الجمعة، 13 يوليو 2018

التي جدعت أنفها !


اتصلت ذات صباح تسأل عما إذا طرحنا موضوع
(المكالمات الهاتفية بين الجنسين)
كتحقيق!

فأجبتها أنه حتى الآن لم نطرح هذا الموضوع.. قالت:

(أعتقد أنه موضوع هام جداً وخاصة للفتيات في مثل سني (١٥ سنة)،
واسترسلت (أعرف أنه خطأ كبير وأن كل قصصه تنتهي نهاية مأساوية.. وأن الشباب ليسوا ملائكة كما يدعون، بل ذئاب مفترسة يقضون على ضحاياهم من الفتيات.. ولكنني أقدمت على هذا الفعل وهاتفت شاباً ولا زلت، فهو يسمعني ما أحتاجه من العبارات والكلمات الناعمة والرقيقة.. ويغدق علي بالعاطفة والحنان الذي أريد.. فهو يشبع عندي احتياج مهم وضروري.. فأنا فتاة مليئة بالعاطفة والرقة والحب.. ولكن أين أجد ذلك؟! وعلى الرغم من افتضاح أمي لأمري.. إلا إنني لم أتوقف فهي لم تعنفني بل أهملت الموضوع وقالت: (أنت كبيرة وعاقلة ومدركة لما تقومين به).. لقد كنت أتمنى أن تضربني أو توبخني لكنها لم تفعل!! لذلك لم ولن أتوقف حتى أشعر بحبها لي لتعوضني عن اللجوء إلى الآخرين) ..
وأضافت: (في الحقيقة أمي إنسانة طيبة فهي تغرقنا بكل ما نحتاجه من الأشياء والماديات، ولكن دون عبارة حب واحدة، دون لمسة حانية، دون قبلة رقيقة.. أمي إنسانة جافة المشاعر حتى مع أبي فهم في شجار دائم على أتفه الأمور لكنني أشعر بأن كل منهم يحب الآخر ولا يرضى له التعاسة..)


توقفت لحظات أتأمل عباراتها وكلماتها والتي تفوق سنها، وأخذت أفكر بأسلوبها في الانتقام من أمها بالإساءة إلى نفسها وأسرتها، وتذكرت المثل: (جدع أنفه كي يغيض نفسه)..

حاولت مع تلك الفتاة التي لجأت إلى تعذيب نفسها بالانتقام من الغير من خلال تعزيز ثقتها بنفسها وتوجيه ثقافتها نحو الأمور ذات الفائدة والنفع لها ولأسرتها، وأوصيتها بأن تحاول التقرب إلى والديها وإخوتها وأن تحسن التعامل معهم وتنسى تقصيرهم وأخطائهم..

◽️◽️

📚 مجلة حياة العدد (٥٩) ربيع أول ١٤٢٦ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق