السموات والأرض يعمل لها العاملون

ليست كدنيانا الحقيرة السخيفة الذي يعمل لها الذين لا يريدون الله والدار والآخرة..

(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السموات وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)

فاعمل لدارٍ غدا رضوان خازنها ** الجار أحمد والرحمن بانيها
قصورها ذهب والمسك طينتها ** والزعفران حشيش نابت فيها


* *

يا إخوتي في الله..

يا شيخا كبيرا .. هل أعددت لأول ليلة..

يا شاباً صحيحاً متنعماً غرّه الشباب والمال والفراغ.. هل أعددت لأول ليلة..

إنها أول الليالي.. وإنها إما أول ليلة من ليالي الجنة أو أول ليلة من ليالي النار..

أتى أبو العتاهية يقول لسلطان من السلاطين غرّته قصوره وما تذكر أول ليلة ينزل فيها القبر.. 

ونحن نقول لكل عظيم ولكل متكبر ومتجبر أما تذكرت أول ليلة..


هذا السلطان بنى قصوراً في بغداد فدخل عليه الشاعر يهنئه بالقصور.. يقول له:

عش ما بدا لك سالماً ** في ظل شاهقة القصور 

عش ما بدا لك سالما.. عش ألف سنة.. عش مليون سنة.. سالماً معافاً مشافى

يجري عليك بما أردت ** مع الغدوّ مع البكور..

ما تريد من طعام.. ما تريد من شراب.. هو عندك.. لكن اسمع ماذا يقول:

فإذا النفوس تغرغرت ** بزفير حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقناً ** ما كنت إلا في غرور

فبكى السلطان حتى أغمي عليه..

فهناك تعلم موقناً ** ما كنت إلا في غرور

أول ليلة في القبر..


وأنا أطالب نفسي وإياكم يا معاشر المسلمين أن نهيئ لنا نوراً في القبر أول ليلة

فو الله لا ينور لنا القبر إلا العمل الصالح بعد الإيمان..

لنقدم لنا ما يؤنسنا في القبر يوم ننقطع عن الأهل والمال والولد والأصحاب


أسأل الله لي ولكم الرضوان والسعادة في الدنيا والآخرة ، وأسأل الله أن يصلح شباب الإسلام وأن يخرجهم من الظلمات إلى النور وأن يكفر عنهم سيئاتهم وأن يهيئهم بعمل صالح لأول ليلة من ليالي القبر

أسأل الله أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت ولا يظلم أبصارنا وبصائرنا ولا يجعلنا قوما انحرفوا عن منهج الله واشتروا معاصي الله وغفلوا عن آيات الله فعموا وصموا وضلوا وابتعدوا،

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

"عندي مشكلة"


"عندي مشكلة"

يقول الشاعر:

ولابد من شكوى لذي مروءة 
يواسيك أو يسليك أو يتوجع

نلجأ في كثير من الأحيان إلى الشكوى وطلب المساعدة من أحبابنا، لمعرفتنا بأنهم سيساعدوننا بكل ما يستطيعون، أو سيستمعون لشكوانا وهذا سيريحنا قليلاً ويمتص بعض الغضب والحزن الذي نعيشه..

تمر علينا في المجلة العديد من هذه النماذج، فلا يكاد يمر أسبوع إلا وتتصل فتاة تطلب استشارة أو نصيحة!! هذا غير ما يصلنا عبر البريد والفاكس والإيميل..

اتصلت إحداهن يوماً تسأل: هل أتزوج أم أكمل دراستي الجامعية؟!
وأخرى تستشير ماذا عليها أن تعمل وهي على وشك الزواج الآن؟!

وغيرها من المشكلات سواء كانت صغيرة أو كبيرة.. لكن ما ينقص الفتاة أحياناً
هو أسلوب عرضها لمشكلتها! 
اختيارها للوقت المناسب!
قدرتها على انتقاء العبارات المعبرة!
كل ذلك وغيره قد يؤثر في تقدير الطرف الآخر للمشكلة!!

أذكر في بداية المجلة اتصلت فتاة في وقت متأخر من الليل تود أن تسرد علينا شعرها النبطي وتريد أن نكتبه لها ثم ننشره عبر صفحات المجلة!! فليس لها وسيلة أخرى تستطيع بها إرسال مشاركتها..
وبعد طول استماع أوقفتها ولو لم أفعل لاستمرت إلى الغد..
وقبل أن أنهي المكالمة، رمت عليّ مشكلتها الحقيقية التي تعاني منها، فهي فتاة من البادية محجوزة لابن عمها الذي لا يصلي – حسب ما ذكرت- وهي ترفض هذا الزواج لكنها لا تستطيع أن تصرح برفضها لابن عمها أمام والديها!! كما أنها معجبة بشقيق صديقتها في الجامعة وتتمنى أن ترتبط به!!

فتاة أخرى اتصلت أيضاً تحكي عن تميزها الأدبي والعلمي، وكيف أنها مقعدة ومريضة لا تستطيع أن تستزيد من التعليم النظامي المتاح أو إيجاد فرصة وظيفية مناسبة لها..
ومن خلال الحديث المتواصل والمتكرر اتضح أنها تبحث عن مساعدة مادية.!!

والثالثة أخذت تتصل بشكل متكرر لا يتوقف ونتيجة لظروف العمل لم أتمكن من الرد عليها.. فإذا بها ترسل رسالة تقول فيها أنها ستنتحر إن لم أجب على اتصالها!! لأكتشف بعدها أنها تبحث عن زوج وتريدني أن أجده لها بشكل عاجل رغم صغر سنها (٢٣ سنة)!!

قد تسهب الفتاة في عرض مشكلتها، التي هي عبارة عن مشاكل متشعبة ومتداخلة لا تصب في النهاية في صلب المشكلة الحقيقية التي تعاني منها..
بل قد تكون المشكلة في وادٍ وما تشتكي منه الفتاة في وادٍ آخر تماماً!.

وقد تضخم الفتاة مشكلتها وتجعل منها قضية العالم وتنسى أو تتناسى آلام الآخرين الذين تسببت هي في إيذائهم!!

تخوننا الكلمات أحياناً، فنعجز عن التعبير في إيصال أفكارنا ومشاعرنا عندما نمر بمشكلة ما خصوصاً إذا كانت متعلقة بذواتنا.. رغم أنه ليس علينا سوى التريث والتفكير في تفاصيلها وحيثياتها.. وأسباب تطورها؟ ومدى علاقتنا بها؟ وما هو حجمها الحقيقي؟؟..

هذه التساؤلات ستعطينا نظرة شاملة عما نعاني منه وتتيح لنا فرصة كافية للتفكير المتعقل والمركز، والمنطقي البعيد عن العواطف والمشاعر..

يذكر أحد الأطباء بأن ٨٠% من تشخيص المرض يعتمد على شكوى المريض وقدرته على عرض العلة التي يعاني منها.. وهذا ينطبق على الفتاة وقدرتها على عرض مشكلتها دون الدخول في تفاصيل لا علاقة لها، أو الإسهاب في وصف مشاعرها وأحاسيسها!!

لقد حبانا الله بنعمة عظيمة وفضلنا على سائر المخلوقات بالعقل والمنطق..

لكن طريقة البعض في التعبير عن مشكلته وأسلوب طلبه للاستشارة غالباً ما تكون مضللة وتبتعد عن الواقع الحقيقي الذي يعاني منه.

غالباً ما تعتبر الفتاة نفسها مظلومة لأن الآخرين لم يساعدوها ويقدموا لها الحل على طبق من ذهب..!!
يقول الله عز وجل: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)

◽️◽️

إيمان العقيل
📚 مجلة حياة العدد (٩١) ذو القعدة ١٤٢٨هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

نقلتني كلمة ( الله ) من مدرسة الراهبات إلى ساحة العمل الإسلامي

كنت أنا وأختي في مدارس مسيحية من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية .

المدرسة كانت من المدارس الخاصة، وفضلها أبي لأنها أكثر انضباطا .

كان المعلمون يعرضون علينا حضور حصص الديانة المسيحية ، وكانوا يقدمون لنا إغراءت متنوعة.

لكن وازعاً داخلياً كان يدفعنا إلي الرفض .

كانت حوائط المدرسة مليئة بصور العذراء والمسيح مصلوباً ، وكانوا يحاولون إقناعنا بأن ((الصورة )) للرب ،
ولكننا كنا نضحك ولا نصدق ذلك .. كنا نقول لهم : غير معقول أن الله يظل مصلوبا هكذا . 

كانت المعلمات ..الراهبات يحاورننا ويسألنا عن أسباب عزفنا عن الذهاب معهن إلي الكنيسة، ولم تكن لدينا إجابة ، لكن إدارة المدرسة كانت تجبرنا علي حضور الحفلات في المناسبات الدينية الكبرى

كان اهتمامهم بي وبأختي زائد ، وكانت جوائزهم وهداياهم لي كثيرة ؛ لأنني كنت كثيرة الأسئلة عن ديانتهم ، فظنوا أنني أنجذب رويداً إلى المسيحية

فقد كانوا يراهنون علي اكتسابي أنا وأختي (نورا )لمعرفتهم ، أن أمي مسيحية فرنسية .

كانت تتعهدنا راهبة جديدة في كل سنة _ حسب نظام المدرسة _ تواصل معنا ما بدأته السابقة ، وأذكر أن هؤلاء الراهبات كن يواصلن مهمتهن ليلاً ، ونهاراً دون كلل .

وأذكر أيضا الراهبة (مادلين ) التي كانت تجري بيني وبينها حوارات لا أنساها .

قلت لها مرة إنني لا أحب قراءة الإنجيل .

فكانت ترد بكتابة بعض العبارات التي تتحد عن القيم والمثل الجميلة من الإنجيل على ورق جميل 
وبخط أجمل لجذبي إلى الإقبال على قراءتها وتقبلها .
لكنني كنت أخاف منهن ، وأقول لهن : لماذا كل شيء حزين عندكم في الكنائس؟

كانت معاملتهن خالية من الضغوط ، لكنها كانت مليئة بالبرود والتعصب العقدي . ولم نتقبل شيئاً منهن على الإطلاق ، لا أنا ولا أختي .

في المرحلة المتوسطة( كان عمري بين 14 و15 سنة ) قررت المدرسة دروساً عن الفراعنة، والبوذية ، واليهودية ، والمسيحية ، والإسلام .
كانت هذه الدروس تصور الإسلام بصور مشوهة ، وكان المعلمون يقدمون المسلمين علي أنهم دمويون يحترفون القتل ، ويصرون علي تشويه صلاح الدين الأيوبي، وتقديمه بصوره بشعة كمجرم ، وقاطع طريق يسرق ، ويقبل النساء المسيحيات كنا لا نرتاح أبداً لهذا المنهج ،

وكان من المميزات الموجودة في المدرسة أن لكل صف مندوباً من الطلاب يعبر عن طلاب الصف ، ويوصل آراءهم في المناهج وغيرها إلي الإدارة ، وقد أوصلنا اعتراضنا على ما ورد في المناهج بحق الإسلام والمسلمين من تشويه ،

وطالبنا بتوضيح هذا التاريخ الكذوب الذي يقدم الروم والفرنسيين على أنهم أهل فتح وتحضر ، ويسيء إلي المسلمين

فكان الرد علينا أن هذا هو ما عندهم

فطالبنا كتباً أخرى ،

فقالوا لنا : إن هذا ما رواه التاريخ

وعشت أنا وأختي حالة من القلق .

في كتاب التاريخ المقرر علينا وفي الجزء الخاص بالإسلام ، ذكروا أن رب المسلمين اسمه (الله ) وعرفوا الإسلام بأنه الخضوع التام لله .

شدتني كثيراً كلمة الله وكلما نطقت بها شعرت بإحساس جميل ، وهدوء ،وارتياح ، ولذلك عندما طلبت منا المدرسة اختيار موضوع للكتابة عنه من خلال عبارة جذبت انتباهنا .. كان اختياري لكلمة ( الله ) وقلت فيما كتبت : إنني عندما أنادي بكلمة الله أشعر بارتياح كبير
وقلت : إنني أبحث عن الله أبحث عن الحقيقة

كنت أنا وأختي نورا نتوق لزيارة بلد إسلامي .

وبالفعل زرنا الجزائر عام 1984 في الإجازة الصيفية ، وكانت الصحوة الإسلامية هناك في قمتها . كان أكثر شيء جذبنا هناك وأثر في أعماقنا خطب الداعية المصري الشيخ عبد الحميد كشك (رحمه الله ) ورغم أننا لم نكن نعرف اللغة في ذلك الوقت ولا نفهم منه شيئا إلا أن صوته وهو يردد كلمة (الله ) ويردد الأدعية والمصلون يؤمنون وراءه عليها كانت تبكينا .

شجعنا جو الصحوة بالجزائر علي البقاء هناك ستة أشهر كاملة تعلمنا خلالها تعاليم الإسلام جيداً ، وعدنا من هناك إلى فرنسا _أنا وأختي _محجبتين .

هناك في منزلنا بمدينة ستراسبورج الفرنسية كانت أمي قد أسلمت . أعطيناها كتباً صغيرة وشريط فيديو عن الإسلام فأعجبت بها . وبعد عام واحد بدأت أمي تصلي ،ثم ارتدت الحجاب .

في كلية العلوم في ستراسبورج شاركت في أول نشاط اجتماعي طلابي ، وتعرفت من خلاله على عدد كبير من الطالبات ، منهن جزائريات ومصريات . كنا نلتقي في منزلنا ، حيث كان الوالد يعمل في باريس ، وكنا ننظم إفطارات ولقاءات خلال رمضان في بيتنا ، وفي المساجد ، وكانت تلك بداية العمل الدعوى ، وبعدها صرنا نشارك في نشاط الجمعية النسائية .

في سن العشرين تزوجت من الدكتور محمد كرموص (تونسي ) في مدينة ستراسبورج ، وبعد الزواج انخرطت أكثر في العمل الدعوى والاجتماعي من خلال المركز الإسلامي هناك ، وكنا نحضر لقاءات أسبوعية للدكتور يوسف القرضاوي ، والشيخ فيصل مولوي ، وكان فهمي للعربية بنسبة 40%

في عام 1991 ذهبت مع زوجي إلي سويسرا ، وهناك اخترت فكرة تنظيم العمل النسائي بعد الاطلاع علي الأوضاع ودراستها . وقد كان من دوافعنا لتأسيس هذا العمل هجوم المجتمع الغربي علي الإسلام ، وتشديده بالذات علي قضية المرأة ، وتغيبها عن المجتمع ، وهضم حقوقها فجاء إنشاء العمل النسائي لإثبات أن المرأة قادرة على القيام بالعمل الاجتماعي .

وقد أحدث تأسيس هذا العمل تجاوباً كبيراً من السويسريين ، فقد كانوا يتصورون أن المرأة المسلمة مضطهدة ، ومكبلة ، ومهملة. ولذا لفت انتباهم وجود جمعيات نسائية تتحرك باسم الإسلام ، حتى أن القساوسة في الكنائس صاروا يضربون المثل بأنشطة الجمعيات النسائية الإسلامية كظاهرة غير موجودة في الكنيسة . 

في سويسرا يحظى العمل الإسلامي بالقبول من المجتمع ، والحكومة لا تمنعه .

لكن هناك بعض الحاقدين الذين يترصدون لنا ، ويهاجموننا .
إحدى النساء _مثلاً _ عندما كنت في إحدى المعارض- أدعو للإسلام _هاجمتني قائلة : ألم يكفك انك ترتدين الحجاب، وتعيشين حرة، وتسيرين في الطريق بحرية حتى تأتي وتدعي للإسلام ؟‍!
وقد كانت ردودي عليها هادئة وقوية .

المرأة في سويسرا تعمل، ولكن براتب أقل من الرجل 20% وهي تعمل في البيت وخارج البيت، وقد تتعرض لإهانات من زوجها، ولذلك فقد ظهرت جمعيات في مقاطعة ( نيوشاتيل ) تحارب العنف ضد المرأة . 

حرصنا في عملنا الدعوى علي التركيز علي المرآة وأوضاعها، وتأكيد ما كفله الإسلام للمرأة من حقوق وتكريم، وإبراز كيف خلد القرآن الكريم نساء مثل السيدة مريم، والسيدة هاجر .

وحالياً نستخدم الإنترنت في بث كل ما يتعلق بجمعيتنا من معلومات ، ونقدم موضوعات عن شئون الأمومة، والحضانة، والرضاعة وحقوق المرأة في الإسلام، وما تعيشه من تعاسة ، وتخلف في غيبة الإسلام ودور المرأة في العمل الإسلامي ، وحجاب المرأة وضرورته وفريضته .

هذا إضافة إلى توزيع مطويات دورية للتعريف بالإسلام .

وقد أصبحنا نشترك في معرض سويسرا الدولي للكتاب ، وهو أكبر تجمع ثقافي دولي في سويسرا وفرصة كبيرة للدعوة إلى الإسلام والتعريف به .

ورغم عدم مبالاة بعض المسلمين هنا وعزوفهم عن المشاركة الفعالة في أنشطتنا إلا أننا نحقق مكاسب تثلج الصدر يوماً بعد يوم.

◽️◽️

الأسرة - العدد ٥٥ شوال ١٤١٨

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

استشارة : شاب ملتزم ومستقيم ويطلب العلم الشرعي إلا أنه يشاهد المحرمات


خطط لحياتك

احمد الله أخي على أن جعل في قلبك يقظة تفطن إلى الذنب وتستاء منه ، فإن من البشر من ينتهك حرمات الله وما في قلبه مثقال حبة من رادع أو ندم ، وأبشر فإن الله تعالى يقول : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) .

وهذه جملة من الإرشادات أرجو أن تأنس بها وتستفيد منها بإذن الله :

١ ـ تمسك بأعظم قوة : أعظم قوة لحل أي مشكلة هي الدعاء ، فاحرص عليه يومياً وألح فيه فإن الله يحب الملحين بالدعاء ! 
وقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الدعاء أسمع ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " جوف الليل الآخر ، ودبر الصلوات " .

٢ ـ المشاعر الحسية : اقرأ كثيراً في أضرار وعواقب العادة السرية ، فإن ذلك من شأنه أن ينفرك عنها ، سواءً كانت عواقب روحية أو نفسية أو جسدية ، إن وعيك بأضرارها سينشئ لديك شعوراً مكثفاً بكراهتها يطغى على مشاعر اللذة التي تشعر بها عند ممارستها .

٣ ـ زد من حماسك : وذلك بالقراءة في سير الصحابة والتابعين ، وكيف كان جهادهم لأنفسهم ، ومنها قصة ذلك الصحابي الجليل الذي وقع بصره من شق باب على امرأة وهي تغتسل ، فعظم هذا الأمر في نفسه حتى انعزل عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخلاء يبكي أياماً عديدة ، فافتقده الرسول صلى الله عليه وسلم حتى جيء به إليه ، فذكّره برحمة الله ومغفرته ، فانظر أخي كيف كان حرصهم على حفظ أبصارهم عن المحرم ، فكيف بفروجهم ؟

٤ ـ اجعل لحياتك أهدافاً : أذكر هنا مقولة لبول فاليري تقول : يرتعد الضمير من الفراغ ! ،
ومن هنا تأتي أهمية أن تخطط لحياتك وتكتشف مواهبك ، ضع خطة لمستقبل حياتك تضمّنها ما تريد إنجازه في جميع مجالات حياتك الروحانية والنفسية والاجتماعية والجسدية والعلمية وغيرها ، اكتشف مواهبك : هل تحب أن تقرأ ؟ أن تسبح ؟ أن تكتب ؟ ثم ضع خطة بملء وقت فراغك بها .

٥ ـ البس درعك : حاول قدر المستطاع الابتعاد عن المثيرات كالصور ونحوها ، والتزم بغض البصر فإنه يورث حلاوة الإيمان ، وحافظ على صلاة الفجر في جماعة ، وأذكار الصباح والمساء والنوم ، وأقطع حبل أفكارك مباشرة عن التفكير فيما يثيرك .

٦ ـ حين تهاجمك خلسة .. ماذا تفعل ؟ : إذا أتتك الرغبة العارمة في المعصية :
أ ) أمهل نفسك ثوان معدودة وردد فيها بصدق : اللهم اكفني بحلالك عن حرام ، وأغنني بفضلك عمن سواك .
ب ) غَيّر في مؤثرات البيئة التي أثارتك كالإضاءة ، درجة الحرارة ، المناظر والصور ، الروائح ...... ، فمثلاً : إذا كان دفء الفراش يثيرك فاكشف عن نفسك الغطاء وعرض نفسك للبرودة .

٧ ـ صاحب الأخيار : عليك بالصحبة الطيبة الصالحة ، فإنهم يعينون على الخير ويذكرونك به ، ويملأون وقتاً من فراغك بما ينفع بإذن الله تعالى .

٨ ـ الحركة ثم الحركة : مارس الرياضة فإنها تصرف الطاقات المكبوتة ، وبخاصة المشي السريع والسباحة .

٩ ـ سارع بالزواج : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإن له وجاء " .

١٠ ـ شجع نفسك : كافئ نفسك على كل انتصار تحققه ، وشجعها ، وأثن عليها ، فإن ذلك يرسخ في ذهنك صورة طيبة عن ذاتك القوية الشجاعة تعوضك عن صورة الذات الضعيفة .

وختاماً .. أسأل الله العظيم ، رب العرش الكريم ، أن يقذف في قلبك النور والهدى والتقوى ، وأن يجعلك من أهل البر والإحسان .

بدار – الكويت


**

الوسائل الثلاث عشر

سأضع بين يديك أخي الكريم ثلاث عشرة وسيلة للتخلص من هذه الآفة ، ولكن أنصحك أن تكون لديك عزيمة وهمة عالية :

١ ـ استشعر رقابة الله عليك ، فهو يراك ويعلم سرك ونجواك.

٢ ـ تذكر أنك بقيامك بهذا المنكر تعصي ربك الذي خلقك.

٣ ـ تذكر عظمة الله وقوته وقدرته فلو شاء لفضحك أمام الناس.

٤ ـ اعلم أن هذا العمل محبط للأعمال ، فيكفي أن الوقت الذي تقضيه في ممارسة هذه العادة لو تم استغلاله في عمل الخير من قراءة القرآن أو تسبيح لوجدت في ذلك الوقت أجراً كبيراً.

٥ ـ تذكر أن الموت يأتي بغتة ، فكيف بك إذا جاءك وأنت تمارس هذه العادة.

٦ ـ تفكر في عذاب القبر وفي الفضيحة يوم القيامة على رؤوس الخلائق.

٧ ـ استحضر الآثار السلبية عليك جراء هذا المنكر العظيم بما يترتب عليك من ممارسة هذه العادة من الناحية الجسدية والفكرية.

٨ ـ لا تستسلم للوساوس والأفكار الشيطانية ، بل اصرفها واستعذ بالله من الشيطان الرجيم.

٩ ـ إذا خلوت بنفسك فاشغل نفسك بالخير ، كسماع القرآن و قراءة الكتب المفيدة.

١٠ ـ حاول ممارسة الرياضة أو الاشتغال بعمل مهني لتهذيب ثوران الشهوة.

١١ ـ اجعل لنفسك عقوبة إذا وقعت في هذا المنكر كأن تصوم يوماً أو تتصدق بمبلغ من المال.

١٢ ـ سارع إلى الزواج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج.

١٣ ـ أكثر من الدعاء والالتجاء إلى الله بأن يعافيك من هذا المنكر.

أسأل الله بمنه وكرمه أن يرزقك فعل الخيرات وترك المنكرات ، وأن يغنيك بحلاله عن حرامه ، وبفضله عمن سواه .

أبو الزبير – قطر


**

إني أخاف الله 

أخي الحبيب : عندما قرأت مشكلتك أحسست بنوع من التواصل الداخلي ، ربما لأننا في مرحلة مشتركة هي مرحلة الشباب ، وسأبين لك أخي عدداً من الوسائل في كيفية التعامل مع المشكلة حتى تتمكن بتوفيق من الله تعالى اجتناب شرها :

١ ـ الخوف من الله ومراقبته في السر والعلن ، وهو صمام الأمان والعاصم للعبد من الوقوع في الحرام والانسياق وراء الشهوة.

٢ ـ احذر خائنة الأعين ، فالنظرة سهم من سهام إبليس المسمومة وهي رائد الشهوة ، وهي تثمر في القلب خواطر سيئة رديئة.

٣ ـ دفع الخاطرة ، فالخواطر السيئة خطر على القلب ، ومتى انساق الشاب معها تطورت هذه الخواطر إلى فكرة فإرادة فعزيمة فإقدام على الفاحشة ووقوع في الحرام ، فالحذر من الاسترسال مع الخاطرة.

٤ ـ السعي للزواج ، فعلى الإنسان إذا لم يصبر في هذا الزمان أن يبحث عن ذات الدين ليسلم.

٥ ـ الاستعفاف ، فإذا لم يتيسر للشاب الزواج فهو مأمور بالاستعفاف ، قال تعالى : " وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله ".

٦ ـ احذر أهل الفحش والتفحش.

٧ ـ عليك بالفرار من أماكن الفتن ، فلا يخفى أننا نعيش في مجتمع مُلئ بالفتن : إعلانات ، مجلات هابطة ، معاكسات ، قنوات فضائية ....... الخ.

٨ ـ لا تجعل بيتك قبراً ، فمن جعل بيته مذكراً له بالطاعة جَرّه ذلك إلى طاعات أخرى ، ومن جعل من بيته مكاناً للمعاصي فإن ذلك يجعل البيت مرتبطاً بالمعصية ويجعل الإنسان يقع في المعصية مرة ومرات عديدة.

٩ ـ أشغل نفسك بالطاعات.

١٠ ـ عليك بسلاح الدعاء.

١١ ـ لا تيأس ، فلا ينبغي أن يصيبك اليأس والإحباط ، لأن المرء مهما فعل ثم تاب إلى الله فإن الله يقبل توبته .

أحمد با حمادي – حضرموت


**

تذكر وقوفك

بادئ ذي بدء أسأل الله جل في علاه أن يثبتك على طريق الحق والهداية ففيك الخير الكثير إن شاء الله ، ثم أتمنى أن تضع في حساباتك ما يلي :

١ ـ العين تزني وزناها النظر ، استثمر ذلك حينما تشاهد الصور المحرمة أو كل ما من شأنه إغضاب الله وإثارة الغرائز ، مما يجرك لفعل المحرمات.

٢ ـ تذكر أنك أنت من يودي بنفسه إلى هذا الطريق ، وأنت من سينقذها إذا ما امتلكت إرادة قوية وهمة عالية للتخلص مما أنت فيه ، فجاهد نفسك ولا تتبعها هواها.

٣ ـ تجنب الخلوة بنفسك قدر الإمكان ، وحينما تشعر بالرغبة في ممارسة وفعل المحرمات فلا تبق لوحك في الغرفة ، بل جالس الأهل والأصدقاء.

٤ ـ تحرَّ مجالسة الصحبة الخيّرة التي ترشدك إلى الخير وتدلك عليه ، فإن لهم أبلغ الأثر في الأخذ بيدك وإنقاذك مما أنت فيه ، فالصحاب ساحب.

٥ ـ في حوار هادئ مع نفسك فكّر : هل تستطيع ممارسة هذه المحرمات بمرأى من الناس ؟ بالتأكيد ستكون الإجابة بالنفي ! إذاً هذا هو الإثم بعينه ، قال صلى الله عليه وسلم : " البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس " رواه مسلم ، استفت قلبك البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك .

٦ ـ وأخيراً لا تنس ذلك السلاح الذي لا يقهر : سلاح كل مؤمن ، وعلاج كل مبتلى ( الدعاء ) ، فهو عظيم النفع ، بليغ الأثر ، تحَرَّ أوقات الإجابة وألح في الدعاء وأسأل القريب المجيب : اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبّت قلبي على دينك ، اللهم اشرح صدري للإسلام ، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء .

عبد الرحمن العواد - الزلفي

◽️◽️

📚 تم تحريره من مجلة مساء العدد ٢٨

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »