✍ حورية الدعوة : كنت بالأمس بين عدد من الكتيبات أخذت أقلب صفحات واحدة تلو الأخرى .. فوقعت عيناي على هذه القصة الطريفة وأحببت كتابتها . " إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكمة "
الجدي الذي ركب القطار !
طلب مني أهل الفتاة التي كنت أريد الارتباط بها أن أشتري جدياً ( تيس )
فذهبت إلى الأخ بدوي شهاب فاشترى لي الجدي
ولكن كيف أوصل الجدي من السوق إلى بيت الحبايب وهو في القاهرة ويبعد عني ١٠ كيلو مترات؟
وكيف أركب القطار وهو معي؟
فبداية أمسكت بالجدي ، فعرف من طريقة إمساكي به أنه لا دراية لي
فـأخذ يتلاعب بي يمنة ويسرة ، ويجهر بالمأمأة
وفضحني أمام الملأ ، وسمعت تعليقات من الزملاء ، ومنها :
إيه يا عم اللي عامله ده ،
شيله في حضنك ،
إنت اللي ساحبه ولا هو اللي ساحبك ،
إنت هتفسحه في مصر ولا إيه
... إلى آخر ما سمعت .
ولما جاء القطار جاء بسرعة فخرجت من خلف حائط مكتب الكمساري حتى لا يراني ، وحملت الجدي بين يدي ، وبسرعة دخلت القطار ، فدخلت حمّاماً وأغلقت بابه علينا
ثم تحرك القطار وسط فرحة بما أنجزته وسرحان في الفتاة وشعورها لما تراني وأنا مع الجدي ، كأني عنتر زمانه أو سوبرمان
وفجأة خرج صوت كأنه الرعد من فم الجدي ، يصرخ كمن فقد أهله كلهم
حاولت إسكاته وأمسكت بفمه ، بالله عليك لا تفضحني .
وأخذت أفكر وبسرعة قبل أن يأتي الكمساري فيصادره مني
نزلت في محطة صغيرة قبل محطة مصر " القاهرة " ومشيت مسافة 7 كيلو مترات سيراً على الأقدام وفي وسط شوارع القاهرة المزدحمة ، المهم أن أصل إلى فتاتي ومعي الجدي
وقد وصلت بالفعل ولله الحمد واستلموا الجدي
وطارت الفتاة ، لكن ليس من الفرحة ، بل طارت إلى خطيب آخر غيري
وضاعت الفتاة وضاع الحب يا جديي ، وسكت الجدي ، فصرت أمأمئ كثيراً ، إلى أن تزوجت فأسكتتني زوجتي إلى الأبد ...
◽️◽️
أسامة غالي
📚 مجلة عالم الغذاء العدد ٧٠ صفر ١٤٢٥ هـ
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق