الاثنين، 31 أكتوبر 2016

تحركت الأقدام .. فتغيرت الأفهام


نعم والله يا أخوتي ، تحركت الأقدام فتغيرت الأفهام ، هذا ليس الآن إنما في عصر الأحبة ، محمد وصحبه ، عندما عمل كل منهم لخدمة هذا الدين العظيم .

ولم يركن أحد منهم مهمة الدعوة لغيره ، لأنهم استشعروا عظمة قول الله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) ، 

فأناروا البصائر وأخرجوا الناس من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان ، فماذا كان الجزاء ، جنات عدن يدخلونها آمنين ، وهذا وعد الله وإن وعد الله لحق ..

فهنيئا لهم ثم هنيئا لهم وذلك هو الفوز العظيم .

فواعجباه .. !!! كيف تباع الآن جنة عرضها كعرض السماوات والأرض بسجن مليء بالبليات !!؟

ومساكن تجري من تحتها الأنهار بمساكن مآلها للخراب والبوار !!؟؟

فيا أخوتي ...

وكأني بكم الآن تقولوا نعم .. وهذا في عصر الصحابة .. فماذا عسانا أن نفعل في هذا العصر ، فنحن لا نقدر ... ولا نستطيع ، وكيف لا وقد انطوى فيكما العالم الأكبر ...

أنتم تستطيعون لأنكم في عصر قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي والحاكم وغيرهما : ( فإن وراءكم أيام الصبر ... الصبر فيهن كقبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين منكم يعمل مثل عمله ، قالوا : يا رسول الله : أو منهم ، قال : بل منكم ) . حديث حسن .

فيا أخوتي ، لقد آن لكم الآن أن تفكوا القيود التي حول قدميكم وتحركوها قبل أن تخدر أو تشل ثم تنطلقوا متزودين بالإيمان والعلم والعمل ، فلرب همة أحيت أمة ..

فالكثير يا أحبتي من بني جلدتنا الآن في حاجة إليكم ، فتوكلوا على الله ولا تغتروا بكثرة المتساقطين ولا ندرة الثابتين ... ولا تستوحشوا من قلة السالكين ، فإنكم والله على الحق المبين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

مريم عيسى العبدلي

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليلة مع أحلامي ..

في ليلة من ليالي الشتاء .. اقتربت من النافذة في تثاقل لأرى السحب المتراكمة قد ملأت السماء .. في تلك الظلمة وهدأة ضجبج الحياة .. بعد ما غط جميع أهل البيت في نوم عميق أسأل نفسي من أنا ؟

وماذا أنجزت ؟ ماذا قدمت ؟ وماذا بذلت ؟

وأخيراً .. ما هو هدفي ؟؟

عندها .. تجاهلت جميع تلك الأسئلة .. وعدت لأتأمل ظلمة الليل وسكونه .. ثم اتجهت نحو سريري وارتميت عليه بعد يوم كامل حافل بالمرح والتعب ومرة أخرى عادوتني تلك الأسئلة .. وحينها بدأت أفكر في الإجابة عليها .. وعندما بدأت أفكر أخذت دائرة أفكاري تتسع رويداً رويداً ..

أنا طالبة في المدرسة وتقريباً تحتل الدراسة محور حياتي ومدار نشاطي اليومي .. 

حسناً .. يمكن أن أكون طبيبة أو معلمة فكل هذا جيد ولا غبار عليه ..

لكن .. هل هذا هو هدفي في الحياة ؟؟؟ ..

قد اجتهد في دراستي وأتخرج من الجامعة وأصبح طبيبة أو معلمة .. وماذا بعد ؟

وهل يكفي أن أكون كذلك ؟؟ ..

عندها فشلت في زوايا عقلي وحنايا نفسي فوجدت الإجابة لا .. فأنا مسلمة والإسلام يتعرض لهجمات متوالية ..

وهنا لمع الهدف الحقيقي الذي استكانت له النفس واطمأن له الفؤاد هو أن أكون مسلمة حقيقية أحمل هم الإسلام أعمل بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " ..

وأن أتحلى بالصبر والحلم فبه بعد إذن الله أستطيع أن أكون داعية ناجحة لا تخاف في قول الحق لومة لائم ..

فكان ذلك اليوم حددت فيه هدفي .. يوم مميز في حياتي .. وحدث من وقته أني غيرت أسلوبي واهتماماتي حتى أصل نحو هدفي بإذن الله .. وبالتالي بدأت أعمل لتحقيق هدفي وتيقنت أني لو صدقت مع الله فسيصدق الله معي وييسر لي خطوات طريقي ..

وأرجو من الله العلي العظيم أن يوفقني لكل ما يحبه ويرضاه وأن يسدد إلى الخير خطاي وأن يستعملني في الدعوة إليه إنه ولي ذلك والقادر عليه ..

وفاء العرياني

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

الأحد، 30 أكتوبر 2016

قصة واقعية مؤثرة ( حفظ ودفاع وكرامة الله لعباده المؤمنين )


قال صلى الله عليه وسلم
[ من صلحت صلاته أفلح ونجح ومن فسدت صلاته خاب وخسر ]

فلم يذكر عليه الصلاة والسلام " من أداء الصلاة فقط "
بل هناك تخصيص واشارة إلى أنه [من صلحت صلاته]


قال تعالى ﴿ إن الله يدافع عن الذين آمنوا ﴾

﴿ وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ﴾

﴿ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ﴾


نتأمل في كثير من الآيات القرآنية تبين عن مدى دفاع الله وكرامته لعبده المؤمن

على اختلاف وتنوع تلك المدافعة وربما بعض صورها لا تخطر على بال أحدا ..


قال صلى الله عليه وسلم
[ احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ]


وإليكم هذه القصة العجيبة والتي تبين عن نوع من أنواع الدفاع وحفظ ورحمة الله لعبده المؤمن

يرويها لنا د. محمود بن رضا مراد
📚 في مجلة الدعوة العدد ١٥٦٠


قال جل جلاله ﴿ له معقبات من بين يديه ومن خلفه ﴾

إن من رحمة الله تعالى بعباده أن يذكرهم حين يغفلون إما بواعظ أو بحادث ، أو بقارعة تحل بهم أو قريبا منهم

والناس في هذا أضراب

منهم إذا ذكروا لا يذكرون

ومنهم من يتذكر ثم ينسى ، فكأنما هو في بحر يبتعد ويقترب من البر بمقدار تذكره أو نسيانه

وضرب ثالث يبقى على صلة بمستقبله البرزخي والأخروي ساعيا من أجل اعتاق نفسه .

وقد يقع الحادث أو تحل القارعة بكيفية تثير التعجب فتتناقلها الألسن ، فأما العوام فيتخذونها مجرد مادة لأحاديثهم أو ثرثرتهم إذا انقطعت بهم سبل نوافل القول .

وأما من رزقه الله رزقاً حسنا فيقف عند هذه الحادثة أو تلك القارعة متأملاً فيها قدرة ربه وشؤونه في خلقه ، فتشده إليه ، وتزيده رهبة منه ، ورغبة إليه من جهة ، ومن جهة أخرى يربط بينها وبين آي التنزيل فيزداد فهما لها وعلماُ بها .

فلنر كيف يمكن ربط حادث من هذه الحوادث بالتنزيل :

قال تعالى ﴿ له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ﴾ .

وليس من المتعذر فهم معنى هذه الآية إذا رجعنا إلى أحد التفاسير المعتبرة ، ومعرفة أسباب نزولها إن كان ثمة سبب لنزولها .

قال ابن كثير في تأويله لهذه الآية :
( أي للعبد ملائكة يتعاقبون عليه حرس بالليل والنهار يحفظونه من الأسواء والحادثات . 
كما يتعاقب ملائكة آخرون لحفظ الأعمال من خير أو شر . ملائكة بالليل وملائكة بالنهار . فاثنان عن اليمين والشمال يكتبان الأعمال ؛ 
صاحب اليمين يكتب الحسنات ، وصاحب الشمال يكتب السيئات .
وملكان آخران يحفظانه ويحرسانه واحد من ورائه ، وآخر من قدامه فهو بين أربعة أملاك بالنهار 
وأربعة آخرين بالليل بدلاً حافظان وكاتبان 

وعن ابن عباس : ( ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه فإذا جاء قدر الله خلوا عنه ) .


فلننظر كيف يتم هذا على الصعيد العملي ..


قال لي محدثي

– ومحدثي هذا صديق لي وطبيب مسلم من ترنداد
كنت أتردد على عيادته لزمن طويل أثناء وجودي في كندا –

قال :خرجت من بيتي يوما بعد منتصف الليل لأقوم بجولة روتينية على مرضاي في أحد المشافي ..

ولما قضيت مهمتي وأنهيت جولتي خرجت من المستشفى لأركب سيارتي عائداً إلى البيت

وكان موقف سيارات الأطباء على بعد خطوات من المدخل الرئيس للمستشفى

ثم أدخلت مفتاح السيارة في بابها لفتحه فلم يتحرك المفتاح يمنة ولا يسرة

فسحبته لأتأكد أنه مفتاح باب السيارة لا غيره

وبعد أن تبين لي أنه المفتاح الصحيح أدخلته ثانية في قفل الباب وحاولت فتحه بلا جدوى ! ..

وللعلم فإن السيارة التي يتكلم عنها ( ابنة يومها ) كما يقال جديدة

ثم تابع حديثه فقال :

حاولت فتح باب السيارة مراراً دون جدوى

فرجعت إلى قاعة الانتظار لأتصل بنادي السيارات – وهو ناد يقدم لأعضائه خدمات إذا اعترضتهم مشاكل فنية أو ميكانيكية في سياراتهم وهم في الطريق .

ثم جلست انتظر قدومهم

ثم قلت في نفسي لعلي أحاول من جديد فتح باب السيارة

وما أن وصلتها حتى أصابني دوار شديد في رأسي

وكدت أعجز عن الوصول إلى قاعة الانتظار . وما أن وصلتها حتى أغمي علي ، ولم أشعر بعد ذلك إلا وأنا مسجى في سرير في هذا المستشفى .

قلت له : فما الذي حدث بعد ذلك؟!

قال : بعد أن أجريت لي الفحوصات اللازمة تبين أن عندي ثلاثة شرايين مسدودة . وها أنا أمامك بعد أربعة أيام من دخولي المستشفى أجريت لي عملية القلب المفتوح ووصلوا قلبي بثلاثة شرايين اقتطعوها من فخذي . 
ثم أراني الشق الطويل في صدره .

إلى هنا انتهى كلام محدثي .


قد يعلق بعض الناس على حادثة كهذه بقولهم إن ذاك الطبيب نجا بأعجوبة
ولو تفكروا في مفتاح باب السيارة الذي أبى أن يتحرك – 

علما بأن ابن الطبيب ذاك لما حضر إلى المستشفى أخذ مفتاح سيارة أبيه وأدخله في قفل بابها ففتح بابها بلا أدنى عناء !

وهنا يمكن ربط عدم فتح باب السيارة بالمعقبات أو بما سماهم الله الحفظة

إذ لو أن الطبيب فتح باب سيارته ، وأدار محركها ثم انطلق بها عائداً إلى بيته لأصيب بالإغماء وهو خلف المقود . وقد يترتب على ذلك حوادث أخرى إذاً فهو لم ينج ( بأعجوبة ) كما يحلو للبعض أن يأولوا هذا الترابط والتزامن ، بل إن الحفظة أو المعقبات هم الذين حالوا بينه وبين أمر الله ، بأمر الله .


وهذه الآية التي نحن بصددها تعضدها وتؤكدها آية أخرى : ﴿ فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ﴾

وهذه الآيات وسواها تزيد المؤمن إيماناً بالله وبملائكته ، وهذا أمر واضح في غنية عن بيان وكذلك إيمانه برسله .

فما نزلت هذه الآيات إلا في الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه على رسول الله وخاتم النبيين .

ثم الإيمان باليوم الآخر الذي يبدأ بالقيامة الصغرى لما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم ( من مات فقد قامت قيامته ) وبانتقال الميت إلى البرزخ يكون قد أشرف على الآخرة ، وتزيد أخيراً ، إيمان المؤمن بقضاء الله وقدره .
وكل شيء عنده بقدر .

رغم إني ذكرت آنفاً ( لو أن الطبيب فتح باب السيارة ) إلا أني أوردت هذه العبارة لا لاعتقاد بأنه كان بمقدوره فعل كذا لو فعل كذا .
وطالما أن الحادث وقع وصار في حين الماضي فإنه يستحيل أن يأخذ مسرى سوى المسرى الذي قدره الله وسبق علمه به لما رواه مسلم في صحيحه : قدر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ] .

لقد أوردت تلك العبارة لبيان حكمته تبارك وتعالى ودقة قضائه .

فـ ﴿ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ﴾
﴿ فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون ﴾. انتهت القصة

----------------------

✍ حورية الدعوة :
تعقيبنا على القصة : نجد الراوي الدكتور محمود بن رضا حفظه الله لفت الأنظار إلى قدرة الله تعالى في حفظه لعبده بعدم فتح باب السيارة فقط ..لكن هناك أمرا آخر لم يتطرق إليه .. وهو أن إصابة الطبيب المسلم كانت بعد مكالمته بنادي السيارات.. فلما وصلوا النادي حتى وجدوا ذلك الطبيب ملقى عند سيارته في إغماء وغيبوبة تامة .. وتم مساعدتهم له وحمله للمستشفى .. وكل ذلك بقدرة العزيز الجبار ورحمة منه لعبده المؤمن .. ﴿ فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون ﴾

----------------------

📜 القسم العلمي بدار الوطن : 

أنواع الحفظ 

* وحفظ الله لعبده يتضمن نوعين : أحدهما : حفظه في مصالح دنياه / كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله . 

قال تعالى : { لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ} [١١: سورة الرعد] . 

قال ابن عباس : هم الملائكة يحفظونه بأمر الله ، فإذا جاء القدر خلوا عنه . 

وقال مجاهد : ما من عبد إلا له ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوامّ ، فما من شيء يأتيه إلا قال : رواءك ، إلا شيء قد أذن الله فيه فيصيبه .


صور حفظ الله للعبد في دنياه 

* ومن حفظ الله للعبد في دنياه : أن يحفظه في صحة بدنه وقوته وعقله وماله . 

* قال بعض السلف : العالم لا يخرف . وقال بعضهم : من جمع القرآن متَّع بعقله . 

وتأوّل بعضهم على ذلك قوله تعالى : {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [ سورة التين] . 

وكان أبو الطيب الطبري قد جاوز المائة سنة وهو ممتَّع بعقله وقوته ، فوثب يوماً من سفينة كان فيها إلى الأرض وثبة شديدة ، فعوتب على ذلك فقال : هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر ، فحفظها الله علينا في الكبر.

* وعكس هذا : أن الجنيد رأى شيخاً يسأل الناس فقال : إن هذا ضيّع الله في صغره ، فضيّعه الله في كبره !!

حفظه في أولاده

* وقد يحفظ الله العبد بصلاحه في ولده وولد ولده . كما قيل في قوله تعالى : { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا } [٨٢: سورة الكهف] أنهما حفظا بصلاح أبيهما . 

* وقال محمد بن المنكدر : إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده وقريته التي هو فيها ، فما يزالون في حفظ من الله وستر .

* وقال ابن المسيب لإبنه : يا بنيّ لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحُفظ فيك ، وتلا هذه الآية :{ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا } [٨٢: سورة الكهف].

حفظه في أمواله 

ومتى كان العبد مشتغلاً بطاعة الله عز وجل ، فإن الله تعالى يحفظه في تلك الحال . 

* كان شيبان الراعي يرعى غنماً في البرية ، فإذا جاءت الجمعة خَطَّ عليها خطّاً ، وذهب إلى الجمعة ، ثم يرجع وهي كما تركها !! 

* وكان بعض السلف في الميزان يزن بها دراهم ، فسمه الآذان ، فنهض ونفضها على الأرض ، وذهب إلى الصلاة ، فلما عاد جمعها فلم يذهب منها شيء .

حفظه من الجن والإنس 

* ومن الأنواع حفظ الله لعباده في دنياه : أن يحفظه من شر كلّ من يريده بأذى من الجن والإنس .

كما قال تعالى : { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} [٢: سورة الطلاق] . 

قالت عائشة رضي الله عنها : يكفيه غمّ الدنيا وهمها . 

وقال الربيع بن خثيم : يجعل له مخرجاً من كل ما ضاق على الناس . 

وكتب بعض السلف إلى أخيه : أما بعد فإن من اتقى الله فقد حفظ نفسه ، ومن ضيّع تقواه ، فقد ضيّع نفسه ، والله الغني عنه .

حفظه من الحيوانات المؤذية

ومن عجيب حفظ الله تعالى لمن حفظه أن يجعل الحيوانات المؤذية بالطبع حافظة له من الأذى وساعية في مصالحه ، كما جرى لسفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم حين كُسر به المركب ، وخرج إلى جزيرة فرأى السبع فقال له : يا أبا الحارث ! أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل يمشي حوله ويدله على الطريق حتى أوقفه عليها ، ثم جعل يهمهم كأنه يودِّعه وانصرف عنه .

* ومن ضيّع الله ضيّعه الله بين خلقه ، حتى يدخل عليه الضرر ممن كان يرجو نفعه ، ويؤذيه أخص أهله به وأرفقهم به . 

كما قال بعضهم : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق خادمي وحماري . 

* فالخير كله مجموع في طاعة الله والإقبال عليه ، والشرُّ كله مجموع في معصيته والإعراض عنه .

حفظ الدين 

* النوع الثاني من الحفظ : وهو أشرفهما وأفضلهما : حفظ الله لعبده في دينه ، فيحفظ عليه دينه وإيمانه ؛ في حياته من الشبهات المردية ، والبدع المضلة ، والشهوات المحرمة ، ويحفظ عليه دينه عند موته ، فيتوفاه على الإسلام . 

وهكذا كما حفظ يوسف عليه السلام ، قال : { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [٢٤: سورة يوسف]. 

فمن أخلص لله خلّصه الله من السوء والفحشاء ، وعصمه منهما من حيث لا يشعر ، وحال بينه وبين أسباب المعاصي المهلكة . 

* فمن قام بحقوق الله عليه ، فإن الله يتكفل له بالقيام بجميع مصالحه في الدنيا والآخرة . فمن أراد أن يتولى الله حفه ورعايته في أموره كلها فليراع حقوق الله عليه ، ومن أراد ألا يصيبه بشيء مما يكره ، فلا يأت شيئاً مما يكرهه الله منه . 

وكان بعض السلف يدور على المجالس ويقول : من أحبّ أن تدوم له العافية فليتق الله. 

وقال العمري الزاهد : كما تحب أن يكون الله لك ، فهكذا كن لله عز وجل . 

فما يؤتى الإنسان إلا من قبل نفسه ، ولا يصيبه مكروه إلا من تفريطه في حق ربه عز وجل. كما قال بعض السلف : من صَفّى صُفِّي له ، ومن خلَّط خُلِّط عليه ..

----------------------

مذكرات الدعوة والداعية - حسن البنا :

( إن اعجب لشيء فلهؤلاء الذين يرون آثار قدرة الله في كل شيء وفي أنفسهم ثم لا يؤمنون به ولا يفهمون عنه
إن الفهم عن الله تعالى هو حقيقة الإيمان به .
وقد كنت أقرأ هذه الكلمة في الكتب فأراها غامضة حتى فتح الله على قلبي باباً من أبواب هذا الفهم فعرفت حقيقة أنه ليس الإيمان بل هو أول المعرفة وبدء طريق الوصول )

◽️◽️

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

السبت، 29 أكتوبر 2016

فارس الخليفي وأثر التربية...


صالح العمر : في العدد قبل الماضي شرفتنا مجلتنا الرائعة " شباب " بحوار مع نجم نجوم الإبداع العربي أو بالأحرى السعودي وفارس الميدان ، 

ذلكم المبدع فارس الخليفي الذي حقق ما لم يحققه من هم أكبر منه سناً ..

ولكن ليس هذا بغريب إذا تلقى – كما يقول – التشجيع والمؤازرة وعدم التحطيم ..

يكون هذا الإبداع منه يا قراءنا الأعزاء لأنه لم يتلق من أحبابه وأقرب الناس إليه عدم احترام شخصية الصغير ولم يتلق شيئاً من قواميس التربية العشوائية واللاتشجيعية كقولهم : ( أنت غبي ) و ( ما تفهم ) .

صدقوني يا آباء الفاشلين ويا آباء ( عيال النيدو )* بعض أبنائكم ناجحون ورب محمد ولكن ( فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ) 

واللبيب بالإشارة ..

أباءنا وأمهاتنا راجعوا حساباتكم قبلما ينشأ جيل لا يعرف " كوعه من بوعه " .
* مصطلح أطلقه كبار السن على الأبناء المرفهين ، أو بمعنى آخر صريح " الخكر " ..

إن هذا التشجيع اللامحدود ممن هم حول فارسنا جعله يخرج مبدعاً إبداعاً ليس بالسهل ، فإعداده لمجلة وتأليفه لكتاب وهو ابن ١٣ ربيعاً بحد ذاته يثير الدهشة لدى كل من عرف عنه هذا ،

قد يكون فارسنا ولد وهو يحمل بين جنبيه الإبداع

ولكن يبقى سبب توهج ذلكم الإبداع ودوامه التشجيع المستمر من أبويه وأساتذته ..

وليس أدل على ذلك من قول فارس أنه جاءه تحطيم من مدرسته لكن وقوف والديه بجانبه أثمر اليانع والطيب في مسيرته ، هذا جاءه التحطيم من المدرسة ، فكيف إذا كان من رب الأسرة .

ختاماً أقول شكراً لإبراهيم الخليفي على هذه التربية الصادقة

وشكراً لمن وقف معه ونخص منهم إدارة مدارس المملكة

وشكراً لمجلة المبدعين " شباب " على ما تقدمه للشباب

وشكراً على أن أتحتم لي حيزاً ليشغله مقالي هذا ..

تحياتي لكل مبدع

وتحياتي لك يا فارس

وبالتوفيق .

◽️◽️

📚 مجلة شباب العدد (٧٣) ذو الحجة ١٤٢٥ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

( الإسلام في مكان آخر ) قصة جلوس عربي مسلم بجوار عربي مسيحي وقصص أخرى

جلس عربي مسلم في عربة قطار مسافرة، وصادف وجود عربي مسيحي يشاركه العربة
بعد ساعة خلع المسلم حذاءه، فملأت رائحة جواربه المعطبة فضاء العربة الصغير
فطلب منه جاره المسيحي أن يلبس حذاءه ويقصر الشر والروائح
وبدلا من القول: آسف ويلبس الحذاء، راح المسلم يعطي الجار المسيحي محاضرة عن قيم النظافة في الإسلام الذي يأمرنا بغسل أقدامنا خمس مرات في اليوم والتي لا تجدها في أي دين آخر، فالمسلمون هم أهل النظافة
ونسي المسلم البليغ أن الإسلام بخصوص فعلته هو في مكان آخر
فإسلامنا نهانا عن أكل الثوم والبصل الحلال إذا ما كنا نهم بالاختلاط بالناس في المسجد أو في الأماكن العامة حتى لا نضايقهم! 

أما الشابة السعودية التي قابلتها في لوس أنجليس فقد عبّرت لي عن شديد غضبها من هذا المجتمع الكافر الاميركي الذي تقضي معظم أوقاتها فيه لأنه يحارب الإسلام
فسألتها: كيف؟!
قالت إنها وهي تتسوق مثل كل يوم طلبت من صاحبة المحل العجوز أن تستخدم مغسلة المحل لتتوضأ، وما أن رأتها السيدة البائعة ترفع قدميها وتغسلهما في مغسلتها الصغيرة حتى غضبت منها وطردتها،
فعرفت أيضا أن الإسلام هو في مكان آخر!

قابلت عربية في متجر أميركي كبير، وما أن عرفت أني مسلمة عربية حتى أخبرتني بطريقة احتال فيها على المحل بشراء قطعة بسعر الاوكازيون وأعود بعد انتهاء الأوكازيون وأستبدلها بثمنها قبل الاوكازيون،
وعندما وجدت أنني غير متحمسة للفكرة قالت: إنهم كفار وحلال سرقتهم، فقد سرقوا فلسطين منا،
فعرفت أن الإسلام في مكان آخر. 

في نفس المتجر، وقفت عند طاولة الشراء لأدفع، قالت البائعة المسيحية: يا سيدتي يحق لك أن تعرفي أن السلعة التي ستشترينها الآن، سينخفض سعرها في الاوكازيون الذي سيبدأ بعد أسبوعين، وبإمكانك الانتظار إن لم تكوني مستعجلة،
فعرفت أن بعض المسلمين هم في مكان آخر أيضا!

بعض المسلمين يرفعون شعارات أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، لكنهم رغم هذا لا يفلحون في صنع حضارة مسلمة تضاهي حضارة العالم المتقدم، لأنهم لا يجيدون النظر للمستقبل، كما يجيدون النظر للماضي، 
فتعرف أن الإسلام عنهم هو في مكان آخر. 

بعض المسلمين يرفعون شعار «الدين المعاملة» لكنهم في معاملاتهم مع جيرانهم وإخوانهم المسلمين والذميين، هو في مكان آخر!

بعض المسلمين يقولون إن الإسلام كرّم المرأة المسلمة وصانها، لكن بعضهم يهينها باسمه ويسرق مالها باسمه ولا يعرفها إلا لتكنس وتغسل وتنظف وتنجب الأطفال، ويهين قدرها كلما كبرت في السن ويسهل هجرها باسمه.

بعض المسلمات المعلمات يشجعن تلميذاتهن بمنح الدرجات لمن تزيد على حجابها وتغطي كفيها بالقفازات وقدميها بالجوارب السوداء، فيما تترك الطالبات «يشخبطن» على القرآن بالكتابات، وثيابها وثيابهن ملطخة بالقاذورات، لأن الإسلام عنهن هو في مكان آخر!

📰 جريدة الشرق الأوسط

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

تبكي بحرقة وندم : إهمالي كان السبب والصفعة كانت قوية


مطلقة.. تبكي بحرقة وندم:


إهمالي.. كان السبب
والصفعة كانت قوية


بحكم عاداتنا وتقاليدنا.. يتم الزواج بواسطة الأهل ونادراً ما ترى العروس عريسها قبل الزواج

وكغيري من فتيات جيلي تم زواجي من ابن عمي الذي بدأ يشق خطواته في عالم التجارة بوضوح خطوة بخطوة 

وانتقلت إلى البيت الجديد وكنت وقتها قد أكملت المرحلة الثانوية واكتفيت بذلك 

ومن أول أيام حياتي الزوجية.. وجدت نفسي في البيت لحالي، فزوجي يقضي أغلب ساعات اليوم في عمله، وعندما يعود، يعود متأخراً وقد أنهكه التعب، ومن هنا بدأت المشكلة.

إن زوجي كان كريماً معي، ولم يبخل عليّ بالمال

فوجدت المال في يدي وهناك الكثير من الوقت فأخذت أذهب من هذا السوق إلى ذاك السوق ومن هذا المشغل إلى ذاك المشغل اشتري من الملابس وأهتم بنفسي بدرجة كبيرة 

أو حينما أرجع إلى المنزل لا أهتم بشيء غير النوم لأني كنت قد أهلكت تماماً من الدوار في الأسواق هنا وهناك 

لأجد " الشغالة " قد أعدت كل شيء فأخلد للراحة والنوم

وكثيراً ما كان يحضر زوجي إلى المنزل ويجدني في آخر نومة

ويستيقظ صباحاً ليذهب إلى عمله وأنا لم أستيقظ بعد

ومع ذلك لم يتحدث معي وتركني على راحتي

وأصبحت أهمل منزلي بشكل واضح للعيان

ومع إهمالي بدأت " الشغالة " في المنزل تهمل عملها ولم تجد أحداً يسأل عنها

وهذا الإهمال أخذ ينسحب إلى زوجي، حيث أصبحت لا أسأل فيه ولا أسأل إن كان مريضاً أو لديه أي مشاكل 

وهو الآخر لم يجد من يهتم به، وأخذ يسجل غياباً متعمداً طوال اليوم من المنزل، ولا يرجع إلا بعد منتصف الليل ويكون قد تعشى مع أصدقائه

وبالرغم من ذلك لم أعر هذا الأمر أي اهتمام

بل استحللت هذا الأمر وبدأت أركز على طلباتي وزوجي المغلوب على أمره لا يمانع ولا يرفض لي طلباً على الإطلاق، بل على العكس فهو كريم معي إلى أبعد الحدود

حتى بعد أن أصبحت لا أراه إلا في حالة أن أكون قد جهزت قائمة طويلة جداً بعدد من الطلبات التي أرغب في شرائه

واستمر هذا الحال لأكثر من تسعة أشهر

بعدها بدأت أعراض الحمل تظهر علي، وكنت وقتها في شهري السادس فأخذت أمتعتي وذهبت إلى بيت أهلي.. جلست هناك حتى وضعت ابني

وكان زوجي يأتي كل صباح لكي يطمئن عليّ وعلى ابني وأنا لا أذكره إلا حينما أحتاج لبعض المال أو الأغراض بالرغم من أنه لم يجعلني محتاجة إلى شيء.

بعدها رجعت إلى المنزل أنا وابني الذي شغلني هو الآخر عن البيت وعن زوجي

وهذا الأمر جعلني أضاعف إهمالي بشكل كبير لزوجي ولبيتي لدرجة أنني أصبحت لا أطيق البيت.. أترك ولدي مع الدادة وأخرج.

وهكذا استمرت حياتي..

وكل يوم جديد يزداد بعدي عن المنزل وعن اهتمامي بزوجي وبالبيت وبابني..

حتى جاءت اللحظة التي لم أتخيلها من قبل، ولم أتصور حدوثها على الإطلاق

فقد كنت على يقين بأن زوجي رجل مخلص
وبعد أن أنجبت له ولداً كنت قد اطمأننت على حياتي ومستقبلي

لكن لم أعمل لذلك؟؟

لقد ترك لي زوجي مذكرة صغيرة مفادها أني طالق وأنه سيتكفل بكل مصاريفنا..

والشيء الذي أتعبني نفسياً أنني وجدت الورقة مكتوبة بتاريخ الأمس ولم أنتبه إليها إلا مساء اليوم التالي.

انهرت تماماً، وبكيت حيث لا ينفع البكاء فقد هدمت بيتي وحرمت طفلي من عاطفة الأب.

لكن هذا مصيري وأنا أستحق أكثر من ذلك، لكن ما ذنب هذا الطفل الصغير؟..

أنا السبب وإهمالي كان غلطتي.

إني طالق بالثلاث.

◽️◽️

رغد الصالح
📚 مجلة شهد الفتيات العدد الأول

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

الخميس، 27 أكتوبر 2016

تنويه هام : الدعاة إلى الله وعدم مراعاتهم أحوال العامة


إن كثيراً من الدعاة إلى الله والغيورين الذين نحسب أن مقصدهم النصيحة وبيان الحق للناس

يغفلون هداهم الله عن جانب مهم في دعوتهم للناس وهو عدم مراعاتهم أحوال العامة

ـ إن صح التعبير ـ

في الفهم والتصور لما يلقى على مسامعهم ومدى انتفاعهم مما يقال لهم .


روى الديلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أُمرنا معاشر الأنبياء أن نحدث الناس على قدر عقولهم " 

وأخرج مسلم عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ موقوفاً " ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة "

وورد في الأثر عن علي رضي الله عنه قال " حدثوا الناس بما يعرفون … أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله " 
رواه البخاري ومسلم في كتاب العلم .


وفي هذا إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتحدث الداعية بكل ما يعرفه هو .

فقد يعرف الداعية من الأمور المشكلة والمحيرة والتي تحتاج أحياناً إلى فهم ودراسة أكثر مما يعرفه العامة ، 

لذلك ينبغي أن يحدثهم بقدر ما يعون ويفهمون وينتفعون ،

لأن المقصد نفعهم لا الإضرار بهم ،

وأنت ترى أنه إذا لم يراع هذا الجانب في الدعوة إلى الله فإن العامة يقعون في الافتتان وربما ذهبت بهم الأفهام والظنون بما لا يعود عليهم بكثير نفع أو مصلحة .


ولقد كنت يوماً جالساً في الجامع الكبير أستمع إلى أحد الدعاة وهو يلقي محاضرة
وكان يكثر من الحديث عن الصوفية محذراً منها .
فكنت أسائل نفسي حينها : أكل الموجودين في هذا الجامع يعرفون الصوفية ؟
وهل هي ممارسة بالفعل في حياتنا وأصبحت ظاهرة بلا خفاء ؟!
لست أقصد أننا لا نبين للناس ليحذروا الوقوع في الصوفية المنحرفة عن منهج الكتاب والسنة وسلف الأمة ، كلا ، ولكني أتصور أن هناك فرق بين أن نتحدث عن الشيء وهو موجود وبين أن نحذر من الشيء وهو مفقود . 
كما أن الأمر يحتاج إلى توطئة قبل ذلك حتى يكون الحديث ذو منفعة ، خاصة وأن المجتمع الذي كان يتحدث فيه ذلك الداعية لا يعرف الصوفية أو يمارسها في حياته كمذهب أو طريقة من طرق الصوفية المعروفة وما يرتكب فيها من البدع المنكرة التي تصل إلى حد الشرك بالله تعالى .


فما أجمل أن نحدث الناس بما يعرفونه ولا ينكرونه

وما أجمل أن نضع الأمور في نصابها

وأن نراعي مقتضى الحال .


فالحديث لطلبة العلم يختلف عن الحديث لعوام الناس

والحديث للصغير يختلف عن الحديث للكبير

والحديث للمرأة يختلف عن الحديث للرجل


قال تعالى " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " النحل

وقال تعالى " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولوا الألباب " البقرة


إذاً فكل حكيم داعية وليس كل داعية حكيماً


وبالله التوفيق .

◽️◽️

إدريس بن أبكر المجرشي
📚 مجلة الشقائق العدد ٤٣

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »