اتفق ثلاثة من الإخوة للقيام برحلة إلى شمال الكويت
وعندما وصلوا إلى المكان المتفق عليه ، جلسوا يتناولون وجبة الغداء ، وكان الوقت ظهراً وذلك في أواخر شهر مارس حيث أن الجو بدأ يميل إلى الجـو الصيفي
وعندما وصلوا إلى المكان المتفق عليه ، جلسوا يتناولون وجبة الغداء ، وكان الوقت ظهراً وذلك في أواخر شهر مارس حيث أن الجو بدأ يميل إلى الجـو الصيفي
وبينما هم كذلك إذ يمر من أمامهم جملٌ ليس له قائد .. وتعجبوا من ذلك ..
كيف يسير هذا الجمل باتجاه واحد وليس له قائد ؟ أين صاحبه ؟ هل ضائع ؟
ما هي نوع الحماية التي تجعل الأيادي السارقة لا تصل إليه ؟
لعل تلك الأسئلة دارت في خُلد الاخوة
وبعد مضي ما يقارب من ثلاثين دقيقة تقريباً .. إذ بشيخ كبير في السن .. شاحب الوجه
.. حافي القدمين .. رث الثياب .. بيده عصاة .. جاء ماشياً على قدميه الحافيتين .. يقطع هذه الصحراء المقفرة ..
وعندما وصل إلى الإخوة أفشى السلام
فرد عليه الإخوة السلام .. ودعوه لتناول وجبة الغداء معهم
ولبى الدعوة .. فجلس ثم أخذوا يتناولون أطراف الحديث
فقال لهم : هل رأيتم جملاً قد جاء من هذه الناحية ؟
قال أحدهم : نعم .. ولكن منذ نصف ساعة تقريباً .. هل هو لك ؟
قال لا .. ولكني أنا المسؤول عنه
فقال أحدهم : ولِمَ لا تركبه بدلاً من المشي على الأقدام
قال الشيخ : لا أستطيع أن أركبه لأنه ملك لأيتام
=========== يا لها من كلمة عظيمة .. لأيتام .. ============
رفض أن يركبه لأنه لأيتام فتحمل المشي على الأقدام . وتحمل المشقة النفسية لأنه يعرف مقدار الأمانة
…………………… الأمانة التي افتقدناها في كل مكان ……………………
…………………… افتقدنا .. أمانة حفظ دين الله تعالى ………………….
…………………… أمـانــة صـدق الكـلمــــة ………………....
…………........... أمـانـة حفــظ أمــوال الغيـر .....................
والذي أود أن أذكره أنَّ حفظ الأمانة لا يحتاج إلى دراسات عليا ..
وهذا الشيخ الكبير لم يدرس في كلية التربية لكي يتربى على الأمانة ..
ولم يدرس في كلية من كليات الجامعة ..
ولكنه اكتسب هذه الصفة المحمودة بمجرد طاعته لله تعالى
============= ولو لم يكن كذلك فمن الذي يمنعـه ؟ =============
============= من الذي يمنعه سرقة هذا الجمـل ؟ =============
=============من الذي يمنعه من ركـوب هذا الجمـل ؟ من الذي يـراه ؟ =============
إنه .. الله .. ربي وربك .. ورب هذا الشيخ
وهذه هي حقيقة المراقبة هذه الفطرة فطرة الله التي فطر عليها الناس
وقبل الرحيل قدم إليه أحد الإخوة " نعليه " لكي يستعين بهما على المشي في الرمال الصحراوية
وقَبِل هذه الهدية
ومضى لتكملة السير .. السير في أداء الأمانة وكأنك تنظر إليه وهو يقطع الصحراء
فبارك الله فيك يا شيخنا
فبارك الله فيك يا شيخنا
وعناية الله تحفظك
◽️◽️
📚 كتاب مواقف إيمانية للشيخ نجيب العامر
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق