الخميس، 4 أغسطس 2016

مقتطفات من كتاب ( كيف أخدم الإسلام )


إذا عملت في خدمة هذا الدين نالك الخير العظيم والأجر الجزيل من الله عز وجل وهذا هو مطلب كل مسلم.

ولكن يعترض طريقك بعضُ العقبات اليسيرة والحواجز الوهمية ومن تلك:

١ ـ تصيد الأخطاء: وهذا منهج – والعياذ بالله – ابتلى الله بعض الناس من الذين لا هَمَّ لهم ولا عمل سوى تصنيف الناس والبحث عن زلاتهم وأخطائهم، ومعلوم أن كل من يعمل يخطئ ويقع منه هنات، ولكن من لا يعمل لا يخطئ مطلقاً! ولقد رأيت من يتحدثون في المجالس ليس لهم عمل دعوي إطلاقاً، وصرفهم الله عز وجل إلى الغيبة والتثبيط والوقوع في الأعراض.

قال الإمام الشعبي: (لو أصبت تسعاً وتسعين، وأخطأت واحدة: لأخذوا الواحدة وتركوا التسع والتسعين).

وفي تصيد الأخطاء والزلات لذاتها (لا للإصلاح) طريق غير سوي ينبئ عن قلة دين وفساد قصد وسوء طوية – والعياذ بالله -.

قال ابن القيم رحمه الله: (ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنا والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسان، حتى يرى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتلكم بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالاً يزل منها أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات لا يبالي ما يقول).

واعلم أيها الداعية الموفق أن من يعمل في الساحة معرَّض للخطأ والزلل، فاحرص على قبول النصيحة وإصلاح الخطأ.. ثم بعد ذلك لا يهمك حديث الناس في المجالس والمنتديات، فهؤلاء شبههم شيخ الإسلام بالذباب، يقول رحمه الله:
(إن بعض الناس لا تراه إلا منتقداً داءً، ينسى حسنات الطوائف والأجناس ويذكر مثالبهم، فهو مثل الذباب يترك مواضع البرد والسلامة، ويقع على الجرح والأذى، وهذا من رداءة النفوس وفساد المزاج).

ثم ليطمئن قلبك وتهدأ جوارحك فإن الناس لا يتركون أحداً،

قالوا عن الله عز وجل: ثالث ثلاثة، وقالوا: اتخذ الله ولداً،
وقالوا عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام: ساحر ومجنون..

 وهكذا هم. ومن ظن أنه يسلم من كلام الناس فهو مجنون، ورضا الناس غير مشروع وغير مقدور!

وليكن لك سلوى: أنهم يهدون إليك حسناتهم ويدفعون لك الأجر دون مقابل! بل هذه عقوبة المغتابين.

ولكن هنا ملاحظة مهمة وهي حرصك على قبول النصيحة من الناصحين إذا أخطأت وزلت بك قدم، وعليك بالعودة والرجوع عن خطئِك طلباً لمرضاة الله عز وجل.



أنت - ولله لحمد - مسلم، ولهذا الدين عليك حقوق عظيمة، لكنك في الناحية العملية ضعيف الإنتاج قليل الهمة. . دعنا نناقش ما يتعذر به البعض من الأوهام:

١ ـ الكسل والفتور: وهذا لا نراه إلا في هذا الجانب الدعوي، أما في الجوانب الأخرى فأنت صاحب همة ونشاط. . رحلة صيد، لعب كرة. . الذهاب إلى الاستراحة لديك همة وعزيمة. . إذاً لديك همة وعزيمة، لكنك لم تصرفها لصالح هذا الدين ولذا أصابك الكسل والفتور!

٢ ـ تلبيس إبليس: يلبس إبليس على الكثير بأمور كثيرة؛ منها الخوف من أهل الدنيا وهذا مردود عليك لأمور منها.


أولاً: انضبط في أمر الدعوة ولا مدخل لأحد عليك، ورأينا من أفنوا أعمارهم في الدعوة ولم يصبهم - ولله الحمد - أذى.

ثانياً: تجنب المواقف الحساسة فإن المؤمن كيس فطن يبحث عن المصلحة ويتجه إليها، ويدرأ المفسدة بمصلحة أخرى.

ثالثاً: عليك بالتوكل على الله عز وجل فإن الله يحفظ عبده (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين).
ولوقال لك مسؤول كبير مثلاً من أهل الدنيا: اذهب وادع وإذا جرى لك شيء فأنا المسؤول وسوف أحميك. .
ألست تنطلق بلا تردد وتتحدث بلا تهيب؟! 
الله عز وجل أعظم وأجل، وعلى الله فليتوكل المتوكلون. (فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)

رابعاً: الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل بأن يقيك الشرور، وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين، فأنت ضعيف بذاتك، وقوي بجوار الله عز وجل وحفظه وتسديده.

خامساً: إن أصابك أمر في جانب الدعوة إلى الله عز وجل فقد أصاب قبلك من الأنبياء والمرسلين الشي الكثير فاصبر واحتسب وأبشر: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) إنه قسم من الله عظيم لمن دعا إليه وجاهد في سبيله باللسان والقلم والمال بأنه يهديه سبيل النجاة. . وهي عصمة من الانحرافات، ونجاة من الفتن، وتثبيت على الطريق!

وتأمل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد، ما دون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه. .) [الفتح ٧/٢٠٢].


اللهم انصرنا بالإسلام وانصر الإسلام بنا، واجعلنا ممن يحمل همَّ هذا الدين ونشره
جعلني الله وإياكم وجميع المسلمين مفاتيح للخير مغاليق للشر..

◽️◽️

📚 مقتطفات من كتاب (كيف أخدم الإسلام)
للمؤلف عبد الملك القاسم

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق