الأحد، 10 يوليو 2016

أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( ٧ )


الهدى والهوى

أنا ما كتبت بأصبعي = حرفاً أعيه ولا يعي

أو جال في دنيا المسا = متجاهلاً لمواجعي

حرفي نتاج خواطري = تمضي به كالتابعِ

ولقد تمنّع فترة = وعصى عصاوة مبدعِ

يجترّ آلاماً مضتْ = يجري ولا يجرى معي

حتى رأى ما يستجيـ = ـش مواجعي ومدامعي

فتجدّدت نفثاته = ناراً تقضقض مضجعي

جاشت خواطر جيشه = بتشدّد وتنطعِ

أنلوم طفلاً ويحنا = طفلاً لها في الأربعِ؟!

بهوائه وشرابه = ببراءة وتمتعِ

حبس الهوا فقاعة = أوحت له ما لم يعِ

فرنا لها وبهمّةٍ = ولغيرها لم يسمعِ

لطفاً حبيبي لا تخف = من نفث قلبي الموجعِ

فلقد رأيت وراء صو = رتك الجميلة مصرعي

في بدء محنة أمتي = وختام عِزًّ يانعِ

كم مرة بسطت يديـ = ها في السراب اللامعِ

ورنت إلى ملهاتها = في رغبة وتطلّعِ

إن كنت يا طفلي بها = كالمغرم المستمتعِ

فلسوف تعرف في غدٍ = ما قد كتبت بأصبعي

أن الهوى فيه الهوا = ن لقيصر أو تُبّعِ

أَوْدَى بدولة أمتي = وغدتْ به كالأجدعِ

وهي العزيزة بالهدى = عزَّ العزيز الأرفعِ

ظهر الهوى فقاعة = عظمت فصكّتْ مسمعي

لمعت فكانت دعوة = لرُوَيْبِضِ مُتَمَشْوِعي

أَوَلَمْ تكن قومية = حمى تمزق أضلعي؟!

برضاعة غريبة = تَبّاً لها من مرضعِ

هبّتْ تمزّق وحدتي = كهبوب ريح زعزعِ

فتعددت راياتها = ولكلّ قاصمة دَعِي

رسمت دوائر أمتي = وخليفتي يبكي معي

أوحت بحدّ حدودها = لتفرّق وتقطعِ

وغداً أخي إن مسّه = ضرّ ولا من مفزعِ

يلوي إلى جزاره = يا بئسه من مرجعِ

ما عاد من يحمي الحمى = أَو من يحس بمصرعي

ماعتْ معالمُ ديننا = في عالم متميّعِ

وإذا بمواطن أمتي = ذاك الحزين الموجعِ

وهو القوي شكيمة = وهو الذكي الألمعي

حب الهوى يهوي به = في حمأة المستنقعِ

يهوي إلى رب الهوى = طوعاً بغير تورعِ

يصغي إلى إيحائه = فيما يقول ويدّعي

لا حَلّ إلا في (السلا = م) سلام مص الأصبعِ

ألقِ السلاح مسالماً = والغ الجهاد إذا دُعي

واكفرْ بكل ذخيرة = وعزيزة وتبرعِ

وابذلْ سلامك للذي = ذبح السلام وطَبّعِ

امددْ له كلتا يديـ = ـك وكن كعَبْدِ طيّعِ

مهما بغى مهما طغى = وأتى بجرم مفجعِ

هذا السلام فإن أبيـ = ـت طَوّعتك مدافعي

يا أمة لعبتْ بها = أعداؤها.. أفلا تعي؟

أنلوم طفلاً ما له = وعيٌ بمدّ الأذرع؟

فاثبتْ أخي بزغ النهار = فلا انبهار ببعبعِ

ودع الهوى وهوانه = وإلى الهدى فلتسرعِ

اسمع إليه منادياً = وعلى الجهات الأربعِ

يا بن الهدى أنا طالع = قد حان موعد مطلعي

فمعالمي فوق الربا = ومتارسي في الموقع

فإلى العلا يا ابن العلا = مجد العلا ترقى معي

في عزّ أو جنة = فهما مُنَايَ ومطمعي


داوود طه شريف - الحديدة

_______________


الفقاعة المخدرة

فيم التفكر يا ابن العزّ والهمم = يا ابن الأفاضل والأمجاد والشيمِ؟

فيم التفكر يا خيراً نؤمّله = يذودُ يوماً عن الإسلام والحرمِ؟

فيم التفكر والأعداء كامنة = في منحنى الشرّ خلف الريح والظلمِ؟

والليل خلفك بالأحزان يوعدنا = عَدْوَاً وظلماً بنار البؤس والنعمِ

والذئب يعوي بأحشاء الظلام بلا = جوع ليبطش بالراعي وبالغنمِ

كل الفقاقيع ما فكرت فيها فهل = أبصرت في هذه سيفاً لمتهمِ؟

أو أن حجمها قد أَوْقَفْك مندهشاً = حتى أحلّك بين الصمت والكلمِ؟

هذي الفقاعة كالَّلاشيء كوّنها = شيءٌ من الماء والصابون والنَّسمِ

لكنها ذات مغزى لا يُرى أبداً = إلا لعين البصير المدرك الفَهِمِ

خفيفة الجرم في وزن الهباء تُرى = جوفاء خدّرها وهمٌ من الورمِ

قد أسلمتْ نفسها للريح تحملها = نحو الضياع بلا رفض ولا ندمِ

كمثل أمتنا من بعد ما تركت = حكم الشريعة أضحت في يد العدمِ

إذ أسلمت نفسها للخصم قائلة: = رضيت ما شئت فارض أَنْ تَكُنْ حَكَمِي

فكان أن حكم الخصم اللئيم بأن = تُلْقِي إليه عروش المجد والقممِ

ريح الأعادي أبتْ إلا الشقاء لنا = وأعين النور أضحت مثل عينِ عَمِ

كأننا لم نر أعداء قبلتنا = تجتاح بالإثم أرض النور والقلمِ

بل قل كأنّا بلا سمعٍ ولا بصرٍ = ولا شعور بنكث العهد والقسمِ

كأننا لسنا أبناء المروءة والـ = عدل المضيء وقوم الصدق والقيمِ

كأن أمتنا من أجل خالقها = لم تَدَعْ للحق والأخلاق من قدمِ

ولم تكن نور أرض الله حاملة = على كواهلها عبئاً بلا سأمِ

يا أيها الناس يا أبناء جلدتنا = العدل يشكو من الأورام والألمِ

يشكو جراح ضباعٍ في الصحاري بلا = هادٍ يؤم ولا طبًّ لذي سقمِ

بالله بالله ربّ العزّ لا تهنوا = ولا تجوروا ولا تدعو إلى السلمِ

ولا تميلوا إلى العدوان إن لنا = رباً توعّد ذا العدوان بالنقمِ

فالله يكره من يعدو بلا سبب = يعود بالخير والإصلاح للأممِ

كذاك يمقت من خانوا أمانتهم = وأخلدوا للهوى والزيف والبشمِ

وآمنوا أنهم أهدى بغير هدى = وأنهم خير من يسعى على قدمِ

وأنهم فوق من قاموا ومن قعدوا = وأنهم فوق أهل الحل والحرمِ

لأن خير رجال الله مكرمة = من قَدّسوا الحق باسم الله ذي الكرمِ

مَنْ حكّموا الله فيمن تحت رايتهم = ولم يوالوا جبيناً ذل للصنمِ

وجاهدوا في سبيل الله من ظلموا = وكبَّروا الله فوق السهل والعلم

عاشوا وما اغتصبوا حقاً ولا كذبوا = ولا استباحوا بسيف الظلم عرق دمِ

ساروا على منهج الرحمن وانتفضوا = لنصرة الدين كالإعصار والحممِ

لله درهم إذ عاشوا يا ولدي = خيراً على الأرض أشهى من ندى الديم


نبيل عبده المشولي – تعز

_______________


حينما يصغر الكبار

ارفع يديك إلى السماء وحلَّق = وارحل إلى قمم الكرامة وارتقِ

واصعد على متن الفضاء بهمة = متلمّساً نبع السعادة واستقِ

سافرْ بروحك لا عليك فإنها = تسمو إلى تلك الرحاب وترتقي

قُمْ في ظلام الليل وحدك داعياً = وافتح بربك كل باب مغلقِ

سحر الليالي مرتقاك إلى العلى = وسبيل ما يرجو المنيب المتقي

سحر الليالي نور عبد قانت = إن ساءه كدر الظلام المطبقِ

ولقد هجرت لذيذ نومك طائعاً = ومضيت في وصل الجمال المطلقِ

امدد يديك فلا عدمتك داعياً = في عصرنا عصر الرقاد المرهقِ

امدد يديك فلن تعود برفعها = صفر اليدين من الكريم المغدقِ

قف أيها الطفل الصغير وناده = واحمل إليه عناءنا وتصدّقِ

قف أيها الطفل الكبير بعزمه = فلعل فيك رجاءنا لم يخفقِ

واسأل فأنت مطهّر لم تقترف = ذنباً وستر حجابه لم تخرقِ

يا رب أمتنا يحيط بها العدا = وتكاد من غرب الورى والمشرقِ

في كل يوم جرحها متجدّد = يدمي الفؤاد بسيله المتدفّقِ

أضحت على ذيل الحياة ولم تصر = رأساً يقود إلى الزمان المورقِ

نامتْ على لحن السيادة والعلى = في دهرها الخالي المجيد الأسمقِ

فأعدْ لها الأمجاد حتى تعتلي = صهوات مَجْدٍ باذخٍ متسلقِ

وأزلْ سبات عيونها حتى ترى = فجر الحياة مع الصباح المشرقِ

سلمتْ يداك بُنَيَّ يا أمل الغد الآتي = بنور ضيائنا المتفوقِ

عفواً بني فإننا في عصرنا = مثل الحجارة لا تفوه بمنطقِ

دعنا على فرش الأسرّة واتخذ = همم الكبار إلى المكارم واصدقِ

دعنا على لجج الأماني والعلى = يمضي ونمضي في سبات مطبقِ

نصحو على نصرٍ يَهُبّ نسيمُه = فنلمّ شعث إخائنا المتمزّقِ

لا تقلقنّ لنومنا وسكوتنا = فلربما غَلَبَا خطابة أشدقِ

زمن يمرّ وبعده يحلو الذي = مرّتْ مرارته مرور تذوّقِ

عجباً لقومي كيف صار جوابهم = للراحمين لحالنا المتفرقِ

عجباً لهم ولمن يقول مقالهم = وله مدارج للسلامة يرتقي

فإلى متى هذا السكوت عن الدعا = أفمالنا ألسنٌ تبوح وتستقي

إن لم يكن أهل الدعاء كبارنا = فصغارنا والله أقدر مُنطقِ


عبد الله عبده العواضي – إب

_______________


انفض
غبار الوهم

عجباً لطفل حلمه يتسامى = وطموحه قد جاوز الأحلاما

حار القصيد وحار نظمي وانبرى = قلمي يسابق نظمُه الأقلاما

في نعت نجم ساطع متلألئ = قهر الظلام وبهرج الأنساما

مهلاً عزيزي إنني متفائل = لما رأيتك تفقأ الأوهاما

مهلاً فإني مذ رأيتك شامخاً = أيقنت أنك تنسف الأصناما

هيهات أَنّى تستعاد كرامة؟ = إلا إذا كان الهداة كراما

فلأنت أكرم من يُجل مقامُه = بالحق فارفع بالحنيف مقاما

هذا مكان الأُسْد في ميدانها = فاشمخ بدينك عانق الأعلاما

كفكف دموع الحزن يا أَسَد الشرى = لا تكترثْ واستصغر الآلاما

واذكر مصيبة أمةٍ في دينها = رفضت إلى أعدائها استسلاما

نقشت على صدر الزمان شموخها = نثرت على مَرّ العصور سلاما

فلأنت شبلٌ لا يهابُ نعامةً = عملاق أنت تروّع الأقزاما

من نسل حمزة من سلالة ضيغم = أسدٌ لعمري أنجب الضرغاما

فانفض غبار الوهم يا بطل الوغى = زمجر لتزأر أيقظ النوّاما

عذراً إذا ظننت فيك مظنة = فلرب ظن يجلب الآثاما

إن كنت تلهو فاحذر اللهو الذي = يغويك حتى تستحل حراما

أو كنت تحلم واهماً في حفنة = زرعوا لك الأشواق والألغاما

وتشدقوا بالسلم في حبر على الـ = أوراق دَسّوا في اللحوم زؤاما

ذبحوا سلاماً واستباحوا حرمة = واستبدلوا دون الحَمَام حماما

بلسانهم صرنا نحدّث قومنا = ونصوغ من وهمِ الكلام كلاما

ما بالنا نمشي على آثارهم = ونسير في درب الضياع زحاما

لا ترتوي من سلسبيل سرابهم = هذا السراب سيغرق الأحلاما

وأظنُ حُسناً من سنا متضرع = أن القنوت يزيح عنك ظلاما

فلتبتهل لله في غسق الدجى = فعسى الدعاء يكون منك سهاما

رباه انصر في الجهاد كتيبة = هبّت هنالك تنصر الإسلاما


علي إسماعيل الباز – إب

 _______________


عنوان المجد

أنا لا أريدك للعب = أو للتجمّل والكذبْ

أنا لا أريدك للمنى = أبداً وما هذا يجبْ

لا تجْرِ نحو التا = فهات فإنه عين الشغبْ

لا يخدعنْك سرابُ زيـ = ـف أو ضياء أو صخبْ

ما كلّ بُرقٍ ماطر = ما كل حمراء لهبْ

للمجد جئت وهذه = أمنيتي فخذ السببْ

ولدي أريدك للعلا = والمجد يأتي بالتعبْ

ولدي أريدك تبتغي = للعزّ علياء الشهبْ

فالمجد غالٍ نيله = والعز صعب المجتلبْ

ثمن العلا سيل الدما = والمال يدفع في القربْ

ولدي توسّمت المعا = لي فيك موج يضطربْ

فجبينك الوضّاح مَرْ = فوع يلوح بالغلبْ

ويداك تلتمس الثر = يّا كي تعانقها بحبْ

فانصب خيامك في رحا = ب العزم ولترسي الطنبْ

حَلّق بروحك في السما = واطرح همومك والغضبْ

أنا لا أريدك تحتسي = للذل أكواباً تصبْ

أنا لا أريدك أن تنا = م وتركننّ إلى النسبْ

وَلْتَسْعَ يا ولدي فما = تدري بما خلف الحجبْ

فالسعي يورثك الغنى = عن كل نذل أو خربْ

واجعل همومك واحداً = لا يأخذنك كُلّ شِعبْ

قَرْطِسْ بسهمك إن يكن = غَرَضُ العلا مرمى النشبْ

هاك السلاحَ وبينه = للموت رَبْعٌ منتصبْ

وخُذِ الرماح مجاهداً = والبس دروعك واغتربْ

خلف الشهادة موقناً = أَنّ الطريق بها الكربْ

حَرّر بلادك جاهداً = فالحق يرجع إن طُلبْ

وَرِدْ حياض الموت إن = حوض المعالي قد نضبْ

ولتُمْل للتاريخ أسـ = ـفاراً كباراً تُكْتَتبْ

ولْتُشهد الجوزاء والشمـ = ـس المنيرة والسحبْ

واكتبْ بحبر التعب في = ورق المشقة والنصبْ

بيراع هَمًّ ما إذا = قُرئت يقال هي النخبْ

وهي الدلائل للذي = يسمو إلى قمم الأدبْ

أبنيّ علَّي قد أطلـ = ـت عليك أو زاد الصخبْ

أو قلت قولاً فوق عقلـ = ـك أو يعد من الشغبْ

فاعذر أباك فإنه = بالحب يكتب ما انكتبْ

وإليك آخر نفثة = أنا لا أريدك للعبْ


محمود رزق الله علي – صنعاء

_______________


هذا الطفل

يمتّع بالأمنيات النظر = ويستشرف النصر منذ الصغرْ

وترنو إلى العزّ أجفانه = فينساب فوق الجبين الأغرْ

يوحد في جوف محرابه = ويرمي سهامه وقت السحرْ

بكف يداعب آماله = وكف لمقلاعه والحجرْ

ويرسم للجيل درب العلا = ويقرأ فينا وصايا عمرْ

ويضرب للقاعدين المثال = بقول المهيمن فيمن كفرْ

كباسطِ كفيه للماء لا = يرده ويصلى العذاب الأمرْ

ويبرأ إلى الله من قمة = وأكذوبة صاغها مؤتمرْ

سلام وللبغي نار تلظّى = فتحرق أريافنا والحضرْ

فبغداد فيها تجوب المآسي = تدنس جلبابها والثغرْ

وكشمير تشكو إلى الله مما = تعانيه من عابدي البقرْ

وفي أرض أفغان سيل المنايا = جرى مُحْدِثاً في الحنايا مَمَرْ

وقوقاز تجأر من هول خطب = له كل قلب رحيم انكسرْ

ويرقب مسرى الرسول لوانا = وينصت هل ثم ليث زأرْ؟

يطهّره من دنايا اليهود = فقد أحدثوا فيه إحدى الكبرْ

ويصرخ في زمرة اليائسين = من اليأس يا مسلمون الحذرْ

لكم في ثبات الأُولى عبرة = بلالٌ وعَمّارُ وابن النظرْ

وياسين في عصرنا أسوة = فطوبى لمن يقتفون الأثرْ

فيا قوم إن تنكثوا تخذلوا = وإن تخلصوا يستجيب القدرْ

فَجُدْ يا صغيري لنا بالدعاء = وكن في زمان العقوق أَبَرْ

فما الله مخزيك كَلا وربي = ووجه البراءة مثل القمرْ

وحلّق بروحك بين النجوم = إذ الأرض مملوءة بالكدرْ

فما العيش فيها لِحُرّ يطيب = وقردٌ خسيس يقود البشرْ

ولا تحمل الهمّ من خائن = ولا مستكين ولا مَنْ غدرْ

لئن قتلوا الدّرة الغاصبون = ففي الجيل منه ألف الدررْ

سينشأ فيهم صلاح الإباء = ومعتصماً ثم قطز الظفرْ

فيصنع للقدس فتحاً مبيناً = ويقلع جدرانهم والشجرْ

ويطمس آثار كل اليهود = كما يطمس الجدبَ ماءُ المطرْ

فيصدح فيها الأذان جلياً = ويرقص زيتونها بالثمرْ

وفي الأرض للبغي باعٌ ولكن = غدا تائهاً مثخناً يحتضرْ

فمن ذا الذي شاقق الله أو = تجَبّر في أرضه وانتصرْ

فلابد في القدس أن نلتقي = على الحب مهما يطول السفرْ

ونقرأ قي كل أرجائها = (براءةَ) و(النصرَ) أغلى السورْ

وفي روضة الخير يا مهجتي = مع دوحة الشعر يحلو السمرْ

فننشد في عاشقي السلام = لنا سَطّر الدهرُ أحلى الصورْ

بسيفٍ ودرعٍ ورمحٍ مع = شبابٍ تقيًّ يطيل الغررْ

تُدَكُّ حصونٌ وتهوي قلاع = الطغاة وربي بهذا أمرْ

وتبنى المآذن والعدل يسري = فيمحو السرابُ يقين الخبرْ

فقد قالها الله من فوق سبع = طباقٍ أعدوا لخير وشرْ


أحمد علي اللقاحي – رداع

_______________


من وحي الطفولة

ربيع طفولتي يختال فخرا = وسر براءتي ينساب عطرا

وأنسام تداعبني بعشق = فأرقص نافثاً في الكون سحرا

وتزهو بي الحياةُ وكيف أبدو = إذا ما صرت بين الروض زهرا

أميل على سرير الملك عزّاً = ولي عرش علا إيوان كسرى

ولي نغم يدغدغ كل قلب = لديه تصبح الأكباد أسرى

ولي كبد يغرد في البراري = تعانقه البلابل والقمارى

ويرتشف الرحيق من الأقاحي = ويسبح في فضاء الله حُرّا

وعذب لحونه في الكون تسري = بذبذبة غدت في النفس خمرا

وأطياف تمرّ مُفردّات = فأعدو خلفها كَرّاً وفَرّا

أيا طيف الطفولة أُبْتَ لمّا = تغشّاني الظلام فكنت بدرا

فما أبهاك حين تطوف ليلاً = فتزداد القلوب هوىً وسكرا

سكنتَ جوانحي وملكتَ أمري = فهل أعطي لمن أهواه أمرا

أناجيه ويسمعني ويدنو = وأرفع راحتيَّ إليه شكرا

يداعبني فيؤنسني ويهدي = إلىّ شعاعه الوضّاء تترى

وانظر نحوه والعين جذلى = تزفّ إلى الطفولة خير بشرى

فأشمخ في الذرى عِزّاً بأنفي = وليس شموخي الرقراق كبرا

بغير طفولتي لا شيء يبدو = جميلاً واللذيذ يبيت مُرّا

بغير طفولتي الدنيا ظلام = وهذا الجو يمسي مكفهّرا

ولتك طفولتي همسات حُبّ = سرت في أنفس الثقلين طُرّا

وكم لطفولتي من مكرمات = وآيات وجنات وذكرى

فكم من مهجتين يحوم حولي = وصالهما ورام النأي شرا

تألقتا وفي أفياء ظلي = تعانقتا وقلبي صار جسرا

وإني بُرعم ألهو ولكن = أبيت – ترفعاً – لغواً ونكرا

وعُودي لم يزل غَضّاً طريّا = وروحي في السماء تَرِقُّ طهرا

وإنا ما نسينا – قَطُّ - يوماً = أخا الأقصى وقد اغتيل غدرا

فكم من حسرة تجتاح نفسي = وكم بالقلب هذا الحزن أفرى

فيا طفلاً تعاركه المنايا = وصنْواً في المهامه هام قهرا

إلى الجنات مأواكم فسيروا = فقد أعلاكم الرحمن قدرا

وإنا سائرون على خطاكم = ونهفو نحوكم سراً وجهرا

ولم نملك لكم إلا دعاء = فصبراً أيها الأبطال صبرا

طفولتكم ترفرف في فؤادي = وتحت ظلالها ألفيت فجرا


حسن حسن القرداني - برع

_______________

◽️◽️

📚 مجلة مساء العدد (٣٢) شعبان ١٤٢٦ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

◽️ ‏◽️


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق