قال الشيخ جمال الدين يحيى بن يوسف الصرصري الحنبلي رحمه الله تعالى :
أنا العبد الذي كسب الذنوبا = وصدته الأماني أن يتوبا
أنا العبد الذي أضحى حزينا = على زلاته قلقا كئيبا
أنا العبد المفرط ضاع عمري = فم أرع الشبيبة والمشيبا
فيا أسفي على عمر تقضى = ولم أكسب به إلا الذنوبا
وأحذر أن يعاجلني ممات = يحير هول مصرعه اللبيبا
ويا حزناه من نشرى وحشري = بيوم يجعل الولدان شيبا
إذا ما قمت حيراناً ضميئاً = حسير الطرف عريانا سليبا
ويا خجلاه من قبح اكتسابي = إذا ما أبدت الصحف العيوبا
وذلة موقف وحساب عدل = أكون به على نفسي حسيبا
ويا حذراه من نار تلظى = إذا زفرت وأقلقت القلوبا
فيا من مد في كسب الخطايا = خطاه أما يأنى لك أن تتوبا
ألا فاقلع وتب واجهد فإنا = رأينا كل مجتهد مصيباً
وكن للصالحين أخا وخلا = وكن في هذه الدنيا غريبا
وكن عن كل فاحشة جبانا = وكن في الخير مقداما نجيبا
ولا تطلق لسانك في كلام = يجر عليك أحقادا وحوبا
ولا يبرح لسانك كل وقت = بذكر الله ريانا رطيبا
وصل إذا الليل أرخى سدولا = ولا تضجر به تكن هيوبا
تجد أنسا إذا أوعيت قبرا = وفارقت المعاشر والنسيبا
وصم ما استطعت تجده ريا = إذا ما قمت ظمآنا سغيباً
وكن متصدقاً سراً وجهراً = ولا تبخل وكن سمحاً وهوباً
تجد ما قدمته يداك ظلا = إذا ما اشتد بالناس الكروبا
وكن حسن السجايا ذا حياء = طليق الوجه لا شكسا غضوباً
ولا تمزح وكن رجلاً وقوراً = كثير الصمت متقياً أديبا
ولا تحسد ولا تحقد وطهر = لسانك أن ينم وأن يغيبا
فإنك إن نهضت لفعل هذا = حللت من التقى ريا خصيبا
◽️◽️
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق