الأحد، 2 أكتوبر 2016

ماذا يعني لكِ هذا الرجل؟


في المستشفى .. أو السوق .. أو في أي مكان ..

ألاحظ أن الكثير من الفتيات .. لا يعرفن كيف يتعاملن مع الرجل .. وما أقصده هنا هو الرجل .. الذي نعتبره غريباً ..

ألاحظها وهي تتحدث إلى البائع في السوق، أو إلى موظف الاستعلامات في أي مكان .. فأجد تعاملها معه يتسم بإحدى اثنتين:
إما ميوعة وغنج وجذب لانتباهه بقصد أو بدون قصد لأنها تناست أنه رجل، أو لأنها تنظر إليه فقط كرجل!! ..
وإما أن تعامله بحدة وقسوة وجفاء ودون أي توضيح للاحترام والتقدير لأنها تنظر له على أنه الرجل "الغريب" وفقط ..!!

حين نقرأ قصص سير السلف وآثارهم .. أشعر بعلاقة غريبة تربط الرجال بالنساء .. رابطة رائعة وجميلة لا يمكن وصفها .. إنها رابطة الأخوة الإيمانية ..

أشعر بالاحترام الرائع حين أرى كيف كانت الصحابيات يتحدثن مع الصحابة وكيف كانت التابعيات يحدثن رجال عصرهن .. أحاديث تشعرين فيها فعلاً بقدر رائع من رابطة الحب والاحترام والأخوة في الله بينهم ..

كم هو أمر رائع أن تشعري بأن كل من حولك من الرجال في الشارع وفي السوق وفي كل مكان هم أخوة لك في الإيمان .. يشاركونك ديناً واحداً .. تحرصين على مصلحتهم كما يحرصون هم عليك ..

بالطبع هذا لا يعني أن تكون الفتاة ساذجة أو أن يتسم تعاملها مع الرجل بالبساطة والعفوية والثقة .. فهناك ضعاف القلوب في كل مكان .. لكن ما أقصده هو أن تنظر وبجدية للرجل المسلم على أنه أخوها الذي تحترمه .. وتعامله على هذا الأساس لا على أساس أنه رجل وفقط ..

حين أرى تزايد المشاكل المتعلقة بالعلاقات الخاطئة بين الفتيات والشباب .. أستغرب من مدى سهولة انجراف الفتاة خلف أي كلمة أو إشارة من رجل آخر .. وأشعر أنها تفتقد الشعور بأن هذا الرجل قبل كل شيء هو أخوها في الإسلام ..

راجعي نفسك .. كم مرة قلت أثناء تعاملك وحديثك مع أي رجل .. من فضلك يا أخي .. أو .. لو سمحت يا أخي .. أو جزاك الله خيراً .. شكراً جزيلاً؟

بالفعل حين أنظر للنساء في أغلب الأماكن العامة أشعر أن تعاملهن مع الرجل كما ذكرت إما بميوعة زائدة ناتجة عن عدم احترامها لهذا الرجل وعدم حيائها منه .. وإما تعامله بغلظة وحدّة وعدم احترام وكأن الرجل الذي أمامها شيء منفر ومخيف وهذا يدل على عدم شعورها برابطة الأخوة الحقيقية بينها وبين أخيها المسلم ..

هناك فجوة هائلة لدينا بين المرأة والرجل .. فجوة تسببت للأسف في انجراف الكثير من الفتيات وراء العلاقات الخاطئة لأنهن لم يعرفن كيف يتعاملن مع الرجل بحكمة واحترام واحتشام .. فهي لم تتعود على التعامل مع الرجل أصلاً .. وحين تجد نفسها لسببٍ أو لآخر في مواجهة معه تكتشف أنه ليس لديها أي حواجز داخلية تمنعها فعلاً من الانجراف في علاقة عاطفية .. لأنها لم تتعلم كيف تعامله كأخ وتحصل على احترامه وتقديره قبل أن تتسول حبه ..

وقبل أن يكون التعامل والشعور الأخوي هاماً لترابط المجتمع وتقويته فهو وسيلة لحماية الفتاة ولسبغ صفة الأخت المحترمة عليها .. فالرجل حين يشعر بأن من أمامه تخاطبه كأخ فإنه يشعر بالحمية تجاهها ويغار على عرضها كأخت له بالفعل وهذا ما لا يحصل لو عاملته كمجرد رجل غريب ..

انظري لمن حولك .. ابن عمك .. ابن الجيران .. السائق .. البائع .. موظف الاستعلامات .. الطبيب .. كل هؤلاء هم أخوتك في الله قبل أي شيء آخر .. واعرفي كيف تتعاملين معهم على هذا الأساس ..

◽️◽️

نوف الحزامي
📚 مجلة حياة العدد (٦٠) ربيع ثاني ١٤٢٦هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق