الأربعاء، 24 أغسطس 2016

عائدة إلى عش الزوجية


تزوجت منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، أنجبت خلالها أربعة أولاد.

بدأت حياتي مع زوجي بداية عادية مثل أي زوجين في بداية حياتهما. 

كان يعمل مدرساً وله ثقافة واسعة. أحبني كثيراً، ولكني استغللت هذا الحب أسوأ استغلال.

كنا نسكن مع أهله، فكنت دائمة الشكوى منهم، أكرههم رغم أنهم يكنّون لي كل تقدير واحترام، ويلبون كل طلباتي.

كانت والدته تقدّرني مع أني كنت دائمة الشجار معها، أكذّبها كلما روت حكاية، وأسفهها كلما أبدت رأياً.

أما زوجي فكنت أقاطعه وأهجره لمدة قد تصل إلى شهر أو أكثر.
كنت أرفض تلبية حقوقه الشرعية متذرعة بحيائي من أهله، وأردد على مسامعه: لو كنت في بيت وحدي لصيّرته جنة.

سكنا في بيت لوحدنا، لكن حياتنا لم تتغير، فقد واصلت تنفيذ نصائح بعض قريباتي – سامحهن الله – ويا لها من نصائح مهلكة: (تدللي عليه)
و (لا تمكنيه من نفسك بسهولة)
و (تشاجري مع أهله)
و (أهجريه)
و (لا تبقي له ريالاً واحداً حتى لا يتزوج أخرى).. الخ،

 ومع ذلك فزوجي ينفذ كل طلباتي إلى أن ركبته الديون وهو صابر محتسب.

ذات ليلة أهدتني أخت مسلمة ثلاثة أشرطة، أحدهم للشيخ الدويش
 والثاني للشيخ سعيد بن مسفر
والثالث للشيخ الشنقيطي.

كانت هذه الهدية بداية صحوتي من الغفلة.

عرفت من المحاضرات التي حوتها الأشرطة ومن الأخت الفاضلة أن طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين، مع عظم طاعة الوالدين الذين قال الله فيها (وبالوالدين إحساناً).

وعلمت أيضاً أن أعمال الزوجة لا ترفع إلا إذا كانت مطيعة لزوجها في غير معصية.

رجعت لنفسي وبكيت كثيراً لكثرة ما فرطت في أعمال قد يراها بعض الناس بسيطة وهي عند الله عظيمة، 

بعدها عقدت العزم على إرضاء زوجي وعدم السماح لمن أرادوا تخريب بيتي أن يحققوا مآربهم.

عاد زوجي من العمل، وكنت وقتها لا أكلمه منذ فترة طويلة فاستقبلته بما يليق به زوجاً وأباً لأولادي،
وأسفت لكل ما بدر مني، واعترفت له بخطئي، وأبديت استعدادي لأن أعود وأعيش مع أهله إذا أراد وأعتذر لهم. 

بعدها عرفت طعم العيشة الهنيئة، حتى أصبح زوجي يشتاق إلى البيت، وإلى الجلوس طويلاً معي ومع أولادنا الذين لاحظوا التغيير.

 وهنأت حياتنا بعد أن سارت على هدي الإسلام.

 وقد أسرّ زوجي لي أنه كان ينوي الزواج من أخرى قبل أن يتغير حالي، ولكنه غيّر رأيه الآن.

◽️◽️

أم وائل / الرياض
📚 مجلة الأسرة العدد (٣٥) صفر ١٤١٧ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق