الثلاثاء، 17 مايو 2016

رسالة إلى أختي الصغرى الطفلة المنشدة المبدعة ميس

مقاومة تربض، وطفولة تنبض.. شمس تعشب،
وأرض تشرق
على وصية شهيد، وصرخة وليد.
في حنجرتك ميس:
عصافير تسكن، وعبير يزهر.. طيور تفوح،
وعطور تغرد
على إيقاع فكرة فاضلة،
وكلمة عذبة.
في ألحانك ميس:
ذكرى تعبق، وبشرى تخفق.. ماض يحضر، وحاضر
يمضي على
ألم هزيمة، وأمل انتصار.

* * *

أختي ميس:
منذ أن تهادى صوتك في سماء نشيدنا، وأنت
السحابة
الأوفى خيراً، والأندى مطراً..
وأنت الطيف الأبعد امتداداً، والأنبل اعتداداً.. وأنت 
الطهر والبراءة والنقاء. 
ولكن.. سرعان ما تمر السنوات أيتها الصغيرة،
فمرحلة
طويت، ومرحلة تستعد،
وأخرى تنتظر.. والحياة تأخذ حقها من كل شيء!
لعلك أدركت ما أرمي إليه يا صغيرتي، ولعل قلمي
أصاب
الساعة التي ستهمس في
أذنك قائلة: لقد كبرت يا ميس!

* * *

أختي ميس:
الناس عندما يتحدثون..
بعضهم يراهن أن ميس لا يمكن أن تتخلى عن
الشهرة
والأضواء، وسوف تستمر في
إظهار صوتها حتى ولو أصبح ذلك محرماً عليها..
وإذا
قيل لهم: إنها لن تفعل ذلك،
صاحوا: ما لكم ولها؟! دعوها وشأنها..! هل يعقل أن 
تمتنع المبدعة ميس عن تسجيل
صوتها، وتكتفي بإحياء الحفلات النسائية غير
المسجلة؟!

والبعض الآخر يبتسم واثقاً أن هذه الطاهرة التي
تحب
سيدها محمدا عالي المقام
عليه السلام.. سوف تبتسم واثقة وتقول: لبيك
يا رسول الله.. والله لا أتجاوز أمرك ولو أعطوني
ملء الأرض كنوزاً وشهرة وأموالاً..
والله يا سيدي لأمتثلن لأمر ربي، ولأكونن أحرص
الناس على سلامة ديني وطهارة عفتي، ولأكونن
أبعد الناس عن تتبع الرخص والبحث عن الأقوال
والفتاوى التي تزين لي الاستمرار في إظهار صوتي
للرجال مرخماً منغماً ملحناً مزيناً بعد أن أصبح
ذلك حراماً عليّ.. والله يا نبيّ الله لا ألقاك يوم
القيامة عند الحوض، فأمنع عنه،
فتقول: يا رب أصحابي، فيقال
لك: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك!

* * *

أختي ميس:
كلنا نحبك كما نحب أخواتنا وبناتنا، ونرجو لك
الخير
والتوفيق والثبات على
الحق كما نرجوه لهن، ونسألك بالله أن تحافظي
على
صورتك الرائعة في نفوسنا،
وأن تكوني قدوة صالحة لكل طفلة تدخل مجال
النشيد،
فإذا كبرت قالت: سأفعل
مثلما فعلت ميس.. وسأبقى مثلها تاجاً للنشيد
العذب
الجميل، ولكن بين النساء في
حفلاتهن واجتماعاتهن.
نسألك بالله يا ميس ألا تكوني غير ذلك فتكوني قدوة
غير صالحة لكل طفلة تدخل
مجال النشيد، فإذا كبرت وحُرم على الرجال سماع
صوتها مرخماً منغماً ملحناً
مزينا، قالت: لن أتوقف عن هذا.. وسأفعل مثلما
فعلت
ميس!!

* * *

أختي ميس:
إنها وقفة لله.. فلا تقفيها لغير الله!

◽️◽️

بقلم : صالح الأحمر
📚 مجلة حياة العدد ٦٤ شعبان ١٤٢٦هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق