عَفّر جبينك في القراب المضرم *** والحق بركب العالم المستسلم
عفَّر جبينك واحتكم للمنتهى *** واشمخ على شهقات جرح مؤلم
وابك استحالة أمة مختارة *** وجهاً لمضمار الحياة المظلم
واسكب أحاحك في قوالب شاعر *** يجد اشتعالك في الفرائص والدم
تذروه ريح قيامة شعرية *** حزناً عليك أخي الصغير المعدم
يا للقصيدة ! هل تُرى بركانها *** يبقى على جسد الأديب الملهم
الله يشهد أن كل جوانحي *** نزافة لعذاب طفل مسلم
وأخال نازعة القصيدة أنطقت *** كل الضلوع وكل عضو أبكم
الله من وهج القصيدة حينما *** أجد انبلاج مخاضها كالبلسم
عَفّر خدودك لا أرى في هذه *** خيراً وقد حفلت بأخرى مأتم
عَفّر خدودك لا تسل عن أمة *** وهوية فلرب رّدّ مفحم
ماتت هنالك أو تناست ذاتها *** ويلمَّ عاشقة الدجى والطلسم
وابك الخصاصة إنما تشكو سدى *** للحاكم العربي أو للأعجمي
مادت سجايا الذل في آفاقنا *** بذيول عهد مثل لونك أدهم
لا زلت تصرخ في غيابة موطن *** هو بالمجاعة والمخافة مفعم
ستموت مسغبة وذلاً أينما *** ولّيت وجه بلائك المستحكم
وتموت تجويعاً وصمتاً قاتلاً *** مهما احتفيت بظالم أو حاكم
وتموت في ( الصومال ) ميتة معدم *** وتموت في ( بغداد ) ميتة متخم
وتموت في الأقصى مصابيح الهدى *** كرهاً فيُفقد نور كل الأنجم
وعلى ذرى القدس الشريف كما ترى *** شارون يفتك بالفريق الأيهم
الخصم يقتلني لذنب واحد *** هو أن للإسلام ذاتي ينتمي
حاولت تُسلس كل عرق جائع *** للباذلين أكف ليث ضرغم
كم جائع في الأرض، كم من مسلم *** يشري الرغيف بكل قول محكم
ها أنت تجثو شامخاً فوق الثرى *** يا للعقيدة والسجود المكرم !
عَفّر خدودك في صعيد مثقل *** ملء الهشيم بحلمك المتحطم
عَفّر خدودك لاهجاً : " أحد أحد " *** فالكل سلم بالهوان المبرم
واسجد لربك شاكراً مستنصراً *** به للجياع وعبده المستعصم
تركوك وحدك للعُقاب وللجوى *** عارٍ ، ولا من مشرب أو مطعم
تهوي النسور إليك قبل المنتهى *** فتظل ناظرة إلى أن ترتمي
ميتاً ، وتصبح جثة – يا للنهى ! - *** أفضت إلى القدر العظيم الأكرم
يدنو العُقاب ودونه استحياؤه *** فيراك تلهج بالدعاء الخاتم
يأبى – وإن أكل الرميمة لاحقاً - *** أن يعتدي شططاً على مستسلم
يأبى – وإن كانت له قدراته - *** قتل البريء وقهر شخص معدم
تلكم رسالته إلى كل الورى *** خُص بالإشارة كل وغد ظالم
جوعاً تموت وكم هنا من مؤمن *** ترفاً يموت على تخوم الدرهم
يا ذمة الله ابرأي من قومنا *** من مؤمني زمنٍ فظيعٍ مبهم
محمد نعمان الحكيمي – تعز
هذه القصيدة أخذت المركز الأول في مسابقة مساء " آفاق صورة "
جود القلم
بماذا عسى أن يجود القلم *** وبالريشة المنتقاة اصطدم
ومن أي أجراحه يشتكي *** إذا كان في الحبر يسري الألم
فلا الشعر يوماً سيشفي الغليل *** ولو كان في مبتداه القسم
ولا الذكريات التي لم تزل *** نداعبها في ليالي العدم
وقد غادر النور من أرضنا *** وليل المصائب فينا ادلهم
فبالأمس كانت لنا منعة *** وقمة مجد تفوق القمم
ورايات تخفق لا تنثني *** تسير بها للأعالي الهمم
زمان استكان الأعادي وذلوا *** وصاروا للملوك الطغاة خدم
لصيحات الله أكبر دانوا *** ويلقى الردى منهمُ من ظلم
وقد كان نصر الإله حليفنا *** لجيل الجهاد قليل اللمم
سرى العدل في كل شبر ونادى *** فأسمع في الكون حتى الأصم
وأصبح في الهند للمسلمين *** وألبانيا حرمة كالحرم
فعيش رغيد وأمر رشيد *** وعز تليد حمته القيم
فسارت على الدرب أمة طه *** بنور الهدى وثبات القدم
يرتل أبناؤها كل حين *** أعدوا أطيعوا وقول استقم
فلما نسينا التعاليم ذقنا *** المرارات تترى ودب السقم
تداعت علينا نسور الأعادي *** كما تتداعى ذئاب الغنم
تداعي جياع البطون الذين *** رأونا قصاع ملأها الدسم
فهذي جيوش الغزاة اعتلتنا *** وبغداد تشكو الغزاة العجم
وتشكو فلسطين مما تعاني *** فشارون بالدم فيها استجم
وفي كل قطر تئن الثكالى *** لجرح وعرض وخد لطم
وكم من صغير يصيح ولكن *** بلا منقذ إن شكى واعتصم
وما القلة اليوم نشكوا ولكن *** مليارنا في المآسي عدم
فقد مزقتنا أيادي الأعادي *** وما جرح سهم الأعادي التئم
ترى المسلم اليوم يشكو ويبكي *** فينسى ويلهو ويهوى النغم
يقلد في العيش واللبس خصماً *** وتبع الغرب فيما زعم
يعظم أمجاد قوم سكارى *** كما عظم الأولون الصنم
ويرضى بما يصنع المجرمون *** وهل خائن يعتريه الندم
فصرنا ضحية رأس عميل *** ومستعمر مستبد جثم
وهذا النظام الذي مجدوه *** فتبت يداه مع من نظم
نظام من الغاب قد سطروه *** ففيه القوي الضعيف التهم
فعذراً إليك صغيري وصبرا *** إذا النسر مستهتر قد هجم
ولا تبتئس إن رأيت المنايا *** أو الخطب من كل فج احتدم
فما دمت تؤمن بالله رباً *** فأنت الضحية والمتهم
وكن رافع الرأس ولا تبالي *** ولا تذهب النفس حزناً وهم
وردد في وجهه أن تمروا *** بعزم قوي وأنف أشم
فإنا إلى مجدنا عائدون *** إلى منتهانا وحيث العلم
ففي ديننا الحق طوق النجاة *** وسر الفلاح وأصل النعم
لنا جولة الغد والصبح آت *** بشمس الفتوحات نمح الظلم
سنبقى مدى الدهر نبراس عدل *** كما أخبر الله خير الأمم
أحمد علي اللقاحي – البيضاء
القصيدة أخذت المركز الثاني
مأساة طفل
ليل غشى بظلامه فجراً أغر *** وكهولة برزت على عهد الصغر
وطفولة سيمت عناءً في الصبا *** وهلال يوم ذاق خسفاً كالقمر
وربيع عمر في بدايته انتهى *** وشعاع نجم في مجرته طفر
ونهاية عند البداية أقبلت *** وبداية دون النهاية تحتضر
ليل تلبد بالمآسي وانتضى *** بقساوة تطوي البوادي والحضر
مأساة طفل في حداثة سنه *** رسمت معالمها الليالي والغير
صور تشيب لها الرؤوس تأسّفاً *** ويذوب وجداً عند رؤيتها الحجر
موت يحوم حول طفل يانع *** من كل ناحية تداعى وانهمر
من خلفه نذر الحروب تتابعت *** وأمامه دقت نواقيس الخطر
طفل صغير لم يجاوز أربعاً *** من عمره أًنّى يعي معنى الحذر
هو مسلم الأبوين لاشك اعتلى *** مجدافه موج المآسي فانكسر
هو مسلم زرع الأعادي حوله *** سبل الهلاك وأشعلوا جواً وبر
هو مسلم لاشك قد عصفت به *** تلك الحروب ولم يجد منها مفر
فقد الأقارب كلهم وجثى هنا *** يستقبل الموت المحقق إذ حضر
أطرافه توحي ببؤس مزمن *** أوهى قواه وهَدّه فجثى وخر
فقراته برزت لتحكي للورى *** قصصاً من الإرهاب في أجلى الصور
أضلاعه تنبي بوضع مؤلم *** وجثوه ينبي بأشياء أخر
والنسر يقبع خلفه متربصاً *** متشوقاً يرنوا لوعد منتظر
يبدو رحيماً رغم قسوة طبعه *** مترفّقاً رغم الشراسة بالفطر
لم يقترب من جسمه مسترهباً *** لم يشقه حياً كما فعل البشر
أعطى الأمان لروحه مستعظماً *** إزهاقها حتى يوافيها القدر
هو ميّت والموت صار لمثله *** أولى وأرحم من حياة في سقر
إن لم يمت بالجوع مات بغيره *** ليل المنايا حول مرقده انتشر
إن لم يمت فلسوف يحيى ميتاً *** في قبضة التنصير في حلو أمر
سيباع في سوق الرقيق ويشترى *** ليعود مسموم المبادئ والفكر
هو ميت في الحالتين وفقده *** روحاً أعز من الحياة بلا وطر
ماذا جنى ؟ ما جرمه حتى دنى ؟ *** منه الشقاء المستطير من الصغر
فيما العناء وعمره لم يرتكب *** جرماً ولا حتى على قلبٍ خطر
لم ينتهك عرضاً ولم يسفك دماً *** لم يفتعل حرباً ولم يوقد شرر
لم يقترف إثماً ولم يسلك غوى *** لم يقتلع نبتاً ولم يقطف زهر
ببراءة الأطفال عاش ولم يزل *** يمضي إلى ميعاده زاكٍ أبر
ما ذنبه ؟ ما إثمه ؟ ما جرمه ؟ *** لج السؤال ولم يوافيه الخبر
الذنب ذنب القائمين بأمره *** العاكفين على التسالي والسهر
الجاعلين من الكراسي غاية *** أسمى وأغلا من تعاليم السور
ألقوا به وبغيره في غابة *** مملوءة رعباً وشراً مستطر
هذه المآسي بعض بعض ذنوبهم *** وذنوبهم شتى فأنّى تغتفر
أين العدالة ؟ أين من شدقوا بها *** أين النظام العالمي المبتكر
أوليس ما يلقاه هذا الطفل في *** قاموسهم ظلماً بمختلف الصور ؟
أوليس ما يجري انتهاكاً صارخاً *** لحقوق إنسان وشيئاً لا يقر ؟
أوليس ما يجري يعد جريمة *** في حق عالمنا بشكل مختصر ؟
أم أن حق المسلمين وأرضهم *** ودماءهم في حكم شرعته هدر
أمن العدالة أن تدان ضحية *** ويكرم الجاني بدعم مستمر
أمن العدالة أن تشرّد أمة *** ويقال للمحتل قولاً معتبر
الحق أن العدل في منظوره *** أمن اليهود وما سواه فلا ضرر
هذا النظام العالمي وإنه *** ثديٌ إذا لمسته إسرائيل در
هذا النظام العالمي ومن رأى *** فيه الخلاص من العناء فقد قصر
أين الذين به تغنوا واحتفوا *** من قومنا وسعوا إليه بلا حذر
أين الذين دعوا إليه ومَجّدوا *** وبه أشادوا دون وعي أو بصر
هل يا ترى هذي المشاهد كلها *** تكفي لتجعلهم يعيدون النظر
هل يا ترى هذي المشاهد كلها *** تكفي لتصبح في مسيرتهم عبر
هل يا ترى هذه المآسي كلها *** يبقى لها في قلبهم أدنى أثر
قست القلوب ولم يعد في لينها *** أمل ولو كانت حديداً لانصهر
فتحي عبد الرحمن محمد – الحديدة
القصيدة أخذت المركز الثالث
على الجيف من يحيا ..
أنى الطيب يهواه
الشر طرّز بالضلال سماه *** والفقر أطلق في الحياة وغاه
واللهجة الجوفاء أزجى بحرها *** لجج الجريمة في سلال لظاه
والحق بالخذلان كفّن نفسه *** فإذا دموع القهر رجع نواه
وعواصف الأطماع في مضمارها *** قد أفرخت للعصر رهج عماه
ورحى العجائب شمرت عن ساقها *** وروت لحاضرنا طريف قذاه
صوراً قوانين الذئاب سوادها *** والغدر منطقُ متنها ورباه
خلعت على الحرباء من ألوانها *** ما أضحك الأقوى ورب عصاه
فاستعبد الأدنى الضعيف مهانة *** تبتز باللأواء رعد إباه
وتروّض الأسد الهصور " نعامة *** ربداء " يُسْلِم للسلام حماه
زمن الدهاقنة اللئام بَدا به *** طفل النكاية حاضناً لأساه
قد أرهق العدم الكؤود وجوده *** فتقاسم الجوع المرير قواه
وتوشح العُري الموشى بالصقيـ *** ـع أديمه ومضى يشب ضناه
وتبخرت في وهنه أدواؤه *** بغياً وألقت للعذاب حصاه
حتى الأحبة خلّفوه وغادروا *** بحثاً عن القوت الشريد فتاهوا
تركوه للآلام يلعق كربه *** ويخطّ في صلف الوجوم بكاه
ويصب للتاريخ جام أنينه *** وإدانة الأفعى البغي رجاه
حتى إذا ما ملّه الكوخ الذي *** برتابة الوجع العُتي كواه
أمّ الفضاء الرحب يغسل طرفه *** في أرخبيل الليل خلف قُراه
ومضى يلاعب غُصة الحُرَق التي *** فيها شموخ البؤس سنّ مداه
وكما رأى – حال المصيبة – أُمّه *** تأتي سجود الخاشعين أتاه
يا رب : ساد الذل رقعة عالمي *** هذا المصنف ثالثاً لغباه
وشرى الذي يخزي بمدحة فاجر *** أثنى ليحصد ما تطول يداه
ومضى يهرول خلفها ولعاً بما *** قالت " حَذامِ " فقولها أجواه
فإذا بنا في ظل عولمة الدجى *** في الظلم نغرق حاميين لواه
نفنى لكي يحيا الغني ونمتطي *** حسك الضنا كيما يدوم رخاه
ونعيش في ذيل الحياة خريطة *** يجتاحنا استغلاله وأذاه
في " دارفور " وآسيا وإفريقيا *** في كل ما زان الأذانُ سماه
باسم الحضارة والتقدم والتقى *** والزيف ما نافى النداء صداه
وأنا ولوني شاهد حيٌّ على *** هذا الذي بالزيف حاط وباه
وهنا !! أتى نسر تنزل وارتدى *** سُكنى جناحيه وحط وراه
وكقانص صلب القوام مجرب *** خبر الوقوف على بساط دهاه
عينيه سدّد كالرصاص وفي سجـ *** ـود الطفل راح يرج قعب مناه
من بعد ما أخفى تطاول عنقه *** في منكبيه تهيؤاً لغذاه
من أنت ؟ ما تبغي ؟ لا تبدو هنا ؟ *** والطفل ليس بجيفة أتراه ؟
أم خانك الأنف الشموم فلم تعد *** تدري سبيلاً للذي تهواه
ألقى خيول الردَّ في سمت وفي *** ثوب قشيب قال ما فحواه :
إني أنا شيخ النسور وسيد الـ *** أطيار والرمز الوريف عطاه
أضحيت بالبأس المفدى كعبة *** للمستجير وراعياً لخطاه
وغدوت للإرهاب برقاً ماحقاً *** يكفي تخوم الأرض نار بلاه
وأتيت أحمل للسلام غصونه *** وأسوق للطفل النكيب هناه
وأمد للتحرير إنسانيتي *** كفاً يحقق للضعيف رجاه
وبذا فقد كُلفتُ من أمم غدت *** في مجلس التحكيم نبع حداه
ولما وقوفك هكذا متربصاً ؟ *** رسل السلام وقوفها يرعاه
لا .. لم أشأ ما خلته من وقفتي *** فأنا الغني عن الذين تناهوا
ما كنت إلا مصغياً لدعائه *** ذاك الذي إرهابه أملاه
من ثم عدت مفكراً في علة الـ *** ـداء العضال وفي دلاء دواه
فوجدت ربقة جهله قد مثّلت *** في عنقه السبب الذي أغواه
فركبت معراج التأمل طالباً *** وجهاً لبتر رباطها وعناه
أضحكتني ، شيخ النسور بما حوى *** تبريرك المعسول ما أحلاه
يبدو بطهر العشب في ألق الضحى *** والجوف يرعد من خلوف رحاه
أوليس مجلس دجلكم من كال في *** جور بمكيالين دون سواه ؟
من شره أتت المعرى من عرى *** الأخلاق حين الفسق شاد علاه
في فعلك الترويع والإرهاب ما *** أفضى إليه بباطل فنماه
أنى يحب الطيب من يفنى به ؟ *** ومتى يعاف الجيف من يهواه ؟
فإذا غدوت – لغير دأب – آكلاً *** حياً وإنساناً فإنّ لحاه
من نزعة العصر الأثيم تفتقت *** بشريعة الغاب اللعين غواه
لكنما سنصد عنك الطفل ما *** كان استطاع فداءنا وفداه
وإذا غلبت فإن وافر أكلك الـ *** ـمنهوم حتماً سوف يحكم فاه
ويحيل بطشك فترةً موَّارة *** تُجري – غداً – للجيل فيك قضاه
فتبيت رهن العدل ، لا جبروت ، لا *** سلطان لا " فيتو " تُحيل دجاه
مهما علا في الدهر دخان القوى *** لا بد يدفن في لهاث ذراه
عبد الله محمد العابدي – صنعاء
حوار على ضفاف الموت
الطفل :
أيها الطير تمهل *** ارحم الطفل المكبل
إنني طفل يتيم *** ما جنى ذنباً ليؤكل
إنني طفل ولكن *** من بني الإنسان مهمل
لم يعد لحمي طرياً *** لا ولا طعمي مفضل
إن من يؤكل حقاً *** أمة تلهو وتغفل
أهملت ديناً عظيماً *** أخمدت روحاً وهيكل
أصبحت للكفر ملهى *** أصبحت للبغي معقل
الطير :
أيها الطفل تمهل *** أرني وجهاً تحول
إنني طير ولكن *** لم تصب ذنباً لتؤكل
لست كالإنسان قاس *** ينشر الرعب ويرحل
مسكني الغاب ولكن *** غابة الإنسان أكمل
غابتي وحش ظلوم *** نابه للهدم معول
كلنا يشكو ظلوماً *** يسقنا الرعب ويجهل
ليس لي فيك طعام *** انتصب حقاً لترحل
إن من يؤكل حقاً *** أمة تلهو وتغفل
الطفل :
أيها الطير تقدم *** هدني الجوع وأسقم
أضحت الدنيا جحيماً *** والبقاء أدهى وأغشم
مزّق الجسم وصالاً *** داوني فالموت بلسم
كل إخواني تولّوا *** إنهم أقسى وأظلم
لو درى الفاروق عني *** جاء بالزاد وأطعم
ليس لي زين بليل *** يأتني سراً ملثم
يترك الزاد ببابي *** يفعل الخير ليغنم
الطير :
أيها الطفل اليتيم *** لست لي زاداً ومطعم
إنني أرقب يوماً *** أمةً تغزو وتغنم
أمة تحمل سيفاً *** أمة تبدو كضيغم
من بلاد الكفر – طفلي - *** أبتغي علجاً مهندم
أسقه بعض جراحي *** أسقه مراً وعلقم
لم يكن يوماً رحيما *** أنت عن ياسين تعلم
إنني اليوم أنادي *** أيها الطفل لتسلم
يا بني الإسلام قوموا *** نومكم أضحى محرم
يا بني الإسلام هبوا *** أنقذوا داراً تهدم
اسلكوا درب الجهاد *** واطلبوا الجنة مغنم
قتيل الأسى
تروّى فإني قتيل الأسى
أذوق الردى
وأبقى أعاني جراح زماني
فيمشي الزمان
ويبقى القدر
فأقضي زماني
زماني الحزين
فقد طال ليلي
وطال الكدر
فأين الجموع ؟
وأين البشر
يبلل جسمي الندى
وما لاح بعد السحر
فدعني أسير
ليفنى الطريق
بجرح عميق
عميق .. عميق
كطول الطريق
لواد سحيق
فأفنى لوحدي
وتبقى العبر
ويبقى سؤالي
بجوف المحار
وتبقى الحروب
أساس الدمار
أحالت رحاها ضلوعي طحين
فجف المطر
وماتت زروعي
ومات البشر
فدعني أعض لجوعي بناني
ليقوى لساني
ويعلو ندائي
ويبلغ صوتي
فيأتي عمر
أحس بظلم يمزق جوفي
وجهد العناء
أحس بأني حياتي جحيم
وأني أموت
فأين الحقوق ؟
وأين الحشود ؟
وأين السلام ؟
وأين البشر ؟
لوحدي ألملم باقي جراحي
وصبري طويل
وجوعي أمر
يمزق كل ضلوعي
كوحش كبير
عظيم الكبر
ويفنى مدادي ويفنى يراعي
ويبقى المسير
ويبقى القدر
سئمت الحياة بدنيا الوحوش
وحوش البشر
مللت حياتي بوجه كسير
بكائي طويل
ودمعي مطر
وتبقى عظامي بمر السنين
بصوت حزين
تسوق العبر
وأفنى ويبقى جراحي كظلي
طوال السفر
وتبقى المآسي
ويبقى الأثر
وتبقى دياري
بقايا دياري
تثير السؤال
فما من جواب
وما من خبر
فايز علي دبوان – إب
من لي هنا ؟
سقط السلام وغادرت أقوامي *** وتبددت برحيلهم أحلامي
وبقيت أجمع ما بقي من ذكرهم *** يكوي الحشا ويزيد جرحي الدامي
أنا ها هنا وحدي أذوق تعاستي *** وتحفني في وحدتي آلامي
الموت في جسمي يزاحم أضلعي *** والنسر يرقب جلدتي وعظامي
فلأيّهم نفسي ستهدي يا ترى *** لذوي القضا أم للكئيب الظامي
أوليس تركي للنسور قساوة *** بل إنه من شرعة الإجرام
أوليس أن يجري دمي بين الثرى *** عار يلاحق ظله أقوامي
ذهب التقى من عالمي وبني دمي *** فابكي على مثواي يا أيامي
آه لحالي ليس لي إلا البقا *** ما عاد تحملني معاً أقدامي
يا موت زر إني أرى ما رابني *** أسفي .. جفاي .. تخطه أقلامي
ما كنت أدري ما يكنّ الدهر لي *** دنيا الأسى فرحت بها أعوامي
لا تفرحي يا نفس إني هالك *** خارت قوى جسدي وغار كلامي
ما لي سوى هذا التراب ألمّه *** بيدي وحسبي أن يكون طعامي
وسجدت حين دنى الرحيل لخافقي *** ربي ورب الطير والأنعام
فإليك لحمي أيها المشتاق لي *** دع مهجتي ترتاح من أوهامي
أهلي وأصحابي الوداع مع المنى *** والنصر كل النصر للإسلام
علي عبده راجع – أبين
الدهيماء
يا هول مأساة لها عيني بكت *** جزعاً يذيب جوانحي وفؤادي
( قبح المعيدي ) مائلاً أبصرته *** والفاجعات شواخصاً وبوادي
فالمهلكات وجوهها قد عددت *** مثنى ، ثلاث ، والهليك أحادي
جوع وداء في جسيم ناحل *** وجحيم قفر محرق وأعادي
يا للمهالك والبراءة قد بدت *** كشواء صيد في يد الصياد
ما للنجاة تقطعت أسبابها ؟ *** الموت يبدو آكد الآكاد
لكأنّي أسمع صرخة مخنوقة *** لطفولة هي تستغيث ، تنادي :
لا ذنب لي يا من أردتم مهلكي *** لم تحرقون مراتعي وبلادي ؟
لا شيء لي فيها سوى جوع برى *** عودي ، وأردى في الحياة مرادي
لا شيء غير الموت يحدوني وما *** غير التراب يمدني بوساد
انظر إلى كوخي بقفر موحش *** ما باله متناثر الأعواد ؟
تخبرك حاله عن مآسي أهله *** إذ بات نهب مطامع وأعادي
مدت له الأطماع كفاً آثماً *** وتخطفته مخالب وأيادي
فجنت جناه وورثت فيه الأسى *** والجوع يعصر فلذة الأكباد
دارت بـ ( دارفور ) الدهيماء التي *** دهمت ربا ( صومالنا ) و ( تشاد )
طحنت رحاها مطعمي بل أعظمي *** تكفيك رؤية منظري بمفادي
طفلٌ ، حُرِمْتُ طفولتي في مهدها *** ولبست ثوب كهولتي بولادي
ورضعت خوفاً قاتلاً لكنني *** لم أَدّر وجه مناصر ومعادي
كم من عيون نحو كوخي حدّقت *** ولكم أكفُّ قد عبثن بزادي
حلّت بكوخي ، أحللت فيه الأسى *** كالداء يطحن أعظمي وعمادي
ما كان غروا فعلهم ، لكنني *** مستغرب ، من بالسلام ينادي
كم من شعار زائف قد هزني *** باسم الطفولة كم سمعت منادي
ما بالها تلك الشعارات اختفت ؟ *** أم أن عيناً كحلت برماد ؟
هل أنكرتْ فينا الطفولة برأها ؟ *** أم أنها قد أنكرت لسوادي ؟
إن كان لوني داعياً في مهلكي *** فلماذا يُهلك ( درة ) أو ( شادي ) ؟
وبأي حق دمرت أوطاننا ؟ *** لا شيء ، لكن رغبة بقيادي
ما بال ( يافا ) و ( الرصافة ) دثّرت *** فيها الأمومة في ثياب حداد ؟
( حق الحياة ) فالكلاب حظت به *** وحياتنا محفوفة بكساد
بـ ( الأمن ) أو ( دعوى السلام ) كليهما *** ( الشرق ) أضحى منتدى الإفساد
فيه يُرى الإرهاب ( طفلاً ) حاملاً *** ( حجراً ) بوجه مدافع وعتاد
حكم الفراعن أن تباد طفولتي *** فلقد رأوها مشعلاً لجهاد
ما كان جرمي غير جدّي ( مؤذّن ) *** للمصطفى طه البشير الهادي
و( أمية ) ما زال قلبه موغراً *** بعداوتي مملوء بالأحقاد
وصى بها ( صفر الوجوه ) أبناءه *** فتواترت منهم إلى الأحفاد
إني بقومي ، يا لعُظم مصيبتي *** ما بالهم في غفلة ورقاد ؟
يا للعروبة للعروبة إذ غدت *** أضحيّة بصبيحة الأعياد
والموت يُمْضي في بنيها حكمه *** مُتصنّع الأسباب والأبعاد
إني أراه جاثماً في داخلي *** داء يفتّ مفاصل الأوتاد
وأراه خلفي من عيون رواصد *** لبقايا شلو مُهْلَكٍ ومباد
فكأنه في وجه ( باول ) إذ أتى *** ( دارفور ) يخفي مطمعاً بوداد
طبع العُقاب – إذا الفريسة أحجمت *** عنها الهوام – يكون بالمرصاد
أعداؤنا لعدائنا قد ( غرقدوا ) *** وتسوّروا بمسلّح ومشاد
هم يرسمون خريطة لطريقهم *** وطريقنا مفعومة بقتاد
يبدون وجهاً بالسلام موشحاً *** يغرون فيه أعين القواد
هم قلة جاسوا خلال ديارنا *** وجموعنا بغثائها المزياد
إني – وإن أمست يباباً بلدتي *** وتحولت أفياؤها لرماد –
سأظل أجثو ساجداً في طهرها *** رغم العناء وكثرة الرصاد
ليصير موتي فوق أرضي عزة *** لطفولتي ، وليعظم استشهادي
إني إذا ما مت تنبت أعظمي *** جيلاً بقدر صلابتي وعنادي
جيل له نور المصاحف مرشد *** إني عقدت من هداه قلادي
مهما يكن عجزي فحبي موطني *** فخر ، وموتي في حماه مرادي
صادق عباس حزام - عدن
بكى الغيور
كتبت بالدم لا بالحبر ما كتبا *** واغرورق الدمع في عيني وانسكبا
تدفق الشعر والأفلاك واجمة *** والبدر منكسف والطالع احتجبا
في أي عصر أنا يا قوم أمتنا *** وباتت على وتر واستهوت الطربا
ماذا سأكتب فالأقلام حائرة *** والجرح منتكئٌ والحبر قد نضبا
والأمن موعده حبر على ورق *** كوعد عرقوب ما أملى وقد كذبا
فكيف أكتب عن طفل وقد خجلت *** منه الحروف وماج الشعر والطربا
والجوع أنحله والغدر شرده *** والفقر أتعبه والجارح انتصبا
مطأطئ الرأس والعينين شاخصة *** والنصر منتظم والموعد اقتربا
حان الرحيل أيا صحراء فانتجعي *** فما الحياة لطفلٍ عاش مغتربا
يكابد الظلم والمأساة تلفحه *** والطفل في رمق يستنجد العربا
مخالب النصر وا غوثاه قد برزت *** وجارح النصر وارحماه قد تعبا
ماذا سيأكل أعظاماً وقد هزلت *** أو المفاصل أما الجلد قد عطبا
هل أنت يا نسر فرعون وأبرهة *** أكاد أجزم أن الشعر ما كذبا
أم أنت يا نسر شارون وزمرته *** ما لي أراك لأرض العرب مغتصبا
أم أنت يا نسر أمريكا أتوعدنا *** أين الوعود وعز القدس قد سلبا
هل يشتكي الجوع والظلماء تدهمه *** أم يشتكي الخوف والقناص قد وثبا
أم يشتكي اليتم لا أمٌ تلاطفه *** أما أبوه بكف الغدر قد صلبا
أم يشتكي البرد لا ثوب وقد رجفت *** منه المفاصل والمليار قد شجبا
أم يشتكي فرقة بتنا نكابدها *** عذابها إخوة الإسلام قد وصبا
وا لهف نفسي على الإسلام وا أسفا *** بكى الغيور على الإسلام وانتحبا
تكابد الظلم والإسلام مغترب *** وحامل الدين في أيامنا اغتربا
أقول ما قلت لا يأساً يخامرني *** فالناصر الله والميعاد قد قربا
نحن الأسود إذا ما الحرب قد برزت *** نسل فيها إذا ما ازورّت القضبا
تبقى الأسود وإن كلّت مخالبها *** تلقى الفريسة في أنيابها العطبا
مزجت بالدمع أبياتي وقافيتي *** وما البكاء معيد للذي ذهبا
وما التوجع إن عانيت من حرق *** يعيد في القدس أو بغداد ما خربا
نيل الشهادة درب ليس يبلغه *** إلا الذي للحسان الحور قد خطبا
نيل المفاخر تاجٌ ليس يلبسه *** إلا الذي من حياض الدين قد شربا
درب الكرامة صرح ليس يركبه *** إلا الذي فوق صرح المجد قد ركبا
علي أحمد السعيدي – حجة
فرائس الأعداء
أو ما تروني في العراء مشردا *** بين الوحوش عن الثياب مجردا ؟
الجوع أرهقني وأبدى سوءتي *** والفقر أسلمني لأهوال الردى
وأبي وأمي يبحثان عن الغذا *** وأظل وحدي بالكروب مصفدا
أنا – أمة الإسلام – طفل حائر *** من بينكم أصبحت كبشاً للفدى
أنا – أمة الإسلام – جرح غائر *** لم يملك الطب الحديث له يدا
أنا – أمة الإسلام – رمز للمآ *** سي حينما صرنا فرائس للعدا
وعدوا بأن يحموا الحقوق فما رعوا *** حقاً لمسكين وخانوا الموعدا
لم يرحموا طفلاً تعثر سيره *** بل جردوه وقدموه على الغدا
أنا لا أبالي بالأعادي بعدما *** أيقنت حقاً أن موعدهم غدا
يا أمة الإسلام هذي صورتي *** نُشرت لتنشر سيف قومي المغمدا
يا قوم كفوا عن عميق سباتكم *** فحقوقنا ذهبت بغفلتكم سدى
كم جاد علج حاقد لشعوبنا *** ومضى بذاك منصّراً ومهوّدا
وأرى كثيراً من بني الإسلام لم *** يصلوا قريباً مؤمناً وموحدا
أوليس بين المسلمين تراحم *** أوليس فيهم محسنٌ يروي الصدى ؟
أوليس فينا يا بني الإسلام من *** يحيون ماضينا العتيق الأتلدا ؟
أو من يذكرنا بعثمان الذي *** لله قدّم ماله وبه افتدى
أو من يذكرنا بعوف والألى *** عقدوا لدى البأساء ألوية الندى
صنعوا من الأموال مجداً نوّروا *** بعطائهم ليلاً بهيماً أسودا
يا رب أنت إلهنا فتولنا *** فلكل باب دون بابك أوصدا
ولئن أردت بنا البلاء فإننا *** أرضى البرايا بالقضاء وأحمدا
عبد الله محمد بارجاء – مأرب
الصليب واليهود في فيلم جديد
ماذا أقول وكيف أبعث منطقي *** ولمن سأبكي بين هذا الملحق
صور تثير بها " مساء " مشاعري *** فتهدني وأنا أقول لها : ارفقي
طفل صغير ليس يدري ما الذي *** يجري بأرض الغرب أو بالمشرق
قد جاء في أرض تشيطن أهلها *** وضعوه في كهف الظلام المطبق
بل أغمضوا عينيه عن نور الهدى *** ليشبّ في حقد وغيظ مطلق
جاؤا إليه يخلصوه من العنا *** أسمعت هذا في الزمان الأسبق ؟
أسمعت أن بني يهود قلوبهم *** تهب الحنان وبالعطايا تشفق ؟
لكنه حقد يهودي بدا *** في زيه المتدنس المتملق
لم يكفه أرض العراق بحقده *** قد هَدّها وكذاك أقصانا النقي
لم يكفه كشمير شتت شملها *** بغياً وعدواناً فجاء لمن بقي
وببوسنة الإسلام كم طفل بها *** دفنوه حياً فارتقبهم واتقي
فأتوا إلى السودان لما أن رأوا *** راياته تأبى الخضوع وترتقي
ورأوا بلاداً خيرها في أرضها *** أزهى من الفجر الذي لم يخفق
لبسوا رداء العطف يا ويح الذي *** لكلامهم أصغى ويا ويل الشقي
هم يرتدون لكل قوم زيهم *** كالحية الرقطاء كالمتملق
أنا لا أقول سوى الحقيقة والذي *** سَوّى البرية لست بالمتشدق
ما دام للإسلام قلب نابض *** يمشي به في الناس دون تزلق
سيظل حقدهم يجمع جنده *** ليبيده هذه الحقيقة فانطلق
يا أمة المليار ماذا قد جرى *** قومي فنومك صار حقاً مقلقي
نار الفجيعة قد سرت في أضلعي *** لهباً يثور وحرّها كالزئبق
أسفاً على قومي الذي استبدلوا *** بالدين دستور العدو الأخرق
قد أشربوا حب الحياة قلوبهم *** ولأجلها يا سيدي لم نلتق
الغرب يحشد جنده يا ويحكم *** حقداً وأنتم كالبليد الأحمق
وتخلفت عن ركب كل حضارة *** واستسلمت للعابث المتفسق
أبناؤها كانوا الأسود زئيرهم *** يخشاه كل مغرب ومشرق
واليوم في أحضان كل مهرج *** أو لاعب أو عابث ومنهّق
قوم كسالى في الحياة همومهم *** في مأكل أو مشرب في الفندق
والغرب يحصدهم ويفني عمرهم *** فحياتهم هي خندق في خندق
يا أمتي هذا الصليب وهذه *** أطماعه جاءت إليك فصدّقي
هذي مؤامرة تدور وهذه *** خطط يدبرها الذي لم يشفق
فيلمٌ ومخرجه الصليب وأهله *** من كل صوب قد أتوا أو مفرق
ليدنسوا أوطاننا ويشوهوا *** أخلاقنا فاقرأ سلامك يا تقي
يا صاحبي قد أزهقت أرواحنا *** حزناً وإن قلنا لهم لم تزهق
حدّق بعينك في الوجود وقل له *** أنا مسلم لمّا يُسَفّه منطقي
أنا مسلم لكن قومي في الدنا *** تاهوا وللأعداء ألفا زورق
يا سيدي هب للفؤاد مواطناً *** يرتاح فيها في الزمان المرهق
فلقد تعذب أزمناً بشعوره *** الدفاق في إحساسه المترقرق
امنن على الإسلام منك برحمة *** مغداقة لنظل منها نستقي
وامنن عليه بمن يطيّب جرحه *** في جمعنا المتشتت المتفرق
خذنا إلى درب الخلاص وفكنا *** من كل قيد في الدنا أو مأزق
محمد الورد علي – الحديدة
_______________
◽️◽️
📚 مجلة مساء العدد ٣٠ / صفر ١٤٢٦ هـ
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق