الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

رسالة وفاء 📝


لن أنسى يوم أن تقدّمت لخطبتها وقلت لها أتقبلينني زوجاً لك على أن تعينيني على أن أكون عبداً لله لا عبدا للمال فأومأت وأشارت أن نعم....

ولن أنسى يوم أن قلت لها: بإذن الله سوف تلبسين النقاب الشرعي وأنا أعرف وهي تعرف ثمرات ذلك الامتثال.... من مواجهة مع الباطل وأهله.. ومواجهة مع الخائفين علينا من الباطل وأهله ومرضى القلوب.. ولم يمض على عقدي عليها أقل من شهر... حتى امتثلت وهي تردد قول الله عز وجل (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً).

ولن أنسى أن منَّ اللهُ عليها بحفظ سورة النور والأحزاب وقراءة تفسيريهما... حتى تكون على أرض صلبة وتلقم الأحجار كل مَن جادلها بالباطل في شأن حجابها واستقامتها.

كيف أنسى ولن أنسى يوم أن تغيرت معاملة صاحب المدرسة الخاصة التي تعمل بها فأشرت عليها بترك العمل لله عزَّ وجل.. وذلك في مُجتمع وأُسرٍ تُقَدِسُ الشهادات والوظيفة.. فامتثلت راضية محتسبة وعوضنا الله خيراً من هذا العمل.

ولن أنسى صبرها معي على أذى القريب والبعيد...

أبنائي وبناتي الأحباء.... هذه هي بعض مآثر أمكم وحُقّ لي أن اُجلّها وأفصح لكم بتقديري لها فلا تلوموني... وحقّ لي أن أكنّيها خديجة... وحُقَّ لي أن أقول فيها هي كأُمَّة... فخذوا منها صبرها واحتسابها ورضاها وامتثالها لأوامر ربّها.. وردّدوا معها مثلما كانت ولا تزال تُردد (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً).

ما ذكرته مواقفُ مشهودة في أيام معدودة في أقل من الشهر فكيف لو أكملت لكم سيرتها العطرة.. وسأكملها إن شاء الله تعالى وقدّر.

كيف أنسى وفكري فِكْرُها... وطريقي طريقها.... وما يدور في خَلَدي وقلبي ينطق به لسانُها... إن قُلت فيها كأُمَّة ما جاوزت قدرها... وإن قُلت في العطاء والوفاء مدرسةٌ فإنها تفوقها... زَانها قرآنُها... صباحُها مساؤها ذاكرة لوردها..

فهل تعذرونني أحبّتي في إكرامها وذكرها... فمن لي بِمثلِها.

◽️◽️

أبو البراء المصري
📚 مجلة الأسرة العدد (١٧٦) ذو القعدة ١٤٢٨ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق