الجمعة، 13 يوليو 2018

كشف أسرار الحياة الزوجية


د. وفاء العسّاف:
كلا الزوجين مطالب بكتمان أسرار زوجه وبيته، وهذا أدب عام حث عليه الإسلام ورغب فيه، سواء كانت تلك الأسرار خاصة بالعلاقة الزوجية أو بمشكلات البيت، فخروج المشكلة خارج البيت يعني استمرارها واشتعال نارها، خصوصاً إذا نقلت إلى أهل أحد الزوجين حيث لا يكون الحكم عادلاً – في الغالب – لأنهم يسمعون من طرف واحد، وقد تأخذهم الحمية تجاه ابنهم أو ابنتهم.

أما بالنسبة للعلاقة الخاصة بين الزوجين فيجب أن تكون لها حرمتها، وقد حذر الرسول – صلى الله عليه وسلم – تحذيراً شديداً من إفشاء تلك العلاقة، فقال عليه الصلاة والسلام:
( إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها) .

وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال:

( لعل رجلاً يقول ما يفعله بأهله ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها ".
فأرم القوم – أي سكتوا ولم يجيبوا – فقالت: إي والله يا رسول الله، إنهن ليقلن وإنهم يفعلون. قال: "فلا تفعلوا، فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون ) .

غير أنه يجوز الحديث عن علاقة الفراش في حالات الضرورة والاستفتاء والعلاج، وكل يقدر بقدره، وحفظ سر الزوج عموماً، وسر الفراش خصوصاً، دليل على صلاح الزوجة وكمال عقلها، قال تعالى : {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفـظ الله} (النساء/٤٣).

وقال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله: "يدخل في قوله وجوب كتمان كل ما يكون بينهن وبين أزواجهن في الخلوة، ولا سيما حديث الرفث، فما بالك بحفظ العرض؟".

فعسى أن يصل معنى هذه الآية إلى نساء عصرنا اللواتي يتفكهن بإفشاء أسرار الزوجية ولا يحفظن الغيب فيها.


🌹 🌹


📰 جريدة الوطن
جدة/ صفاء الشريف:

الحياة الزوجية لها قداستها وحرمتها، وقد حث ديننا الإسلامي الزوج والزوجة على تقوى الله وعلى أن يقوم كل منهما بواجبه نحو الآخر لبناء أسرة متماسكة وناجحة ومترابطة، وفي كثير من الأحيان تحدث مشكلات خلف الأبواب المغلقة فيكون المتسبب فيها أحد الطرفين إما الزوج أو الزوجة إلا أن كلاً منهما يحاول دوماً أن يلقي باللوم على الآخر،

"الوطن"
التقت مع عدد من السيدات وسألتهم عن أسباب مشكلاتهن الزوجية وكان القاسم المشترك إفشاء الأسرار الزوجية.

تقول س.م: كنت متزوجة من رجل وكنت أظن أنه أفضل زوج في العالم حتى ظهرت صديقة مطلقة مقربة منها، ورغم تحذيرات أمي من خطورة الاختلاط معها، إلا أنني لم أهتم وكنت أتفهم ظروفها وظروف حياتها الزوجية الفاشلة، وكنت أستأمنها على كل أسرار منزلي وزوجي وحياتي، فكانت تعرف كل كبيرة وصغيرة عن أدق أسرار زوجي من ملبس ومأكل وماذا يحب وماذا يكره.

وتضيف: اعتبرتها أختاً لي ولزوجي وكانت تجالسنا في كل وقت ولم أنتبه أنها كانت تخطط لتحسين ظروفها الاجتماعية التي حرمت منها وهدم حياتي الزوجية فبدأت تهتم بما يهتم به زوجي من قراءة واطلاع وتعد ما يحبه من مأكولات وحلويات، وبدأت تنصب شباكها نحوه وأنا في غفلة كبيرة، ولم أفق إلا عندما بدأت تقلل من زياراتها ومكالماتها ثم علمت أن زوجي تزوجها.


🌹 🌹


الاختصاصية النفسية في تعديل السلوك
حنان مصطفى
حذرت مما أطلقت عليه كارثة التفريط في الأسرار الزوجية والتي تحدث إثرها العديد من المشكلات التي تنتهي بالطلاق وتقول:
"كل ما يحدث في بيت الزوجية هو سر يجب على كل من الطرفين الحفاظ عليه، فربما تعتقد إحدى الزوجات أو الأزواج أن هناك أموراً لا ضير في التحدث بها إلى الآخرين، وهذا خطأ جسيم يدفع ثمنه الطرفان".

وتؤكد الاختصاصية النفسية
أن من أخطر الأسرار التي يجب الحرص على عدم التحدث بها مع الغير هي أسرار فراش الزوجية التي يتعمد العديد من الأزواج التحدث بها مع أصدقائه للتفاخر أو للشكوى،
وقد تتحدث بها الزوجة إلى صديقاتها أيضا لنفس الأسباب.

وتؤكد مصطفى أنه حتى التحدث مع الأهل عن أسرار الزوج أو الزوجة يسبب عدداً من المشكلات، وهذا يتوقف على نوع المشكلة، فهناك خلافات بسيطة يمكن للزوج والزوجة الوصول لحل في شأنها دون تدخل أحد من الأقرباء أو الأصدقاء حتى لا يزيد الخلاف ويصبح مشكلة كبيرة، في حين أن هناك مشكلات قد يقع فيها أحد الطرفين يجب إخبار الأهل بها سواء أهل الزوجة أو أهل الزوج بشرط أن تطرح المشكلة على شخص معروف بالحكمة والفطنة حتى لا يزيد من المشكلة بدلاً من حلها، ومن هذه المشكلات أن يكون الزوج بخيل بشكل مفرط، أو أن يكون مدمنا على منكر ما من خمر أو مخدرات، أو أن تكون الزوجة ناشزاً ولا تطع زوجها وغير ذلك من الأمور الكبيرة.

وتشير مصطفى إلى أن ما يحدث في مجالس النساء والرجال اليوم يجب التوقف عنده،
فلكي يكسب الرجل اهتمام الحضور ويحقق لهم أكبر قدر من الفكاهة والترفيه يبدأ في التحدث عن زوجته ومساوئها كأن يقول إنها تشخر أثناء النوم أو أنها تلبس الثياب ذات اللون كذا والذي لا يليق بها، ويسخر منها ومن تصرفاتها أو يتحدث عن أسرار الفراش،
وهذا ما يحدث أيضا من بعض النساء فتتحدث بعضهن عن زوجها، ويتم ذلك في أماكن كثيرة، ربما في الدقائق التي تنتظر فيها المرأة دورها عند طبيب الأسنان.

وتنبه مصطفى الزوج والزوجة على حد سواء أن سر الزوج زوجته وسر الزوجة زوجها، ومهما حدث فهما في النهاية في مركب واحد، يجب أن يحافظا عليه من الغرق مهما حدثت من عواصف وأعاصير.


🌹 🌹


ويقول المأذون أحمد المعبي
إفشاء أسرار الحياة الزوجية أمر خطير، وعواقبه وخيمة، فالرجل ستر على زوجته، والزوجة ستر على زوجها بموجب ميثاق عقد الزوجية الغليظ، من هنا لا يجوز للزوج أن يهتك ستر حجاب الحياة الزوجية بالحديث عنها مع أصدقائه، وهنا أشير إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أن من أشر الناس منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها).

ويضيف المعبي
هذا الحديث يوضح مدى خطورة نشر الأسرار الزوجية وإفشاء الرجل ما يجري بينه وبين زوجته من أمور من قول أو عمل حيث نهى عن هذه العادة التي كانت منذ الجاهلية،

ويضيف المعبي
الرسول عليه الصلاة والسلام كان في مجلس قد اجتمع فيه الرجال والنساء عنده فقال
(لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها" ؟ فأرو القوم (أي سكتوا) فقالت أسماء بنت يزيد " أي والله يا رسول الله... إنهن يفعلن، وإنهم ليفعلون. فقال " فلا تفعلوا، فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون) .

وينصح المعبي الزوج بألا يهتك ستر زوجته ولا يبيح أسرارها ومكنون عواطفها، لأن المفروض عليه كزوج أن يكون سترا لزوجته، والمرأة تكون ستراً على زوجها، ويدع كل منهما صاحبه على سجيته في التعبير عن انفعالاته بما يريد من الوسائل المباحة، فإذا انكشف شيء من هذه الأسرار خارج بيت الزوجية امتنعت الزوجة عن الاستجابة لزوجها مرة أخرى، وبالتالي تفتر علاقتها به فضلاً عن زهد الزوجة بزوجها لأنه لم يسترها أمام الرجال.

ويضيف المعبي
إذا كانت ألوان النساء في التعبير عن العواطف والانفعالات مختلفة
وكذلك الرجال
فإن عرض هذه الانفعالات ربما يصادف نفوساً مريضة هاوية للتغيير، معتادة على البحث عن هذه الألوان، فتحاول أن تصل إلى الزوجة أو إلى الزوج عن طريق الحرام،
وهو الأمر الذي حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم صراحة بقوله
( ليس منا من خبب امرأة على زوجها )
أي أفسدها، ولا يغلب هذا الإفساد إلا إذا بلغهم من أسرارها ما يدفعهم إلى محاولة الوصول إليها بكل أسلوب وبهذا يكون الزوج سبباً في خراب بيته وشتات أطفاله.

◽️◽️

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق