السبت، 14 مايو 2016

ملف/ أوراق متناثرة .. د. عبد الرحمن السميط (٢)

(١٤)
مساعدات دائمة

حسن عويو تخرج من معهدنا الشرعي في شمال كينيا بعد دراسة ٤ سنوات وتفرغ لدعوة قبيلته في صولولو محتسباً .. فقير مسحوق زاهد في ملذات الدنيا لا يملك إلا ثوبه الذي يلبسه ترك زوجته في بلده مرسابيت وذهب للدعوة.

شعرنا أن تضحية هذا الزاهد في ملذات الدنيا يجب أن لا تمر بدون تدخل منا .. دربنا زوجته فاطمة روبا على الخياطة ثم أهديناها ماكينة خياطة لتعيش منها وبهذا وفرت دخلاً لها ولأسرتها بعد ما كانت تنام الليلة والليلتين جائعة بسبب الفقر.

يوبو دايدا وزوجها كانا كاثوليك إلى قبل ٣ أشهر ثم أسلما بعد شهرين من إسلامها، أخذ الله أمانة زوجها الذي توفي نتيجة مرض لم يستطيع علاجه وتركها ومعها ٧ أيتام صغار في قرية جيلوسكيم ونظراً لفقره لم يترك لهم نقيراً. اشترينا لهم أربعة رؤوس من الماعز يشربون من حليبها فأدخلت السرور إلى قلوبهم وتغيرت أوضاعهم من حال إلى حال. هذه مجرد أمثلة على مبالغ صغيرة غيرنا فيها أوضاع بعض المساكين الذين لا نؤمن نحن بتوزيع الأغذية عليهم بل بجعلهم أفراداً منتجين لمد أيديهم للناس. شكراً من الأعماق وجزاكم الله كل خير يا من مددتم أيديكم لهؤلاء وأمثالهم.

يوسف غلغالو داعية ذو عيال أعطيناه ثوراً يؤجره ٦٠ دولاراً بالشهر للمزارعين، إبراهيم معلم قرآن اشترينا له شبكة لصيد السمك، الداعية هارون يارا داعية محتسب اشترينا لزوجته خزان ماء بلاستيك لتتمكن من الزراعة خاصة وأنه لا يملك درهماً ولا ديناراً.

إن استراتيجية العمل الخيري يجب أن يعاد النظر فيها فما نعطيه من طعام ينتهي مفعوله بعد ٢٤ ساعة .. ولكن ما نعلمه من حرف يبقى أثره أمداً طويلاً، طبعاً أنا لا أكتب عن المجاعات التي لا مجال فيها إلا بتوزيع الطعام ولكن أكتب عن الفقر والعوز.

وأهدي قصة المهتدين الجدد سالم كتانا وعمر كهندي اللذين كانا قبل إسلامهما ينقلان الخمر لحساب أحد التجار مقابل ٥٠ شلن يومياً ولما عرفا حكم الإسلام في حمل الخمر فضلا الجوع على الحرام.
ساعدناهما بعربة وأصبحا حرين بدينهما وتجارتهما وزاد دخلهما إلى ٣٠٠ شلن يومياً. يقول عمر إن أهل قريتي لم يصدقوا أن إخواني المسلمين أهدوني عربة إذ أنهم يقولون أن المسيحيين وحدهم يفعل ذلك.


📚 مجلة حياة العدد (٧٣) جمادى الأولى ١٤٢٧ هـ


(١٥)
اعمل خيراً تجد خيراً

كثير من الناس يكثر التفكير في تربية الأولاد في هذا المجتمع المليء بالمشاكل والمغريات لأبنائنا ولهم الحق في ذلك، وأود هنا أن أذكر تجربتي الشخصية في هذا الموضوع فقد تزوجت من ٣١ سنة رزقني الله بنتي الأولى أسماء بعد ذلك بسنة رزقني الله بأربعة من الأبناء بعدها.

بدأت عملي الخيري في إفريقيا منذ ٢٦ سنة تقريباً وأعترف بأنني مع الأسف انشغلت عن زوجتي وأولادي معظم هذه الفترة .. كنت لا أراهم فترة طويلة إلا في إجازة الصيف حيث تشاركني زوجتي أم صهيب والأولاد في رحلاتي إلى إفريقيا حيث يشاركوني الجوع والنوم في المساجد والمعيشة في الغابات والمرور بظروف معيشية صعبة، في بعض الأحيان كانت أهم أمنية لهم أن يأكلوا أي شيء ساخن مثل بيضة أو بطاطس بدلاً من أكل الموز ٣ مرات يومياً لعدة أيام كان أولادي الصغار ينشأون بعيداً عني فأنا أقضي خارج بلدي حوالي عشر أشهر في السنة وكان الصغار لا يعرفونني ويعتبرونني غريباً، لذا فهم يهربون مني، وما إن يتعرفوا علي أبيهم حتى أسافر من جديد وأغيب عنهم وتتكرر القصة مرة ثانية.

من الواضح أن الله سبحانه كأنه قد قال إنك تعتني بأيتامي من إفريقيا لذا سأعتني بأولادك بطريق بعض المسلمين. كان العديد من الأخوة والأخوات وبعضهم لا نعرفهم يطرقون بابنا ليقولوا إنهم سيأخذون أولادهم إلى هذا المكان الترفيهي أو ذاك، ويودون أخذ أولادنا مع أولادهم.

تخرج أربعة من أولادي والخامس على وشك التخرج وأسماء أستاذة هندسة الكمبيوتر في الجامعة وأنتي أعرف مكاناً ترفيهياً واحد في الكويت بل حتى في إفريقيا ولكن الله كان أكثر من كريم معي ومع عائلتي وأطفالي.

يفترض في زوجتي التي ذاقت المر في حياتها معي ومرت بامتحانات كثيرة نتيجة عملي وذاقت الجوع والمرض وصعوبة وشظف الحياة أن تكون غاضبة، زعلانة من حياتها ولكنها على العكس، حولت كل هذه التي يسميها الناس مشاكل وصعوبات إلى إيجابيات وهي تشجعني على المضي بل وتشجع أولادها كذلك، وبدأت تنظر إلى حياتنا نظرة إيجابية كلها مدعاة للفخر ولاعتزاز.

رقم الحساب/ جمعية العون المباشر - لجنة مسلمي أفريقيا
المركز الرئيسي / 866888 بيت التمويل الكويتي
الزكاة / 6/ 5468 - الصدقات / 6/ 5468
ص.ب 1414 الصفاة 13015

📚 مجلة حياة العدد (٧٢) ربيع ثاني ١٤٢٧ هـ


(١٦)
نتائج تفوق الأديان الأخرى

كتبت في مرات سابقة عن مشروعنا لأسلمة منطقة مكلوندي في جنوب النيجر التي يسكنها ٢٠٠ ألف شخص نصفهم مسلمون بالاسم لا يعرفون شيئاً عن الإسلام إلا الاسم، ويسلم العديد من الناس في كل رحلة دعوية لهم نقوم بها وعادة نعلمهم أمور العقيدة والعبادات وحقوق الأزواج والزوجات والجيران واللبس الشرعي للرجل والمرأة.

وفي إحدى القرى وأظنها قرية كولبو تحدثنا معهم ليوم كامل ثم انتقلنا إلى قرية أخرى وبعد سنة زرناهم مرة أخرى وكم كانت سعادتنا ونحن نرى العديد من أخواتنا المهتديات وهن في حشمة ووقار وحمدنا الله مبدل الأحوال بعد العري عندما كن وثنيات ومسيحيات وانتقلن إلى حشمة الإسلام.

لا أدعوك ابنتي إلى الذهاب معنا إلى غابات أفريقيا وصحاريها للدعوة هناك ولكن أطلب منك أولاً الدعاء لمن يذهب وثانياً تخصيص جزء من وقتك وجهدك ومالك للدعوة إلى الخير بالحكمة وتذكري فمن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.

وتذكري أن الانتقال إلى الإسلام في كثير من القرى يستدعي تغييراً كبيراً في حياتهم وعلى سبيل المثال في قرية كولبو في ماكلوندي كانت المرأة مستعبدة تقوم بكل الأعمال الشاقة من زراعة وحصاد وبيع وتنظيف وأعمال المنزل ورعاية الأطفال ولكن استجابة لتوجيهات دعاتنا تغيرت نظرة أهل القرية للمرأة وحفظوا كرامة النساء وأكدوا الالتزام بتكريم الإسلام للمرأة.

إن مشروع أسلمة ماكلوندي في جنوب جمهورية النيجر الذي بدأ منذ سنة تقريباً ورغم قلة الإمكانيات المالية إلا أننا ببناء ٣ مساجد وتعيين ٣ دعاة لخدمة أكثر من ١٥٠ قرية في المنطقة ورغم تواجد أكثر من ١٠٠ داعية للمسيحية من الغربيين منذ سنوات وعشرات الكنائس مع سيارات ووسائل مواصلات وغيرها إلا أن أكثر من عشرة آلاف شخص قد أسلموا فكيف لو توفرت إمكانيات أكثر وتم تعيين دعاة وبناء مساجد ومدارس ومعهد شرعي.

ما حدث في ماكلوندي يمكن أن يتكرر في أماكن أخرى لو توفرت الإمكانات فهناك عطش شديد لمعرفة الإسلام والأمر بين أيدينا نحن المسلمين ونستطيع أن نصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة في العبادات والعقيدة والأخلاق والمعاملات، وأحصائيات المهتدين الجدد تبين مدى رغبة الأفارقة في اعتناق الإسلام إذ رغم أن الدعوة دخلت حديثاً (منذ سنة تقريباً) ورغم كل الإمكانيات البشرية والمالية للمسيحية إلا أن ما حققناه من نتائج تفوق عمل دام عشرات السنين للآخرين من أصحاب الأديان الأخرى.

جمعية العون المباشر- لجنة مسلمي أفريقيا
المركز الرئيسي 866888
بيت التمويل الكويتي
الزكاة 54696 – الصدقات 54686
ص.ب 1414 الصفاة 13015

📚 مجلة حياة العدد (٦٤) شعبان ١٤٢٦ هـ


(١٧)
الدعوة تحتاج للدعم المادي

كثير من الناس على استعداد للدخول في الإسلام إذا توفر الداعية الذي يحسن إيصال مبادئ الإسلام وأركان الإسلام ويعتمد على الحكمة في الدعوة. المشكلة أن الحاجة كبيرة وكبيرة جداً والإمكانيات المادية قليلة، وتدريب الدعاة في دولهم قليل، أما الدعاة الذين يدرسون في دول الخليج فأغلبهم تحولوا إلى تجار يجمعون التبرعات من السذج في بلادنا بحجة بناء مراكز إسلامية ومدارس وأساءوا استخدام هذه الأموال بعد أن فقدوا حياة الرفاهية التي عودناهم عليها في الخليج.

في شرق القارة الإفريقية وغربها يستغرب المهتدون الجدد لأنهم كانوا يظنون أن دخول الإسلام واعتناق هذا الدين يتطلب مبالغ كبيرة وهم فقراء. لأن تجار الدين عودوهم على ذلك. ولهذا انتشر الجهل في كثير من الأماكن.

ومن يصدق أن المسلمات في قرى في جنوب النيجر مثل قرية ثبي لا يعرفن الطهارة لأنهن لا يعرفن كيف يتطهرن من الجنابة والحيض وتمضي حياتهن على غير الطهارة.

في منطقة مكلوندي في جنوب النيجر يوجد ٢٠٠ ألف نسمة نصفهم مسلمون لا يعرفون الصلاة ولا الصوم بل لا يعرفون شهادة لا إله إلا الله.

بدأنا نرسل لهم قوافل دعوية لشرح مبادئ الإسلام وأذكر أن العشرات يدخلون دين التوحيد في هذه القوافل الدعوية ومؤخراً أسلم ثلاثة وعشرين من الوثنيين والمسيحيين في قرية غربونكو لأنهم استمعوا إلى دروس في أساسيات الإسلام وأركانه الخمسة والأركان الستة للإيمان وذلك بعد قافلة دعوية استهدفتهم وقد أرسلنا إلى منطقة ماكلوندي عشرة قوافل لكن حاجتهم إلى مئات منها لتغطية المنطقة ثم لتثبيت إيمان من أسلموا.

ومثلها قرى كثيرة أسلم فيها العديد من الأخوة والأخوات وهم بحاجة إلى من يعلمهم أحكام الإسلام وتبقى مشكلة دعم القوافل الدعوية التي تحتاج إلى مواصلات وطعام ورواتب دعاة وكتب .. إلخ. ومئات الألوف من الناس ينتظرون في إفريقيا وغيرها من يقدم لهم دين التوحيد بالحكمة والموعظة الحسنة.

رقم الحساب/ جمعية العون المباشر - لجنة مسلمي أفريقيا
المركز الرئيسي / 866888 بيت التمويل الكويتي
الزكاة / 6/ 5468 - الصدقات / 6/ 5468
ص.ب 1414 الصفاة 13015

📚 مجلة حياة العدد (٦٢) جمادى الآخرة ١٤٢٦ هـ


(١٨)
ليلة البلاء

نضطر في كثير من الأحيان لزيارة مناطق نائية في أفريقيا إما لمعرفة الوضع هناك أو لمتابعة مشروع من جاؤوا إلى جمهورية مالاوي لزيارتها ضيوفاً علينا وأخذناهم إلى منطقة متخلفة ليس فيها طرق ولا مدارس خلف جبل زوميا وكان الطريق ترابياً تتخلله بعض الجداول والأنهار وسيارتنا كانت حافلة صغيرة وقديمة جداً حملتنا على الطريق أما على الجداول فلم تستطع الحافلة المرور وكنا نضطر إلى حمل السيارة ونقلها إلى الجانب الآخر من الجداول، وكان الحرج أشده بسبب أننا كلفنا إخواننا من جنوب أفريقيا الكثير من الجهد وتمزقت ملابس بعضهم وسقط البعض في ماء الجدول ومعظمهم من رجال الأعمال ومن العلماء لكن أدبهم الجم أذهب الحرج عندنا بضحكهم على موقفنا.

وذات مرة ذهبت إلى قرية في جنوب مدغشقر لزيارة مسجد أقمناه لأحد المحسنين رغم تحذيرات مكتبنا هناك بأن المطر بدأ ينهمر واستطعنا الوصول بصعوبة بالغة ولما حاولنا العودة بعد أن قمنا بحث الأهالي على الالتزام بالدين والمحافظة على قيم الإسلام فاكتشفنا صدق تحذير مكتبنا إذ تحولت الطرق إلى أنهار من الوحل لا يمكن اجتيازها وكانت ليلة ليلاء ذقنا فيها أنواعاً من المشاكل من جوع وعطش وعناء وجهد وعدم النوم حتى وصلنا إلى مكتبنا بعد أن تحولت رحلة الساعة والنصف إلى أكثر من ١٤ ساعة، ملابسنا كلها وحل ولم نصدق أن هناك راحة في هذه الدنيا إلا بعد أن استلقينا على الفراش الناعم حيث نسينا أننا كنا ننام عليه قبل الرحلة.

📚 مجلة حياة العدد (٤٨) ربيع ثاني ١٤٢٥ هـ


(١٩)
نعم المرأة خديجة

خديجة امرأة نصرانية هداها الله للإسلام مع زوجها عثمان علغالو من قرية روبا كادي في شمال كينيا قبل سنتين، كان الرجل داعية نصرانياً نشيطاً لا يعرف الكلل قبل إسلامه يزور القرى داعية لدينه النصراني، أما خديجة فقد كانت مكلفة بقرع الطبل في الكنيسة ضمن الفريق الموسيقي المرافق لأغاني وصلوات الكنيسة.

عندما عرضنا الإسلام على خديجة رفضت قائلة لزوجها لن تسلم حتى ترى منه ثباتاً على الدين الجديد، وبعد إسلامها بدأت الضغوط المالية والنفسية من الكنيسة والقس المقيم في المدينة القريبة الذي ما يفتأ يغريهم ويساومهم وكل ما يطلبه منهم أن يرتدوا عن الإسلام حتى لو أصبحوا وثنيين ذكر لهم أن رواتبهم من الكنيسة قد انقطعت وأن المسلمين أعجز وأفقر من أن يدفعوا لهم شيئاً ويعيشوا منه ثم وعدهم ببناء بيت لهم أسوة بغيرهم، وأن يعطي كل عائلة ترتد عن الإسلام مبلغاً ما يعادل (٩٧٥) ريالاً سعودياً لتأسيس مشروع صغير يعيش منه الشخص وأولاده.

ازدادت الإغراءات من الكنيسة وزاد جوع عثمان وأولاده،

أحست خديجة أن زوجها لا يؤدي الصلوات في مسجد القرية بانضباط كما كان يفعل، فعلمت خديجة بأن إغراءات القس قد نجحت مع زوجها، فما كان منها إلا أن جمعت المسلمين كلهم في القرية وقالت لزوجها أمامهم أنه في حالة أنه ارتد عن الإسلام فستطالب بالطلاق ولن تكون زوجته بعد ذلك. أمام هذا الموقف الإيماني الصلب من خديجة اضطر الزوج للاعتذار علناً والتوبة مما كان يعزم القيام به، ورجع للمسجد كما كان من قبل وبدأ يصلي الصلوات الخمس بالمسجد أما البيت الذي وعد به القس فقد قام المسلمون في القرية ببنائه واشتركوا جميعاً في بناء بيت من الطين والخشب وقامت خديجة بتبليطه بالطين، وازدادت مكانة واحترام خديجة وسط الأهالي ولا تفوتها حالياً الصلاة في مسجد القرية مع النساء، طلبت منا خديجة عندما زرناها باباً من الخشب وسريراً لأولادها وفرشاً لهم ورأس مال بسيطاً تبدأ معه في بيع الأطعمة على قارعة الطريق حتى لا يفكر زوجها أبداً بأن الإسلام دين الفقر كما قال له القسيس.

إعجاباً لموقف خديجة دخل الإسلام ثلاثة وثلاثون شخصاً من الوثنيين والنصارى في القرى.

فتدعو لخديجة بالتوفيق..

📚 مجلة حياة العدد (٥٥) ذو القعدة ١٤٢٥ هـ


(٢٠)
المسلمون الجدد

الاهتمام بالمسلمين الجدد قد يكون مدخلاً نحو نشر عقيدة التوحيد وتثبيت الإسلام في قلوبهم وإعطاء فكرة طيبة عن هذا الدين العظيم.

واذكر تأكيداً لما ذكرته قصة قيامنا بتوفير إفطار في رمضان ودعونا كل السلاطين وشيوخ القبائل حتى غير المسلمين في معسكر بانيتو للنازحين في الخرطوم من باب تأليف قلوبهم، وبعد الإفطار هممنا بتقديم المحاضر فإذا بأحد الحاضرين يقوم ويتكلم عن الإسلام وأركانه بأسلوب جميل وعربية بسيطة استمر لمدة نصف ساعة وأنصت الجميع لما يقول بدون ملل.

بعد انتهاء الحديث سألنا السلطان عبد الباقي وهو أحد السلاطين المسلمين عمن يكون هذا الشخص، فقال إنه من قبائل جنوب السودان وتحديداً قبائل الزاندي الوثنية والنصرانية وقد دخل دين الله قبل ٦ أشهر وإنه يحب الإسلام والمسلمين وتغيرت حياته تماماً بعد الإسلام وأصبح متحمساً بشكل كبير للدعوة.

وقال لنا الأخ إنه مستعد للعمل الدعوي متطوعاً في أي مكان لنشر الإسلام وأن المئات من الوثنيين والنصارى دخلوا الإسلام من خلال نشاطه البسيط منذ أن تذوق حلاوة الإيمان.

وأكمل السلطان عبد الباقي وقال: إذا لم نهتم بهؤلاء المهتدين الجدد فلا نلوم إلا أنفسنا عندما ينحرفون وقد يرتدون مثل مؤذن مسجد حي النهضة في معسكر بانيتو للنازحين الذي أسلم فلم يجد من يهتم بتقوية مفاهيمه عن الإسلام وكاد يموت من الجوع ولم يستطع المسلمون مساعدته لفقرهم، ولكن الكنيسة بدأت تعطيه الطعام ومساعدات مالية وشيئاً فشيئاً استطاعوا تنصيره فقد كان فقيراً في كل شيء في فهمه للإسلام وعقيدته السهلة وفي قدراته المالية.

إن تزويد هؤلاء بوسيلة يعيشون منها مثل دكان أو بسطة يبيعون عليها الحلويات أو الخضروات لا تكلف أكثر من ١٢٠٠ ريال سعودي وتساهم في تثبيت القياديين من المسلمين الجدد.

📚 مجلة حياة العدد (٥٧) محرم ١٤٢٦ هـ


(٢١)
ولو بشق تمرة

يعتقد بعض المحسنين أن أثر إحساسهم يكون قليلاً إذا ما تبرعوا بمبالغ قليلة ومالا يعرفونه أن الله تبارك وتعالى يبارك في تبرعاتهم إلى درجة لا يتصورونها أو هكذا ما نرى في الميدان.

أذكر ذلك حينما أتذكر أن المحسنين يتبرعون بنصف دينار قيمة وجبة إفطار صائم في شهر رمضان الكريم ولا يعلمون أن نضغط على مكاتبنا لتقليل كلفة الوجبة هناك حتى نجعلها وجبتين أو أكثر بسبب طلبات مكاتبنا في أفريقيا للمزيد من الوجبات، ومكتبنا هناك يواجه بضغوط كبيرة من أهالي القرى ورواد المساجد ويخصص وجبات أكثر لهم بنفس كلفة الوجبة التي تبرع بها المحسن هنا، وتنتهي بخمس أو ست وجبات إفطار.

والمسلمون هناك لا يرغبون بوجباتنا لمجرد أنهم فقراء بل إن بعض الأثرياء يصرون على أن يكون لهم نصيب في وجبات العرب أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم وعادة يتبرع الثري بعد الوجبة لنا ببضع مئات من وجبات الإفطار نقدمها للمحتاجين، وأذكر في شهر رمضان أننا قدمنا وجبة الإفطار في مسجد قروي ورأينا أحدهم يأخذ بعض اللحم من المرق ويضعه في جيبه وذكرنا له ذلك في نهاية الوجبة فقال إنه طعام العرب.. إنه طعام مبارك من أرض مكة ثم أنني لم أذق اللحم منذ عدة أشهر.

وفي مرة ثانية رأيت أحد المعوقين يزحف أكثر من عشرة كيلو مترات للوصول إلى قرية أخرى أقمنا في مسجدها إفطار صائم ووصل بعد صلاة المغرب وبعد أن تناول المصلون الإفطار ولم يبق إلا طعام المشرفين على تقديم الإفطار من مكتبنا فتنازلوا عن طعامهم لصالح هذا المعوق الذي بذل جهداً كبيراً لا لفقره بل للبركة في تناوله طعام العرب من الخليج وحملنا المعوق في السيارة بعد ذلك إلى قريته.

ما أريد أن أقوله لكل محسن أن إحساسك يمضي شوطاً بعيداً في رفع معاناة أو إدخال السرور لمسكين أو فقير أو محتاج مهما كان إحساسك صغيراً.

📚 مجلة حياة العدد (٤٧) ربيع أول ١٤٢٥ هـ


(٢٢)
ابني حي أم ميت

في يوم من الأيام فوجئنا بامرأة تبلغ حوالي الخامسة والثلاثين تبدو عليها آثار السفر وتبدو في حالة تعب شديد ومعها شاب يبدو أنه ابنها. وبعد مقابلتها تبين لنا أنها أم أحد الأيتام المقيمين في المركز وكانت قد تركته مع عمه منذ ٦ سنوات لا تدري عنه شيئاً بعد أن مات أبوه وتزوجت رجلاً آخر يعيش في قرية جبلية على الحدود الغربية في غانا، ولم تدر ابنها حي أم ميت ولها مدة تبحث عنه وانتقلت من مكان لآخر حتى أحضرها ابنها الأكبر الذي يعمل سائق شاحنة إلى المركز.

ما إن وقعت عيناها على ابنها حتى بدأت تبكي بكاءً حاراً شاركها كل المتواجدين وضمت ابنها إلى صدرها. بعد أن هدأت بدأت تتجول مع ابنها في مهاجع الأيتام والمطبخ والمطعم والمدرسة والمسجد وقالت هل ابني يقيم هنا؟ قلنا لها إنه يقيم منذ ٤ سنوات!
فالت كنت أنوي أخذه معي إلى قريتي ولكن بعد أن رأيت المركز فإنني أؤكد لكم أنني لا أستطيع أن أوفر له جزءاً مما وفرتموه له وهي تأمن عليه هنا أكثر مما لو سار معها إلى قريتها، وإن ما رأته يمثل حلماً لكل مسلم حتى لو لم يكن يتيماً فمن يستطيع أن يحصل على هذه الرعاية والعناية.

هذا المركز وأمثاله هي مصانع لتخريج قادة المستقبل، وخلال أكثر من ربع قرن استطاعت أمثال هذه المراكز أن تخرج المئات من الأطباء والمهندسين والمحامين والمحاسبين والعلماء وغيرهم.

ترى ماذا يحدث للأمة لو أن زكاة المسلمين استثمرت في بناء الرجال والنساء من أطفال اليوم والأيتام في مراكز مثل هذه، وماذا سيكون حال المسلمين بعد ٥٠ سنة.

لو رأينا النتائج في بعض الدول الأفريقية حيث تخرج العشرات من أولادنا وأيتامنا ليتقلدوا مناصب مرموقة في دولهم بفضل الله.

رقم الحساب / جمعية العون المباشر- لجنة مسلمي أفريقيا
المركز الرئيسي / 866888 بيت التمويل الكويتي
الزكاة / 6/ 5468 – الصدقات / 6 / 5468
ص.ب 1414 الصفاة 13015

📚 مجلة حياة العدد (٨٨) شعبان ١٤٢٨ هـ


(٢٣)
العمى والدعوة

من خلال تجاربي الدعوية في أفريقيا لأكثر من ربع قرن تأكد لي أن معاملة الآخرين بالحسنى هي أفضل وسيلة للدعوة.

لا زلت أذكر امرأة عمياء في إحدى دول غرب إفريقيا في العشرينات من عمرها، مسيحية متزوجة وقد أنجبت طفلاً لم تره ولم تر زوجها، فقد فقدت البصر منذ الصغر ومنذ ذلك الحين لم تر أباها ولا أمها ولا إخوتها، فحصناها فوجدناها مصابة بالماء الأبيض (الكاتركت)، عرضنا عليها أن تجرى لها عملية، فوافقت لأنها كما تقول لم تخسر شيئاً أكثر من العمى، وفي اليوم التالي للعملية وبحضور الفريق الطبي والإداريين في مكتبنا، وبحضور حاكم المنطقة الذي لم يكن مسلماً، تم نزع الضماد عن عينيها، وعندما نزعنا الضماد عن عينيها كانت فرحتها عظيمة، وهي تشاهد ابنها للمرة الأولى في حياتها، فانكبت تقبل ابنها ثم تقبل رأس أمها وبدأت تبكي فرحاً وبكى جميع الحضور معها، وبعد أن هدأت أعلنت الشهادتين وقالت أمام الجميع إن الأطباء يعرفون أنها غير مسلمة، ورغم هذا أجروا لها العملية، ولم يحاول أحد فرض الإسلام عليها، قلنا لها أنه لا إكراه في الدين عندنا، ونرفض استغلال حاجات الإنسان لفرض ديننا عليه، عند ذاك لم يتمالك الحاكم نفسه فأسلم وقدم شكره لنا وللفريق الطبي الذي أحضرناه، مبدياً إعجابه بالأطباء المسلمين الذين كانوا يعملون ١٦ ساعة كل يوم بدون ملل، فساهموا في إعادة البصر إلى هذه المرأة وغيرها.

ومرة أخرى في مخيم آخر لعلاج أمراض العمى كان أحد دعاتنا يقوم بخدمة امرأة عجوز مسيحية إلى غرفة العمليات ثم إلى غرفة المنام، وكان يخدمها بإخلاص ولم يلاحظ الداعية أن لها ابنا من القيادات المسيحية يلاحظ من بعيد فسأله الابن كم تأخذ مكافأة على عملك هذا؟
فقال الداعية نحن لا نأخذ أي مكافأة غير رواتبنا العادية،
فقال الابن المسيحي كيف هذا وأنتم تعملون مع الدول العربية في الخليج وهي من أغنى دول العالم؟ وأنا أرى أنك تبذل جهداً خارقاً؟
قال الداعية حتى الأطباء والفنيين والعاملين أمامك يعملون متطوعين
قال القس: إن كان الأمر كذلك، فأشهد أنني مسلم من الآن معكم وأعلن الشهادتين.

وفي جنوب السنغال جاءنا مريض وهو رئيس إحدى القرى وكان مسيحياً أجرينا له العملية. وبدأ يبصر بعد اثنتي عشرة سنة من العمى وبعد أن من الله عليه بالبصر جاءنا بعد خمسة عشر يوماً، ومعه سبعون شخصاً من أهل قريته كل منهم يريد أن يقدم شكره لمكتبنا، وأعلنوا جميعاً دخولهم في الإسلام، وكانت الجهات الأمنية قد استنفرت عندما رأوا هذا العدد يسير في شوارع المدينة ظناً منهم أن هناك مظاهرة.

رقم الحساب / جمعية العون المباشر- لجنة مسلمي أفريقيا
المركز الرئيسي / 866888 بيت التمويل الكويتي
الزكاة / 6/ 5468 – الصدقات / 6 / 5468
ص.ب 1414 الصفاة 13015

📚 مجلة حياة العدد (٧٦) شعبان ١٤٢٧ هـ


(٢٤)
رحلة لا تتوقف

واجهت مشكلة في بيتي في السنوات الأولى من عملي في إفريقيا، إذ نتيجة لأنني أقضى أكثر من عشر أشهر كل عام تقريباً متنقلاً بين مختلف الدول والمدن والقرى في إفريقيا، بدأ أولادي الصغار يهربون مني كلما دخلت البيت لأني شخص غريب بالنسبة لهم.

كحل لهذه المشكلة قررت أن آخذهم معي في عطلة المدارس إلى إفريقيا وعادة لا أعد لهم برنامجاً خاصاً.. بل يرافقونني مع أمهم في برنامجي الدعوي وعادة لا أقضي أكثر من ثلاث أيام في مكان واحد.

كنا ننام في الصحاري والغابات وفي كثيراً من الأحيان ننام في المساجد، نأكل ما نجده متوفراً أمامنا.

أذكر ذات مرة قضينا سبعة أيام بدون كهرباء ولا ماء في السودان وكان الحر شديداً والرطوبة عالية والبعوض كثير، ولم نتمكن من الاغتسال طوال تلكم الأيام.

وفي مرة أخرى كنا في غابات مالاوي وقضينا خمسة أيام نتنقل من قرية إلى أخرى وننام في المساجد الطينية، نأكل الموز في كل وجبة ولا نذوق غير الموز، فاشتكى لي أولادي من أنهم يشتهون أكل أي شيء غير الموز وسألوني إن كان بالإمكان الحصول على بيض نسلقه.. ورغم محاولاتي لإثنائهم عن هذا الطلب حيث من المتوقع الوصول إلى مدينة بعد يومين ويمكننا حتى أكل الرز والدجاج مثلاً.. إلا أنهم أصروا.. فذهبنا واشترينا من كل خوخ بيضة أو بيضتين على عدد الأولاد ولقد فوجئنا بأن كل البيض كان فاسداً فقلت لهم هذا عقاب من الله لأنكم اشتهيتم ما يصعب توفيره.

لقد كانت أيام متعبة جسدياً لكنها لذيذة نفسياً لأنهم شعروا أنهم يخدمون دينهم وأمتهم.

📚 مجلة حياة العدد (٥٠) جمادى الثانية ١٤٢٥ هـ


(٢٥)
من صبر المهتدين الجدد على دين الإسلام

قمنا ببناء مسجد قرية كلتشا في شمال مدينة مرسابيت في كينيا ودخل أغلب سكان القرية في الإسلام بفضل الله حتى ضاق بهم المسجد ومن عادة الأفارقة أن النساء يحافظن على الصلاة في المسجد ونظراً لضيق المسجد فقد أخرجوا النساء وبنوا لهم عشة من القش يصلون فيها، ونظراً لأن المنطقة صحراوية تكثر فيها الهوام ولانعدام الكهرباء فإن صلاة العشاء والفجر في مصلى النساء تعتبر مخاطرة لكثرة ما في هذه المنطقة من ثعابين وعقارب.

التقينا بفاطمة التي أسلمت قبل ثلاث سنوات ومن المواظبات على الصلوات الخمس في المسجد.. قال لنا الأهالي أن في صلاة الفجر كانت فاطمة تصلي مع الجماعة فلدغتها عقرب.. ولم تشأ فاطمة أن تقطع صلاتها.. واستمرت رغم الآلام الشديدة وفي السجدة الثانية لدغتها عقرب ثانية ومرة ثانية رفضت فاطمة قطع صلاتها وأكملت الصلاة.

هل أخواتنا مستعدات للصلاة في مثل هذا المسجد الكوخ المليء بالأفاعي والعقارب؟
وهل نتحرك قليلاً لبناء مسجد أوسع يتسع لكل المهتدين الجدد في هذه القرية إكراماً لفاطمة وأخواتها اللواتي لازلن يصلين في مسجد كلتشا.

لا زلت أذكر أن عدد المسلمين كان أقل من القليل عندما زرت هذه القرية قبل سنوات ولم يكونوا يصلون جماعة إلا نادراً تحت الشجرة.

وأحمد الله أن الدعوة بالحكمة تغلغلت في نفوس الناس حتى أشهر غالبية أهل القرية الشهادتين.

📚 مجلة حياة العدد (٥٤) شوال ١٤٢٥ هـ


(٢٦)
أخاف أن تلدوا في الإسلام ولا تذوقوا طعم الجاهلية

تلعب المرأة في العالم الثالث بصورة عامة دوراً كبيراً في دعم الدعوة الإسلامية وإذا ما أسلمت المرأة في الأسرة في إفريقيا فعلى الأغلب ستكون هي المدخل لإسلام بقية أفراد الأسرة.

وقد لاحظت ذلك عشرات المرات في الميدان، لكن المرأة في إفريقيا غالباً ما تطلب شروطاً أسعد بسماعها ففي كثير من الأحيان تشترط علينا النساء في القرى أن نزورهم مرات أخرى أو نترك بينهم داعية يساعدهم في فهم أمور دينهن أو أن نترك كتباً تقرأها من ذهبت للمدرسة وتعلمت القراءة والكتابة.

المرأة هناك هي المصدر الرئيسي لطعام الأسرة فهي التي تزرع وتبيع المحصول وهي التي تربي الأطفال وتطبخ الطعام وهي التي تتحمل غالبية المسؤوليات في الأسرة.

أذكر ذات مرة أنني ذهبت للدعوة في قرى من القرى في رواندا وشرحت لهن مبادئ الإسلام فأسلم مجموعة من الرجال والشباب ولم تسلم امرأة أو فتاة وسألتهن فقلت لي: إنهن يردن استشارة أزواجهن أو آبائهن فشجعتهن على ذلك حتى لا ندمر الأسرة عندهم.

وبدأت أحدث المهتدين الجدد بصوت عالٍ عن أحكام الأسرة وحدثتهم عن الخمر أنه حرام فسألني أحدهم أنني لن أشرب الخمر اعتباراً من اليوم لأنني أصبحت مسلماً ولكن كلنا نحتاج في كل موسم لباقي أهالي القرية يساعدونه في الزراعة وحرث الأرض ومن عاداتنا أننا لا نعطيهم نقوداً لأننا أصلاً لا نملك ذلك بسبب فقرنا ولكنا نصنع لهم خمراً ونوزعه عليهم...!

فقلت له إن ذلك حرام وذكرت عشرة مهن تتعلق بالخمر كلها حرام وفوجئت بصوت وجلبة من جانب النساء وبتحركهن وانضمامهن إلى المسلمين الذين كنت أحادثهم.. والحقيقة أنني خفت على نفسي في هذه الحركة الغريبة، ولكن واحدة من النساء خاطبتني أننا كنا ننوي سؤال أزواجنا عن إمكانية دخولنا الإسلام. أما الآن وبعد أن سمعنا عن موقف الإسلام العظيم والمتشدد من الخمر.. ونظراً لما كنا نعانيه من أزواجنا وآبائنا وحتى أولادنا من ضرب واعتداءات عندما يشربون الخمر ويسكرون قررنا أن لا ننتظر استشارة أهالينا، وأن نسلم الآن فهذا دين عظيم يجب أن لا نتأخر في قبوله، لأنه لا يأمر إلا بالخير ولا ينهى إلا عن المنكر.

تذكرت حينذاك قول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وخوفه من أن نولد في الإسلام ولا نعرف طعم الجاهلية وبذلك لا نعرف قدر وعظمة الإسلام.

📚 مجلة حياة العدد (٥٩) ربيع أول ١٤٢٦ هـ

◽️◽️

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

🗂️
🔗 ملف/ أوراق متناثرة .. د. عبد الرحمن السميط (١)

🔗 ملف/ أوراق متناثرة .. د. عبد الرحمن السميط (٢)

🔗 ملف/ أوراق متناثرة .. د. عبد الرحمن السميط (٣)

🔗 لقاء مجلة نون مع الداعية عبد الرحمن السميط ١٤٢٦


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق