الجمعة، 17 يونيو 2016

【كشف حساب عن عام مضى】لقد طويت صفحات ١٤٢٥ هـ بخيرها وشرها إلى غير رجعة وحتى يوم الدين

ها نحن نستقبل عاماً هجرياً جديداً ، ونودَّع عاماً كما هي العادة ..

عاماً انقضى فيه أكثر من ٣٦٠ يوماً ، أي أكثر من ٨٠٠٠ ساعة ، أي أكثر من ٥٠٠ ألف دقيقة ..

فكـم بربك من هذا الوقت قضيناه في لهو " مباح " ناهيك عن غير المباح ؟

وكم قضيناه في تـراخ وكسل ، ونوم واسترخاء ، ودنيا محضة ؟ ثم كم تبقى منها لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟

لقد نبض قلبك فيه نحو ٤٠ مليون نبضة بانتظام لا مثيل له ودقة متناهية ، فهو مبرمج بكمبيوتر على أعلى المستويات ، وصيانته ذاتية
كما شهقت فيه نحو ١١ مليون شهقة ،
وزفرت نحـو ١١ مليون زفرة زفيراً آخذاً من الهواء أكسجينه النافع ، مخرجاً إليه كل ضار ،
ولم يتوقف التنفس لحظة واحدة ، ولم تضطرب عملياته المنظمة الموقوتة ، ولو حدث هذا لتوقف المخ ، والسمع ، والبصر ، والكلام ، والعلم ، ثم قد يتوقف القلب ، وتنتهي الحياة .

فهلا سجدنا لله شكراً على هذه النعم ، وهذه الأجهزة المسخرة لخدمتنا .. بلا صيانة ولا توقف ولا كلل؟

أخي ولقد كان عليك في العام المنصرم نحو ١٨٠٠ صلاة فريضة ، فكم ضيعت منها ـ بعـذر وغير عذر ـ ؟
وكم صليت منها في المسجد في جماعة ، وخشوع ، وتدبر ؟
وكم نقرتها كنقر الديكة على عُجالة والبال مشغول ؟
إن الطمأنينة ركن لا تصح الصلاة إلا به ، والله ينظر إليك في الصلاة يسمعك ويجيبك فـإذا انصرفت عنه بقلبك أو بنظرك انصرف الله عنك ..

وهل قرأت القرآن ـ بتدبر ـ ١٢ مرة في الاثنى عشر شهراً أو على الأقل ست مرات في العام ؟

إن لم تكن كذلك فنخشى أن تكون من الذين يشكوهم الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى مولاه يوم القيامة ويقول " يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً " الفرقان ..

وهل وصلت رحمك ؟ فمن وصلهم وصله الله ، ومن قطعهم قطعه الله ،

وهل قمت ببر والديك ؟ وهل دعوت لهما ؟ وهل تصدقت عليهما ومن أجلهما ؟

وهل بلّغت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو آية ؟

وهل كنت ممن ذكر الله " قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم " آل عمران : ١٩١ ؟ ..

ثم هل فكّرت في ملكوت السماوات والأرض ؟ وفي دقتهما ؟

وكذلك هل تفكرت في نفسك وأرجعـت الأمر كله لله ، إذ لا عبادة مثل التفكر " إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب " آل عمران ، فقد ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " ويل لمن قرأها ولم يتدبرها " ..

ثم هل فكرت في المسلمين الجياع ، وأنت تحضر الفاكهة والمعلبات لأبنائك ؟
وهل تذكرت الأرامـل وأنت تبيت مع أهلك ؟
وهل تذكرت يتامى المسلمين ، وأنت تلاعب ولدك ؟
وهل تذكرت المعوقيـن وأنت تجري خلف طفلك ؟

وهل تداعت لك صور المقتولين ظلماً وعدواناً هنا وهناك عندما أغمضت عينيك انطلاقاً من تمثل الحديث النبوي الكريم " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " ؟

لقد طويت صفحات ١٤٢٥ هـ بخيرها وشرها إلى غير رجعة وحتى يوم الدين :

ربح فيها من ربح وخسر فيها من خسر ، فهلا عاهدت الله على أن يكون حالك في عام ١٤٢٦ هـ 
أجدى ، وأنفع حتى تأتي في مثل هذا اليوم لتجد صحائفك أبهى وأجمل حين الحصاد نهاية العـام ؟

أحذر نفسي وإياك من " السين وسوف " فهما سبب ما نحـن فيه من تأخر وضياع ، فلنشمـر عن سواعد الجد ونعقد العزم ولنبدأ من الآن ..

◽️◽️

📚 بتصرف من مجلة المجتمع العدد ١٣٩٤

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق