حدثتني مشاعل ذات حصة جغرافيا عن معاناتها الأسبوعية كل خميس، فكدت أبكي وحمدت الله على عيشتنا، تقول:
أنت تعرفين أني أصغر أخواتي الست، وأن كلهن متزوجات وكل واحدة عندها مجموعة صغيرة من أحباب الله.
يوم الخميس من كل أسبوع اعتبره أنا يوم العذاب الأسبوعي، فأخواتي يزرننا هذا اليوم، ويكون مجموع الأطفال تقريبا ٢٤ طفلاً وكلهم في المرحلة الابتدائية فما دون!!
تخيلي أن عندك فصلاً كاملاً في بيتنا الصغير !!!
طبعا قبل أن تأتي الكتائب أقوم بقفل غرفتي وغرفة الوالدين لوجود خبرات سابقة في تدمير كل مرفقات الغرفة والمكياج الخاص بشخصنا..
وكم مرة وجدت عبودي يرتدي قلائدي ومعه حمودي يفحط بالكعب الجديد، وأما فيصل فحدث ولا حرج بيكاسو تلوين وجوه، دائماً يرسم وجهه ويتبرع برسم وجوه الآخرين طبعاً بمكياجي الخاص!! ااه تعبت نفسياً..
لذلك صرت أقفل الغرف بالمفتاح ولو يحصل كلن بلعته!!
بعد ذلك أرفع جميع التحف والسجاد الفاخر، ولا تهون أدوات الخياطة وبالذات المقص حيث يترتب على وجوده عمليات تصفيف شعر خيالية، وكم مرة ضبطتهم، بعضهم بدون قصة (قذلة) وشي بدون جوانب، وشي قرن موجود والآخر مقصوص!! ويا لهوي على الأرض والموكيت!!
أما عند وصول الجيش العرمرم فالبرنامج كالتالي:
تدخل أخواتي إلى الصالة ويبدأ السلام ثم الحديث والقهوة وشيئاً فشيئاً يندمجن في الحديث لدرجة أنهن لا يشعرن بفريق الكرة المتواجد في المنزل...!
أشعر أني أمشي على أوادم!! شيء يحبو
وناس بدأوا المشي حديثاً، مجموعة أخرى تخصص رسم على الجدران، وبعضهم مطارحات شعرية سبية مع أبناء الجيران.
والباقي متفرج عند باب الشارع!!
أكاد أجن.. بعد الغداء بساعة تقريباً.. يبدأ الهجوم المسلح على المطبخ!! تقولين جراد!! ما يبقى في الثلاجة شي، حتى الشابورة والخبز والخضروات تختفي.. لدرجة أني صرت أخاف على نفسي يأكلوني في يوم من الأيام!!
لذلك فكل جمعة موعدنا مع السوق لملء الثلاجة مرة أخرى!
أما المعارك الجانبية، فحدث ولا حرج!!
البنات (يتماعطن بالشوش)!! وابن أمه اللي يحاول يتدخل!!
وأما الأولاد فأحياناً تصل المسألة إلى السكاكين والأحذية..... وأخواتي.. ولا كان عندك أحد.. ماخذين الأمور ببساطة، بل كل واحدة عندما يشتكي لها طفلها تقول له خذ حقك بيدك يا وليدي!!
وأخيراً ينتهي الدوام الساعة ١٢ ليلاً ويتجه كل فريق إلى بيته سالماً...
أما عن حالنا أنا والوالدة بعد زوال الغمة.. الصوت مبحوح من الصراخ عليهم..
البيت منثور والمساند في كل زاوية... الزرع الطبيعي والورد محلوق (مثل ما قلت جراد)!!
قبل النوم نأخذ حبتي بندول لتخفيف الصداع.. وطوال الليل كوابيس وأحلام رعب!!
في الغد نبدأ بتجميع ما ترك بعد الغزوة عمداً أو نسياناً.. ملابس، فوط، أحذية، مواعين، رضاعات... الخ ثم نقوم بوضعها في كيس كبير لعرضها عليهن الأسبوع القادم، فتأخذ كل واحدة ما نسيته..
الناس يفرحون بيوم الأربعاء وأنا أحزن، عندك حل يا نوير؟
- والله الحل عندي وأنا أم هندي.. عطيهم اكتفيد وبعده لين خاثر، وسدحيهم بالمقلط وشغلي قناة المجد للأطفال وانسيهم..!!
📚 مجلة حياة العدد ٤٩ / جمادى الأولى ١٤٢٥ هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١٢) التزحلق على . . . الدرابزين!!
الوقت: الساعة ٢ ظهراً
المكان: الصالة أم الإسفنج الأخضر.
المشهد: سعيدان أخوي يتزحلق على الدرابزين!!
وهو يرتدي صروال يحتوي فتحات تهوية عند الركبتين ونقط صغيرة من الدم..
وفانيلة مصفرة قليلاً..
التعليق:
الله يهديه الوالد كم مرة قلت له حتى نرتاح من هذه العادة السيئة يحط لنا مصعد كهربائي أو يهد البيت ويخليه دور واحد..
الشرح:
بعد الانتهاء من الغداء يتوجه الجميع – بما فيهم أنا- إلى فرشهم لأخذ قيلولة قصيرة، وكالعادة يبقى ثلاثة أشخاص يقظين: سعيدان والخادمة والبلبل.
الخادمة تغسل صحون الغداء.. البلبل يحمي (طيرانه) للمساء... سعيدان الخبل يصول ويجول إلى أذان العصر، فيتطهر ويتجه إلى المسجد ثم حلقة التحفيظ وكأن شيئاً لم يكن...
يبدأ سعيدان جولته اليومية بغرفة أخواتي الصغار بحجة الاطمئنان عليهن..
وتبدأ المعركة:
١ـ سعيدان يدوس كتاب هيا.. هيا تصرخ وتعطيه سبة ناعمة.. سعيدان يستعمل السلاح (كف حار)!!! على وجنتها الرقيقة..
هيا تشغل الونانة.. وتتوجه إلى المنطقة المحرمة (غرفة أمي وأبوي) شاكية... سعيدان يقف أمامها ويترجاها.. هيا ترفض.. سعيدان يتهاوى إلى الأرض ويعدها بجالكسي وعصير بعد العصر.. هيا تقبل العرض وتتنازل عن القضية.. سعيدان يبلع ريقه (وينحاش) من الغرفة قبل ما تغير رأيها!!
٢ـ يتوجه سعيدان إلى غرفتي ويطرق الباب (يعني مؤدب) أضع مصحفي جانباً وبصوتي الناعم أجيب: نعـــــــم!!
- سعيدان: افتحي عندي موضوع خاص جداً أريد مناقشتك به!
- أنا : أطير وافتح الباب (لقافة)!!
- نعم! استريح على سريري وفضفض وأنا عندي الحل لجميع مشاكلك واستفساراتك فسرك في بئر يا عزيزي..!!
- سعيدان: عندي مشكلة مسببة لي الأرق.. ولا أحد يفهمني!..
- أنا : إن شاء الله سترتاح وأساعدك حتى تتجاوز هذه الأزمة!!
- سعيدان: أنا أحب!!! والكل رافض هذه الفكرة!! والبعض يستهزئ في.. ما أحد يعرف شعور المحبين إلا من جرب الحب!!
(موضوع شيق) (في نفسي طبعاً)
- أنا: أنا متفهمة لشعورك خصوصاً أني قرأت كثييير عن الحب العذري وأحزان المحبين أكمل... اكمل..
- سعيدان: منذ كم شهر رأيتها رقيقة، ناعمة، تلمع، تميل إلى القصر مستديرة الوجه، شفافة كأنها زجاجة,.. ومن ذلك اليوم دائماً أفكر فيها ليل نهار..
- أنا: أولاً: كم مرة قلت لك ما يجوز تبحلق في بنات خلق الله!! ثانياً: احم.. من هي سعيدة الحظ التي أحببتها..
- سعيدان: لن أخبرك الآن وإنما دعيني أكمل... المشكلة التي تؤرقني أن فتياناً من الحي رأوها أيضاً وأحبوها كلهم!!!
- أريدها لي لوحدي احفر قبرها بيدي.. كما تداولتها الأيدي.. وفاز بقلبها غيري.. لكني استعدتها بجداره فأنا استحقها...
- أنا: من هي ويحك فقد قتلتني بسهمك المسموم يا هذا؟!!!!
- سعيدان: (المصاقيل) الملونة التي اشتريتها من أبو ريالين!!
- أنا: اطلع برا... برا بسرعة يا...
- سعيدان: أنا كنت أدري أنك طاردتني قلت أتبرد عندك قليلاً، ويخرج.. متوجهاًَ إلى المطبخ.. ويركب صهوة (الدرابزين) معتمراً خوذته (طاقية زري) ويتزحلق إلى الدور الأرضي!!
٣ـ بعد أن يصل بالسلامة إلى (تحت) يتجه إلى المطبخ.. ويلعب مع البلبل ويعصره حتى يصرخ ويبح صوته (ويروح تعبه) وينهار البلبل وأخيراً يتركه متجهاً إلى ضحية أخيرة فقد قارب الأذان على الارتفاع.
٤ـ يغافل الخادمة ويأخذ المكنسة الكهربائية و(يمعط) عجلاتها ويركب عليها لوح خشبي ويربطه بحبل، ثم يأخذ كم لفة في الحوش قبل أن تكتشفه الخادمة فيحصل ما لا تحمد عقباه!!
وأخيراً يتزحلق مرة أخرى على الدرابزين فيمسكه الوالد بالجرم المشهود.
وهذه حالتنا يومياً..
ملاحظة: هناك ثلاث غرف لا يمكن الاقتراب منها أبداً.. ويفرض عليها حظر التجول..
غرفة الوالدين.. وغرفة سوير البلطجية وأخيراً غرفة سي حمد..
📚 مجلة حياة العدد ٢٩ / رمضان ١٤٢٣ هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١٣) لقيمات البيسبول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مبارك عليكم الشهر عسى الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.. آمين..
بمناسبة حلول الشهر الفضيل يسرني أن أعلن عن تخفيضات هائلة في الدرجات الدراسية، وذلك بسبب عدم التفرغ... كما يسرني أن أعلن عن قدوم البروفيسور الزائر أبو سعد ( الذي هو عم أبي ) ليصوم رمضان عندنا - بسبب لقيمات أمي التي لا توازيها لقيمات في طول البلاد وعرضها... حيث إن لقيماتها إكس لارج بحجم كرة البيسبول تقريباً!!!
وبمناسبة الحديث عن اللقيمات ولأن الشيء بالشيء يذكر أحب أبشركم أني اشتريت فستان العيد وقضيت من كل مشاويره المتعلقة به من إكسسوار وماكياج وحذاء، وباقي شيء بسيط جداً يتكون من الحقيبة، واختيار التسريحة، وشكل الشدو ولونه، وجوارب النايلون - التي هي أكثر أهمية من كل ما سبق!!
وبمناسبة الحديث عن الشدو، ولأن الطيور على أشكالها تقع عادت العلاقة بيني وبين نورة بنت جيراننا سمن على عسل، فصرنا نذهب مع أمهاتنا إلى المسجد لنصلي التراويح والقيام... بصراحة أشعر هذه الأيام براحة نفسية وسعادة لا يوازيها شيء وكأن اليوم خطوبتي (قلبها مع العرس)!!!
واتفقنا على ختم القرآن... ولكن.. وآااه من لكن... بعد أسبوعين من بداية الشهر، وكالعادة!! زارتني الضيفة ثقيلة الطينة (خبركم وعلمكم) وسحبت معي عشرة أيام في عين الحسود!!! تقولين نفساء...! وضيعت علي العمرة، وإفطار على الطائرة!!..
طبعاً في تلك الفترة وبسبب المراقبة الدائمة من الأخ سعيدان على الصادر والوارد من المطبخ وإليه، أصبح الحصول على وجبة مشبعة ودافئة من سابع المستحيلات... فضلاً عن التمتع بمشروب غير ضروري كشاي أو بيبسى بارد...
فاضطررت إلى التقشف ومغافلة أبو لسانين حتى أحصل على ما يقيم أودي ويصبرني حتى المغرب حين تسكت شهرزاد عن الكلام المباح وينكتم سعيدان عن النباح ونتمتع بالأكل دون مراقبة حتى الصباح...
فصرت أتصل على حبيبتي ورفيقة عمري وصديقتي في المحن والإحن نورة بنت جيراننا وتهرب لي عن طريق السوق السوداء كم حلاوة وحبتين سمبوسة بايتة وعصير سن توب تلفهم في سجادة وترميهم من سطح بيتهم على حوشنا وكنت أتلقف هذه المساعدات بفرحة عارمة، صحيح أن الدنيا دين ووفاء دين.. لكن لا أنسى معروفها هذا... والا كان صرت مومياء من النحف، مرصوصة مع مومياءات مصر... ويمكن تعرفت على مومياء فرعون ودقيت صداقة معه، وانحرفت..!!!
المهم! الحمد لله إن نورة الحبيبة كفتني كل هذي البلاوي وألقت علي المساعدات وعشت... وعيدكم مبارك مقدماً، وعسى الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال..
📚 مجلة حياة العدد ٦٥ / رمضان ١٤٢٦ هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١٤) سعرها كتيييييير حلووو!!
بعد السلام والتحية..
هذه الأيام أنا مشغولة على الآخر بالبحث عن فستان العيد، والحقيقة أنا تعبت جداً من الدوارة في الأسواق، لدرجة أن السوق نفسه انقلب رأسه من كثر ما أدور فيه!
وطبعاً ولأن لي عين فاحصة سأذكر لكم بالتفصيل ما لاقيته وما لاقاني في السوق:
في البداية نتكلم عن الأسعار: ذهبت إلى سوق ((....)) الفخم، وبكل براءة سألت البائع عن سعر إيشارب طوله نص متر في ربع لتر!!
رد علي: هايدي القطعة جاية عليك تمام، سعرها كتير حلو، مخفضين عليها لعيونك، قلت: اخلص! يعني بكم؟!!
قال: تلاتة آلاف بس!
لا أدري لماذا في تلك اللحظة جاءني شعور إني ((ودي ألخه بأكبر ما عندي!!))، قال إيش قال: ماركة!!
يعجبني سعيدان حيث قام بالمهمة على أكمل وجه قال: يعني إيش ثلاثة آلاف؟ هللة تقصد؟!!
رد عليه: شو هلله يا عم أنت وين داخل؟ وإزا مو عاجبك وريني عرض أكتافك!
رد سعيدان: لا مو عاجبني وبعدين أخاف أوريك عرض أكتافي تنظلني، ثم أحترم نفسك واعرف مع من تتكلم!
وبسرعة تدحرجت أنا وسوير قبل أن يحصل ما نعرفه دائماً في نهاية هذا السيناريو
حيث يزعل سعيدان ويحلف كالعادة أن لا ندخل هذا السوق مرة أخرى ثم ينضم هذا
السوق إلى المجموعة المحرمة دولياً!!!
خرجنا وهو يزبد ويرعد وبراطمه ترجف من الغضب، واتجهنا إلى سوق آخر ((.....))
الفخم أيضاً.. دلفنا أقرب محل!! حلوة دلفنا هذي!!! وكل خرقة سعرها يتراوح من ألف
فما فوق، نااااار الأسعار تقولين داخلين محل مجوهرات!!!
قلت في نفسي يا بنت: (هل تعتقدين أن أحداً يمكن أن يبتاع من هذه المحلات؟! – طبعاً أتكلم مع نفسي بالفصحى لأنها إنسانة قديرة وعلى قدر من الأهمية - ثم تابعت: ( أتصور لا، وان كان فواحدة لا تقيم للريال ثمناً، ولا تفكر بأهميته للمحتاج الذي يفكر ألف مرة قبل أن يشتري به شيئاً من ضرورياته!!! كما أعتقد أنها لا تقيم وزناً للأشياء الأكثر أهمية وأقل ثمناً كمجوعة كتب أو حتى قطعة أثاث تبقى مدة طويلة، هذا الريال يمكن أن تساعدي فيه فقيرا أو تفرحي فيه طفلاً بحلوى، أو تنشري به خيراً بشريط أو مطوية.. أو..) وهنا قطعت علي سوير الاتصال وهي تنصحني بالاندلاق إلى سوق (( .....)) المعقول صاحبنا الذي يعرفنا ونعرفه
((فاصل فاصل فاصل... ونواصل!!!!!!)) !! (ملطوشة من مشاركة البندري)
((فاصل فاصل فاصل... ونواصل!!!!!!)) !! (ملطوشة من مشاركة البندري)
سوف أحاول إتمام الموضوع من جميع جوانبه وأكمل الحش والتقطيع في الحلقة القادمة
إن شاء الله. انتظرووووووونى!!!
بيني وبين صديقاتي:
بيني وبين صديقاتي:
- المصرقعة روان البدر/ الرياض: والله بالنسبة لطلبك لوصفة لإبادة إزعاج العيال وفي
مقدمتهم سعيدان .... حبيبتي الطلبية تحتاج بعض الوقت! وخطة محكمة، حتى أطلع
من المعركة مثل الشعرة بلا حمص!
- الرقيقة: أنوار الدبيخي/ بريدة: وش هذي الرسايل والديكورات، بصراحة روووعة،
أما قولك أنا عسل وكلامي عسل وصمتي عسل!!!!! فأقول لك يا قدمك!! الناس هالوقت
يشبهون بالشكولاتة، يعني ممكن تقولين أنت تورتة، وكلامك حليب جلكسي، وصمتك
موكا بالشكولاتة...الخ!!
- الرائعة: البندري، بيادر، بنت لؤي/ الخرمة: بصراحة أبهرني أسلوبك في العرض!!
لقد كانت خفة دمك عجيبة، أما إخوانك سامحهم الله، فبالفعل كان التشخيص صحيح،
يغارون منك، خصوصاً أنك دلوعة ماما وحيدة إخوانك! هذا أولاً، وثانياً أعجبني
صمودك، أرسليهم لي وأنا أوريهم من أكون!!!!!!!!
📚 مجلة حياة العدد ٦٧ / ذو القعدة ١٤٢٦ هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١٥) التفتي لبيتك
في يوم من أيام إجازة الصيف الدافئة، وحيث إن الفراغ والشباب، الجمال والأنوثة والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة، قررت أنا نوير بنت صويلح - والنعم وستة أنعام-!! وأنا في كامل قواي العقلية والصحية أن أقوم بعمل إصلاحات شاملة لبيتنا الفخم!
طبعاً تعرفون أن قلبي على ((ماي هاوس))، وأنا دائمة الاهتمام به، وليس مثل بعض الفتيات اللاتي غسلن أيديهن من بيوتهن ولا عمرهن نظفوا أو أصلحوا أي شيء!!
بل بالعكس!! وسائل دمار شامل! حتى الكأس يشوفونه على الأرض ما يكلفون نفسهن يرفعونه!!
طبعاً كل هذا ولا فخر لي!!
وقد كانت خطتي في الإصلاحات كالتالي:
أولاً اتجهت إلى جهاز الهاتف المعطل منذ ثلاث سنوات، وحاولت إصلاحه، لكنه كان مصاباً بغيبوبة ومرض الزهايمر!! لذا قلت في نفسي: ما بدهاش!! وشبكت الفيش بكهرباء ٢٢٠، حتى أعطيه صعقات كهربائية قد تعيد الحياة إليه! إلا أنه وللأسف انتفض انتفاضة الصقر الجريح وصرخ تررررررررررن ثم سمعت صوت انفجار مكتوم بوووم! وخرجت رائحة بلاستيك غريبة أيقنت بعدها أن سوءاً أصابه وأنه في مرحلة الموت السريري ولا حياة لمن تنادي!!
يعني أصلاً هو ميت ميت!!
لم يصبني اليأس فاتجهت إلى غرفة الشغالة - هذه المرأة المسكينة التي تعمل بصمت طوال النهار وتحتاج إلى لفتة رقيقة منا - قلت أرد لها جميلها وأرتب دولابها مثل ما ترتب دواليبنا!
فتحت الدولاب وبدأت في تصفيط ملابسها، وبين طيات ثيابها وجدت مصيبة!!
صورتها مع شاب!!!!!!!
ومن شدة الغضب حوست دولابها وعفست سريرها ثم نزلت كجلمود صخر هده السيل من عل..
- كومارا! كومارا!! هذا مين في صورة؟!! مو حرام أنت يجلس مع واحد شاب؟ أنت مسلم،
ومعلوم الله يشوف أنت؟!! لازم في توبة واستغفار...
وبعدما دققتُ في الصورة وجدتها لابسة فستاني بعد!!
قمت كملت تفريغ شحنات قلبي: وبعد يلبس فستان أنا؟!!
- قالت: كومار هزا زوج أنا!! حبيب الرحمن! أنت ما في معلوم أنا زواج، وهزا فستان ماما كلام أنت ما يبغى...
- احم، احم، إيه صحيح تذكرت! إني إذا لبسته ما تعرفون وجهي من قفاي، نفس لون بشرتي
السمراء!! أحسب كل الناس عزوبيين مثلي!!
طبعاً طاح وجهي، وطرت إلى غرفتها قبل لا تنصدم بالعمل الفني اللي أنا مسويته..
ولا عادها الله من إصلاحات!!
بيني وبين صديقتي بس!!
- الغالية: عالية الفيفي/ فيفا: أحرجت تواضعي لما قلت إني أروّح الزعل بسواليفي، وسلميلي
على بنت عمك التي تشتري المجلة وتقطع سواليفي وتحفظها في ملف و بلغيها إنها ما تتعب
نفسها لأني والعياذ بالله من كلمة أنا، يمكن أصدر كتاب خاص بسواليفي الثمينة.
- الأخت الطباخة: خولة عبد الحميد/ بقيق: ولما تقولين: مع رشفات البيبسي وقرمشة
التسالي ولعقات الأيس كريم، عقب ما ساحت ((سعابيلي)) ترسلين لي طبق حب ومودة وتقدير
؟!! لا يا حبيبتي أنا ذيبة وما ينلعب علي!! عطيني البيبسي والتسالي والأيس كريم، وأنا
أعطيك الحب والمودة والتقدير!!
- الأخت بنت الدمام: وعليكم السلام والرحمة والبركة، وبعدين أنا أصلاً رزينة خلقة، وما
أشوف الطفاقة اللي تقولون عنها، وشكراً على القصيدة التي كتبتيها فيني.
- صاحبة سواليف منير: حتى ما أصرح بالاسم وتزعلين علي!!
أولاً أحسن الله عزاءكم بالوالد وهذا حال الدنيا ومن منا لم تدخل بيته هذه المصيبة..
ثانياً السواليف التي أرسلتيها جميلة لكن كان فيها تقليل من شأن البنت صاحبة القصة
وخصوصاً لما تحمله من دين، أرسلي لي سولافة أخرى وأنا بانتظارك!
📚 مجلة حياة العدد ٦٣ / رجب ١٤٢٦ هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١٦) هِبْ عليكم كلكم!!!!!
الحمد لله على سلامة الوالد، وخيرها بغيرها يا سعيدان!!....
هذا الموجز وإليكم الأخبار بالتفصيل........
قبل أسبوع بالضبط كنت وسعيدان في معركة دموية – كالعادة- في وقت القيلولة حيث وصلت درجة التأهب إلى مرحلة الصابونيات فقد قام سعيدان بوضع (فيري) مع قليل من الماء ليكون سلاحاً نووياً فتاك ثم قام بسكبه أمام باب المدخل، استعداداً لوقوع الضحية المنتظرة (أنا)!!
وحدث ما لم يكن بالحسبان ولا الظنان!!
حيث نزل أبي إلى الصالة وقام بالبحث عن نعليه ليخرج لصلاة العصر... وحيث إن سعيدان هو المسؤول الأول عن اختفائها بسبب قيامه بدور القناص للضحية الرقيقة أنا...
طار قلبه وذهب يبحث هنا وهناك عن فردة النعل المختفية ومن شدة الخوف والسرعة خرج من الباب المرعب و(طرططب وييي طااااخ) انزلق في الصابون وتزحلق إلى حيث الباب الآخر مصحوباً بصرخات وشتمات.. ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها...
والدي فزع من صوت الارتطام القوي (حلوة ارتطام!!) فأسرع إلى حيث الصوت و(طرطب طووووخ) - اختلاف الصوت تبعاً لاختلاف الوزن طبعاً!!- لحق بسعيدان عند الباب الآخر وبما أن والدي فهم القصة وبما أنه منبطح حالياً بقرب سعيدان قبض على شوشته وذهب بها يميناً وشمالاً مصحوباً بسيل من الشتائم والدعاء بالهداية والعقل!!
وكنت شاهد العيان الوحيد للحادثة المؤسفة..
طبعاً سعيدان بكى من أول الفيلم حتى قبل سقوط أبي!!
سميتُ على أبي وقمت بمساعدته على الوقوف ثم نظرت بتشفٍ إلى ذلك الجسد منكوش الشعر الملقى بجانب الزبالة!!
أحضرنا طبيباً للوالد الذي أفاد بأنه مصاب ببعض الرضوض ويحتاج إلى قليل من الراحة لعدة أيام..
وما أطولها من أيام!!!!!!!
الآن فقط فهمت سبب دعاء الأمهات لأزواجهن (الله لا يذبه من حيله) و( عسى ما يقعدون من شر)!!
أسبوع كامل والبيت في حالة استنفار وحظر تجول، فأبي جالس في الصالة يراقب جميع أفراد الأسرة بعيني صقر!! ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
إلا على ذكر العين... أكثر ما يقهرني ويرفع ضغطي بعض الناس اللي يبالغون في الخوف والرعب من العين!!! كأنهم بلغوا درجة الكمال والناس مالهم شغل إلا يتابعونهم!!
مرة خرب استشوار صديقتي قالت: إيه أكيد مرت أخوي صاكته بعين!!
ومرة كنت في اجتماع أسري وجالسين سمن على عسل يوم دخل واحد من أطفالهم – والحق يقال أنه شيفه شين ولا فيه من الملح مثقال ذرة- قام كح!! انهبلت أمه وقامت تذكر الله قدامنا، يعني قولوا ما شاء الله وشفتها تجمع فناجيلنا تبي تأخذ أثر!!!!!!!
بغيت أعصرها هي وذا الماصخ ولدها...
صحيح العين حق ولا يحق لأي أحد ينكر.. لكن المبالغة في الخوف والاحتياط ينافي التوكل على الله سبحانه يعني كأنك لا توقنين أن الله سيحفظك حتى ولو ذكرت الأذكار وحصنت نفسك...
بعد كل عرس تعالي اسمعي البلاوي - يعني إني كنت أجمل واحدة لدرجة إنهم نظلوني-!!... والله طلعت لي حبوب في وجهي، ترد الثانية إيه الناس ما يتركون أحد في حاله،
ترد الثالثة: شعري من يومها يتساقط!! الله يكافينا الشر!!
ومن شيخ إلى شيخ يقرا عليها، وشرب بالمويات المقري فيها، والله اشغلتوا المشايخ وخلصتوا موية الدولة اللي صار لها سنين تنادي بترشيد المياه!!!!
يعني ما فكرت واحدة أن تساقط شعرها نتيجة الصبغات والفير والمثبتات ونوعية الغذاء ووووالخ!!!
والبثرة الثانية أم البثور ما قالت يمكن من طبقات المكياج والبويات وأنواع الدهانات العازلة والغير عازلة للماء اللي حضرت فيها العرس!!!!
إيه على الدنيا السلام صارت الواحدة ما تاخذ راحتها في السواليف، إن قالت: سمنت يا فلانة قالوا اذكري الله!! وان قالت نحفانة وش ريجيمك؟ قالوا اذكري الله!!! يعني ما سلمنا من الثنتين!!
وهب عليكم كلكم يا من يذبحكم الخوف من العين!!!!
📚 مجلة حياة العدد ٧٣ / جمادى الأولى ١٤٢٧ هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١٧) جريش على الدرجة الأولى!
صدر بحمد الله الموافقة الكريمة على سفرنا إلى
الطائف ومكة واحتمال جدة.
وعليه يتم تبليغ سي حمد وباقي الشلة..
وأخبرنا أنه سيكون الإقلاع الساعة الثالثة إلا ربع..
وأخيراً.. سنسافر.
لم أعرف كيف أعبر عن شعوري بالفرحة سوى أن قفزت على والدي لأقبل رأسه وأنفه وشواربه وعنفقته (النقطة من الشعر التي بين الشفة السفلى واللحية)!!
وافتح قاموس الكلمات الرقيقة (الله يعافيك ويجزاك الجنة، الله يخليك لنا يا أحلى أب).
ثم اتجهت ركضاً إلى غرفتي لأجهز الحقيبة (وكالعادة اختلفنا أنا وأخواتي على الحقائب) فأنا أرى أن من حقي كوني الكبرى الآن أن أحتل الحقيبة السميكة وهم يأخذون الحقائب القماشية الأخرى!
ثم اتفقنا أن تأخذ هيا الحقيبة الممتازة بشرط أن أجلس بجانب النافذة..
وضعت في حقيبتي كل شيء يمكن أن أحتاجه، اكسسوارات، مكياج، أقلام.. ووضعت أشياء أعرف أن أمي ستنساها وستفرح إن فاجأتها بها هناك (علبة مناديل، صابون تايد، ليفة، الكواية الجديدة، حنة، فروة الوالدة القديمة، صلصة، قدرالضغط ، علبتين تونة) فقط ولولا ضيق المكان لأحضرت المزيد من الأغراض.
المهم امتلأت الحقيبة وبالكاد أغلقتها بعد أن جلست عليها هيا والخادمة ووضعت لها رقماً سرياً (تعرفون أغراضي مهمة) ولصقت عليه قابل للكسر.
وجاء اليوم الموعود.. ارتدينا ملابسنا واتجهنا إلى المطار.. وبعد ساعة من وصولنا تقريباً سمعنا النداء لركوب الطائرة..
تسابقنا إلى البوابة متجهين صوب الطائرة حيث استقبلتنا المضيفة التي دلتنا على مقاعدنا وحسب الاتفاقية جلست بجانب النافذة التي اكتشفت لاحقاً أنها تطل على جناح الطائرة حيث لا أرى شيئاً (عين حاسد)!!
وبدأت المعاناة المعروفة.. حيث يقوم المضيفون بجهود جبارة وبذل المستحيل لتكون مقاعد العائلة متقاربة في حين يتناثر العزاب هنا وهناك حسب المقاعد الفارغة، حتى حمد وسعيدان واحد في أول الطائرة والثاني بجانب الحمام..
والله أنا عندي اقتراح أتمنى تسمع فيه الخطوط هو أن تقسم الطائرة قسمين واحد للرجال والآخر للنساء (على الأقل في الرحلات الداخلية ) القسم الأول يخدمه المضيفون والآخر المضيفات والجميع يأخذ راحته.
نأكل بحرية، ونتعرف على البنات في الطائرة .. الخ
أنا موتي إذا قدمت المضيفة (الكافي) لحمد وهي تبتسم له، وهو فرحان ومستحي ويهذري بكلام يحسبه إنجليزي (فوووود، فرانسوا، ثرتي ون، ثان كيو، ويلكم، كنتاكي .. الخ) طبعاً هي تبتسم تجامله وهو يظنها معجبة بخرابيطه!! وكم مرة نصحته بغض البصر.. وأن يخاف الله الذي يعلم خائنة الأعين لكن الله يهديه..
المهم استقرت الأمور وأقلعت الطائرة وانعشني دعاء السفر فكنت أردد خلفه حتى قطعت علي هيا حماسي سائلة السؤال التقليدي (يا الله متى يعطونا الأكل)؟!! أشم رائحة جريش!! وتطل على الممر وتؤشر على المضيفة، طبعاً قمت بالواجب وهمست لها وأنا أقرصها عيب والله لا حيا ولا بعضه!!
وألتفت حيث مقعد سعيدان لأكتشف أنه بدأ ممارسة هوايته في زيارة دورات المياه وتجربة جميع مرافقه، وبالذات السيفون، لم أحتمل الوضع فذهبت إلى الدورات وطرقت الباب بشدة وصرخت أخرج بسرعة الآن.. لحظات وخرج رجل غاضب يتطاير الشرر من عينيه وهو يسأل: نعم فيه شيء؟؟ لا أعرف ماذا حدث حيث وجدت نفسي في مقعدي وأنا أقول بصوت خافت آسفة آسفة إصبر يا سعيدان إصبر كلها كم ساعة وأتفرغ لك!!
وبعد دقائق خرج سعيدان ووجهه يلمع من كثرة غسله بالصابون وملابسه مبللة وهو يبتسم بسعادة..
أثناء جلوسنا وكعادة الشعب العربي نعيش حياة أخوية وكل واحد يأخذ راحته وكأنه في بيته فالأخ في المقعد الأمامي يستلقي بكرسيه يكاد يخنقني ويطل على رأسي من الخلف مجموعة من الرؤوس الصغيرة مغردة.. وفي هذه الأثناء تسمعين صوت أب يصرخ في ابنه الذي يجلس في الجانب الآخر من الطائرة.. يا ولد إجلس يا ح... ك... يا (......) املئي الفراغ بالكلمة المناسبة!!
أما أجمل موقف فكانت بطلته هيا المرجوجة حيث شعرت بقليل من الغثيان واتجهت بسرعة إلى الحمام يبدو أنها أخطأت الطريق فطرقت باب الكابتن وما أن فتح المساعد الباب مذعوراً حتى أفرغت حمولتها في مقصورة القيادة.. وتسلمين يا حلوة!!
بيني وبين صديقاتي..
- الرائعة: بنت الجبال: من الباحة، وأنا أيضاً أحبكم في الله، وأتمنى أن ألتقي بكم أنتم اعزموني بس، وصاروخ أنا عندكم!.
- ماما: أم نورة من الرياض، الاقتراحات التي ذكرتيها مهمة، وإن شاء الله أكتب فيها من خبراتي وتجاربي العريقة، وبعدين هذا حال الدنيا لماذا أنت مقهوووورة؟!
- الحبيبة (المنطقة في البيت) من الرياض أولاً: الجلسة الهانئة في البيت تدعو إلى الإبداع في كل شيء ويعجبني إصرارك وصمودك، ثانياً: مقالك روعة يمكن أن يسحب البساط مني لولا أنه يغلب عليه اللهجة العامية، جربي مرة أخرى وسلمي لي على الوالدة..
📚 مجلة حياة العدد (٣٩) رجب ١٤٢٤ هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١٨) الهوشة التاريخية!!
القصة وما فيها يا جماعة أني أنا وحصة بنت خالتي نتميز بصفات متشابهة: فكلنا قياديات!! يعني (شخصية) للي ما يفهم معنى قيادية.. ، وكلنا عصبيات (شوي) وكلنا أكثر الشلة ثقافة فكلتانا تعرف معنى الكبتشينو والماوس و حركة نقل المعلمات وأنا أتغلب عليها في معرفتي لمعنى الماستر كي ... وأيضاً كلتانا أكبر المجموعة وراسبين في المرحلة المتوسطة وكلتينا رشيقة جداً جداً وسمراء...
ولمجموع هذه الصفات تحاول كل واحدة منا قيادة الشلة وتوزيع الأدوار واختيار أماكن وأنواع التسلية... الخ. ومن هنا تبدأ الخلافات التي تكون أحياناً خفيفة وأحياناً يتفجر بركان يقسم الشلة إلى قسمين...!!
وآخرها الخميس الماضي عندما اجتمعنا في بيت أخوالي. وكلمة من هنا وكلمة من هناك وما ترين بعدها إلا قطتين صوت وصورة؛ صراخ وهواش وتماعط بالشوش والحمد لله إن شعري ما هو ناااعم (يعني ما أتحسف عليه إذا خربت تسريحته، كله محصل بعضه قبل الهوشة وبعدها..! .. وأنا كالعادة.. أعجبكم!! خربت تسريحتها وعفست شعرها فوق تحت وصار يشبه الولد في دعاية سفن أب.. وتستاهل!! أجل فيه بنت تقص شعرها ولد؟!! لا يرضي ربي ولا فيها أنوثة!!
طبعاً حصيص جلست تبكي بعد انتهاء المعركة التي كنت أنا بطلتها بلا منازع.. ولا فخر! هه طبعاً دموع بنت خالة التماسيح!!
وجلست مع باقي الشلة ألملم شعري وأنا ألهث وأبلع ريقي المتناثر وأخبرهم بتفاصيل ما حدث...
بعد دقيقتين أحسست بتأنيب الضمير.. – ما قلت لكم قلب من ذهب!!- وبدا يدور في قلبي الحديث الذي معناه (وخيرهم من بدأ بالسلام). يعني أتنازل وأعتذر؟!!. لا.. لا أستطيع!
حاولت أن تجاهل هذا الشعور وأظهر أنني صامدة وما أهتم ...... لم أستطع... فاستأذنت منهن ثم اتجهت لها..
المشكلة كيف أبدأ بالسلام؟ فحدث الحوار التالي..
- أنا... عندي فرشة شعر تريدينها؟!
- تتوقف مذهولة لبرهة: لا شكراً، ما شاء الله مهتمة بشعري!!
- آآآ احم آآآ لا لأن الفرشة زايدة وحقيبتي مزحومة..!! إلا حتى العطر زايد بعد تحتاجينه؟!
- تبتسم.. والله أنا أعرفك يا نوير تحاولين تراضيني ولن أرضى... بعد ماذا؟!!
- طيب النبي صلى الله عليه وسلم حث على عدم الهجران وأنا الآن أبدأ بالسلام والاعتذار وإذا تريدين الحقيبة كلها أنا ما أحتاجها!!!! هنا امتلأت عيوني بالدموع وجلست أستعبر!
١، ٢، ٣ هوووب ضممنا بعض وجلسنا نبكي وكل واحدة تتشره على الثانية وأنها سبب المشكلة وعدنا لبعض سمنة على عسل....
بصراحة الشلة ما لها طعم بدون حصيص الملقوفة... وبدوني!!
طبعاً حضرت باقي الشلة في نهاية المسرحية المأساوية وشاركننا البكاء والفرحة..
وهنا أسدل الستار على إحدى قصص المهاوشات الرومانسية العربية المترجمة التي تتكرر دائماً وفي أفضل البيوت!!
وسلامتكم
📚 مجلة حياة العدد (٥٣) رمضان ١٤٢٥ هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١٩) طحن الرحى
في استغلال الأضحى !
وأخيراً... بدأت الإجازة!!
الله قمة السعادة والراحة..!
أنا عملت اجتماع خاص وسري، اخترنا إحدى الغرف الفاضية والهادئة - المخزن - وجلسنا على كرتون الاجتماع، واتفقنا كلنا – أنا ونفسي وذاتي- على وضع خطط للاستفادة من هذه الإجازة...
وكانت الخطط كالآتي:
ـ العمل الصالح قدر الإمكان في العشر الأوائل من ذي الحجة لفضلها المعروف (صيام، صدقة، قراءة قران، الكف عن إيذاء الأخوان، بر الوالدين ومساعدة ماما في المطبخ، صلة الرحم وذلك بالتخفيف من المبيت الجماعي عند أخوالي حتى لا نؤذي الجدين...الخ)
ـ القيام برحلة برية، من سيناريو وإخراج نوير.
ـ شراء مستلزمات الفصل الدراسي الثاني __أنا أستمتع جداً بدخول المكتبات والغوص في أعماق المكتبة القرطاسية - ما قلت لكم أنا مثقفة؟!
ـ وعلى ذكر المثقفة قررت أيضاً -اذكروا الله- قررت قراءة كتاب مفيد جداً وهو زاد المعاد في هدي خير العباد، وهو كتاب ممتاز عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ـ وكذلك قررت عمل حفلة شواء -أسمع فيها ولا أعرفها!!- في المنزل لأفراد العائلة.
ـ أحنّي رأسي وأضع علبه زيت زيتون بمعدل مرتين. لعل وعسى تهبط كم شعرة!
ـ أرتب غرفتي، واكتشف ماذا تحتوي أدراج تسريحتي!! وأما شماعة الملابس فحدث ولا حرج تقولين شجرة الدر.
ـ أعزم بنات خالتي - شلة القهر- يبيتون عندنا كم يوم.- حتى يساعدوني في ترتيب الغرفة!!- شفتوا الذكاء!! حج وقضاء حاجة، استانس وأستفيد!! ما قلت لكم أني ذيبة!!
ـ أكتب قصيدة شعرية من معلقاتي الخمسين بمناسبة كون العيد في الشتاء وفي نفس الوقت إجازة الربيع يعني الصدفة العجيبة: اتفاق الثلاثة كلها في وقت واحد!! مثلث يرمودا!!
ـ اعمل حمام مغربي، ولو أن ما عندي ليفة مغربية ولا صابون مغربي، عندي صديقة جزائرية يمكن آخذ منها صابون وليفة؟! يعني كلهم في المغرب العربي ونفس المواد والتربة والهواء .!
ـ أقص نظارة جديدة وراقية بمناسبة فترة الغنى المؤقت بسبب العيديات، ويمكن أبتكر نظارة جديدة : نظارة ضد المطر والضباب! يعني بمساحات مثل السيارة للحاجة المستديمة لها.
وبعد أن طارت الإجازة...
سأخبركم بإنجازاتي.. وماذا حققت من النقاط أعلاه..
ـ الحمد لله البند الأول كان جيداً عسى الله أن يتقبل.
ـ وكذلك البند الثاني: فقد قمنا برحلة برية رائعة بكل المقاييس إلا أن قطيعاً هائلاً من الذباب أفسد متعتنا!!
ـ لم اشتر أغراض الدراسة إلى لحظة كتابة هذه السطور لعدم التفرغ.
ـ قرأت صفحتين فقط من الكتاب للأسباب أعلاه.
ـ قمت بعمل حفلة شواء، شوينا فيها كبدة وكلاوي والمتبقي من لحم الأضاحي!.
ـ وضعت حناء مرة واحدة فقط قبل العيد ولم يسعفني الوقت لوضع الزيت.
ـ عزمت بنات خالاتي وباتوا عندنا ثلاثة أيام، ومع الأسف النتيجة عكسية حيث زادوا حوسة الغرفة، وانتشرت الحوسة إلى غرفة أخواتي وصارت العقوبة مضاعفة وانقلبت الذيبة ذبابة!!
ـ كتبت عدة أبيات خارقة الوزن والقافية اذكر منها:
هذي الإجازة عيدنا عيدين = عيد الأضحى والإجازتين
ذبحنا بعيدنا خروفين = وأنقذت من سعيدان بسين!!
جمعت بالعيد ألفين = ومن كذبني أعطيه كفين!!
إلى آخر ما قلت..
ـ الحمام المغربي لم استطع القيام به وذلك لظروف خراب السخان (وهذا وقته؟!)!!
ـ وأبشركم قصيت النظارة وعملت فيها حركة... تدرون ما هي؟
رسمت عليها عيون مكحلة وعليها مسكرة، حتى ما أحتاج أرسم كحل بالمناسبات، ألبسها وانتظر انبهار البنات فيها!
ودمدد دمدد دمتم سالمين!!.
📚 مجلة حياة العدد (٥٦) ذو الحجة ١٤٢٥ هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(٢٠) قصتي والعزاء!!
قبل يومين توفي جارنا الغالي أبو محمد وهو- لمن لا يعرفه- رجل صالح كبير في السن، يلبس نظارات ولحيته بيضاء وبيده عصاه، وجهه فيه آثار جدري قديم...
المهم أنا تأثرت جداً فقد أحببته كثيراً لكثرة ما أراه إما ذاهباً إلى المسجد أو عائداً منه..
لقد بكيت - من جد- !! وتأثرت حينما ذهب والدي و إخواني ليدفنوه وتذكرت أن مالنا إلا التراب وأن كل من عليها فان..
ثم ذهبنا أنا والوالدة و سوير إلى بيت جيراننا لنقف معهم ونقوم بواجب العزاء، وما يحتاج توصون أحضرت معي كرتون مناديل وسلال زبالة للزوم، وكرتون جالكسي لتخفيف الألم عن المصابين
جلست وأنا ألحق دموعي بالمنديل، و فجأة وقف دمعي وأنا أتأمل أشكال المعزيات!!
كنت أقف لأسلم على إحداهن وفي لحظة أحسست بشيء يثقب رجلي لدرجة أني صرخت بأعلى صوتي آآآآي، التفتتْ علي وقالت: حاسبي!! ليه واقفة هنا!! على العموم (سوري) ثم أكملت مشوارها في التشفيط والعزاء المصطنع..
يا إلهي كعب دبوس!! خرجت وعيوني مغرورقة بالدموع (هالمرة من الألم!!)
ودخان يخرج من رأسي من القهر، وجلست في المطبخ أصيح شوي وأفرك رجلي.، إلى أن دخلت علي خادمتهم ومن حر ما في قلبي ضممتها وأنا أبكي، التي بدورها عزتني وذكرتني أن هذا حال الدنيا وكلو ناس فيه موت، لازم دعاء وعمل كويس) وأنا في حالة عصيبة!.. إلى أن خف الألم ثم عدت مرة أخرى إلى حلبة المصارعة..
جلست على الكرسي الوحيد الفارغ ورحت أمارس هوايتي في تأمل أشكال النساء، شيء مرعب!! العباءات دانتيل وشك وأقمشة عجيبة وحقائب من أرقى الأنواع وأحذية كعب، وجوالات ترن بنغمات موسيقية، وأنواع الأطياب.. (وكأننا في زواج لكنه أبيض وأسود!!)
وفجأة – أخرى- دخلت واحدة ورحت أتفرسها كأنني أعرفها، أوه تذكرت أبله مها- الإدارية المرعبة!!! وش جابها هنا؟!!!
طبعاً أنا نشف ريقي ومن الروعة قبلت رأسها وقلت لها عيدكم مبارك، وهذي الساعة المباركة اللي شفتك فيها!! حياك الله عندنا على الغداء!! ردت علي بهمس وهي تبتسم: والله ما راح تتغيرين يا نوير حتى في أحلك الظروف!!
بصراحة لقد تألمت كثيراً.. تصوروا.. كنت أنظر إلى أم جيراننا وهي تمسح دموعها، وفي تلك اللحظة كان في طرف المجلس ثلاث نساء يتبادلن وصفة طبخة وهاتي تعليقات _لا تنسين الكراميل وجوز الهند!! وهذا وقته؟!!
طبعاً حتى أتصرف في هذا الموقف التصرف المثالي جبت ورقة وقلم وأعطيتها لصاحبة الطبخة وطلبت منها أن تكتبها بهدوء ثم تعطيها لصاحباتها مراعاة لمشاعر الآخرين!
ازدحمت الغرفة جداً وبدأ العرق يتصبب من أعلى الرأس ويتدحرج إلى أسفل الظهر، وبعد دقائق سقطت سوير مغمى عليها من الحر! والله ما توقعتك رقيقة كذا يا سوير، طبعاً فزعت لها وجلست اسمي عليها و ارش عليها ماء وخطفت الورقة اللي أعطيتها لصاحبة الطبخة - قمة الأدب، بس للضرورات أحكام!- ورحت أهف على سوير وأنا أصرخ عطريا جماعة بسرعة، وأرجوكم ابتعدوا حتى تقدر تتنفس!!- مسوية طرزان!- والحمد لله بعد خمس دقائق انجلت الغمة وصحت سوير واستندت علي وتدربينا إلى بيتنا وأنا وإياها نصيح من الموقف!!
يعني اليوم من بدايته إلى نهايته صياح في صياح، وحزن في حزن من وفاة الرجال مروراً بالعجائب اللي شفتها، وتخريم رجلي وانتهاء بإغماء أختي... الحمد لله على كل حال..
📚 مجلة حياة العدد (٤٨) ربيع ثاني ١٤٢٥ هـ
◽️◽️
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
🗂️
[ سواليف نوير ] مجموعة قصصية فكاهية .. (١/٥)
[ سواليف نوير ] مجموعة قصصية فكاهية .. (٢/٥)
[ سواليف نوير ] مجموعة قصصية فكاهية .. (٣/٥)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق