الخميس، 27 أكتوبر 2016

لمن تدعها ؟!

امرأة شابة محبة لزوجها

رأت فيه كل آمالها ومأوى نفسها

ابتسامته سعادتها، وكدره عناؤها، تنام بعده وتستيقظ قبله

مرهفة الإحساس، رقيقة المشاعر

لكن زوجها يرفض كل محاولاتها المستميتة لأحاديث القلوب الزوجية، معتذراً بأنه لا يحسن هذا، وهل تعبر عن ملذات الدنيا إلا تلك الأحاديث؟!

ينام الزوج مبكراً ويتركها فريسة للوحدة، ومرارة يوم مضى دون أمل

فتصبر على قضاء الله، وترضى بأن تكون تلك الأحاديث من طرف واحد..

فما العمل؟! ولديها طاقة فياضة من المشاعر فأين تضعها؟!

تسهر الليالي بعد أن ينام لتعد قصيدة له. تنسج فيها عبارات مكبوتة لم يسمح وقت الزوج ببوحها، وآهات مجروحة فطالما قطع أحاديثها لأنها ومن وجهة نظره تافهة

أعدتها وهي تحلم بكلمات الإعجاب والثناء، وربما نظرة حب، فقط نظرة حب يجود بها تروي قلبها الظمآن

وما عسى قطرة أن تفعل في صحراء قاحلة، لكنه الأمل فأول الغيث قطرة

ها هي قد انتهت منها، فسطرتها كأجمل ما تكتب العبارات، وعطرتها بأغلى عطر لديها، وأهدتها له في ضوء خافت ورائحة البخور تملأ أرجاء الغرفة، لم تنس كأس العصير بجانبها حتى تنتعش نفسه وهو يقرأ

نظر فيها دون أن يفك تعانق صفحاتها، ثم وضعها في جيبه إلى حين امتد إلى أربعة أيام، معتذراً بنسيانه وكثرة انشغاله

فالأمر هين مجرد رسالة كالعادة

وهي تسأل كل يوم..

وعند اليوم الرابع قال ( جيدة، لكنك تعرفين أنني لا أحب الشعر ) ثم نام وتركها

لا وقت للمناقشة إنه وقت النوم

الحادية عشرة ليلاً، حملت نفسها إلى حجرة قاتمة حيث لا شيء سوى دموع تمسح عناء النهار عن عينيها وسكون قاتل، وقلب ينبض بالألم، ونفس تبحث عن دواء

قالت في صمت: ( لمن أبوح؟ لمن إن كان زوجي لا يحب حديثي فمن؟! )

قطع حديث نفسها رنين الهاتف

نظرت إلى الساعة، إنها الواحدة ليلاً

ما زال الرنين يتكرر

تحاملت على نفسها وقفت أمام الهاتف إنها الرنة الثامنة.. التاسعة.. رفعت السماعة ( نعم )

قال بصوت رخيم ( حبيبتي.. أرجوك اسمعيني )

أغلقت السماعة بقوة

أخرجت نفساً عميقاً وهي تقول ( اللهم أغننا بحلالك عن حرامك ) .

◽️◽️

سماء بنت محمد
📚 مجلة الأسرة

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق