ذنوب في الكذب. . .
ذنوب في الغيبة. . .
ذنوب في التكبر. . .
ذنوب. . . ذنوب. . . ذنوب.
يا لها من جاهلية تطؤها أقدامنا. . .
وتنطقها ألسنتنا. . .
وتراها أعيننا. . .
ولكن رحمة الله واسعة. . . ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾.
فهو القائل: ﴿غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ﴾ فعز من قائل
والآن. . . مد يدك معي لكي نرفع الستار عن موقف نجد فيه عظمة الكبير المتعال،
فإلى موقفنا على بركة الله.
فإلى موقفنا على بركة الله.
كان (إبراهيم الخواص) وجماعة جالسين في بيت من بيوت الله تعالى. . . وبيت الله تجد فيه الطمأنينة، والراحة النفسية.
وترى فيه الأيادي المتوضئة، والجباه الساجدة. . . الخاضعة المتبتلة لله تعالى والله الذي لا إله إلا هو وأنا أخط هذه الحروف، وأنا في بيت الله أشعر بسعادة لا أستطيع أن أصورها بمداد قلمي حتى يسطرها في الورقة، ففي بيت الله كان (إبراهيم الخواص) معه بعض الرجال.
فماذا كانوا يفعلون؟
لقد تعددت أعمالهم. . . ولكنها كانت جميعا خالصة لوجه الله تعالى. . .
فهذا ساجد لله. . .
وهذا قائم يصلي لله. . .
وهذا يدعو الله. . .
وهذا يقرأ القرآن. . .
وهذا يستغفر الله. . .
وبينما هم في هذا الجو الإيماني إذ يسمعون موسيقا. . . صادرة من بيت بقرب المسجد. . . فأثّرت هذه الأصوات على الصفاء النفسي والطمأنينة الإيمانية.
فاستنكر أهل المسجد تلك الأصوات، وأرادوا أن تتوقف هذه الأصوات حتى يعودوا مرة ثانية للجو الإيماني فانطلق بعضهم إلى الشيخ (إبراهيم الخواص) وهو الشيخ المسموع الكلمة لتقواه وورعه.
فقالوا له : يا أبا اسحاق. ماذا ترى؟
فاستجاب (إبراهيم الخواص) لهذه المهمة.
وخرج من المسجد متجهاً إلى البيت الذي به المعازف وقبل وصول (إبراهيم) إلى البيت. . وإذا بكلب رابض بالطريق. . . ولكنه (إبراهيم) واصل السير فلما اقترب (إبراهيم) من الكلب نبح عليه وهبّ في وجهه.
فرجع (إبراهيم) إلى المسجد مبتعداً عن أذى الكلب، وجلس في المسجد يفكر وبغد فترة خرج مرة ثانية من المسجد متجهاً إلى البيت الذي تنطلق منه أصوات المعازف.
فاقترب من الكلب، والكلب لا يزال رابضاً واقترب (إبراهيم). . .
فماذا فعل الكلب في هذه المرة؟
هل اندفع إليه ونهشه؟
هل نبح عليه كالمرة السابقة؟
. . . . . . . . . . . . . . . . لا . . . . . . . . . . . . . . . .
لقد كان الكلب ساكناً. . . ولم يترك مكانه.
وكأن الطير قد حطّ على رأسه
فواصل (إبراهيم) السير. . .
فواصل (إبراهيم) السير. . .
وطرق الباب فخرج إليه شاب حسن الوجه وقال: (أيها الشيخ لو كنت وجّهتَ بعض مَنْ عندك ليبلغ ما تريد. . .).
أي أن الشاب أراد من الشيخ إبراهيم أن يبعث إليه واحداً ممن كانوا في المسجد بدلاً منه.
وواصل الشاب قائلاً: وعليَّ عهد الله وميثاقه لا شربت أبداً
و(حطّم كل ما كان عنده من المعازف وأواني الشراب.
ورجع (إبراهيم) إلى المسجد مرة ثانية. .
نعم أعرف ما يدور في تفكيرك الآن. . . وأعرف السؤال
نعم أعرف ما يدور في تفكيرك الآن. . . وأعرف السؤال
وسؤالك هو :
لِمَ نبح الكلب على (إبراهيم الخواص) عند خروجه في المرة الأولى؟
ولم ينبح عليه عند خروجه في المرة الثانية؟
ولم ينبح عليه عند خروجه في المرة الثانية؟
أليس هذا سؤالك؟
ما وضعك وأنت تقرأ الآن؟
ما وضعك وأنت تقرأ الآن؟
إن كنت واقفاً فاجلس
وإن كنت جالساً فاقرأ معي هذه الآية:
﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾.
الآن ستعرف الإجابة بإذن الله تعالى. . .
ما رأيك لو تركنا الشيخ إبراهيم الخواص يحدثنا. . .
ما رأيك لو تركنا الشيخ إبراهيم الخواص يحدثنا. . .
أظنَّك مؤيداً لرأيي.
إذاً تفضل يا شيخ إبراهيم وحدثنا. . فقال رحمه الله:
(نعم إنما نبح علي الكلب لفساد كان قد دخل عليَّ في عهد بيني وبين الله لم أتنبه له في الوقت المناسب،
فلما رجعت إلى الموضع ذكرته. فاستغفرت الله عز وجل منه ثم خرجت ثانية فكان ما رأيتم. . .
فلما رجعت إلى الموضع ذكرته. فاستغفرت الله عز وجل منه ثم خرجت ثانية فكان ما رأيتم. . .
سبحان الله. . . قلوب واعية. . .
قلوب مدركة. . .
قلوب مراقبة لذاتها.
قلوب متصلة بالله تعالى. . .
نبح عليه الكلب. . . فرجع لكي يتذكر ما هو الذنب الذي ارتكبه تجاه خالقه؟
فتذكر الذنب. . . فاستغفر الله. . . وبعد ذلك.
استطاع إبراهيم أن يُزيل المنكر.
وتاب ذلك الشاب على يد (إبراهيم الخواص).
وأصبح من العبّاد.
وأصبح من العبّاد.
فبالاستغفار. . .
أبعد الله تعالى شراسة الكلب عن إبراهيم. . . وسكتت المعازف وتاب ذلك الشاب عن المعصية.
أبعد الله تعالى شراسة الكلب عن إبراهيم. . . وسكتت المعازف وتاب ذلك الشاب عن المعصية.
فلنسارع إلى التوبة. . . ولنفر من المعاصي
كفرار الغزال من الأسد.
كفرار الغزال من الأسد.
فاليوم عمل بلا حساب
وغداً حساب بلا عمل.
وغداً حساب بلا عمل.
والآن فلنتذكر أنا وأنت ذنباً أحدثناه ولم نتُبْ منه. . هل وجدته؟ نعم أنا وجدته. . .
واستغفرت الله منه. . . وأنت هل وجدته. . . إذاً تُب منه الآن واستغفر الله.
وإلى رحاب التوبة فلننطلق سويا.
◽️◽️
📚 من كتاب : مواقف إيمانية – الكتاب الثاني
الشيخ نجيب خالد العامر
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق