أيُّها الراقدُ قسْراً بين أحْضانِ الثَّرى..
وائدا نبضاً لحلمٍ بين أنياب الردى..
عُدْ إليَّ..!!
عُدْ إليَّ..!!
عُدْ وأشعلْ شمعة في ظلمتي...
ترسُم البسمةَ في ثغرِ غدي..
فأنا اليوم وحيدٌ....
سرقَ الأعداءُ حلمي..
وابتساماتي... وصبحي..
وأناشيدي .. وحتى لعبتي..!!
عُدْ إليَّ..!!
عُدْ إليَّ..!!
عُدْ لتحكي لي حكايات انتصاركْ...
كيف بعتَ الروح طوعاً...
وكسوْتَ المجدَ ثوباً..
من تفانيك ومن خيط غبارك..
كيف جرّعتَ الأعادي
حمماً من ألمٍ
حينما فرّوا صغاراً
منك في ساح المعاركْ...؟
إيه يا جَدَّي (صلاحاً)..!!
إنني من بعدك اليوم
غريق في المهالك..
×××××××××
عُدْ إليَّ..!!
عُدْ .. فبغدادُ حزينةْ..
نهشَ الأوغادُ مهجتها..
قتلوا فرحتها في مهدها..
كبّلوا معْصَمَها..
سرقوا من روحها عفَّتها...
ثم أَرْدَوْهَا قتيلةْ..
وكذا المليار من إخوانها...
شربوا من دمها القاني وباعوها ذليلةْ..
فأضاعوا قبْلة المجدِ وباتوا
يندبون الذل في كل مآسينا الطويلةْ...
إنني أبكي أخاً يا (جَدٌّ) فهل تعرفه؟
في مآقي (القدس)..
وفي أهداب (يافا)..
في دموع البصرة الثكلى
و(تكريت) و(حيفا)..
سرق الحزن أمانيه وحلواه وعيدهْ..!!
وبقايا بسمةٍ في ثغره..
وشظايا فرحةٍ في قلبه
بعدما باع وريده..!!
فغدا كهلاً ضريرا
يستشفٌ النور
يستجدي
من الأقدار بسمةْ..
وأنا ألهو بحلمي
وبألعابي.. وأوراقي .. وعيدي...
كل شيء في حياتي
بسمةٌ.. حلوى.. وألوانٌ ..
ورسمه ..
إيه يا (جدَّيَ) ما أقسى الهزيمة ..!!
حينما تملك سيفا من رمادٍ
تحتسبه الريحُ في ذكرى أليمةْ..
بعدما كانت سيوف العرب لُيُوثاً
تسحق الطاغي.. وتغتال نعيمهْ..
ياسمين الجمالي – إب
ياسمين الجمالي – إب
_______________
شفاه البوح
أبتاه.. وانتشلت دمي الضوضاء ............ وخبت بيوم رحيلك الأضواءُ
وضعت عواصفها الجراح بعاتقي ............ رضعت صرير مخاضها الأحشاءُ
أنا مذ رحلت وناظري متكبل ............ بفم الضياع تجرّني الأعباءُ
أكل الزمان الصلب واح مشاعري ............ فبدت هناك كأنها جرداءُ
وتغطرس الدمع الجريح وكلما ............ بكت العيون سرت بها الأقذاءُ
لملمت خارطتي وجئت على دمي ............ يقتادني خلف البكاء بكاءُ
وأتيت من أقصى الشقاوة راكباً ............ همّي يجرجر خافقي الإعياءُ
مدنٌ من الفوضى تسافر داخلي ............ وقرى جراح ما لهنّ دواءُ
إنى امتطيت هوى القصيدة صهوةً ............ سقطت بسرج قصائدي الأهواءُ
هذي جراحاتي وقصة مأتمي ............ هي قصةٌ أزلية شنعاءُ
أبتاه مأساتي وما بمدائني ............ ظلمٌ وكل مشاعلي أدجاءُ
انظر إلى مقلي التي أطعمتها ............ شجني وكيف أصابها الإعياءُ
لم يبق غير القحط يأكل خاطري ............ وتعجّ خلف ترائبي الأشلاءُ
ما بي تباريحُ تلملم بعضها ............ بعضاً وجوفي حرقةٌ وعناءُ
مزقت أبراج الشذاب بعالمي ............ إرباً وقدت طالعي الأشذاءُ
وتقاتلت بخريف معطفها المنى ............ يوماً وأغدق صيفها الإدماءُ
عزفت أناملها الرياح بمسمعي ............ صمتاً يهدهد صمتها الإصغاءُ
هذي شفاه البوح أينع صوتها ............ أبتاه واشتعلت هنا الأصداءُ
وتجمّدت مدن الصباح صبابة ............ سهكت ضياء منافها الظلماءُ
تاهت خطى قلبي الجنين ولم أزل ............ ببراءتي تغتالني الّلأواءُ
أبتاه لا أدري وكيف (تبركنت) ............ سحبي وجفّت في فمي الأنداءُ
هيهات يا ألقا يفردسه الضحى ............ درراً وتشرب ضوءه الجوزاءُ
أنسى هواك البكر.. معذرة وقد ............ رشفت هواك على المدى الأعضاءُ
فمتى ويبتدئ السؤال هنيهة ............ ويعود ينهش بدءَهُ الإنهاءُ
بيني وبينك والضريح مساهي ............ ومشاهد.. وبرازخ صمّاءُ
هلا اصطحبت صغير قلبك مرةً ............ كي تستريح بجوفه الأنواءُ
لكنّما هذي الحياة مَوَاجِعُ ............ ومَتَاعِبُ.. ومَدَامعُ.. وشقاءُ
سأعود والآهات تصفع هامتي ............ وأنا وأشباح الظلام سواءُ
يوماً إذا الأقدار أرخت سدلها ............ ماذا بربك يفعل الأبناءُ؟
وضاح ناجي مزيد / صنعاء
وضاح ناجي مزيد / صنعاء
ضباب الألم
أحمل الأسفار في ساح العراء
وأنا نبت صغير
من أناشيدي البكاء
من مزاميري الضياء
والقفار الصفر تنعى خاطري
في فضاء
تَتَنَزي بالدماء
لا تسلني من أكون؟
أتعشّى من نفايات القمامة
من رضاب الدود أجتر الطعاما
وأبي سوط على ظهري ارتحالاً
ومقاما
يحتسي الشر ويقتات الحراما
إن يكن مجرى حياتي
من لُعَاعَاتِ المراقد
مستعيراً من مماتي
كفن الإهمال من صور الطهارة
فلماذا ينفخون الجوع في عصر الحضارة؟
كم دسست الرأس
في حجري ووجدي
كدت أصْهر
أملي في فوهة الليل تبخر
قدمي اليمنى
تلظّت بالجراح
وثباتي في عراكٍ وكفاح
قدمي اليسرى
تناجي قبر أمي
أين أمي؟
تركتني للخناجر
عند أنياب فواغر
هل تعودين بأعباق الحنان؟
في جناحٍ
كالحمامة
فأرى في العيش أنوار الكرامة
لتريني
أقتني أحلى علامة
رياض عقيل بونمي / حضرموت
رياض عقيل بونمي / حضرموت
نجي المشاعر
أبي يا ساكن القبر ............ أثير الحب والبرِ
أتيتك أشتكي وجعا ............ يجرعني من المرِ
يلح عليّ يلفحني ............ فأخرج دونما عذرِ
تركت الكل من حولي ............ وجئت إليك لو تدري
لأنثر لؤلؤي وحدي ............ أبل صداك في القبرِ
أغمغم بالشجا المقطوع ............ بين الحلق والصدرِ
وتسبق لوعتي شدوي ............ بمر صوارم تفري
نشيدي كله حرق ............ تشب عليّ كالجمرِ
يخيل إليّ أنّك قمت ............ خلف حواجز السترِ
تناديني وتهتف بي ............ تعال.. تعال يا بكري
أبي لا شمس تدفئني ............ وعن ليلي غفا بدري
أداري البرد إذ يأتي ............ إلى داري بلا نكرِ
فيلطمني بقسوته ............ ويصفعني على نحري
أبي قد جئت مشتاقاً ............ أصب الشجو في حجري
شعرت بنوبة هزّت ............ شراع الحب والطهرِ
فجئت إليك مدّكَّراً ............ روائح صدرك العطرِ
صغيراً تعبث الأرياح ............ بي بالثوب بالشعرِ
أعلّل بالمنى قلبي ............ وأحمل أنجم الفجرِ
أشقّ دروب أيامي ............ وأحفظ سورة العصرِ
تقهقر عني الأيام ............ عن ثقل على ظهري
هنا أرتاح من تعبي ............ هنا أملي هنا قصري
هنا العنوان فأتوني ............ بقرب جنادل القبرِ
هنا في الساحة الحرّى ............ أحسّ بلذة تسري
أنا لا أبتغي كرة ............ ولا دراجة تجري
أنا لي روضتي الخضراءُ ............ في الصوَّان والصخرِ
محمد عباس الأهدل / الحسينية
محمد عباس الأهدل / الحسينية
همهمات الوجد
قاد الحنين خطاي للإقبال ............ والقرب منك ولسعةُ الأوجالِ
ودنوت منك وليلتي ممتدة ............ وطفولتي مخنوقة الآمالِ
وقفت عليك مدامعي رقراقة ............ وجواي عنك ممزق الأسمالِ
ليضمّني دفء الأبوّة فانحنى............ ضعفُ البنوّة وانفصام حبالي
ليضمّني دفء الأبوّة فانحنى............ ضعفُ البنوّة وانفصام حبالي
أبتي أتيتك والجراح تلوكني ............ والهول يلفظني إلى أهوالِ
اليتم يأسر فرحتي ويذيقني ............ طعم العناء ونزوة الأنذالِ
والعُدم يسحب فوق ظهري ذيلهُ ............ ويمسُّني بالفقر والإعلالِ
والبؤس يحفر في الوجوه كهوفه ............ وتطلُّ منه معالمُ الإقلالِ
والقهر يلفحني ويسرق راحتي ............ والقلب في وجع وفي أغلالِ
ولقد أتيتك والحقيبة عندما ............ فارقت مدرستي بلباسي البالي
من ذا يعلمني وكنت معلمي ............ ومحذّّري من مهمه الإهمالِ؟
ويصوغ لي بالحرص أثمنَ درّة ............ منظومة الأهدافِ والآمالِ
أبتي بعهدك لم أذق طعم الشجى ............ أبداً مدى الغدوات والآصالِ
كُنَّا كزهر الروض ينعشه الحيا ............ نلهو بلا حَزَن ولا إمحالِ
تنمو سعادتنا ويرفل خطوها ............ وأبي يراقبها بلا إغفالِ
حتى رماه الغدر فانطفأ الضيا ............ وأتت ليالي اليتم والإذلالِ
قتلوك يا أبتي الحبيب وليتهم ............ رحموا دموع الدار والأطفالِ
ومضيت يا نبع الحنان إلى العلا ............ ومضوا ببغيهم إلى الأوحالِ
وأنا غدوت وإخوتي بين الورى ............ ورق الخريف تُساقُ للآجالِ
هل في الوجود يد تُمدُّ وتنحني ............ تنسي جراح اليتم والإقلالِ؟
وتقودني للمجد منطلق الخطا ............ وتزيح عن طُرُقي دُجى الإضلالِ
وتضمّني تطفي لهيب جوانحي ............ بحنوها الم..... السلسال
حتى إذا وضع المسافر رحله ............ لقيت جزيل صنيعها المنهالِ
لكنني رغم الجراح سأرتقي ............ قمم النجاح وكوكبَ الإجلالِ
وأطير في أفق العلوم محلّقاً ............ لا أنثني بمضايق الأحوالِ
فاليتم مفتاح النبوغ ومنبت ............ المجد المنيف ومطلع الإهلالِ
عبد الله عبده العواضي / إب
عبد الله عبده العواضي / إب
_______________
مصرع الابتسامة
عاش والبسمة يا إخوان لا
تبرح فاه
الأب الحاني نقاء يشبه
الماء صفاه
ويد الوالد تلتفّ على
الخصر فتعطيه دفاه
بين قلب الوالد المعطاء
طفلٌ
ملأ السعدُ صباه
وفم الطفل يناغي: بأبي
تحلو الحياة!
يومها سُرّ ولكن!
خطف الموتُ أباه!
صاح لمّا جاءه الناعي يوافيه
الخبر
لم يكن يدرك أنّ الموت
ميعاد البشر
ناح! لكن بعدها سلّم لله
القدر
وبقي من غير راعٍ يتخطّى
في حفر
صار باليتم فقيراً
إنما الفقر قيود
وأتى العيد بلا همسٍ ولا
كفّ يجود
ورأى ابنَ الجار في ثوب
جديد ونقود
لمحَ الألعابَ في الكفّ
اشتهاها
ولديه المبلغ الكافي
فاشتراها
غير أنّ الطفل عزّى نفسه:
كنت يوماً..
لم يشأ يكمل: (كنت..)
مَالَ حزناً وتهادى
ثم أعطى الصمت دوراً
راح يطويه الشرود
فرأى طيف خيالٍ طلّ من
ماضٍ ودود
هام بالطيف فناداه:
أبي..
أبي..
غاب!
فارتدّ الصدى يُتماً
هُزم الطفل رُغْماً
فاستلقى..
بكى..
بكى..
وحالُ الطفل يتلو:
ليتك يا (بابا) تعود!
ليتك يا (بابا) تعود!
أحمد الجبري / تعز
أحمد الجبري / تعز
_______________
◽️◽️
📚 انتقاء من مجلة مساء العدد (٤١) ذو القعدة ١٤٢٨ هـ
✍ تحرير : حورية الدعوة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق