الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

أيهما أفضل لك صبرك على زوجك أم صبره عليك؟


قالت لها: كيف تصبرين على زوجك؟

كيف تحتملين شدته عليك! 

أنظري إليَّ أنا؛ زوجي لا يقدر أن يمنعني من شيء، ولا يملك أن يقول لما أطلبه منه: لا. إنه طوع بناني. ألبسه مثل الخاتم في يدي.


لعلك، عزيزتي الزوجة، سمعت مثل هذا الكلام من زوجة أخرى ، فملأ نفسك حزناً وأسى ، وأحسست أنك غير موفقة بزوجك، وربما دفعك كلامها إلى التمرد عليه، والثورة في وجهه، فتغاضبتما واشتد الخلاف بينكما.

وأحب أن أوضح لكل زوجة تسمع مثل هذا الكلام ما يلي:

إن مثل هذا الكلام ليس صحيحاً دائماً؛ أي أن الزوجات لا يصدقن جميعاً في أحاديثهن عن السعادة التي يعشن فيها مع أزواجهن،

ودوافعهن إلى هذا الكذب مختلفة، فمنهن من تحسد المرأة المطيعة لزوجها، المتفقة معه، فتوسوس لها بهذه الوسوسة لأنها شيطانة من شيطانات الإنس، تهوى تحطيم البيوت، وبث بذور الشقاق بين الأزواج.

ومنهن من يكون دافعها إلى هذا الكذب: المباهاة والافتخار؛ بسبب نقص في نفسها، أو مرض في قلبها، ولا تريد أن تظهر أمام الأخريات بأنها لا تملك من أمرها شيئاً.


والآن لنفترض أن كلام هذه المرأة صحيح، وأن زوجها مغلوب لها، لا يرد لها طلباً، ولا يعصي لها أمراً، فهل هذا أمر حسن؟ هل يرضي المرأة السوية العاقلة؟

إن المرأة السوية العاقلة تريد رجلاً تطيعه؛ ما دام لا يأمرها بما فيه معصية لله تعالى: تطيعه لتكسب بطاعته رضاه، وتكسب برضاه جنة عرضها السموات والأرض (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت من أي أبواب الجنة شاءت).

ثم من صاحبة أكبر أجر: المرأة التي يصبر عليها زوجها، أم الزوجة التي تصبر على زوجها؟

لاشك في أنها الثانية، المرأة التي تصبر على زوجها، فتحتمل نزقه، ويتسع صدرها لغضبه، وتحلم على ثورانه، وترضى بحاله، وتقنع بما يحضره لها، وتراه كثيراً.

إن التي تستحق الشفقة هي من تنغص على زوجها عيشه، وتحرمه السكن إليها، فيموت وهو عليها غاضب، فتحرم نفسها جنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

وإذا كنت بكلامي هذا أوصي الزوجة بالصبر على زوجها وطاعته، فإني أيضاً أوصي الرجل بالصبر على زوجته مذكراً إياه بوصية النبي صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيراً) وقوله عليه الصلاة والسلام (خيركم خيركم لأهله).

محمد رشيد العويد

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق