في زوجتي ، غفر الله لها ، مالا أدري وصفه ، لكنني أشرحه ببساطة فأقول أنها ترفض ما أقدمه لها من طعام أو شراب ، وهي تعتذر عن قبوله ، لسبب من الأسباب التي تبديها .
ولعلكم تقولون : وماذا في هذا ؟ لعلها لا تحب ما قدمته لها ، أو لعلها أكلت فشبعت وما عادت ترغب في المزيد ، أو لعلها مشغولة بأمر يصرفها عن تناول طعام أو شراب .. فلماذا تحزن من هذا أيها الزوج الحزين ؟
وأجيبكم فأقول : إن ماذكرتموه من احتمالات لاعتذارها .. هو فعلاً بعض ما تبديه حين ترفض ما أقدمه لها من حبة فاكهة مقشرة .. أو كأس عصير عصرته بنفسي .
وأحسبكم تردون عليَّ مستنكرين : وما المحزن في هذا ؟ عليك أن تحسن الظن بزوجتك وتقبل منها اعتذارها ، ولا تحمّله أموراً أخري .
وأقول لكم : معكم حق في هذا لو اعتذرت مرة ومرتين وثلاثاً .. ثم قبلت مني ما أقدمه لها في المرة الرابعة ..
أما أنها تعتذر دائماً منذ أن تزوجنا .. فما أحسبكم تنكرون عليَّ تأثري وحزني ، إضافة إلى ما هو أبعث للحزن والأسى ، وهو ما تفعله زوجتي بعد أن أقدم لها ما أقدمه !
وكأنني أسمع أحدكم يقول : لعلها تسكب كأس العصير الذي تقدمه لها في المغسلة .. أو تلقي الفاكهة التي قشّرتها لها في الزبالة !؟
وأستعجل في نفي هذا بأن الحال لم يصل بها إلى هذا الحد .. وأن ما تفعله ويحزنني قد يكون مفاجئاً لكم ، وهو على العكس من هذا ولعلكم ضقتم بي ذرعاً .
قرائي الكرام و- عيل صبركم وأنتم تنتظرون أن أخبركم مالذي يحزنني إذن في زوجتي !
سأقول لكم دون مزيد من التقديم : بعد أن تبدي زوجتي اعتذارها من رفضها ما أقدمه لها من فاكهة مقشرة أو كأس عصير .. وأنصرف تاركاً الفاكهة أو العصير على الطاولة .. تمد يدها فتتناول الفاكهة وتأكلها .. أو العصير وتشربه ..
وإذا ما عدتُ فجأة ووجدتها تأكل الفاكهة أو تشرب العصير .. وأبديت دهشتي .. وعبرتُ عما يشبه الاستنكار .. تعللت زوجتي بعذر آخر .. من مثل قولها إنها إن تركت العصير فإنه يفسد .. أو تركت الفاكهة فإنها تذبل ويتغير لونها وطعمها ما دامت مقشرة .
وألوذ بالصمت وأنا أقول في نفسي : ما منعك من قبول ما قدمته لك ما دمت حريصة على أن لا يتغير طعمه ولونه .. وتناولته من يدي من البداية .. فحفظتها .. وحفظت معها نفسي أيضاً من التغير !!؟
◽️◽️
محمد رشيد العويد
📚 مجلة الأسرة العدد ٩٤
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق