يقول أحد الأخوة :
عدت الى منزلنا العامر ذات مساء حار لأجد زوجتي تستقبلني بابتسامة عريضة وترحاب مبالغ فيه (اللهم الطف بنا يا مولانا في ما جرت به المقادير).
فخبرة السنين علمتني انه عندما ارى ابتسامتها الحنون فهذا يعني ان وراء الاكمة ما وراءها. سارعت الى الدخول الى غرفتي فوجدتها تتبعني مسرعة وقالت وابتسامتها تتسع باطراد:
ـ حبيبي مش انت بتحب تشوفني دائما جميلة؟
ـ اكيد طبعا.
ـ طيب مش لازم احافظ على رشاقتي؟
ـ انت رشيقة والحمد لله.
ـ لا انا وزني زايد ٥ كيلو.
ـ من الذي قال لك ذلك؟
ـ اليوم قرأت موضوعا في إحدى المجلات عن الرشاقة وفيه الاوزان المثالية المناسبة لكل طول، فوجدت انني ازيد 5 كيلو عن الوزن المطلوب.
ـ ولكن هذه مقاييس متوسطة وتختلف من شخص إلى آخر.
ـ لا لقد قررت ان انقص وزني باستخدام احدث وسيلة لتخفيف الوزن.
ـ وما هي هذه الوسيلة؟
ـ جهاز حمام البخار المنزلي
ـ حمام بخار منزلي!!!؟.
ـ نعم.. اسرع وسيلة للرشاقة لابد أن نشتريه اليوم.
ـ ولكن...
في اليوم التالي قضيت الوقت منذ عودتي من العمل وحتى منتصف الليل في تركيب ذلك الجهاز العجيب الذي اشترته زوجتي المصون والمكون من كيس يشبه الجوالات البلاستيكية السميكة وموصول به منظم للحرارة وكثافة البخار.
ما ان انتهيت من ذلك حتى قفزت زوجتي الى داخله واغلقنا الكيس، فلم يعد يظهر منها سوى رأسها فقط.
قضيت اياما ممتعة واحسست بحرية تامة، فزوجتي تقضي وقتا طويلا داخل الكيس وتصيح من فترة إلى أخرى طالبة كوبا من الماء، فيحضره احد الاولاد ويضعه على فمها لتشرب.
وكانت اسعد لحظاتي عندما اغافلها واحرك مؤشر التحكم في الحرارة الى اقصى درجة لأسمعها بعد دقائق تصرخ بأن الحرارة عالية وتطلب تخفيضها قليلا.
بعد اسبوع عدت من عملي لأجد زوجتي تستقبلني بابتسامة عذبة (اللهم لطفك). وقبل ان اخطو خطوة واحدة همست (تصوروا) قائلة:
ـ ماما عندنا.
(المصائب لا تأتي فرادى)
ـ آه اهلا وسهلا.
ـ تعالى سلم عليها.
دخلت الصالة لأفاجأ بمنظر مرعب. كانت حماتي ذات المائة وسبعة عشر كيلو داخل كيس البخار!! وابتسامة شيطانية تعلو وجهها الحبيب الى قلبي.
عجزت عن النطق ودخلت غرفتي ولحقت بي زوجتي وبمجرد ان شاهدتها صرخت:
ـ ماذا تفعل امك داخل حمام البخار؟
ـ أحكيت لها عنه في التلفزيون فقالت اجي اقعد عندكم شوية لحد ما اخس.
ـ يا نهاركم اسود انت وهيه ودي حتخس بعد اد ايه ان شاء الله!؟
ـ اصبر بس كلها كام يوم وتزهق.
بعد شهرين .... لا تزال حماتي تقضي اليوم بطوله في حمام البخار الذي جعلناه في وسط حجرة المعيشة لتتفرج على التلفزيون، وحولها نجلس جميعا ونتناوب وضع حبات اللب السوبر والفول السوداني الاسواني الذي تعشقه في فمها!!
بعد شهر....
عدت لاجد زوجتي تبكي فقد كشف الميزان زيادة وزنها سبعة كيلو نتيجة مشاركتها لأمها في تناول اللب والفول السوداني..
بعد شهر اخر..
انتهت المأساة نهاية سعيدة جدا، اضطررنا لقص الكيس البخاري بالمقص من حول جسد حماتي لأن الفتحة اصبحت ضيقة ولم تستطع الخروج منها بعد ان وصل وزنها الى مائة وخمسين كيلو فقط لا غير!!
مع خالص تحياتي
◽️◽️
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق