الأحد، 25 نوفمبر 2018

ربوا أبنائكم لجيلهم فإنهم قد خلقوا لجيل غير جيلكم


قال على بن أبي طالب رضي الله عنه ( ربوا أبنائكم لجيلهم فإنهم قد خلقوا لجيل غير جيلكم )

فالتربية تتطلب أمورا كثيرة منها الالمام بشريعة الله وتربية الأبناء بها وتتطلب أيضا العاطفة والخلق الحسن
والتخلّق باللين والرحمة والرأفة والرفق قال صلى الله عليه وسلم ( إنَّ الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه ) رواه مسلم

أن دور الآباء والأمهات في الزمن الرقمي مختلف على ذلك الدور الذي لعبه الآباء في الزمن الماضي
وأن دورهم في التربية لم يعد قاصراً على إصدار الأوامر بفعل كذا ولا تفعل كذا

📰 نشر في جريدة الرياض العدد ١٣٠٣٥
هذا التقرير التالي :

كثير من الناس يرون أولادهم امتداداً لذواتهم ويطالبونهم بالامتثال لأوامرهم من دون تساؤل اطلاقاً، متجاهلين أن للأولاد استقلالية ذاتية يعاملون ويفكرون وفقاً لحوافزهم ودوافعهم الذاتية.
وعندما يفرض الأهل مطالبهم على أولادهم فإن النتيجة غالبا ما تكون التحدي والتمرد على أوامر الأهل ومطالبهم وتعليماتهم، أو ينعكس التسلط على شخصية الولد بأعراض القلق وعدم الأمن.

ذلك أن نمو الذات نمو صحي عند الولد ويتطلب أن يكون له صوت في الأسرة ويناقش ويقبل هذا الصوت، وليس من الضروري أن يكون موافقاً عليه. وبالمقابل فإن التساهل يربي أولاداً سريعي الانهيار العصبي، لديهم مشاعر الارتباط والاتكال على الغير.
وهو ما يجعل التوازن والاعتدال بين هذين الحدين المتطرفين في التربية - لا إفراط ولا تفريط - أمراً لازماً في سمات التربية الصحيحة والمتزنة.

من ناحية أخرى.. الآباء والأمهات ملزمون ب"تعليم أنفسهم كيفية حل الاختلافات بينهم، وتأكيد الذات، والتدبر بالشدة النفسية. كما يحتاجون إلى التخلي عن العرف التربوي السيئ في تنشئة الأولاد الموروثة عن الآباء.

وبما أن للأولاد خصاءهم المختلفة والأمزجة والحاجات وسمات الشخصية المتباينة، فهذا يعني أنه "لا توجد طريقة مطلقة صحيحة يمكن تعميمها في مسألة التربية والتنشئة تصلح لكل الأولاد"، لكن هناك مؤشرات وأسساً سيكولوجية مفيدة.

ومن الأخطاء التي يصنعها الأهل مع أولادهم الضغط عليهم بأن يفعلوا ما هو لصالح الأهل وليس تلبية لرغبة أولادهم.

من الجانب الآخر.. بإمكان الوالدين أن يخلقا شيئاً مختلفاً عندما يتجنبان بعض الأخطاء الرئيسية. وحين يصدر خطأ عن طفل فإن الخطأ أن يصنعا لديها مشاعر الإثم. فمشاعر الذنب "الخفيفة" عادة تردع من ارتكاب التصرفات الخاطئة، عبر محاسبة الذات.
وحين يخفق دراسياً فإن هذا الاخفاق يتحول بنظر الوالدين إلى خطيئة أو ذنب جسيم ويؤول الأمر إلى فشل في تكوين احساسه بقبول ذاته.
إن الوالدين العاقلين يوجهان تحذيراً حازماً لهذا الولد من مغبة ومخاطر هذا السلوك، ولكن دون المساس باحترامه لذاته.

والعمل الأكثر فعالية، والأقل إيذاء في تربية الولد هو في التمييز بين ما يفعله الولد، وما هي هويته وذاته.

وعدم التمييز بين الفعل والهوية في العملية التربوية هو الذي يخلط الأوراق وتصبح التربية موجهة لتدمير احترام الذات عند الولد واحساسه بالذنب، وتعمق مشاعر الصغار بالعدوانية والرفض لذاته.

◽️◽️

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق