نعم والله يا أخوتي ، تحركت الأقدام فتغيرت الأفهام ، هذا ليس الآن إنما في عصر الأحبة ، محمد وصحبه ، عندما عمل كل منهم لخدمة هذا الدين العظيم .
ولم يركن أحد منهم مهمة الدعوة لغيره ، لأنهم استشعروا عظمة قول الله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) ،
فأناروا البصائر وأخرجوا الناس من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان ، فماذا كان الجزاء ، جنات عدن يدخلونها آمنين ، وهذا وعد الله وإن وعد الله لحق ..
فهنيئا لهم ثم هنيئا لهم وذلك هو الفوز العظيم .
فواعجباه .. !!! كيف تباع الآن جنة عرضها كعرض السماوات والأرض بسجن مليء بالبليات !!؟
ومساكن تجري من تحتها الأنهار بمساكن مآلها للخراب والبوار !!؟؟
فيا أخوتي ...
وكأني بكم الآن تقولوا نعم .. وهذا في عصر الصحابة .. فماذا عسانا أن نفعل في هذا العصر ، فنحن لا نقدر ... ولا نستطيع ، وكيف لا وقد انطوى فيكما العالم الأكبر ...
أنتم تستطيعون لأنكم في عصر قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي والحاكم وغيرهما : ( فإن وراءكم أيام الصبر ... الصبر فيهن كقبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين منكم يعمل مثل عمله ، قالوا : يا رسول الله : أو منهم ، قال : بل منكم ) . حديث حسن .
فيا أخوتي ، لقد آن لكم الآن أن تفكوا القيود التي حول قدميكم وتحركوها قبل أن تخدر أو تشل ثم تنطلقوا متزودين بالإيمان والعلم والعمل ، فلرب همة أحيت أمة ..
فالكثير يا أحبتي من بني جلدتنا الآن في حاجة إليكم ، فتوكلوا على الله ولا تغتروا بكثرة المتساقطين ولا ندرة الثابتين ... ولا تستوحشوا من قلة السالكين ، فإنكم والله على الحق المبين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مريم عيسى العبدلي
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق