السبت، 29 أكتوبر 2016

تبكي بحرقة وندم : إهمالي كان السبب والصفعة كانت قوية


مطلقة.. تبكي بحرقة وندم:


إهمالي.. كان السبب
والصفعة كانت قوية


بحكم عاداتنا وتقاليدنا.. يتم الزواج بواسطة الأهل ونادراً ما ترى العروس عريسها قبل الزواج

وكغيري من فتيات جيلي تم زواجي من ابن عمي الذي بدأ يشق خطواته في عالم التجارة بوضوح خطوة بخطوة 

وانتقلت إلى البيت الجديد وكنت وقتها قد أكملت المرحلة الثانوية واكتفيت بذلك 

ومن أول أيام حياتي الزوجية.. وجدت نفسي في البيت لحالي، فزوجي يقضي أغلب ساعات اليوم في عمله، وعندما يعود، يعود متأخراً وقد أنهكه التعب، ومن هنا بدأت المشكلة.

إن زوجي كان كريماً معي، ولم يبخل عليّ بالمال

فوجدت المال في يدي وهناك الكثير من الوقت فأخذت أذهب من هذا السوق إلى ذاك السوق ومن هذا المشغل إلى ذاك المشغل اشتري من الملابس وأهتم بنفسي بدرجة كبيرة 

أو حينما أرجع إلى المنزل لا أهتم بشيء غير النوم لأني كنت قد أهلكت تماماً من الدوار في الأسواق هنا وهناك 

لأجد " الشغالة " قد أعدت كل شيء فأخلد للراحة والنوم

وكثيراً ما كان يحضر زوجي إلى المنزل ويجدني في آخر نومة

ويستيقظ صباحاً ليذهب إلى عمله وأنا لم أستيقظ بعد

ومع ذلك لم يتحدث معي وتركني على راحتي

وأصبحت أهمل منزلي بشكل واضح للعيان

ومع إهمالي بدأت " الشغالة " في المنزل تهمل عملها ولم تجد أحداً يسأل عنها

وهذا الإهمال أخذ ينسحب إلى زوجي، حيث أصبحت لا أسأل فيه ولا أسأل إن كان مريضاً أو لديه أي مشاكل 

وهو الآخر لم يجد من يهتم به، وأخذ يسجل غياباً متعمداً طوال اليوم من المنزل، ولا يرجع إلا بعد منتصف الليل ويكون قد تعشى مع أصدقائه

وبالرغم من ذلك لم أعر هذا الأمر أي اهتمام

بل استحللت هذا الأمر وبدأت أركز على طلباتي وزوجي المغلوب على أمره لا يمانع ولا يرفض لي طلباً على الإطلاق، بل على العكس فهو كريم معي إلى أبعد الحدود

حتى بعد أن أصبحت لا أراه إلا في حالة أن أكون قد جهزت قائمة طويلة جداً بعدد من الطلبات التي أرغب في شرائه

واستمر هذا الحال لأكثر من تسعة أشهر

بعدها بدأت أعراض الحمل تظهر علي، وكنت وقتها في شهري السادس فأخذت أمتعتي وذهبت إلى بيت أهلي.. جلست هناك حتى وضعت ابني

وكان زوجي يأتي كل صباح لكي يطمئن عليّ وعلى ابني وأنا لا أذكره إلا حينما أحتاج لبعض المال أو الأغراض بالرغم من أنه لم يجعلني محتاجة إلى شيء.

بعدها رجعت إلى المنزل أنا وابني الذي شغلني هو الآخر عن البيت وعن زوجي

وهذا الأمر جعلني أضاعف إهمالي بشكل كبير لزوجي ولبيتي لدرجة أنني أصبحت لا أطيق البيت.. أترك ولدي مع الدادة وأخرج.

وهكذا استمرت حياتي..

وكل يوم جديد يزداد بعدي عن المنزل وعن اهتمامي بزوجي وبالبيت وبابني..

حتى جاءت اللحظة التي لم أتخيلها من قبل، ولم أتصور حدوثها على الإطلاق

فقد كنت على يقين بأن زوجي رجل مخلص
وبعد أن أنجبت له ولداً كنت قد اطمأننت على حياتي ومستقبلي

لكن لم أعمل لذلك؟؟

لقد ترك لي زوجي مذكرة صغيرة مفادها أني طالق وأنه سيتكفل بكل مصاريفنا..

والشيء الذي أتعبني نفسياً أنني وجدت الورقة مكتوبة بتاريخ الأمس ولم أنتبه إليها إلا مساء اليوم التالي.

انهرت تماماً، وبكيت حيث لا ينفع البكاء فقد هدمت بيتي وحرمت طفلي من عاطفة الأب.

لكن هذا مصيري وأنا أستحق أكثر من ذلك، لكن ما ذنب هذا الطفل الصغير؟..

أنا السبب وإهمالي كان غلطتي.

إني طالق بالثلاث.

◽️◽️

رغد الصالح
📚 مجلة شهد الفتيات العدد الأول

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق