السبت، 18 يونيو 2016

ريم السعوي: طلبت الاستشارة فأصبحت مستشارة !!

ريم السعوي من موقع إسلام أون لاين:

طلبت الاستشارة 
فأصبحت مستشارة !!


حين عانقت عيني كلماتها.. أحسست بشعور غريب...
ربما هو شعور الفخر.. ممزوجاً بدهشة..!

كنت أتصفح موقع إسلام أون لاين على شبكة الإنترنت وشد انتباهي كثرة الأسئلة
المتلهفة لإجابات شافية في قسم ( الاستشارات الدعوية ).. رأيت أفراداً كثر من عالمنا 
الإسلامي يبعثون بأسئلتهم.. يتناصحون.. يثيرون أسئلة.. ويتركون إجابات..
وفاجأتني..
إجاباتها.. خط متوازٍ من الرصانة والجودة..
كانت تجيب على تساؤل إحداهن، وتخاطبها بـ( أختي ) وتطيل السائلة سؤالها..
وتجيب هي بصدر رحب..

فبحثت بلهفة.. عن الشخصية المختبئة خلف اسمها.. وقلت: لابد أن تكون حاملة
شهادة عليا، متخصصة أو ذات خبرة عريضة..

فوقفت أمام بطاقتها الشخصية مرات ومرات.. إنها ريم بنت علي سليمان السعوي،
لم تجاوز الثالثة والعشرين، ولم تزل طالبة في كلية الحاسب والمعلومات على مقاعد
جامعة الملك سعود.
فصنعت بهمتها.. بهمتها.. بعقلها.. ودينها بكل ألق حديثها وكلماتها.. مثالاً لبنات
جيلها.. إن بأيديهن صنع مثلها.. ولربما أكثر..!

هذه ريم السعوي.. فتاة بمثل أعمارنا.. تركت لنفسها بصمة تحمل شخصيتها 
وفكرها.. وبلغت عن دينها بما استطاعت..

فهل شغفتم مثلي بمعرفة المزيد عنها..؟
لنرافق تجربتها في هذا اللقاء..


*هذه الروح الوثابة المعطاءة.. والقدرة على التواصل مع هموم مجتمعك بكل أريحية هل هي مهارة أكسبها إياك محيطك الأسري من حيث فتح باب الحوار بين أفراده؟ وكيف هي علاقتك بهم..؟
في بيتنا يفتح باب الحوار كثيراً والحمد لله،
وعلاقتي بأفراد أسرتي قوية ورائعة وكذا مع أقاربي.. أما شقيقتي مي فهي الصديق الحميم، لكن الحوار وحده لا يكفي للتواصل مع هموم المجتمع.. إن السبب الرئيس لفهم هموم المجتمع هو المحاولة الجادة للفهم.
فإذا وضعنا لأنفسنا خلفية مسبقة لصالح الآخر وفرضيات تحاول فهم ظروفه تطبيقاً لقول أحد الصحابة رضوان الله عليهم " التمس لأخيك المسلم عذراً".


* لمن تدينين بالفضل بعد الله في بلوغك هذا المبلغ؟
للوالدين الحبيبين.. لحياة الكاتب مصطفى صادق الرافعي..
يسخر الله لي معلمين أكثر.. منهم من يكبرني..
ومنهم من يصغرني.. منهم من ينفعني.. ومنهم من يضرني..! لكن الجميع يعلمني..


*أعتقد أن فضولنا عليك قد طال.. وحبذا لو انتقلنا للجانب العملي من حياتك.. فما طبيعة مشاركتك في الموقع ( إسلام أون لاين )؟
عضو بفريق الاستشارات الدعوية، نستقبل الأسئلة والاستشارات.. وبعون من الله نجيب عنها.


*هل عملك الدعوي في النت جاء عن تخطيط ودراسة وتأهيل أم أنك وجدتِ نفسك صدفة مرتاحة في هذا المجال؟
عملي في إسلام أون لاين.. جاء نتيجة دور المعلم الأساسي الذي يهمله البعض للأسف الشديد..
محدثاً التغيير المطلوب للمتعلم.. بدأت القصة حين أرسلت استشارة أنتظر جواباً.. وصلني الجواب، فتواصلت معهم استطراداً لموضوعي.. وعرض على محور الصفحة وقتها المعلم الفاضل د. كمال المصري التدريب في العمل وتشرفت بالانتماء ولو بجزء صغير من صرح أون لاين.
أما تخطيطي للدعوة إن شاء الله.. فهو خارج النت.


*هل الداعية في النت لها مواصفات غير الداعية خارج الشبكة العنكبوتية؟
يرجع إلى احتوائها هم الأمة.. وتفكيرها بالعلاج.. عندها ستحدد رغباتها وستتعدد في تنفيذها.


* تفاعل المشاركين من طالبي الاستشارة والدعوة معك كيف هو؟؟ وهل هناك حساسيات كونك امرأة؟
دائماً يحرص الموقع على التواصل مع السائل،
ومعي لم يحدث تفاعل إلا مرة واحدة مع أخت هي صديقة لي الآن، ومن جمال الصدفة، أننا نسكن في نفس البلد، نفس المدينة.. وأننا إن شاء الله نلتقي في الله.. وهنا تثيرين سؤالاً هاماً.. متى يحدث تفعيل الاستشارة في نفس السائل وبالتالي حياته؟ هل السائل.. يحتاج الإجابة لأنه لا يعرفها، أم أنه يريد أن يستشير فحسب، أم أنه قد تكون مجرد فضفضة..!!
هنا يأتي دور المستشار ليشغل حدسه في تحريك مشاعر السائل ومراعاة وضعه الخاص في الاعتبار الأول، وفي الاعتبار الثاني نفع الجمهور العام، وليس العكس.
أما الحساسيات.. لماذا نفترض وجودها أصلاً..


* انشغالك بطلب العلم هل يعيق عملك؟
أوهم نفسي بأنني قد أقصر، لكن الحقيقة أن هذا يرتب وقتي ومسؤوليتي أكثر!.. خاصة أن العمل غير مكثف تصحبه إجازات كريمة في أوقات الامتحانات..


وعلى الجانب الآخر..
نريد معرفة طموحك.. اهتمامك.. وهمومك الدعوية..

* فهل ثقافتك وإطلاعك تصب في البداية منها فقط أم تمتد لتشمل أكثر من محيط؟
كلما ازددت علماً بما يكتبه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ازددت علماً بجهلي المركب من بعض الكتب المتفرقة المترجمة، مواضيع القراءة تتعدد بشكل مغرٍ.. وإذا كنت سأطبق أول كلمة نزلت في القرآن " اقرأ" ومهمة الإنسان في قوله عز وجل " ليستخلفنهم في الأرض" فإن هذا يوجب علي بدون اختيار أن أطلع على التاريخ "التبشير، الاقتصاد، العولمة، التكنولوجيا، و..و..، ولكن بعد تأسيس ثقافي قوي لمرجعيتنا الأساسية للتمييز بين الفكر الثابتة والمتغيرة.


* حياتك ودراستك وطبيعة عملك في الموقع 
علاقاتك ومواهبك واهتماماتك الخاصة.. منظومة قد تتقاطع وقد تتوازن فهل وفقت بينها؟
" يا حي يا قيوم بك أستغيث أصلح لي شأني كله لا تكلني إلى نفسي طرفة عين."
هذا الدعاء الذي أوصى به رسولنا الكريم ابنته فاطمة رضي الله عنها أن تقوله صباحاً ومساءً 
علمني التجربة التالية التي أرغب ببثها.. طالما اعتمدت على قراراتي الخاصة لإصلاح نفسي الضعيفة من محاولات الاتزان التي ذكرتيها، وكثيراً ما كنت أفقد توازني.. اتضحت لي ضرورة الالتزام بالأذكار صباح.. ومساء التي تحصن المسلم من الشيطان وبقية الشرور والله تعالى ينبه تنبيهاً هاماً في قوله: "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا" وبالتوكل على الله والافتقار إليه يبارك في الوقت والجهد،
واستخارته سبحانه لاختيار الأوليات تتوازن المنظومة إن شاء الله.


هموم الدعوة
* لحامل هم الدعوة مواقف وتجارب.. حدثينا عن أبرزها وأكثرها تأثيراً فيك؟
لازلت في بداية الطريق، واسمحي لي أن أطيل هنا قليلاً..
كنت قبل ثلاث سنوات تقريباً أقرأ مستغرقة وقتاً كثيراً في كتب فلسفية.. ظناً أنها ستروي نشوة فكرية أجدها.. لكنني أصبحت كأنني ألعب لعبة الاستغماية مع الأسئلة!! والبحث عن دوائر الإجابات..
أثر هذا في تفكيري.. وتعاملي مع الأحداث، وبالرغم من وجود حب كبير لديني إلا أنني لم أكن أقرأ القرآن كقراءتي لتلك الكتب، وكذلك قصرت في اكتشاف كنز السنة النبوية
بدأت الصحوة بداخلي بفضل الله حين تأملت الوضع الغريب الذي أنا فيه.
لماذا أنا متعبة؟
بعد اللجوء لله سبحانه قضيت وخصصت وقتاً أكثر للقرآن.. وكنت أتأثر كثيراً لقوله تعالى في سورة طه: " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى".. 
وقوله عز وجل في سورة فصلت: " قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء"..
أدركت بعمق:
نعمة الكلمة (الثابتة) هي ثابتة ربانية "وما ينطق عن الهوى× إن هو إلا وحي يوحى".. ونقمة الكلمة (المتغيرة) وهي كلمات الإنسان التي ينطقها وينشرها تحت تأثيرات عديدة تراكمية تختلف وتتفاوت..
أمسكت بالقرآن الكريم بإحساس مختلف، وأخذت أقرأ قراءة المتعطش المحتاج لكلمات الله قبل أي شيء. وأحمد الله كثيراً الذي عافاني ودلني على كتابه قبل أن أطور نفسي بطقوس وتمارين غريبة!!
المسلم عليه أن يتعلم علم الحياة من منهج واحد فقط هو منهج خالق الحياة..


* كيف ترين العمل الدعوي والنسائي في النت؟
العمل الدعوي في النت "فتح عظيم لحياة البشرية"..
جاء النت لإيصال هذا الهدف للعالم كله..
والمتلقي الحر من يحسن اختيار الأفكار المعروضة..
لا تزال الأماكن شاغرة.. مطلوب واع بدينه.. أياً كان رجلاً أو امرأة.. داخل النت أو خارجه..
ابدأ.. وأبدع.. وتجاوز المألوف بخدمة دينك وأمتك.. هل فكرت بصناعة ماركة مسجلة مثلاً؟


*مع إبحارك في عالم النت ما أبرز ملاحظاتك على تعامل فتياتنا معه؟ 
يعكس تعاملهن في باقي أمور الحياة.. توجد المؤمنة التي تحمل هم الأمة فتستغله للخير.. في المقابل يوجد من تبدد وقتها وجهدها ومشاعرها من خلاله.. "تحتاج" أن يطمئن قلبها بذكر الله، ليمتد عطاؤها من نفسها للآخرين..


* فتاة حاملة هم هذا الدين وترغب أن يكون النت هو نافذتها للدعوة فهل من نصيحة لها؟
أن نسأل أنفسنا.. ما هو محور همنا في هذا الدين؟
وما هو مقياسنا ومنهجنا؟ هل ننمي وعينا؟ متذكرين أن الأمة الإسلامية جسد يعاني من أمراض عديدة والبحث المركز عن علاج نداوي به مرضاً بسيطاً أثره على صحة الدين، يعني غياب التركيز والتشخيص عن مرض آخر لذا فإن تكرار الأسئلة.. ما هو المقياس؟ ما هو المنهج؟ ما سبب المشكلة؟
يجعل محاولات الإجابة عنها تشخيصاً صحيحاً يقود للعلاج إن شاء الله.
يقول مفكر إسلامي "الدين لا يبنى على العواطف والرغبات العاجلة.


* لديك بطاقات شكر وجهيها لمن تريدين؟
لأفراد عائلتي سبع بطاقات شكر.. لكل ما يفعلونه من أجلي.. ولما يتحملونه من تقصيري.. وإن كان الشكر لا يفيهم.. ولكن هذا ما أملكه الآن..
أسأل الله أن يحفظهم ويرعاهم..


لقاءات حياة
*مجلة حياة للفتيات.. بين يديك تصفحيها..
وليكن لنا حظ من رأيك بها..؟
مجلة حياة.. أول مجلة محلية تصدر للفتاة المسلمة.. وحققت وجوداً منتشراً في وقت قياسي.. هذه نعمة من الله على المجلة وعلينا جميعاً.. أسأل الله دوام النعمة وشكرها، رأينا مع "حياة" حقيقة الحياة..
أسأل الله لي ولكم التوفيق والهداية لما يحبه ويرضاه..

* لقارئات حياة نصيب مما تجود به نفسك..
فما كلمتك لهن...؟
فلنحيا حقيقة حياة.. مبحرين دائماً في كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام إلى أن نصل لميناء الهدف.
يقول تعالى في سورة الأنفال: "يا أيها الذين آمنوا استجيبوا للرسول إذ دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون".
من منهجنا: نتعلم.. نعلم.. نعمل.. نحل مشاكلنا.. ننجح بحياتنا.. تشفى همومنا.. تترتب أفكارنا.. تصح عقولنا.. وقلوبنا.. وأجسادنا.. ينظم وقتنا.. وغداؤنا.. وجميع أمور دنيانا..
فلنقرر حاضرنا لله بمنهج الله.. يصنع لنا مستقبلنا كما وعدنا..

وهنا ودعت ريم.. ولكن كلي أمل.. بل وثقة..
أني في طريق الحياة الطويل.. سأجد نماذج مشابهة
لها.. وعلى دروب الخير نلتقي..

◽️◽️

لقاء أجرته: سارة بنت محمد الخضير
📚 مجلة حياة العدد ٥٢ شعبان ١٤٢٥ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق