قالت : بعد ثلاثة أشهر من زواجي اكتشفت أن زوجي ليس فارس أحلامي الذي تمنيت .. كان جاف المشاعر ، بخيل بكلمات الشكر والإطراء ، جاد ، قليل الكلام …….
تحملته كل تلك الأشهر .. لعله يتغير .. أو يتحسن .. ولا فائدة ..
فقلت في نفسي سأحاول للمرة الأخيرة ..
ارتديت فستاناً جديداً .. وغيرت تسريحة شعري .. وصنعت غداءً لذيذاً وانتظرته بفارغ الصبر ..
دخل صامتاً وأكل غداءه وتوجه مباشرة إلى فراشه .. ولم يفتح فمه بكلمة أو يرمقني بنظرة إعجاب ..
هنا فاض بي الكيل .. وذهبت إلى الغرفة ( طايرة كأني سيارة ليموزين ! ) وقفت أمامه وقلت وأنا أرتعد من الغضب ( طلقني ) – مثل ما كنت أرى في المسلسلات - !!
هنا ضحك حتى استلقى على ظهره ..
أذهلتني المفاجأة ورحت أبحث في قاموس أفكاري عن كلمات تناسب هذا الموقف الغريب ..
فقلت ما الذي يضحكك ..
قال أجمل نكتة سمعتها منذ أيام .. !
فأخبرته أني جادة فيما أقول سأجمع أغراضي في حقيبتي – أو بالأصح حقائبي – لأذهب عند أهلي ..
تفاجأ جداً وسألني إن كان أغضبني في شيء !!
فانفجرت باكية .. وحدثته عن كل ما آلمني ونغص علي حياتي ..
مسح دموعي .. ولأول مرة أسمعه يتحدث معي بهذا الشكل ..
قال : لم أكن أعلم أن هذا أمر يهمك .. كنت أعتقد أنك سعيدة جداً حين أوفر لك كل طلباتك ..
فأنا لا أبخل عليك بمال أو نزهة أو هدية ..
أنا آسف إن كنت سببت لك أي معاناة أو مضايقة .. وووو ..
- لقد كان صادقاً .. هذا ما كان يدور في خلدي .. وهو يتحدث بحماس - .. لقد رأيت ظلال دمعة في عينيه .. يبدو أني صدمته ..
من يومها .. كان يعلق على كل ما أرتديه أو أطهوه له .. لقد برد ما في قلبي عليه .. وارتفع منسوب الحب له .. وهكذا انتهت مشكلتي بسلام والحمد لله ..
قلت لها : أعجبني حرصك على حياتك الزوجية وصبرك على إصلاح وضعك .. وهذا من طيب نفسك وإخلاصك .. ولكن .. ألا ترين معي أنك تسرعت في طلبك للطلاق قبل أن تصارحيه بما يضايقك ؟!
فالمصارحة هي الطريق الأمثل ليفهم أحدكما الآخر ويعرف خطأه الذي قد يكون جاهلاً به .. ورأيت أنت كيف تغير سلوكه معك حين فرغت ما في نفسك ..
وتذكري أن طلبك للطلاق بهذه السرعة وبدون سبب حقيقي سيعرض حياتك للدمار والفشل ..
فضلاً عن دخولك في نهي الحبيب صلى الله عليه وسلم حين أخبر أن من سألت زوجها الطلاق من دون بأس فحرام عليها رائحة الجنة .. أسأل الله أن يديم عليكما لسعادة والوفاق .. آمين
◽️◽️
📚 مجلة حياة العدد ٢٠ ذو الحجة ١٤٢٢ هـ
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق