الاثنين، 2 مايو 2016

من مواقف الحرم : صليت خلف الكعبة + انتظار لاستلام الهدية

* يذكر الأخ محمد بن سعد القحطاني هذا الموقف فيقول:

دخلت المسجد الحرام وطفت بالكعبة المشرفة

فلما انتهيت من الطواف اتجهت إلى مقام إبراهيم للصلاة خلفه ركعتين

وإذا بي أرى حلقة علم كبيرة لفضيلة الشيخ صالح اللحيدان

استحسنت الحديث وطاب لي المقام في روضة من رياض الجنة

عندها قررت تأدية السنة حتى أكمل السماع وتغشاني الرحمة وتنزل علي السكينة وتحفني الملائكة ويذكرني الله فيمن عنده

فكبرت للصلاة

ويا لهول المفاجأة مما رأيت من حولي

فإذا بالذي يجر ثوبي .. والذي يدير كتفي
وآخرون رفعوا أصواتهم بكلمات لم أستطع تمييزها لكثرتها

فكرت أن هؤلاء رافضة حيث يكثرون حول المقام

تضايقت منهم كثيراً

جذبني أحدهم بقوة

اضطررت لقطع صلاتي لنهره ولأجل اكتشاف الحقيقة

عندها أفادني بأن الكعبة خلفي

خجلت من نفسي .. أكملت صلاتي بسرعة
وتركت المكان لتلافي النظرات الضاحكة أو الساخطة وهروباً من هذا الموقف المحرج
ولذت إلى جهة أخرى في الحلقة حتى لا أحرم الأجر.

~~~~~

* ذهب شابان إلى الحرم برفقة زوجتيهما

فوجدت إحداهما امرأة أعجمية وهي تبكي لأنها تائهة ولا تعرف مقر السكن في مكة

أشفقت عليها فأخذتها معها وأخبرت زوجها بذلك

فقام الزوج ومعه صديقه وبقية العائلة بالخروج بها إلى خارج الحرم لعلها تعرف السكن
فلم تتمكن من ذلك

طلبوا منها رقم أي هاتف يمكن الاستعانة به في وصف المقر، فوجدوا معها رقم شقيق كفيلها، تبين من الاسم أنه لأحد أفراد الأسر الحاكمة في الخليج!!

تحولت النية عندهم فقال أحدهم: إنها فرصة للأعطية الجزيلة أو الهدية الثمينة

ازداد الاهتمام بها فقررا الاتصال دولياً رغم ارتفاع سعر المكالمة الدولية آنذاك

فتم الاتصال من إحدى الكبائن القريبة من الحرم، ولكنهم لم يجدوا معهم إلا (٢٠) ريالاً مع الزوجة المذكورة فأعطتهم إياها.

علموا من خلال المكالمة أن السكن في أحد الأجنحة في عمائر مكة للإنشاء والتعمير

فاتجهوا إليها فهي فرصة لدخولها حيث لم يسبق لهم ذلك

انتبهوا وهم في طريقهم إلى أن هذه المرأة بدون حذاء
قررا شراء حذاء مناسب لها فلا يعقل أن يوصلوها وهي على هذه الحالة
ولكن المشكلة أنه لم يتبق معهما إلا أربع ريالات ولم يجدوا أي حذاء بهذا المبلغ في المحلات

فذهبوا إلى باعة الأرصفة وبعد المفاوضات مع أحدهم أخبروه أن الحذاء لهذه المسكينة
فوافق على التخفيض لأنها من نساء بلده ومشاركة في الصدقة على هذه المسكينة.

فلما وصلا إلى عمائر مكة لم يسمح لهم بالصعود إلى البرج إلا بعد موافقة سكان الجناح
تم الاتصال بهم وعرفوا أن الخادمة معهم

فلما اقتربا من باب الجناح طرقاه وابتعدا قليلاً

خرج عدد من النساء لاستقبال الشغالة بالأحضان وبكل حنان وترحاب
وبعدها أغلق الباب....

انتظر الأخوان برهة من الزمن لاستلام الهدية
ولكن طال الانتظار

وعندها حان وقت الصلاة

فرجعا إلى الحرم بخفي حنين وما زال الأمل يحدوهما

فلما رأى أحد الأشخاص بلباس ذلك البلد وتظهر عليه مظاهر الثراء فقام أحدهما بالجلوس بجواره وأخذ يقرأ القرآن
وبعد دقائق وجد الفرصة فسلم عليه وسأله بقوله: الشيخ فلان؟
فأجابه الشخص بـ (لا)..

عاد إلى قراءة القرآن وما عادت خُفَّي الخادمة ولا قيمة المكالمة
وإن كنا نرجوا لهم الأجر (خصوصاً قبل معرفة الكفيل) .

◽️◽️

📚 مجلة شباب العدد (٤٦) رمضان ١٤٢٣ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق