الاثنين، 24 أكتوبر 2016

(يا بنيتي) مسحت دمعة تلو الأخرى من على لحيته ثم انفجرت بالبكاء


يا بنيتي


عبد الملك بن محمد القاسم


بعد صلاة الظهر من يوم شات ممطر

وقف رجل كبير في السن تبدو على ملابسه آثار الفقر وعلى أطرافه علامات البرد

وبجواره ابنة في الخامسة أو السادسة!

وقف الرجل أمام المصلين وهو على تلك الحالة وشكى حاله إلى الله عز وجل ثم إلى المصلينث

وتحدرت كلماته تسابق دموعه

والابنة الصغيرة تمسح دمعة تلو الأخرى من على لحيته ثم انفجرت بالبكاء!

وكنت ممن غالب الدمعة رأفة ورحمة بالأب والابنة الصغيرة..

مرت سنوات وما زلت أتذكر ذلك الموقف بين الحين والآخر،
فإن كان الأمر في حال خلوة سكنت أطرافي واهتز قلبي!
 وإن كنت في جمع زالت عجلى خجلى ثم انزوت بداخلي.

واليوم تذكرت موقف الرجل وابنته وعادت بي الذاكرة لقول عبد العزيز الديرني:

أحب بنيتي وودت أني= دفنت بنيتي في قاع لحد
وما بي أن تهون عليّ لكن = مخافة أن تذوق الذل بعدي
فإن زوجتها رجلاً فقيراً = أراها عنده والهم عندي 
وإن زوجتها رجلاً غنياً = فيلطم خدها ويسب جدي
سألت الله يأخذها قريباً = ولو كانت أحب الناس عندي


أما ابن الوردي فقد أجمل وأكمل..


لولا أميمة لم أجزع من العدم = ولم أقاس الدجى في حندس الظلم
وزادني رغبة في العيش معرفتي= ذل اليتيمة يجفوها ذوو الرحم
أحاذر الفقر يوماً أن يلم بها = فيهتك الستر عن لحم على وضم
تهوى حياتي وأهوى موتها شفقاً = والموت أكرم نَزَّال على الحرم 
أخشى فظاظة عم أو جفاء أخ = وكنت أبقى عليها من أذى الكلم
إذا تذكرت بنتي حين تندبني = جرت لعبرة بنتي عبرتي بدم


وخير من ذلك كله قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن آنست جوارحه ابنة أو ابنتان: (من عال ابنتين أو ثلاثاً، أو أختين أو ثلاثاً، حتى يبنَّ أو يموت عنهن، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وأشار بأصبعه الوسطى والتي تليها) رواه أحمد.

وقال صلى الله عليه وسلم (من كانت له أنثى فلم يئدها، ولم يُهنها ولم يؤثر ولده عليها، يعني الذكور – أدخله الله الجنة) رواه أبو داود.

فهنيئاً لمن تحمل هذه الأمانة وقام برعايتها والمحافظة عليها حتى تدلف به أبواب الجنة.

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق