حكي عن أحد الكرام أنه دعا جماعة من أصحابه إلى بستانه وعمل لهم وليمة
وكان له ولد جميل الطلعة
وقد كان ذلك الولد من بداية النهار وهو يخدم أضياف أبيه
وفي آخر النهار صعد إلى السطح فسقط من عليه ومات لوقته
فحلف أبوه على أمه بالطلاق ثلاثاً إن هي صرخت وأن لا تبكي حتى لا يشعر أحد من ضيوفه بذلك
فلما افتقدوه سألوا المضيف عن ولده فقال : هو نائم
وقد باتوا عنده تلك الليلة ولم يشعروا منه بأي تغير
بل استمر إكرامه لهم كأن شيئاً لم يكن
وعندما أصبحوا وأرادوا الخروج قال : إن رأيتم أن تصلوا على ولدي فإنه بالأمس سقط من على السطح فمات لساعته
ولكم أن تتخيلوا هول هذه المفاجأة عليهم
ولكم أن تتصوروا قوة صبر هذا الرجل الكريم
فما كان منهم إلا أن أبدوا أسفهم على ما حدث
ثم عاتبوه بقولهم له : لِم لم تخبرنا عنه حينما سألناك؟
فقال : لا ينبغي لعاقل أن ينغص على أضيافه في التذاذهم ، ولا يكدر عليهم عيشهم ،
فتعجبوا من صبره وتجلده ومكارم أخلاقه
ثم صلوا على الغلام وحضروا دفنه وبكوا عليه وانصرفوا.
وقد حصلت قصة مشابهة في إحدى مدن الجنوب بالمملكة العربية السعودية ونشرت في الصحافة.
وقد قيل لحكيم كريم : كيف تعلمت إكرام الضيف؟
فقال : كانت الأسفار تضطرني إلى أن أفد على الناس ، فما استحسنته اتبعته وما استقبحته تجنبته.
◽️◽️
📚 من كتيب : رسالة قد تُحدث شيئاً
تأليف حسن الفيفي
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق