الجمعة، 16 نوفمبر 2018

(القراءة) .. بلسم العلاقات الزوجية


(القراءة).. بلسم العلاقات الزوجية

الرأي النفسي: ٩٩% من الأزواج الذين يعانون من خلافات لا يقرأون.

الرأي الاجتماعي: العلاقة وثيقة بين القراءة والسعادة الزوجية.

د. عادل صادق: بالقراءة والإطلاع يكون الشخص أكثر عقلانية


يقول أحد الباحثين النفسيين أن أكثر من ٩٩% من خلافات الزوجين تقع لأنهم لا يقرأون وهو يتفق مع ما قاله الفيلسوف البريطاني جون ستيورات :
(قل لي كم كتابا قرأت. اقل لك على الفور. هل أنت سعيد في حياتك الزوجية أم لا؟)
وأعلن باحثون غير هؤلاء أن هناك بالفعل علاقة وثيقة بين القراءة والسعادة الزوجية.. في هذا التحقيق نقف على هذه الحقيقة التى أصبحت غائبة عن أذهان الكثيرين بالرغم من أن الدراسات تؤكد أنها ناجحة في استقرار العلاقة الزوجية.!

* تقول نسرين الشريف: 
هذه حقيقة فالقراءة مفيدة فعلا وتجعل الشخص هادئا وأحمد الله ان زوجي يهوى القراءة وكذلك أنا. وقد تعودنا أن نقرأ كتابا ونناقشه معا. ولا تتوقف قراءتنا على نوع معين ولكننا ننوع في القراءة. صديقاتي يسألن عن سبب هدوء عشنا. وعندما أقول أنها القراءة لا أحد يصدقني.!

عدوى القراءة

* وتضيف نادية عثمان:
القراءة متعة نفسية وما دامت كذلك فلاشك أنها تريح الأعصاب وينعكس هذا الإحساس على الزوج وأنا أفضل القراءة الرومانسية والروايات وأحيانا أقصها على زوجي فهو يحب السماع ولا يجد وقتا للقراءة.

* وترى ميعاد توفيق:
أن القراءة لا تتوقف فقط على تثقيف العقل ولكنها تمتد إلى نفس الإنسان فتهذبها وتشذبها وتجعله قادرا على الحوار واسع الصدر يفهم نفسه والذين من حوله وأولهم شريك حياته. وأعتقد أن الزوج يحترم عقل الزوجة التى تقرأ والملاحظ أن البيوت التى يقرأ فيها الزوجان تكون مستقرة.

* وتحكى منى رشاد:
أعود من عملي منهكة في المساء وبعد أن ألبي مطالب أسرتي انفرد مع نفسي بعض الوقت للقراءة. ألاحظ بهذا الأسلوب أن زوجي يحترمني وكذلك الأولاد. فالجميع في نظري يستمدون قيمتهم من الكتاب.

* ويقول احمد البدري:
القراءة هي مفتاح الإنسجام بين الزوجين وعندما أدخل وأجد زوجتي تحمل كتابا في يدها أشعر بالسعادة.
الأجيال السابقة لم تكن تستغنى عن الكتاب فالقراءة توسع المدارك وتعلم الهدوء والصبر. 
والملاحظ أن الجيل الحالي لا يقرأ الكتاب وألخص كلامي بأن القراءة تخلص من الغضب وتشعر الزوجين بالمتعة.

تدمن القراءة

* ويقول حسين الرشيدي (رجل أعمال):
القراءة هي سر انسجامنا ونجاحنا في حياتنا فزوجتي تعودت على القراءة حتى أدمنتها مما جعل حديثها يتسم بالمنطق والرصانة حتى عندما نختلف تجاهد نفسها حتى لا تخرج عن دائرة منطقها ولا تنسى أن قراءة الروايات العاطفية تزيد من رومانسية الزوجة ولذلك اعتقد ان الزوجة المستنيرة المثقفة أساس لحياة زوجية هادئة وسعيدة.

خلافات بسبب القراءة

* ويقول الباحث النفسي عماد جمال بمدرسة الاخلاص الأهلية للبنين:
أن أكثر من ٩٩% من الأزواج والزوجات الذين يعانون من خلافات مستمرة لا يقرأون وليس لديهم علاقة مباشرة بالكتاب أو حتى الإطلاع على معلومات محددة في الموسوعات العامة والمتخصصة وقد إكتشفت هذه الحقيقة من خلال متابعة الحالات التى تتواجد في المدرسة في محاولة البحث عن المشاجرات التى لا تتوقف بينهم خاصة في حالة مشاركة الأبناء الصغار فيها فالإنسان الذي لا يقرأ هو أكثر شراسة وعدوانية من الفرد الذي يعشق القراءة لكن ظروف الحياة تجبره على افتعال الود والحب والمرح خارج محيط الأسرة أي مع زملائه ورؤسائه وكل من يرتبط معهم بمصالح أو مع الآخرين في الشارع والذين قد يكونون أكثر قوة ومن هنا لا يجد متنفسا للعدوانية سوى داخل المنزل فتجد الزوجة تميل الى التشاجر مع شريك حياتها وإلى العصبية من دون مبرر منطقي ويبدو الرجل أيضا في حالة غليان وتوتر ويغضب لأتفه الأسباب ويصب كل غضبه على زوجته التى تقابل ذلك بمزيد من التحدي والإستعداد للمواجهة وهكذا تشتعل المشاحنات بين طرفي العلاقة الزوجية دونما أسباب قوية أو جوهرية في معظم الأحيان وقد يتطور بعضها إلى معارك وإلى خلافات مزمنة تنتهي بالإنفصال وهدم حياة الأسرة وكل ذلك بسبب عدم القراءة أما الإنسان الذي يقرأ كثيرا فيبدو على عكس تلك الحالة تماما حيث يميل إلى التفاهم مع الطرف الآخر بعقلانية وحب فتعيش العائلة كلها في سعادة واستقرار.

القراءة والسعادة

وتضيف الدكتور خديجة عبدالله من ادارة التعليم (تخصص علم اجتماع):
أن هناك علاقة وثيقة بين القراءة والسعادة الزوجية وهذا ما أكدته دراسات علمية عديدة كان آخرها الدراسة التى أجراها قسم علم النفس في جامعة عين شمس حول الإستقرار الأسري إذ تبين أن (٨٩%) تقريبا من الأزواج والزوجات الذين لا يقرأون يتشاجرون مرة اسبوعيا على الأقل
بينما اتضح أن ٣٧% من الذين يعشقون القراءة يدخلون في خلاف مع شريك الحياة مرة واحدة شهريا 
وباقي السنة (٦٣%) تقل بينهم المشاحنات الزوجية إلى مرتين فقط في العام.

وأوضحت الدراسة أن مشاجرات عشاق القراءة لا تتطور إلى معارك طاحنة بالأيدي أو تبادل السباب ولكنها تقف عند حد النقاش الهادئ في أول الأمر لشرح أسباب الخلاف في وجهات النظر بين الطرفين ثم تتطور أحيانا إلى إستخدام الأصوات العالية ومهما كان الغضب جامحا فإنه لا يصل إلى مرحلة القتال أو إستعمال القوة مما يسمح بالصلح السريع بين الطرفين وبقاء الحب والود المتبادل بينهما والذي يؤدي إلى مواصلة حياتهما معا في سعادة وتفاهم وانسجام.. العكس تماما يحدث لدى الأفراد الذين لا يقتربون من الكتب إذ تتطور المشاحنات إلى مشاجرات ثم إلى معارك بكل ما يعني ذلك من صوت مرتفع وسباب وضرب أحيانا ويترك كل ذلك جروحا داخل النفس يبدو من الصعب شفاؤها فيعيش كل طرف مع الآخر من أجل الأبناء فقط.


* وفي رأي الدكتور عادل صادق (أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر):
أن القراءة تجعل الفرد أكثر عقلانية عند التعامل مع المشكلات ولذا يواجهها بهدوء بدلا من الإنفعال والعصبية والصوت المرتفع الذي يضر أكثر مما يفيد كما أنها تعلمه كيف يسيطر على غضبه وأن يكون كبيرا في سلوكه ومهذبا في الألفاظ التى يستخدمها أيضا فإن الإطلاع على الكتب كثيرا يؤدي إلى فهم الإنسان للحياة بكل ما فيها مما يزيد من قدرته على التعامل معها وعلى التفاهم مع عائلته.

والثابت كذلك أن القراءة تنمي رغبة الفرد في الحياة وسط مناخ هادئ ومستقر وتؤدي إلى كراهيته للقلق والتوتر ولذلك يحرص على ألا يثير أي خلافات داخل الأسرة حتى يحقق رغبته ولا يتعكر صفو حياته وهي تساعد أيضا كل طرف على فهم دوره وما المطلوب منه لإستمرار العلاقة الزوجية من دون أن يظلم أو يضايق الآخر فإذا أدى الزوج دوره وقامت المرأة بواجباتها شعر كل منهما بالراحة والإنسجام وأخيرا فإن الإطلاع على الكتب يسهم في زيادة قدرة الفرد على ترويض الطرف الآخر بحيث يصبح من السهل التعامل معه من دون مشكلات أو خلافات وهكذا تعتبر القراءة اكسير الإستقرار الأسري .

تحقيق - أريج الحيدري 
جدة

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق