أنقل لكم جزء من المقابلة التي أجرتها
📚 مجلة الأسرة عام ١٤٢٤ هـ
مع د. أسماء الحسين
الأستاذ المساعد في علم النفس والمتخصصة في العلاقات الزوجية
كان معها هذا الحوار:
* لوحظ مؤخراً كثرة حالات الطلاق في السنوات الأولى للزواج، مما يشير إلى عدم فهم الزوجين لمتطلبات هذه المرحلة فما أسباب ذلك؟
المرحلة الأولى للزواج خصوصاً السنة الأولى (مرحلة الزوجين دون أطفال) يشوبها غالباً الكثير من الحذر، والتقلب أو عدم الاستقرار، فالزواج يتضمن الحماس والرغبة في إيجاد مكان في المجتمع، وتتنازعه السلطة أو تحديد الأدوار والتعود على طباع الشريك أو محاولة تعديلها، وقد وجد بالفعل أن التوافق الزواجي قد ينخفض في أغلب الزواجات في وقت مبكر من الزواج لأسباب أهمها:
- اختلاف الحياة الواقعية عن الصورة المثالية التي يحملها الزوجان عن الزواج.
- البناء العضوي للجنسين وما يتخلله من فروق بينهما في النمو اللغوي فالرجال خلقوا مهيئين للاستقلال الذاتي، بينما خلقت النساء مهيئات للمودة والتعبير عن المشاعر، والاهتمام بالتفاصيل، وإلحاح الزوجة على زوجها للتعبير عن مشاعره لتعزيز المودة والألفة لديها قد يجعله يشعر بالرغبة في الاستقلال الذاتي أو الانسحاب.. وبصفة عامة فإن الزوجات أكثر انغماساً في الحياة الزواجية بينما الرجال تتأثر سعادتهم بنواح غير أسرية أو لا تقتصر على الحياة الأسرية فقط.
* يظن البعض أن الفتيات فقط هن من يحتاج للتهيئة للزواج دون الشباب، ما مدى انتشار هذه النظرة، وما الأسباب وراءها، وما نتائجها؟
هذا الأمر شائع للأسف أي أن المجتمع لا يبدي اهتماماً بتهيئة الشاب للزواج وربما اقتصر الاهتمام على ما يتعلق بالناحية المادية وإهمال الجانب النفسي والثقافي الخاصة به وهو عامل مهم في اتساع الهوة بين الزوجين فيما بعد، وأتمنى لو أن الشاب المقبل على الزواج يتسنى له التزود من المعلومات الخاصة بطبيعة الشريك أي أن يدرس الرجل نفسية المرأة وطبيعتها. أتمنى أن يتم هذا الإجراء بصورة ضرورية من قبل المعينين على المستوى الرسمي، ولا يعني هذا أن الفتاة أوفر حظاً من الفتى بل للأسف لا يزال إعداد الفتاة للزواج هامشياً وشكليا لا يخرج عن الإطار المادي والظاهري أيضاً، وحتى بعد الخطبة على سبيل المثال فإن هم الفتاة وأسرتها توفير الاحتياجات المادية من لباس وزينة وأدوات منزلية وهي – وإن كانت مطلوبة- إلا أنه لا يجب المبالغة فيها أو أن تأتي على حساب الإعداد المعنوي الحقيقي، ولكم أن تسألوا كم هو عدد الأسر التي تلحق فتياتها بالدورات أو المحاضرات أو الدروس في هذا الشأن؟ إن من الأهمية بمكان التزود بالثقافة الزواجية والأسرية وإن أمكن فحبذا الالتحاق بدورات تدريبية في هذا المجال.
* تساهم بعض وسائل الإعلام بشكل عام في تقديم تصورات مغلوطة عن الحياة الزوجية تؤدي بدورها إلى زيادة هذه المشكلات، كيف نواجه ذلك؟
وسائل الإعلام سلاح ذو حدين فهي كما تستخدم في الشر تستخدم في الخير والتوجيه الطيب من خلال برامج الاستشارات والفتاوى وبرامج الإرشاد الديني وللحياة الزوجية منها نصيب طيب، ولكن سلبية وسائل الإعلام نراها فيما يقدم من أفلام هابطة وأجنبية وذات أهداف تجارية تضرب بالقيم والأخلاق عرض الحائط، وتفسد ذوق الشباب بما تبثه من سموم، وما تقدمه من إغراءات تثير الغرائز فهي تشترط للزواج الحب في صورة متأججة أو غاية في الرومانسية مما يجعل الشاب أو الفتاة يعلن الفشل سريعاً بمجرد أن يصطدم بالواقع الذي وجده مختلفاً عما تلقنه من هذه الأفلام، أضف إلى ذلك طموح الشباب الزائد عن الحد في الحصول على الفتاة المناسبة بسبب ما يراه في هذه الأفلام من صور فاتنة، وكذلك شأن أساليب الروايات العاطفية الأجنبية والعربية المدغدغة لغرائز الفتيات.
* ما تقييمكم لما تقدمه المجلات الموجهة للمرأة والفتاة المسلمة حول هذا الموضوع؟
المجلات الموجهة للمرأة أيضاً سلاح ذو حدين ولكن هناك مجلات هادفة يديرها مسؤولون نحسبهم على دين وخلق وثقافة فهم يجتهدون في تنوير الفتاة والأسرة عموماً لكل ما هو مفيد ونافع وأحسب أن مجلة الأسرة إحدى هذه المجلات المعنية ولكن لا يعني هذا أن المسؤولية من السهولة بمكان فلا يزال الأمل في تحقيق الأفضل وعلى وجه خاص ما يتعلق بتنوير المقدمين على الزواج بالمعلومات والأساليب المثلى للتعايش في صورة واقعية وليس بالضرورة أن تأتي مثالية أو مبالغ فيها، ولابد من مراقبة لم يتم تقديمه للفتيات والشباب وجميع شرائح المجتمع حتى لا يتحمل أولئك المسؤولون في قطاعات الإعلام عموماً أوزار انحراف الشباب وضياعهم.
◽️◽️
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
موضوع ذا صلة:
🔗 مقابلة أخرى مع د. أسماء الحسين
الجزء الأخير من المقال:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق