الاثنين، 10 أكتوبر 2016

عدسة المدرسة : ألا بذكر الله تطمئن القلوب

هنا في مدارسنا .. في دوحتنا الثالثة تصدح تلميذاتنا مع معلماتهن يرددن الآيات ويتلون الذكر الحكيم ، يترنمن معاً بالقرآن ،

وفي أثناء ذلك يقرع جرس الإنذار الذي وضعته إدارة المدرسة من أجل سلامة الجميع ، منذراً بحريق أو ما شابهه ...

ولكن أفاجأ بأن جميع الطالبات هادئات يرددن مع معلمتهن مقرر حفظ هذا اليوم ، مترجمات قول الله الكريم " .. ألا بذكر الله تطمئن القلوب " .

خرجت تلك المعلمة تنظر .. إنها لا ترى دخاناً ولا حريقاً ..

تستفسر من إدارة المدرسة وإذا بها تطمئن أن هذا الصفير ربما كان بسبب خلل في الجهاز .


يتعارك جرس الحصة الخامسة مع جرس الإنذار فيختلط الدوي ولا تمييز بينهما ، ولكن حرص المعلمات على وقت الطالبة يمكن ترجمته بالتقيد بالساعة دون الحاجة إلى جرس ، ومع هذا وذاك استمر بحث المعلمات عن إمكانية وجود حريق في دورات المياه أو في ممرات المدرسة أو في غرفة المعمل ، بل وتحت سلم المدرسة ، بيد أنهن لم يتفانين في الصعود إلى سطح المدرسة دون خوف ولا تردد ..

ولا زال البحث جارياً ولا يزال دوي جهاز الإنذار .. ويزداد الشك في وجود تسرب غاز أو عطب سلك كهربائي ،

ويستمر الدوي ولا حل سوى الاستعداد للإخلاء فقد يحتمل وقوع خطر في أي لحظة !!


ما أروع تلك المعلمة التي أول ما أمرت بالاستعداد ، لبست جوربها الأسود وتفقدت عباءتها وطمأنت تلميذاتها وأمرتهن بالاستعداد ،

فلا تزال السكينة حالّة في صفوف مدرستنا ننتظر الخبر ..

وأخيراً بُلّغنا أن تلميذة مرت بقرب جهاز الإنذار ضاغطةً بإصبعها – في هفوة طفولية – على جرس الإنذار مما أحدث ذلك الدوي الذي لم ينقطع إلا بحضور الدفاع المدني !

( ويجب التنبيه هنا إلى أن الاندفاع الشديد في مثل هذه المواقف والزحام من أجل الهرب قد يسببان كارثة ، وكذلك التباطؤ الشديد غير محبذ ، والوسطية خير كلها ) .

◽️◽️

📚 مجلة المتميزة العدد الرابع

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق